السودان.. قتلى وجرحى وموجة نزوح واسعة جراء المعارك بالفاشر
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
السودان -أعلنت منظمة دولية، امس السبت، وقوع قتلى وجرحى إضافة إلى نزوح 1500 أسرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان: “تلقينا معلومات أولية تفيد بأن 1500 أسرة في الفاشر فروا من منازلهم، السبت، وحدث النزوح من معسكر أبو شوك للنازحين، وأحياء السلام والوحدة والإنقاذ، كما وردت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم) في صفوف المدنيين”.
وذكر البيان، أن “الاشتباكات خلال اليومين الماضيين بالقرب من معسكر أبو شوك، وحي السلام شمالي الفاشر أدت إلى نزوح 400 أسرة إلى مواقع أخرى داخل المدينة”.
وأضاف: “أحرقت 7 منازل، وأصيب 15 منزلاً بأضرار جزئية نتيجة الاشتباكات”.
ومنذ 10 مايو/ أيار الجاري، تشهد المدينة اشتباكات بين الجيش تسانده قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام، ضد قوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
واتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، السبت، قوات الدعم السريع “بارتكاب عملية تطهير عرقي من خلال القصف العشوائي على المنازل والمستشفيات بغرض تهجير الشعب خارج المدينة”.
وأضاف عبر حسابه على منصة إكس: أمس الجمعة وحدها “بلغ عدد الجرحى الذين وصلوا مستشفى الفاشر الجنوبي 82 أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، و30 حالة وفاة”.
وإلى جانب كونها عاصمة ولاية شمال دارفور، تعد الفاشر مركز إقليم دارفور، المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش.
من جانبه، قال المتحدث باسم التنسيقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (أهلية) آدم رحال في بيان: “ازدادت وتيرة العنف في الفاشر، وخاصة مخيم أبوشوك الذي يحوي حوالي 250 ألف نسمة وأغلبيتهم اضطروا لمغادرة المخيم بسبب إطلاق القذائف بشكل عشوائي ومتعمد (..) أدى إلى مقتل وجرح المئات منهم”.
وأشار إلى أن “هناك تضييقا وتفتيشا في البوابات بصورة مخيفة وتوجيه أسئلة باللون والقبيلة عند خروج المواطنين في المدينة إلى مناطق أخرى”.
والخميس، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن التقارير الواردة من الفاشر “مروعة”.
وأضاف غراندي: “هجمات مميتة على المدنيين بالفاشر، وروايات مرعبة عن استهدافهم، والناس خائفون جدا من نقاط التفتيش لدرجة أنهم لا يجرؤون على الفرار”.
وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
باحث علاقات دولية: إسرائيل تمد قوات الدعم السريع بأسلحة ومعدات التجسس
قال الباحث في العلاقات الدولية، حامد عارف، إن انضمام قائد قوات "الدعم السريع" سابقا في ولاية الجزيرة السودانية أبوعاقلة كيكل إلى الجيش السوداني أثار جدلاً واسعاً، ولا يزال مستمراً حتى اللحظة، بسبب الإمدادات الإسرائيلية من الأسلحة و"معدات التجسس" إلى قواته عن طريق قوات "الدعم السريع".
وأضاف عارف، أن بعض المحللين السياسيين لاحظوا اهتمامًا ليس بجديد بشأن إمكانية تعاون بين إسرائيل وقوات "الدعم السريع" بعد ظهور معلومات من مصادر متعددة عن إمدادات من الأسلحة و"معدات التجسس" الإسرائيلية لقوات كيكل، وانتشرت في الأشهر الأخيرة على شبكات التواصل الإجتماعي صور للأسلحة التي تلقتها قوات كيكل، وتفيد تصريحات أعضاء قوات كيكل الذين انشقوا مؤخرًا وانضموا للجيش السوداني بأن إسرائيل تمد حميدتي بالأسلحة والذخائر، والتي يُقال إن الجيش الإسرائيلي استولى عليها خلال المعارك البرية في غزة وجنوب لبنان.
وتابع عارف، أن نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، حصل على أجهزة تجسس متطورة، وقد تم نقل الشحنة إلى الخرطوم عبر طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس الإسرائيلي، وتحتوي على تكنولوجيا مراقبة من الاتحاد الأوروبي، وتم توصيل هذه الشحنة بسرعة إلى منطقة جبل مرة في دارفور، التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع" بالكامل، ومع ذلك، نفت "قوات الدعم السريع" في بيان لها جميع الأخبار التي انتشرت في الإعلام المحلي والعالمي حول حصولها على تقنيات تجسس حديثة من "إسرائيل".
وأكد عارف، أن السودان ضمن الدول "الصديقة" لإسرائيل بحسب خريطة نتنياهو، وسبق أن تم مناقشة هذا التعاون بعد 27 سبتمبر، عندما ألقى بنيامين نتنياهو كلمته أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدم خارطتين بعنوان "الخير" و"الشر"، وشملت خارطة "الشر" دولًا مثل إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن.
وأوضح عارف أن إسرائيل تدرس إمكانية التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي قد يؤدي إلى نفي قادة حركة حماس إلى السودان، ومع ذلك، فقد نفت كل من حركة حماس والقوات المسلحة السودانية هذه المزاعم، في حين لم تدل قوات الدعم السريع بأي تعليق حول هذه المعلومات.
وأشار إلى أن السودان قام بتطبيع علاقاته مع إسرائيل في 23 أكتوبر 2020، وكان أحد شروط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأنه في عام 2023، وقبل فترة قصيرة من اندلاع الحرب الأهلية في السودان، قام وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بزيارة الخرطوم.
ولفت إلى أنه بعد اندلاع الصراع العسكري في السودان، حرصت إسرائيل على الحفاظ على علاقاتها مع كلا الطرفين. وقد كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية تميل إلى الحفاظ على علاقاتها مع الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، بينما حافظ جهاز الموساد على اتصالاته مع حميدتي.
وأوضح أن دعم حمدتي كاستراتيجية يعتبر خطوة منطقية للغاية بالنسبة لإسرائيل. فإنتصار الجيش السوداني في أي نوع من الصراعات المسلحة لن يعود بأي فائدة لإسرائيل.
ولفت إلى أن إسرائيل تعمل اليوم على تسليح حمدتي، مما سيمكنهم من مواجهة القوى الإسلامية الموالية، وزيادة الضغط على الدول الشقيقة.