التحولات الكبرى … أفول عصر النفط
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
التحولات الكبرى … أفول عصر النفط …
شروق شمس الطاقات البديلة …
(إستراحة من التفكير في الحرب)
وصلني ملف صوتي يبدو أن صاحبه عالم سوداني كان يتحدث عن التحولات الكبرى في مجال الطاقة.
تحدث عن الطاقات البديلة والتنافس في الأبحاث والتطوير بين شركات صناعة السيارات والصناعات الجديدة وتأثيرها المتسارع على صناعة النفط في مجال العرض والطلب.
خلاصة الملف أن هناك تطويرا متسارعا متزامنا مع تنافس شديد بين المصنعين في مجالين هما السيارات والشاحنات الكهربائية وأهم لوازمها وهي البطارية الكهربائية والطاقة الشمسية.
وهناك تطور متسارعةيحدث في تقنيات البطاريات من حيث سرعة الشحن والقدرة فهناك اليوم بطاريات يعاد شحنها في دقائق معدودة وقدرة قيادة لمسافة 1000 كيلومتر ، وهذا يعني أن بإمكانك شحن البطارية في بورتسودان وتصل بها عطبرة بكل ارتياح ثم تشحن مرة ثانية لتواصل حتى ود مدني مثلا والسر في كل هذا التطور هو المعادن النفيسة الأغلى كثيرا من الذهب.
وهناك العديد من دول العالم المتقدم اليوم أدخلت في تشريعاتها التحول التدريجي من المركبات التقليدية التي تعمل بالنفط إلى المركبات الكهربائية بحيث لن يمر عقدين أو ثلاث عقود حتى تدخل آخر سيارة تعمل بالبنزين لديهم للمتحف.
القطاع الثاني الأكثر استهلاكا للنفط هو التوليد الحراري للكهرباء وأمثلتها محطة بري ومحطات التوليد الحراري في مختلف المدن السودانية وحتى الجنريتر المنزلي هو محطة توليد حراري ، وهذا القطاع صارت تنافسه الطاقة الشمسية وهي بدورها تشهد تطويرا متسارعا على مستوى البطاريات أو تقنيات صناعة الألواح.
بالنسبة لألواح الطاقة الشمسية حدث تطوير ملحوظ فبعد أن كان معدل تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء 10% فقد ارتفع هذا المعدل إلى 20% و 25% وهذا يعني أن نفس مساحة الألواح يمكن أن تولد ضعف كمية الكهرباء وبذلك يكون قد تم التغلب على إحدى السلبيات وهي استهلاك المساحات.
حين تقرأ هنا صوب بصرك إلى الرمال البيضاء في شمال كردفان وهي الأفضل في العالم من حيث محتوى السليكون لصناعة الزجاج.
ولكن الأبحاث والتطوير المتسارع لا يتوقف ، فبعد أن اعتمدت صناعة ألواح الطاقة الشمسية على السليكون المستخلص من الرمال وهي مادة طبيعية هاهي مادة جديدة مصنوعة تدعى بيروفسكايت Perovskite تظهر في المجال وتتميز بأنها مادة طلائية وتسمح بصناعة ألواح طاقة مرنة قابلة للطي الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة لاستخدامها مثلا في صناعة مسيرات Drones ودمجها في أسقف سيارات ذات طاقة متجددة وبينما يعتبر العمر الاستهلاكي لألواح الطاقة التقليدية من السليكون حتى 25 عاما فإن العمر الاستهلاكي Life Span لألواح البيروفسكايت Perovskite لا يتعدى حاليا الثلاث سنوات ولكنها طبيعة الأشياء والإختراعات الجديدة تبدأ دائما متواضعة ثم تتحسن وتتطور.
بالعودة إلى باحثنا فهو يتوقع أنه لن تمر سوى ثلاث عقود (30 سنة) إلا وقد دخل النفط مرحلة الفحم الحجري الذي كان ذات يوم المادة الخام الأساسية لتوليد الطاقة قبل بزوغ عصر النفط وهاهو الزمان قد استدار وبدأ أفول عصر النفط لصالح الطاقات الجديدة أو الطاقات البديلة.
لفت نظري استدلاله بجزء من الآية الكريمة : (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)القصص/88 وهو (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) من منظور علمي من زاوية الإكتشافات والاختراعات الجديدة فهو يرى أن كلمة (شيئ) تفيد العموم لأنها تحدثت عن الأشياء وأن الإكتشافات والمخترعات أشياء وأن أية إكتشاف أو إختراع جديد له عمر وزمن محدد يعيشه ثم تأتي الإكتشافات والاختراعات الجديدة فتتلاشى أهمية السابقة تدريجيا ويقل الطلب عليها في السوق فتنهار أسعارها ولا يعود تصنيعها أو إستخراجها مجديا فيتلاشى ذكرها ويضمحل وهذا من معاني الهلاك فتأمل !
وقد عايشت شخصيا هذه التجربة في بداية الثمانينات وأنا أستخدم جهاز التلكس Telex في التراسل التجاري الدولي ثم ظهر جهاز الفاكس Faxmile وكان أسهل استخداما وتميز بنقل صورة الصفحة كاملة بين الطرف المرسل والمستقبل مما مكن من نقل الرسومات والصور فكان فتحا لشركات الإنشاءات والمقاولات وغيرها من الشركات العلمية فأختفى جهاز التلكس تدريجيا ، ثم جاءت مرحلة تم فيها دمج الفاكس داخل الكمبيوتر عن طريق جهاز الفاكسمودم Faxmodem وقبل سنوات بحثت عن فاكسمودم لتركيبه في جهاز كمبيوتري فلم أجده إلى أن قال لي أحد التقنيين الشباب ياعمك مع التراسل بالواتساب خلاص الفاكس ده بقى موضة قديمة !
والدول التي تحسن التخطيط تتحسب للقادم وتدرك أن التحولات الكبرى قادمة لا محال فتجدها قد أسست مراكز الأبحاث والتطوير وقد استوعبت مئات الباحثين والمطورين من شبابهم فأين نحن من كل تلك التحولات ؟!
#كمال_حامد ????إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التحولات الکبرى الطاقة الشمسیة عصر النفط
إقرأ أيضاً:
ترامب يجتمع بشركات النفط الأمريكية وسط الحرب التجارية
يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للاجتماع مع كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، بينما يضع خططاً لتعزيز الإنتاج المحلي من الطاقة، في وقت يزداد فيه قلق القطاع بشأن تراجع أسعار النفط وحالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية.
يُعد هذا الاجتماع الأول لترمب مع مجموعة كبيرة من قادة النفط والغاز منذ توليه منصب الرئيس وإنشاء المجلس الوطني لهيمنة الطاقة المستحدث في الولايات المتحدة، الذي يهدف إلى توجيه سياسات القطاع. كشف أشخاص مطلعين على الأمر عن الاجتماع، لكنهم طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأنه لم يُعلن عنه رسمياً.
من المتوقع أن يحضر الاجتماع قادة بعض أكبر شركات النفط في البلاد، بما فيها أعضاء من أكبر مجموعة تجارية في القطاع، معهد البترول الأميركي. كما سيحضر الاجتماع وزير الداخلية دوغ بورغوم، رئيس المجلس الوطني لهيمنة الطاقة في إدارة ترمب، وكريس رايت، وزير الطاقة ونائب رئيس المجلس.
سياسة النفط في الولايات المتحدة
يعتبر هذا الاجتماع، مثل اجتماعات ترامب مع قادة القطاعات الأخرى، فرصة لمناقشة أولويات السياسة مع بداية فترة ولايته الثانية.
كان ترمب قد عقد اجتماعات مشابهة خلال فترته الرئاسية الأولى، بما في ذلك لمناقشة الانهيار الكبير لأسعار النفط نتيجة لوباء كورونا والصراع على حصة بالسوق بين روسيا والسعودية.
يميل ترامب إلى إظهار إعجابه بثروة الولايات المتحدة الأميركية من النفط والغاز، إذ يطلق عليها بشكل متكرر "الذهب السائل"، وقاد زعماء القطاع، بمن فيهم الملياردير هارولد هام من شركة "كونتيننتال ريسورسز" (Continental Resources) وكيلسي وارن من شركة "إنرجي ترانسفير"، حملته الانتخابية خلال 2024.
أطلق ترمب بالفعل سلسلة تغييرات في السياسة تهدف إلى زيادة الطلب على النفط والغاز، بينما يسعى أيضاً إلى جعل إنتاج هذه الوقود الأحفوري أسهل وأقل تكلفة. تعد هذه الجهود جزءاً من حملته الأكبر لـ"تحقيق الهيمنة الأميركية في الطاقة".
رغم ذلك، ربما تتعارض جهود الرئيس لزيادة إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة مع السعي لخفض أسعار الطاقة، وهو تحذير يثيره قادة القطاع بشكل متزايد. أوضح هام أن الأسعار المرتفعة -حوالي 80 دولاراً للبرميل- ضرورية لإطلاق العنان لجزء من الإنتاج.
أسعار النفط وكلفة الإنتاج
يحوم سعر خام غرب تكساس الوسيط، المرجع الأميركي، حول 67 دولاراً للبرميل، ويشهد السعر تراجعاً مرتبط بزيادة الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+" والمخاوف من ضعف الطلب في الصين.
قال هارولد هام، الملياردير ورئيس "كونتيننتال ريسورسز"، لتلفزيون بلومبرغ أمس الأول: "هناك العديد من الحقول التي وصلت إلى نقطة يصعب فيها الحفاظ على انخفاض تكلفة الإمدادات. عندما تكون أسعار النفط أقل من 50 دولاراً - المستوى الذي تروج له الإدارة الأميركية- فإنك تصبح تحت النقطة التي ستتمكن عندها مواصلة العمل بمقولة "احفر، يا عزيزي، احفر".
رحب ترمب بانخفاض أسعار النفط وقال إن تقليص تكاليف الطاقة سيخفف الضغط على المستهلكين الأميركيين. وأثناء حملته الانتخابية، تعهد بخفض أسعار الطاقة إلى النصف، وهو هدف طموح يقول المحللون إنه قد يعني أن العديد من المنتجين الأميركيين قد لا يستطيعون تحمل تكاليف الاستمرار في الحفر.
قالت بيثاني ويليامز، المتحدثة باسم معهد البترول الأميركي: "وضعت أجندة الطاقة الخاصة بالرئيس ترمب بلادنا على المسار نحو الهيمنة على الطاقة. نحن نقدر الحصول على فرصة مناقشة كيف أن النفط والغاز الأميركيين يقودان النمو الاقتصادي ويقويان أمننا الوطني ويدعمان المستهلكين، مع الرئيس وفريقه".