الصرصور الألماني.. كيف غزت هذه الحشرة قارات العالم؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
يتعبر الصرصور الألماني، المسمى علمياً Blattella germanica، من أكثر أبناء نوعه من الصراصير نجاحاً، إذ يمكن القول إن شهرته بلغت جميع أصقاع العالم بعد أن بات مرافقاً للبشر على جميع قارات كوكبنا الأزرق. وصار يعشعش في المباني بعيداً عن البرية. وبحسب تقرير لمجلة "شبيغل" الألمانية فإن الألمان بحثوا طويلاً عن المكان الذي ينحدر منه، لكن فريق علمي بإشراف عالم الأحياء تشيان تانغ من جامعة سنغافورة الوطنية بالتحقيق في هذا الأمر.
ويقول تقرير للمجلة إن الصرصور الألماني (بالألمانية: Deutsche Schabe) قد يكون قد حصل على اسمه من عالم الطبيعة السويدي كارل فون لينيه. وكان أول من وصف الصرصور البني الذي يصل طوله إلى سنتيمترين، في أوروبا الوسطى عام 1776. لكن هذا النوع كانت موجودة قبل ذلك بوقت طويل.
وقام فريق تشين تانغ بتحليل جينومات 281 صرصوراً من 17 دولة في خمس قارات. وبناء على ذلك، وتوصل إلى نتيجة مفادها إلى الصرصور الألماني تطور من الصرصور الآسيوي (Blattella asahinai) قبل نحو 2100 عام. في ذلك الوقت، تكيفت الحيوانات مع الحياة في المستوطنات البشرية في الهند أو ميانمار. ولا يزال كلا النوعين متشابهين جداً إلى يومنا هذا.
وانطلاقاً من الهند وميانمار انتشرت هذا النوع من الصراصير ع إلى الغرب عبر طريقين مختلفين في القرون التالية، وكانت متتبعة البشر في ذلك كما تقول دراسة الفريق العلمي. وتضيف أنه قبل حوالي 1200 عام استفادت هذه الصرار من الحركة الاقتصادية والعسكرية التي رافقت انتشار الإسلام، ومنذ ما يقرب من 400 عام من الاستعمار الأوروبي.
حتى في أوائل القرن الثامن عشر، كانت منطقة التوزيع الرئيسية للصرصور الألماني لا تزال مقتصرة على آسيا، كما كتب الفريق العلمي في الدراسة المنشورة بمجلة Proceedings للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم.
ولم يتغير ذلك إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، أي في وقت قريب من أول وصف علمي لها على يد العالم السويدي. وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ساهمت طرق النقل الأسرع في انتشار الصرصور الألماني إلى بقية أنحاء العالم. وأدى تحسين الظروف المعيشية مع زيادة التدفئة، إلى تقليل معدل وفيات هذه الحشرة الحساسة للبرد بشكل كبير في المناطق الأكثر برودة.
وتخلص دراسة الفريق السنغافوري إلى نتيجة مفادها أن "تطور الحضارة الإنسانية أدى إلى تطور وانتشار أنواع من الحشرات التي تكيفت مع البيئات الحضرية". وهناك سبب آخر وراء نجاح الصرصور الألماني في استعمار العالم، وهو أن هذا النوع مقاوم بشكل خاص لسموم الحشرات مقارنة بالصراصير الأخرى.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
صفقة القرن: اسرائيل تريد ضم الضفة ووادي الأردن في حقبة ترامب
23 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تتصاعد النقاشات حول مساعي إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية، وهي خطوة تعكس تغيرات جوهرية في المشهد السياسي والإقليمي منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة. فمنذ توليه رئاسة الحكومة اليمينية المتطرفة، شهدت الضفة الغربية توسعاً غير مسبوق في الاستيطان.
هذا التوجه زاد من مخاوف الفلسطينيين حيال إمكانية القضاء على حلم إقامة دولتهم المستقبلية.
خلال العامين الماضيين، شهدت الضفة الغربية تحولاً في ملامحها الجغرافية والديموغرافية بفعل النشاط المكثف للمستوطنين، والذي غالباً ما ترافق مع تصاعد العنف. وتركز الاهتمام مؤخراً على وادي الأردن، حيث رفع مستوطنون أعلام إسرائيل وأقاموا صلوات على قمم التلال، في إشارة رمزية لرغبتهم في فرض السيادة الإسرائيلية على تلك المناطق.
يترقب أنصار الضم دونالد ترامب كفرصة لتحقيق هذا الهدف. فخلال ولايته السابقة، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وألغى الموقف الأمريكي التقليدي الذي يعتبر المستوطنات غير قانونية. كما دعا إلى خطة سلام تضمنت احتمال إقامة دولة فلسطينية، لكنها لم تلق قبولاً من القيادة الإسرائيلية أو الفلسطينية.
في السياق ذاته، أعرب مستوطنون ومسؤولون إسرائيليون عن تفاؤلهم بإمكانية الحصول على دعم إدارة ترامب المقبلة لخطط الضم. وبرزت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كدليل على هذا التوجه، حيث أعرب عن أمله في أن تتمكن الحكومة من فرض سيادتها على الضفة خلال العام المقبل بدعم أمريكي.
لكن هذه الخطوة تواجه تعقيدات كبيرة. إذ إن السعودية، التي تعد عنصراً رئيسياً في جهود تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم، تعارض الضم بشدة. ويُعتقد أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه قد يعرقل تلك الاتفاقيات ويهدد الطموحات الأمريكية للتوصل إلى اتفاق إقليمي أوسع.
من ناحية أخرى، يرى الفلسطينيون في هذه التحركات تهديداً وجودياً لطموحاتهم الوطنية. فقد أكد واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن أي ضم إسرائيلي لن يغير من حقيقة أن الأراضي المحتلة فلسطينية بموجب القانون الدولي.
على الأرض، يُظهر وادي الأردن مدى التوتر المحيط بالقضية. فقد قاد مستوطنون، بمن فيهم يسرائيل جانتس، صلوات لدعم فوز ترامب، ما يعكس الاعتماد الإسرائيلي على التغيرات السياسية الأمريكية لتحقيق أهدافهم.
ورغم أن ترامب لم يكشف عن خططه المستقبلية، إلا أن التحركات الإسرائيلية تتسارع استعداداً لأي فرصة سياسية سانحة. في المقابل، يواجه الفلسطينيون واقعاً سياسياً معقداً، إذ يطالبون المجتمع الدولي بالتصدي لمخططات الضم التي تهدد بتفجير الأوضاع مجدداً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts