جنيف - صفا

دعت سبعون منظمة حقوقية في بيان مشترك، كافة الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة إلى إعلان المجاعة رسميًّا في قطاع غزة في ظل سرعة الانتشار الحالي للمجاعة ومعدلات سوء التغذية الحاد واتساع رقعتها جغرافيًّا وبين جميع الفئات، خاصة بين الأطفال.

وأبرزت المنظمات الموقعة على البيان ومن بينها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّ مستويات انعدام الأمن الغذائي تتفاقم بشكل مضطرد في جميع أنحاء القطاع نتيجة إصرار "إسرائيل" على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمتها الأشمل في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

ووثقت المنظمات تدهورًا خطيرًا على مستويات الأمن الغذائي مع الهجوم البري الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة منذ السابع من مايو/أيار الجاري، والذي سبقه بيوم منع إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح.

ولفتت المنظمات إلى وجود آلاف الشاحنات على جانب معبر رفح متوقفة منذ أسابيع ويتعذر وصولها إلى السكان الذين تعتمد حياتهم عليها، نتيجة لقرار "إسرائيل" بتجويع سكان القطاع وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات.

وشددت المنظمات الحقوقية على أنه ينبغي بشكل فوري إلزام "إسرائيل" بتنفيذ التدابير التحفظية التي أعلنتها محكمة العدل الدولية بشأن ضرورة إبقاء معبر رفح مفتوحا أمام توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل على نطاق واسع لصالح السكان في إطار منع جريمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقال البيان المشترك للمنظمات إنه بالرغم من فتح إسرائيل معبر "كرم أبو سالم"، فإن أغلب ما يدخل من خلاله هو بضائع للتجار يحتاج سكان القطاع الذين فقد أغلبهم مصدر رزقه دفع المال مقابل شرائها، إلى جانب كميات شحيحة جدًا من المساعدات لا تكفي لإغاثة الأعداد المتزايدة من النازحين في الجنوب.

وأكد البيان أن تلك البضائع تُمنع بشكل كامل من الوصول إلى مناطق شمالي وادي غزة، بما في ذلك مدينة غزة وشمالها، في الوقت الذي يعاني فيه السكان هناك من شح في المواد الغذائية، وانعدام تام للخضروات واللحوم والمواد الغذائية الأخرى.

وسجل البيان تدهورًا آخر شمال القطاع بالتزامن مع انقطاع المساعدات الإنسانية وعودة قوات الاحتلال لشن عملية عسكرية شديدة ضد جباليا ومخيمها مساء 11 مايو/أيار الجاري، ليجد عشرات الآلاف أنفسهم إما مضطرين للنزوح القسري وترك أمتعتهم والقليل مما لديهم من مواد غذائية، أو البقاء في مراكز إيواء تخضع ومحيطها للقصف والحصار ولا تصلها أي إمدادات غذائية.

وأشارت المنظمات الحقوقية إلى أن أكثر من 800 ألف ساكن ونازح هجّروا قسرًا من رفح باتجاه غرب خانيونس ودير البلح، وأغلبهم اضطروا للمغادرة بالقليل من أمتعتهم وتركوا أغلب ما لديهم من مواد غذائية، فيما هجّر نحو 100 ألف من جباليا ومخيمها وبيت لاهيا شمالي القطاع إلى غرب مدينة غزة.

وأوضحت أنه مع إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، فإن شبح المجاعة وسوء التغذية الحاد عاد بسرعة وتوسع ليطال جميع سكان قطاع غزة، والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، وبخاصة في شمال وادي غزة، حيث نفدت البضائع من الأسواق.

وأكدت المنظمات أنه مع انهيار فرص العمل وغياب السيولة النقدية وانهيار القدرة على الإنتاج المحلي، فإن جميع السكان باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة لهم من الخارج، وبالتالي فإن توقفها يعني حرمانهم بشكل مطلق من الحصول على المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية التي لا غنى عنها لبقائهم على الحياة.

وأشارت إلى أن بعض المساعدات التي قدمت عبر الرصيف المائي هي مساعدات محدودة جدًا، كمًّا ونوعًا، وأغلبها كان عبارة عن وجبات طعام لم تصل إلى كل أماكن القطاع، فيما يبدو وأن الرصيف لا يعدو عن كونه سوى وسيلة شكلية أوجدتها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تخفيف حدة الانتقادات التي طالت "إسرائيل" لاستمرارها في ارتكاب جريمة التجويع وعرقلة المساعدات الإنسانية القادمة برًّا.

وشددت على أن المعابر الحدودية البرية تبقى أنجع الطرق لإدخال المساعدات، وهو الأمر الذي أكدت عليه مختلف وكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات الدولية الإنسانية العاملة في القطاع، وكذلك محكمة العدل الدولية، وبخاصة في قرارها الثاني الصادر في 28 آذار/ مارس الماضي.

ونبهت إلى أن الوضع الغذائي في قطاع غزة ينطبق عليه مفهوم المجاعة بحسب التصنيف الدولي المعتمد، وهو التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC). حيث أكد الفريق العامل لهذا التصنيف والمعني بمسألة الوضع الغذائي في قطاع غزة في تقريره الثاني أن كامل السكان في قطاع غزة (2.23 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك محافظات دير البلح وخان يونس ورفح، وهي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى، بما يشمل ذلك نصف السكان في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي مرحلة الكارثة/المجاعة.

وخلص هذا التقرير الصادر في 18 آذار/ مارس الماضي، إلى أن كل من العتبات الثلاث لتعريف المجاعة قد تم تجاوزها بالفعل، أو من المحتمل أن يتم تجاوزها قريبًا في محافظتي شمال غزة وغزة في القطاع، حيث أن عتبة المجاعة لانعدام الأمن الغذائي الحاد قد تم تجاوزها بشكل كبير بالفعل، ومن المرجح جدًا أن تكون كذلك عتبة المجاعة لسوء التغذية الحاد قد تم تجاوزها أيضًا، ومن المتوقع أن تتسارع عتبة المجاعة للوفيات ويتم تجاوزها قريبًا. لهذه الأسباب، خلص التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن المجاعة متوقعة أن تحدث في أي وقت في الفترة الواقعة ما بين تاريخ إصدار التقرير وأيار/ مايو الحالي.

وأشارت المنظمات إلى التقديرات الواردة في هذا التقرير، (والمبنية على الأسس والمعادلات التقنية التي تعد الركيزة الأولى والمعتمدة دوليًا لتصنيف حالات سوء التغذية والمجاعة)، كانت تدق ناقوس الخطر للضرورة التحرك الفوري للحد من انتشار المجاعة وعكس آثارها في قطاع غزة، حتى قبل التدهور السريع للوضع الغذائي الأخير في القطاع الحاصل بسبب قيام "إسرائيل" منذ أسابيع بإغلاق المعابر البرية.

وأكدت على أن حقيقة الوضع الإنساني والغذائي الكارثي الذي يعاني منه كامل سكان قطاع غزة، يعد دليلًا دامغًا على ارتكاب "إسرائيل" لجريمة التجويع واستخدامه كأسلوب من أساليب الحرب، فهي من تسيطر على جميع المعابر البرية والبحرية للقطاع وتفرض عليه حصار غير قانوني، وتتحكم من خلاله بحركة دخول المواد الأساسية إلى القطاع، وهي من قامت بتدمير منازل المدنيين ومصادر الرزق والأراضي الزراعية على نحو منهجي وواسع النطاق، وأن المجاعة التي بدأت تنتشر بالقطاع هي من صنع "إسرائيل".

وأضافت أن هذه الآثار الكارثية والظاهرة للعيان والتي لا يمكن إنكارها هي ما دفعت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لتوجيه تهمة ارتكاب جريمة تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب، ضد رئيس وزراء الاحتلال ووزير الجيش الإسرائيلي، وذلك لدى قيامه بتقديم طلبات لإصدار مذكرات إلقاء قبض إلى الدائرة التمهيدية للمحكمة الأسبوع الماضي.

وشددت على أن غالبية سكان القطاع يواجهون بالفعل مستويات شديدة من الجوع، فيما بدأ مئات الآلاف من الأطفال والمسنين على وجه التحديد يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم، وفقد جميع السكان آلاف الأطنان من أوزانهم على مدار الأشهر الماضية.

وأكدت المنظمات الحقوقية أن المعطيات المتوفرة لديه من الجهات الطبية تشير إلى أنه إلى جانب تسجيل 30 حالة وفاة رسميًّا نتيجة المجاعة، هناك تقديرات بتسجيل حالات وفاة شبه يوميًّا نتيجة تداعيات الجوع إضافة إلى الوفيات الناجمة عن القصف والافتقار للعلاج والرعاية الصحية.

وشددت على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليات قانونية وأخلاقية لمنع انتشار المجاعة في قطاع غزة واتخاذ قرارات فورية، بما في ذلك تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة والإعلان رسميًّا عن المجاعة الحاصلة في القطاع، باعتبار ذلك مدخلًا لضمان توفير إمدادات فورية للمساعدات المنقذة للحياة، وأن التأخير في الإعلان الرسمي عن المجاعة يعني عدم اتخاذ خطوات جديدة جادة للضغط على "إسرائيل" لرفع حصارها التعسفي عن القطاع ووقف جرائمها، مشيرًة إلى أن استمرار تأخير وصول المساعدات المنقذة للحياة يعني مزيدًا من سوء التغذية والفقر والجوع والموت.

وإزاء ذلك، طالبت المنظمات الموقعة على البيان باستعادة وصول المساعدات الإنسانية إلى كامل قطاع غزة، بما في ذلك السماح بدخول المواد المنقذة للحياة وانتقالها عبر المعابر والطرق البرية بشكل فوري وسريع وفعال، واستعادة الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي، وتوفير الغذاء الآمن والمغذي والكافي لكامل السكان، وحليب الأطفال، وتوفير العلاج لحالات الجوع وسوء التغذية والأمراض المقترنة بهما، واستعادة نظم الإنتاج المحلي ودخول البضائع التجارية.

وجددت دعوتها المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، باعتبارها الجذر الأساس لحدوث المجاعة، والتي بدون وقفها لا يمكن الحديث عن بيئة فعلية ملائمة لتقديم المساعدات الإنسانية والبدء في استعادة تقديم الخدمات الأساسية للحد من انتشار المجاعة وعكس آثارها.

كما دعت إلى تفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبار "إسرائيل" على التوقف عن ارتكاب كافة جرائمها فورًا، والضغط عليها للامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من خطر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بما في ذلك وقف كافة أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري "لإسرائيل" في هجومها العسكري على قطاع غزة، ومحاسبتها ومساءلتها عن جميع جرائمها.

وطالبت المنظمات الحقوقية بتشكيل ضغط دولي فوري على "إسرائيل" من أجل وقف تنفيذها لجريمة تجويع السكان قطاع غزة، ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع، ووضع الآليات المناسبة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن وفعال وسريع، واتخاذ التدابير الجدية للتصدي للمجاعة الآخذة بالانتشار السريع في صفوف المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

وفيما يلي قائمة المنظمات الموقعة على البيان:

- المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

- منظمة المحامون الدوليون.

- المنظمة الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري.

- اتحاد الحقوقيين العرب.

- المنظمة العربية لحقوق الإنسان.

- رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة.

- مركز جنيف الدولي للعدالة.

- جمعية ضحايا التعذيب – جنيف.

- جمعية المحامين الإثيوبيين ذوي الإعاقة (ELDA).

- جمعية جسر جنيف.

- المنظمة العربية لحقوق الإنسان في وسط أوروبا.

- الجمعية البحرينية للحقوقيين.

- منظمة مبادئ لحقوق الإنسان.

- منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان ـ لندن.

- مؤسسة المجلس العربي- جنيف.

- افدي الدولية – باريس.

- منظمة العدالة الواحدة – فرنسا.

- منظمة تقصي للتنمية وحقوق الإنسان ـ اليمن

- مؤسسة دفاع للحقوق والحرّيات ـ اليمن.

- الرابطة العالمية للمدونين – جنيف.

- مركز حقي لدعم الحقوق والحرّيات.

- ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان.

- محكمة بروكسيل.

- التضامن لحقوق الإنسان- جنيف.

- منظمة الكرامة – جنيف.

- منظمة سام للحقوق والحريات- جنيف.

- تضامن منظمات دعم السلام (SOAP).

- منظمة صحفيات بلا قيود.

- منظمة التنمية المحلية.

- التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان.

- منظمة صوت حر للدفاع عن حقوق الإنسان- باريس.

- منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان.

- منظمة تواصل لحقوق الإنسان.

- مجموعة عائلات الأشخاص المفقودين.

- الشبكة التونسية المتحدة- واشنطن.

- التحالف الليبي الأمريكي- واشنطن.

- الملتقي الوطني للدفاع عن الحرّيات ـ الأردن.

- المركز العراقي لحقوق الإنسان.

- المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

- منظمة المحامون العرب في المملكة المتحدّة.

- الجمعية الدولية للحقوقيين السوريين في تركيا.

- التحالف الدولي للحقوق والتنمية (IAHRD).

- الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود).

- منظمة التنمية المحلّية (LDO).

- منظمة عدالة لحقوق الإنسان – اسطنبول

- المركز الأمريكي للعدالة – ميتشجن.

- منظمة المرصد لحقوق الإنسان.

- المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان.

- رابطة أمهات المختطفين.

- رابطة المعتقلين والمفقودين في جنوب سوريا.

- تجمع نقابة الصحافة البديلة – لبنان.

- منصة اللاجئين في مصر (Refugees Platform in Egypt - RPE).

- هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنيَّة.

- مؤسسة دعم القانون والديمقراطية (Law and democracy support foundation - LDSF)

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدوان على غزة حرب التجويع التصنیف المرحلی المتکامل للأمن الغذائی المساعدات الإنسانیة المنظمات الحقوقیة الإبادة الجماعیة الأمن الغذائی لحقوق الإنسان سکان قطاع غزة فی قطاع غزة بما فی ذلک فی القطاع على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يواصل عدوانه على غزة مخلفًا شهداء وجرحى فلسطينيين و”حماس” تدعو لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق

الثورة / متابعة/ محمدالجبري

أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أن «الأمر المطلوب» هو الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة؛ «وليس وضع اتفاقات جديدة وجانبية».
وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، في تصريح صحفي أمس الإثنين، إن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو «تنصل» من استحقاقات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأكمل قاسم: «تطبيق الاتفاق بمراحله المختلفة يضمن الأهداف، أما لغة التهديد فلا تنتج شيئا إيجابيا، بل تعمل على تعقيد الأمور، ولا تخدم تحقيق أهداف الاتفاق».
ونوه بأن «المسار السليم» لتحقيق أهداف الاتفاق؛ بالهدوء المستدام وإطلاق الأسرى، يكمن بالأساس في تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا والتوقيع عليه من كل الأطراف.
وأوضح المتحدث باسم «حماس» أن الإدارة الأمريكية طرحت إطارًا للاتفاق (الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025) وتحرك الوسطاء، بمن فيهم ويتكوف، لإنجازه.
وختم تصريحاته بالإشارة إلى أن «الإطار الأمريكي» يضمن عملية «متسلسلة» تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والقتلى «وصولا إلى تحقيق الهدوء المستدام».
و دعت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أمس الاثنين، الوسطاء الضامنين للاتفاق إلى التدخل الفوري، لكبح الجرائم والاعتداءات الصهيونية المتواصلة، التي كان آخرها ارتقاء خمسة من أبناء الشعب الفلسطيني جراء قصف غادر من طائرة مسيّرة وسط قطاع غزة.
وأكدت «حماس» في بيان ، أن العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر استهدافه المتعمد للمدنيين العزل، وكان آخرها قصف جوي بطائرات مسيرة وسط قطاع غزة، أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين، ليضافوا إلى نحو 160 شهيدًا ارتقوا منذ إعلان الاتفاق.
وأوضحت أن جرائم العدو الصهيوني المستمرة إلى جانب استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار والتجويع والتعطيش الذي يطال أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، تعكس إصرار حكومة العدو بنيامين نتنياهو على التهرب من استحقاقات الاتفاق، وعدم اكتراثها بحياة أسراها في غزة أو بالقوانين الدولية والإنسانية.
بالمقابل دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة حكومة الاحتلال للعمل على إعادة أبناءهم من غزة.
وقالت عائلات الأسرى «الإسرائيليين» بغزة في تصريح له: ندعو الحكومة والمستوطنين وقادة الاحتجاج إلى عدم تجاهل المهمة العاجلة لإعادة كل الأسرى من غزة». وفق قولهم.
وأضافت العائلات: «لا يتوفر مزيد من الوقت لدى الأسرى وإبعاد قضيتهم عن الأجندة سيبقيهم في غزة إلى الأبد». على حد قولها.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت: «إن منظمات الاحتجاج تعلن تنظيم مظاهرة حاشدة يوم الأربعاء في القدس على خلفية إقالة رئيس الشاباك».
من جانب آخر أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس، أن العمل جاري على استضافة مؤتمر لإعادة إعمار وتأمين التمويل.
وقال عبد العاطي في تصريحات صحفية: «نعمل على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة بالقاهرة لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة».
وأضاف: «هناك مقترح أن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية».
وكشف الوزير المصري عن مقترح جديد يتمثل في دراسة مجلس الأمن لتأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، يشمل قطاع غزة والضفة الغربية، من خلال نشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة.
وشدد على أن هذا المقترح يأتي في إطار برنامج زمني محدد يهدف في نهاية المطاف إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق حل الدولتين الذي تدعمه مصر.
وأشار عبد العاطي إلى أن نجاح هذه الخطة يتطلب التزاماً دولياً قوياً، ليس فقط بتوفير التمويل اللازم، بل أيضاً بالضغط لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان عدم تجدد الصراع في المنطقة.
فيما رحب الاتحاد الأوروبي بالمبادرة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث أكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، يوم الاثنين، دعم الاتحاد لهذه المبادرة. وقالت كالاس، قبيل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية، إن الاتحاد سيشارك في تقديم الدعم اللازم لأهالي القطاع في جهودهم للتعافي وإعادة البناء.
وكان الزعماء العرب قد شددوا في القمة العربية التي عقدت في الرابع من مارس الجاري على ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، مؤكدين رفضهم القاطع للمخططات التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
من جهتها كشفت مصادر فلسطينية عن موقف إدارة ترامب من الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وذكر مصدر فلسطيني : «إدارة ترامب أبدت موافقة مبدئية على الخطة المصرية بشأن غزة». على حد قوله. وأضاف المصدر ذاته: «إدارة ترامب استفسرت من مصر بشأن القدرة على إخراج حماس من المشهد السياسي والإداري في غزة». على حد قوله.
وأوضح أن الولايات المتحدة ربطت قبول الخطة بإزاحة حماس من الحكم في غزة ونزع سلاحها، مبيناً أن إدارة ترامب تضغط على نتنياهو لقبول تولي اللجنة الحكومية الفلسطينية إدارة غزة بدعم عربي ودولي.
وكشف المصدر عن وجود نقاش مصري أميركي مرتقب نهاية مارس للخروج بآليات عمل وجداول زمنية بشأن الخطة المصرية».
أما استمرار جرائم الاحتلال في قطاع غزة، فقد أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة أن العدو الصهيوني، يمعن في ارتكاب جريمة الإبادة بحق أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، معتبرةً أن الحصار على القطاع إبادة ممنهجة لشعب بأكمله.
وأوضحت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحفي، أن 25 ألف مريض وجريح يواجهون الموت جراء انقطاع العلاجات من الخارج، فيما يواجه 300 ألف طفل خطر الموت جراء نقص الغذاء والبرد.
وبينت أن مخابز القطاع توقفت جراء نفاد غاز الطهي، كما أن نفاد الدواء والوقود يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل.
وطالبت الهيئة، كل الأطراف العمل لتفادي دخول القطاع في مرحلة المجاعة الشديدة.
كما طالبت بتحرك دولي عاجل لفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى القطاع، داعية المجتمع الدولي إجبار العدو على فتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات.
من جهته قال وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية هيمش فولكنر، إن الوضع الإنساني في غزة حرج.
وأضاف في منشور له على منصة «إكس»، أن منع الكيان الصهيوني دخول المساعدات على مدى أسبوعين عرقل توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية في غزة.
وشدد الوزير البريطاني على أنه يجب على كيان العدو أن يرفع فورا قيوده على دخول المساعدات لتفادي المزيد من المعاناة.
وفي هذا الصدد، استشهد مسن فلسطيني وفتى، مساء أمس الاثنين، جراء قصف صهيوني استهدفهم وسط شرق قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية في تصريحات صحفية ، إن طائرات العدو «المسيرة» استهدفت مجموعة من المواطنين في محيط مدرسة تابعة لوكالة الغوث «أونروا» شرق مخيم البريج؛ أسفر عن استشهاد، وائل عوض النباهين (52 عامًا) والفتى عوض النباهين (16 عامًا).
وكان استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، صباح أمس، في انتهاكات صهيونية وعمليات قصف، وسط وجنوب قطاع غزة؛ غالبيتهم من عائلة واحدة خلال جمع الحطب.
وأعلنت وسائل الإعلام الفلسطينية، عن إصابة واستشهاد عدد من الشبان الفلسطينيين، ظهر أمس، في قصف طائرة مسيرة تابعة نوع «كواد كابتر»، ألقت عدة قنابل على عدد من المواطنين أثناء جمعهم الحطب بمنطقة وادي غزة، وسط القطاع.
كذلك أفاد شهود العيان أن طائرة مسيرة قصفت حي الجنينة شرق مدينة رفح، ما أسفر عن إصابة أربعة مواطنين بينهم امرأة بشظايا قنبلة أطلقتها مسيرة إسرائيلية، وإثر إطلاق نار من دبابات الاحتلال في منطقة حي السلام شرقي رفح جنوب قطاع غزة.
و قالت مصادر طبية، أمس الاثنين، أن نحو 29 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منهم 15 شهيدا انتشلت جثامينهم، و14 شهيدا جديدا، و51 مصابا نتيجة العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من شهر أكتوبر 2023، إلى 48,572 شهيدا فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 112,032 جريحا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • قطاع غزة يدخل أولى مراحل المجاعة بسبب حصار الاحتلال
  • الإعلام الحكومي بغزة: القطاع دخل مراحل المجاعة مع استمرار منع المساعدات
  • حكومة غزة: القطاع دخل أولى مراحل المجاعة بفعل حصار الاحتلال
  • اقتحامات متواصلة للأقصى.. وجماعات الهيكل تدعو لتكثيف تواجدها
  • فلسطين تدعو لاجتماع عربي والأزهر يندد بـإرهاب إسرائيل
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تسرع ضم أجزاء من الضفة الغربية
  • منظمات الهيكل تدعو لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى في رمضان
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على غزة مخلفًا شهداء وجرحى فلسطينيين و”حماس” تدعو لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق
  • حماس تدعو الوسطاء للتدخل فورا لكبح جرائم الاحتلال بغزة
  • مفوضية حقوق الإنسان تدعو لرفع العقوبات عن سوريا