تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان، منذ نشأتها، وما قدمته من فكر مثّل الأساس الذي بنيت عليه أدبيات وأيدلوجيات جميع الجماعات المتطرفة التي انتهجت العنف والإرهاب سبيلا للضغط على المجتمعات التي تعمل بها، فإن بعض المتعاطفين مع الجماعة، مازالوا يتشككون في مسؤوليتها عن كل ذلك.


لكن الفهم الصحيح لحوادث التاريخ منذ ظهور الجماعة، ومرورا بالأحداث الإرهابية المشهودة التي وقعت، حتى الآن، مرورا بحادثة برجي مركز التجارة الأمريكي، المفصلية ـ أحداث 11 سبتمبر 2001 ـ تؤكد بلا أدنى شك أمومة الإخوان لما تلاها من جماعات سواء في الفكر، أو التنفيذ.
وبعد هذه المدة من متابعة أنشطة الجماعات الإرهابية، ودراسة أيدلوجيتها، يمكن القول إن الجماعات المتطرفة تسير وفق منهج واحد يعتمد على التكفير، وتقسيم المجتمعات إلى دار حرب ودار سلام، وبينهما ما اعتبروه "جهادا" ضد كل من لا يتخندق في صفوفهم، وذلك كله سعيا لإسقاط الدول وتقسيم مجتمعاتها بما يسمح بالسيطرة عليها من قبل تلك الجماعات.
هذا الطرح يضعنا أمام سؤال واضح: هل تختلف هذه الجماعات عن الإخوان في شيء؟ أليست الجماعة هي من وضعت أساس هذه الأساليب، وكانت أول من مارسها منذ بدايات القرن العشرين؟  
وقائع التاريخ تجيب عن هذه الأسئلة بسهولة، فتؤكد أن الإخوان هم أول منظمة إرهابية أسست لفكرة الجهاد العالمي، تنظيرا وممارسة، حيث وضعت الجماعة الأساس الفكري والعقائدي لها ولمن جاء بعدها ليسير على النهج ذاته، وهو ما كان واضحا تماما في مؤلفات حسن البنّا، وسيد قطب.
ومن أهم الأدبيات الإخوانية التي مهد بها البنا وقطب للبناء الفكري الحالي لدى الجماعات الإرهابية، تلك الفكرة المتعلقة برفض حدود الأوطان، وعدم الاعتراف بالجنسيات، وهذه المسألة تحديدا حظيت باهتمام حسن البنّا، وعبر عنها بعبارته بمقولة: "الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية وعمل ومصحف وسيف".
سيد قطب المنظر الأكبر للجماعة، أكد بدوره على هذه المقولة، في كتابه الأشهر "معالم في الطريق"، وضع فصلا كاملا بعنوان: "جنسية المسلم وعقيدته"، أعاد خلاله تأكيد ما قاله البنا، فقال: "لا وطن للمسلم إلا الذي تقام فيه شريعة الله، ولا جنسية للمسلم إلا عقيدته التي تجعله عضوا في الأمة المسلمة بدار الإسلام، ولا قرابة للمسلم إلا تلك التي تنبثق من العقيدة في الله". 
منظرو جماعات الجهاد المختلفة، عبروا عن المفاهيم ذاتها، ومنهم ما قاله الجهادي المعروف "مصعب السوري" الذي عمل في أفغانستان: "الجهاد العربي في أفغانستان هو نتيجة للجهاد العربي قبله، وهو أحد إنجازات التيار الجهادي العربي في بلاد العرب وأحد إفرازاته ومراحل تطوره"
إذا أضفنا إلى ذلك ما لقيته الجماعات المتطرفة، من دعم متنوع من جماعة الإخوان، سواء ماديا أو معنويا أو لوجيستيا، سيكون من اليسير التأكد من أن جماعة الإخوان هي الأم الحاضنة لجميع النظريات الجهادية، والجماعات المتطرفة حول العالم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أحداث 11 سبتمبر 2001 الأحداث الإرهابية الجهاد العالمي الجماعات المتطرفة جماعة الإخوان الجماعات المتطرفة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: التنظيمات المتطرفة لديها تدين مغشوش تستغله القوى العالمية

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الديار المصرية السابق، أن الشريعة الإسلامية قائمة على نظام دقيق تحكمه الشروط، مشيرًا إلى أن الالتزام بهذه الشروط هو ما يضبط التدين الصحيح ويمنع الفوضى والتطرف الديني. 

وقال عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريحات له، اليوم الثلاثاء، "كل شيء في الشريعة له شروط، وهذه نقطة مهمة ينبغي التوقف عندها، فالصلاة لها شروط من طهارة واستقبال للقبلة ودخول الوقت، والزواج له شروط مثل عدم وقوعه بين المحارم، والتقاضي أمام القضاء له شروط، وحتى العلاقات الدولية والحرب لها شروط واضحة، فلا يجوز القتال إلا تحت راية ولي الأمر وليس عبر جماعات خارجة عن النظام الشرعي". 

وأضاف أن بعض الجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها، تعمل خارج هذا الإطار المنظم، فتتسبب في الفساد، حيث يتم استغلالها من قبل القوى العالمية لمصالحها، وليس لمصلحة الإسلام والمسلمين،  مشددا على أن الجيش النظامي للدولة هو الجهة الشرعية الوحيدة التي يمكن القتال تحت رايتها، لأنه يخضع لقيادة مفكرة تعرف متى تحارب ومتى تتفاوض، وذلك بخلاف الجماعات العشوائية التي يسهل استغلالها. 

وتابع: "التدين العشوائي هو تدين مغشوش يفتقد الشروط، بينما التدين القائم على العلم هو التدين الصحيح، هذا التدين العشوائي يقود إلى الفوضى، حيث يظن صاحبه أن كل ما يخطر بباله هو الحق المطلق، بالرغم من أنه في الواقع ينكر المتفق عليه بين العلماء، بينما الخلافات الفقهية تظل مجالًا للحوار والاجتهاد وفق المقاصد الشرعية والمصالح المعتبرة". 

علي جمعة: القمار حرام والمراهنات الرياضية لاتجوز شرعاليه ربنا ساب لينا الاختيار إن إحنا ننتحر؟ علي جمعة يجيب

وأشار الدكتور جمعة إلى خطورة تصدر بعض الأشخاص للفتوى والتوجيه دون علم، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام.. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" (البقرة: 204-205). 

وأضاف: "هناك أشخاص يعجبك قولهم ويظهرون التدين في الشكل، فيطلقون لحاهم ويتحدثون بكثرة عن الدين، لكنهم يفسدون في الأرض لأنهم فقدوا الشروط الصحيحة، وقد حذر الله من هؤلاء في قوله: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)". 

وأكد أن عبادة الله تكون كما يريد هو، لا كما يريد البشر أو كما يفهمون بطريقة خاطئة، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى أهل الذكر والعلماء الثقات لتجنب الانحراف عن الشريعة الصحيحة.

مقالات مشابهة

  • أحكام الاعتكاف وفوائده للمسلم .. اعرف ما يُباح فعله وما يُبطله
  • ذياب بن محمد بن زايد: «يوم زايد للعمل الإنساني» مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • علي جمعة: التنظيمات المتطرفة لديها تدين مغشوش تستغله القوى العالمية
  • المشهداني يرد على فكرة الإقليم الشيعي بورقة المياه
  • البرق الصغير.. نظرية جديدة عن نشأة الحياة في الأرض فما علاقة الكهرباء؟
  • حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم
  • الانحرافات الفكرية لدى الجماعات المتطرفة وسبل علاجها في ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • جمعة: سيدنا عمر بن الخطاب كان سابق عصره وهو أول من أسس فكرة الديوان