ما زالت تتردد مخاوف دولة الاحتلال الإسرائيلي، بكون "الهزيمة" على جبهة الشرعية تعرض الاحتلال للخطر من خلال إصدار أوامر دولية أكثر صرامة بوقف الحرب، وضرورة إدخال المساعدات، وقرارات اعتقال الجنود والضباط، بجانب السياسيين.

وجاءت هذه المخاوف، خاصة عقب إعلان دولة الاحتلال، عن رفضها لقرار محكمة العدل الدولية، القاضي بوقف العدوان الجاري على رفح، وتبنّي الإدارة الأميركية لموقف الاحتلال.

 

وفي السياق نفسه، زعم رون بن يشاي، وهو الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "الاحتلال يمكن له أن يتعايش مع قرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي، لأن الأمر الذي أصدرته بوقف القتال في رفح ليس ملزماً، بل مشروطا، لأنه يقرن استمرار العملية في رفح بعدم تأزّم الوضع الإنساني للفلسطينيين فيها، وبذلك تكون المحكمة قد تبنت بالفعل موقف الإدارة الأمريكية".

وأضاف بن يشاي، في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذا التعايش المحتمل من قبل الاحتلال مع القرارات الدولية يجب أن يكون مصحوبا بتحذير مفاده أن نشاط العناصر اليمينية المتطرفة الإسرائيلية لوقف المساعدات المتجهة إلى غزة يصبّ في مصلحة جنوب أفريقيا، وغيرها من أنصار حماس حول العالم، لأن سلوك "المتهورين" الإسرائيليين الذين يقومون بتخريب حمولة الشاحنات، قد ينتج عنه أوامر أكثر خطورة وإضرارا بدولة الاحتلال الإسرائيلي، لأنهم يتصرفون بطريقة "هستيرية"، ويتسببون في أكبر ضرر لإسرائيل".

وأشار إلى أن "الأضرار الناجمة عن قرار المحكمة الدولية بإسرائيل ستزداد مع استمرار تصريحات الوزراء والسياسيين في الائتلاف اليميني الحالي، التي تعتبر ذخيرة قانونية ودعائية في أيدي أعداء إسرائيل".


وأوضح بأن "هذا ينطبق أيضًا على جنود جيش الاحتلال الذين يقومون بتحميل مقاطع فيديو ونصوص تحريضية من غزة، ويسببون ضررًا هائلاً لشرعية الاحتلال في استمرار الحرب ضد حماس في غزة، لأنهم جميعاً لا يفهمون أن جبهة الشرعية، ذات الجانب القانوني والسياسي والإعلامي، قوية وكبيرة، وهناك خشية كبيرة أن إسرائيل قد تُهزم فيها".

من جهته، لم يتردّد أمير بوخبوط، وهو المراسل العسكري لموقع "ويللا" العبري، في الاعتراف بأن "أسس دفاعات الجيش قد تحطمت، وليس من المؤكد أننا نجحنا في استعادتها، لأنه بعد مرور أكثر من سبعة أشهر منذ أن فاجأتنا حماس بنجاحها في السابع من أكتوبر؛ وبعد فترة طويلة من الفشل، فلا يجد الإسرائيليون حتى الآن الأمن المناسب لهم، لأن الفيديو الذي نشر قبل يومين كشف عن حجم الصعوبات والصدمات المثيرة للقلق التي عاشها الجنود الاسرائيليون، بل ويشير إلى قائمة طويلة من الإخفاقات". 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "مرور قرابة ثمانية أشهر على اندلاع حرب غزة ما زال يذكرنا بكيفية نجاح مقاتلي حماس بكسر خط التماس الحدودي الذي يشمل سياج "الساعة الرملية" الجديد، المحاط بالمراقبة المستمرة وجمع المعلومات الاستخبارية، وقد فشل أيضاً، رغم أن فيه تشكيلات الدفاع الرئيسية للجيش، إضافة للمواقع الاستيطانية الأخرى على طول خط الحدود". 

وأوضح أن "ما يواجهه الجيش اليوم من عمليات في قلب غزة، هو استمرار لحالة الفشل في إنجاز المهمة الأساسية، والفشل في إعادة الوضع لطبيعته قبل السابع من أكتوبر، مما يشير إلى انهيار منهجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وينبع من عدم جاهزية قواته في الدفاع، وعدم تخصيص قوات احتياطية متنقلة، الأمر الذي لا يبقى أمام قادته ما يقولونه للدفاع عن أنفسهم، باستثناء أنهم لم يتوقعوا سيناريو 60 نقطة اقتحام على الخط الحدودي".


إلى ذلك، تكشف هذه الاعترافات الإسرائيلية المُتلاحقة، أنّنا أمام إخفاقات على المستوى الاستراتيجي، أي على مستوى هيئة الأركان العامة للجيش، وهذا هو التعبير الأوضح والأعمق عن المفهوم الذي عاشته طوال فترة الحرب، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الجيش لم يكن مستعدا بما فيه الكفاية لهذه الحرب، واستعاض عن عدم استعداده هذا، بشنّ حرب تدميرية همجية دموية ضد الفلسطينيين في غزة، والنتيجة أن الأمن لا زال غير مطبق بشكل صحيح، وعملية التحقيق متعثرة، ولا يزال الإسرائيليون مختطفين لدى حماس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية رفح غزة غزة قطاع غزة رفح المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فحوص طبية تكشف عن تعرض الأسرى المحررين لاعتداء إسرائيلي وحشي.. فيديو

قال مراسل قناة “الغد” إن إحدى قريبات الأسرى المحررين وكذلك الفحوص الطبية أكدت بأن الأسرى تعرضوا لاعتداء وحشي، وأن بعض الإصابات أصبحت واضحة على رؤوسهم، وأنه لم يخرج جميعهم من المجمع.

وأكد أن هؤلاء الأسرى سيعودون إلى مناطق مختلفة في الضفة الغربية، وسيتعين عليهم قطع مسافات طويلة إلى الخليل وبيت لحم وأريحا والقدس، بالإضافة إلى جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية.

الإفراج عن "أيقونة" فلسطين وبطل واقعة إذلال إسرائيل.. فيديو إبراهيم عيسى: تصريحات الرئيس السيسي حول التهجير حاسمة.. ومصر مفتاح إنقاذ فلسطين

ولفت إلى أن الأصوات والهتافات علت في انتظار خروج الأسرى الفلسطينيين من المجمع، مشدد على أنها ظروفا استثنائية، مليئة بالفرح والحزن، وكذلك بالأمل والألم الذي عاشه الفلسطينيون على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد السابع من أكتوبر، حيث تعرضوا لممارسات إبادة جماعية. 

بدأ وصول الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال إلى منازل عوائلهم، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وأفادت القناة أن الاحتلال أطلق سراح 110 أسرى فلسطينيين ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل بالمرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار

وكشف مسؤول إسرائيلي عن صدور أوامر لحافلات الأسرى الفلسطينيين بالعودة إلى السجون، وفي المقابل، أفادت مصادر من حركة حماس بأنهم يتابعون مع الوسطاء عرقلة إسرائيل لعملية الإفراج عن الأسرى.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعرب عن قلقه الشديد إزاء مشاهد إطلاق سراح المحتجزين، مطالبًا بضمان عدم تكرار هذه الأحداث.

وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أكد لأهالي المحتجزين التزامه بإعادة ذويهم ومتابعة المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، وصل وفد من الصليب الأحمر إلى خان يونس لتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي موزيس ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل، وفقًا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

ومن المقرر أن تطلق حركة "حماس" اليوم الخميس سراح 3 رهائن إسرائيليين و5 تايلانديين من أمام منزل القائد السابق للحركة يحيى السنوار في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

الرهائن الإسرائيليون الذين سيتم إطلاق سراحهم هم المجندة آغام بيرغر (20 عامًا) والمدنيان أربيل يهود (29 عامًا) وغادي موشيه موزيس (80 عامًا). كما أكدت إسرائيل أنه سيتم الإفراج عن الرهائن التايلانديين الخمسة، دون ذكر أسمائهم. ولا يزال هناك ثمانية رهائن تايلانديين في غزة، بالإضافة إلى مواطن نيبالي وآخر تنزاني.

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها تستعد "عمليًا ولوجستيًا" لعملية إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وفق إطار صفقة التبادل، موضحة أنه سيتم نقل المعتقلين من سجن عوفر إلى نقطة الإفراج في الضفة، والبقية إلى معبر كرم أبو سالم.

وتوقعت هيئة البث الإسرائيلية أن تقوم "حماس" بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب على ثلاث دفعات، مشيرة إلى أن المجندة بيرغر قد يتم الإفراج عنها عند منصة أقامتها "حماس" في مخيم جباليا.

هذا وقد نشرت وسائل إعلام فلسطينية صورًا وفيديوهات من التحضيرات التي تجريها "حماس" لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، حيث يتواجد عناصر من "كتائب القسام" في موقع تسليم الرهائن وحول منزل السنوار.

كما تم إضافة دفعة إضافية من الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم اليوم الخميس، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت، إلى الجدول الزمني بعد حل الخلاف حول عدم تمكن "حماس" من إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود في المجموعة السابقة.

مقالات مشابهة

  • فحوص طبية تكشف عن تعرض الأسرى المحررين لاعتداء إسرائيلي وحشي.. فيديو
  • رغم توقف الحرب.. استطلاع رأي يكشف عن تخبط إسرائيلي وغضب سياسي في دولة الاحتلال
  • باحث سياسي: الحرب في جنين جزء من مخطط إسرائيلي لتوسيع الاحتلال (فيديو)
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • باحث سياسي: الحرب في جنين جزء من مخطط إسرائيلي لتوسيع الاحتلال
  • آخر اعتراف إسرائيليّ بشأن حزب الله.. تقريرٌ جديد
  • “هآرتس”: مشاهد عودة الفلسطينيين عبر نتساريم تهدم وهم الانتصار الإسرائيلي
  • وزير الدولة الأردني الأسبق: تصريحات بن جفير اعتراف بالهزيمة ومصر تضع خطوطًا حمراء
  • اعلام الاحتلال يقرّ بمقتل جندي إسرائيلي قرب “نتساريم” بـ غزة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس ستظلّ تشكّل تحديا لنا