لجريدة عمان:
2024-11-07@23:26:30 GMT

طه حسين ونزار وزمن الترند!

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

يبدو أن هذا هو زمن «التريندات» المُهَرْوَلِ إليها على حساب كبار الأدباء العرب. إذْ لم تمضِ ثلاثة أسابيع على تريند السؤال العجيب الذي طرحه الروائي المصري يوسف زيدان على الباحث السوري فراس السواح: «هل أنت أهمّ أم طه حسين؟» وجواب الأخير: «أنا أهم، وأنت أهم»، حتى باغتنا الباحث السعودي في التاريخ (وليس الأدب) رضا الشملاني بتصريحشه في حوار تليفزيوني قبل عدة أيام أن نزار قباني ليس بشاعر!

بادئ ذي بدء، ينبغي أن أقول إنه لا أحد فوق النقد مهما بلغ شأوه في الثقافة والعلم والتنوير، فلا طه حسين منزّها عنه، ولا نزار قباني، ولكن عندما يكون النقد نقدًا بالفعل، وليس إلغاء للوجود أو محوًا للتاريخ، أو مجرّد ترّهات هدفها استغلال شهرة المنقود الكبيرة لركوب موجة الترند.

فزيدان طرح سؤاله الغريب ذاك في مؤتمر نُظِّم أصلًا احتفاء بعميد الأدب العربي عنوانه «خمسون عامًا على رحيل طه حسين» (أقيم في المتحف المصري الكبير يومي 4 و5 مايو الجاري)، ولذا؛ فإن ذلك السؤال وإجابته بَدَوَا خارج السياق تماما.

أما رضا الشملاني فقد سخر في مقابلته لبرنامج «سؤال مباشر» في قناة العربية من قباني قائلا إنه لا يعده شاعرا أصلا، وذكر عدة أسماء لشعراء شعبيين سعوديين قائلا: إن أضعف قصائدهم هي أفضل من شعر نزار! بل إنه استدعى من التاريخ أحد أشهر شعراء المعلقات العرب في سياق المقارنة قائلا: «يموت عمرو بن كلثوم مرة أخرى لو سمع «خمبقة» نزار»!

في الواقع، يمكن الزعم أن طه حسين تنبأ بهذا الجحود الذي يمكن أن يلقاه الأديب في حياته وبعد مماته، في كتابه «حافظ وشوقي» حين قال: «...أنا أشد الناس رثاء للكُتَّاب والشعراء والأدباء وأصحاب الفن الجميل عامة، فحظوظهم سيئة في حياتهم من غير شك، وقلما ينصفهم التاريخ بعد الموت، هم يثيرون في نفوس الأحياء ضروبا من الحقد وألوانًا من الضغينة»، إلى أن يقول: «ولكن التاريخ ليس أشد إنصافا، ولا أدنى إلى العدل من آراء الأحياء المعاصرين؛ لأن الناس دائما طوع شهواتهم وعبيد أهوائهم، وهم متأثرون بهذه المؤثرات المختلفة التي تضطرهم إلى ظلم الأحياء، ولا تعفيهم من ظلم الموتى».

أما نزار قباني فقد كان يعرف أن أي شاعر لا يمكن أن يحبّه الجمهور دون أن يدفع ضريبة لذلك. يقول في كتابه «قصتي مع الشعر»: «هذا الحب بيني وبين الجمهور صار صليبًا ثقيلًا على كتفي، فكلما اتسعت قاعدتي الشعرية زاد خصومي، كلما امتلأت القاعات، وسُدَّتْ الأبواب، وامتدّت الأوتوغرافات إليَّ، اشتدت المقاومة وكثر المقاومون، كلما ارتفعت نسبة توزيع كتبي وعدد قرائي، أشعر أنني اقترفتُ ذنبًا كبيرًا لم يقترفه شاعرٌ قبلي. إذن فأنا أسكن بين أسنان التنين. ويبدو أن هذا هو مكاني الطبيعي، إذْ لا يوجد شعرٌ حقيقي خارج التحدي والمغامرة. والغريب أنه كلما ضغطتْ أسنانُ التنين على لحمي شعرتُ أني أكثر قوة وعافية، وكلما زاد نقادي شراسةً زاد التفاف الجماهير حولي»، وهو ما لمسناه بالفعل خلال الأيام الماضية من حجم الدفاع الكبير عن شاعريته من جهة، والهجوم الكبير على منتقدِه من جهة أخرى.

يوسف زيدان لم يستطع تحمّل تسونامي الدفاع الكبير عن عميد الأدب العربي الذي جوبه به في وسائل التواصل الاجتماعي، لذا فقد خرج في اليوم التالي لـ «ترند طه حسين» معتذرا، وزاعما أنه كان والسواح يمزحان بذلك السؤال وتلك الإجابة، وأنهما في الحقيقة يقدّران العميد ويعرفان أهميته في الأدب العربي، مضيفا أن كلامهما اقتُطِع من سياقه، متناسيا أنه هو نفسه من اقتطع هذا الجزء الذي مدته دقيقة ونصف ووضعه على صفحته، ثم تناقله المغردون منها.

أما رضا الشملاني فلم يعتذر أو يوضّح ملابسات تصريحه بعد، لكن الهجوم الشديد الذي تعرض له، ومن قبله الهجوم الشديد على زيدان والسواح، يدلّان على أن طه حسين ونزار قباني (وهُما مَنْ هما في الأدب العربي) ليسا لقمتين سائغتين، وأنهما قادران وهما راقدان في قبريهما على الدفاع عن مكانتيهما في قلوب الناس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأدب العربی نزار قبانی طه حسین

إقرأ أيضاً:

أحمد عز يجتمع مع أحمد مراد في جلسة نقاشية حول " الجن بين الأدب والسينما"

يجتمع الفنان أحمد عز مع الكاتب أحمد مراد في جلسة نقاشية ضمن فعاليات معرض الشارقة وتحمل اسم "الجن بين الأدب والسينما، وذلك يوم الأحد الموافق العاشر من شهر نوفمبر الجاري. 

 

 

ومن المقرر أن تكون المناقشة حول السينما وتأثيرها على المجتمع، ونجاح عز في تقديم شخصية عبد القادر الجن في فيلم "كبيرة والجن" المأخوذ عن رواية أحمد مراد. 

 

 

أحمد عز يشيد باستوديوهات الحصن في السعودية: 

 

 

وفي سياق آخر تواجد أول أمس الفنان أحمد عز مع عدد من نجوم مصر في السعودية على أثر افتتاح حصن السينمات في موسم الرياض، وتحدث عز عن سعادته بتواجد هذا الحدث في بلد عربية وقريبة من الشعب المصري مثل السعودية.

 

 

وعند سؤاله عن المنافسة السينمائية مع زملائه قال:" عايز أقولك على حاجة، الفن مافيهوش تحدي ومفيهوش 1 و2 و3 و4 خالص، الفن هو تكامل واللي يهمنا في الاخر هو إرضاء المشاهد". 

 

 

وأضاف:" أنا ديما بقول احنا كلنا لاعيبة كورة عايزين نجيب جول والجول ده هو إرضاء المشاهد على الحاجه اللى بنقدمها، ويارب ديما نكون عند حسن ظنه".

 

آخر أعمال أحمد عز: 

 

 

ويذكر أن آخر أعمال أحمد عز هو فيلم ولاد رزق الجزء الثالث الذي عرض مؤخرًا في دور العرض السينمائية،وحقق نجاحًا كبيرًا وكان صاحب النصيب الأكبر من الإيرادات، بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم أبرزهم أحمد عز، عمرو يوسف، كريم قاسم، آسر ياشين، علي صبحي، محمد ممدوح، سيد رجب، محمد لطفي، نسرين أمين، أسماء جلال، ومجموعة من الضيوف الشرف، والعمل من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • اعتذار للكاتب عبد العزيز بركه
  • ليلى عبداللطيف تتصدر الترند بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية.. والجمهور سعيد بـ فشلها
  • جمعية الأدب تحيي أمسية نقدية في الأحساء
  • الإعلامية لويزة ناظور: مبادرة «الأسبوع العربي» تظهر الثراء الثقافي داخل النسيج الحضاري العربي
  • هل أدبنا العربي متخلّف لعدم خرقه المحظورات الثلاث الشهيرة؟
  • أحمد عز يجتمع مع أحمد مراد في جلسة نقاشية حول " الجن بين الأدب والسينما"
  • فرقة نسائية أهوازية تتصدر "الترند" برقصتها التراثية
  • لقاء ياسر العظمة وتركي آل شيخ يتصدر الترند ..هل نشهد جزء جديد من مرايا؟
  • بعد تصدرها الترند... تعرف على أبرز المحطات الفنية لـ مريم فخر الدين