في حلقة نقاشية حول التغير المناخي وتأثيراته

أكد خبراء في الأرصاد الجوية أن التغير المناخي ساهم في حدة الحالات الجوية وتطرفها على سلطنة عمان، من عدة جوانب، بينها ارتفاع درجات حرارة مياه بحر العرب، وزيادة كميات بخار الماء وتدفق نسب عالية من الرطوبة، ما يعمل على تغذية المنخفضات الجوية الشتوية القادمة للبلاد من الشمال، ويتسبب في شدة غزارة الأمطار وزيادة تشكل الأعاصير ببحر العرب.

وأشار عبدالله الخضوري مدير عام الأرصاد الجوية أثناء حديثه في حلقة نقاشية نظمتها «مناظرات عمان» إلى زيادة تشكل الحالات الجوية والأعاصير ببحر العرب مقارنة بخليج البنغال خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، حسب ما سجلته العديد من الدراسات، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتسخين الحراري بسطح مياه بحر العرب، موضحا أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار (درجة واحدة) في البحار يؤدي إلى ارتفاع نسبة بخار الماء والرطوبة بالغلاف الجوي بمقدار 8 إلى 12 درجة مئوية، مما يسهم في توافر مصادر متجددة للرطوبة في الغلاف الجوي، مؤكدا أن الحالات التي تتشكل وتتكون ببحر العرب، لا تؤثر جميعها على سلطنة عمان، على الرغم من ارتفاع عدد الأعاصير التي تأثرت بها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وقال الخضوري: إن سلطنة عمان تنبهت منذ سنوات إلى هذه التأثيرات، وقامت بالعديد من المبادرات لتدارس تأثير الحالات الجوية وكيفية الاستعداد لها، وإيجاد السبل لتحقيق أقل الخسائر من هذه التأثيرات، بالشراكة مع كافة الجهات المعنية.

وبين الخضوري أن هناك عدة أنماط للتغير المناخي ولا يوجد نمط معين ثابت، ففي بعض الأحيان يتم تسجيل درجات حرارة شديدة، وفي أحيان أخرى درجات حرارة منخفضة جدا، كما أوضح أنه لا يمكن أن نقول: إن الأمطار في سلطنة عمان تشهد زيادة، ولكن ما نشهده هو تطرف في الهطول.

وأشار الخضوري إلى أن سلطنة عمان من الدول الرائدة في التعامل مع التغيرات المناخية، والحد من خسائر الكوارث، ولكن هناك بعض التصرفات الشخصية من بعض الأشخاص، تؤدي إلى حصول خسائر، ولذلك تسعى الجهات المعنية إلى تطوير ثقافة التصرف الآمن لجميع أفراد المجتمع، وتوعية المجتمع من المجازفة منذ خلال تنفيذ حملات توعوية، بينها تنفيذ الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي.

وأكد الخضوري على أهمية أن يكون لدى كل جهة خطة معتمدة لـ (إدارة أزمة)، تعمل على تنفيذ خطط واضحة لتكون جاهزة ومستعدة لاتخاذ القرار في الوقت المناسب، ودليل إجرائي تشغيلي، واضح يعمل على اتخاذ قرار في الوقت المناسب.

من جانبه قال البروفيسور محمود الوهيبي مخطط بالمجال الحضري: من الضروري أن يكون التخطيط العمراني مواكبا لسرعة التغير المناخي، ولدى سلطنة عمان فرصة لتهيئة قوانين وخطط التطوير العمراني مع سرعة تغير المناخ من خلال تبني استراتيجيات حديثة تتماشئ مع التغير المناخي.

وأشار الوهيبي إلى أن التغير المناخي على مستوى العالم، ساهم في تغير الطقس محليا، وعلى مستوى سلطنة عمان، فإن هناك قرابة 8 تيارات باردة تصل سابقا لبحر العرب، وتؤثر على أجواء الخريف وأجزاء من ولايات محافظة جنوب الشرقية، توقف منها اثنان بشكل تام، وذلك أثر على أجواء هذه الولايات منذ سنوات.

وبين أن أبرز الصعوبات التي نواجهها في سلطنة عمان هو تحويل الخطط إلى واقع ملموس على ارض الواقع، ولدينا إمكانيات وموارد مالية، ولكن ما ينقص تنفيذ هذه المشاريع على أرض الواقع هو الموارد والإمكانيات البشرية والإدارية التي تنفذ هذه الخطط وتدير تنفيذها، مشيرا إلى أن التخطيط العمراني، فيه عدة جوانب بينها، ما يلمسه الناس ويرونه بالعين المجردة، مثل تنفيذ طرق وأرصفة، وهذه الجوانب مهمة في أن تعمل الجهات على تنفيذها ليلمسها المجتمع، وهناك جزء آخر وهو ما تعمل به الجهات على المستوى البعيد.

وأوصى المخطط الحضري بضرورة إنشاء لجنة مختصة تعمل على مدار العام، لتقييم الوضع بعد كل حالة جوية، يتم فيها توجيه الجهات المختصة بما يجب أن تقوم به، وتوفير الموارد المالية لها لتنفيذ المشاريع التي تحد من الخسائر.

وتطرق المناقشات في الحلقة إلى ما شهدته ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة من خسائر وأضرار بسبب الحالات الجوية، مشيرا إلى ضرورة أن تتبنى الجهات المعنية مشاريع لإعادة التخطيط وزيادة الرقعة الخضراء والزراعة لما تشكله من أهمية في التوازن البيئي.

من جانبه قال ريتشارد لويس المدير التنفيذي لأوتورد باوند عُمان «الجهة المنظمة»: نعمل على تمكين الأفراد بالمهارات الأساسية اللازمة لمواجهة مختلف التحديات العالمية التي حددها المنتدى الاقتصادي العالمي، وإحدى أهم التحديات التي نركز عليها في دوراتنا التغير المناخي، حيث صممنا دورة خارجية مخصصة تهدف لزيادة وعي ومعرفة الشباب العماني بأثر التغير المناخي على سلطنة عُمان، والاستدامة والحلول الخضراء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التغیر المناخی الحالات الجویة سلطنة عمان على سلطنة

إقرأ أيضاً:

بنك ظفار يفوز بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عمان

فاز بنك ظفار بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عُمان من مجلة (وورلد بيزنس أوت لوك) وتؤكد هذه الجائزة على التزام البنك في تقديم مجموعة شاملة من الخدمات المصرفية المتخصصة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للزبائن من مختلف شرائحه.

وكان بنك ظفار قد افتتح في العامين الماضيين أكثر من 43 فرعًا، ليصل الإجمالي إلى 131 فرعًا موزعة في جميع محافظات سلطنة عمان، منها 25 فرعًا لظفار الإسلامي. مما جعل البنك يتصدر قائمة ثاني أكبر بنك في سلطنة عمان من حيث عدد الفروع التي زودت بأحدث شاشات العرض والتقنيات الحديثة المهيأة لاستقبال الزبائن.

ويقدم بنك ظفار عبر فروعه المختلفة مجموعة واسعة من الحلول المصرفية لجميع شرائح المجتمع، بما في ذلك النساء والشباب والأطفال، والقُصر، والفئات ذات الدخل المرتفع، وخاصة حاملي بطاقات الريادة والرفعة، فضلا عن تقديم خدمات متخصصة لأصحاب الثروات وعائلاتهم وإدارتها بطريقة آمنة وحكيمة وبسرية تامة.

كما يقدم البنك خططاً واضحة للاستثمار والادخار من خلال حساب الوديعة الثابتة والمتكررة، فضلا عن وجود حساب الوديعة طويلة الأجل التي توفر الخطط التعليمية للأطفال والمصممة خصيصًا لمساعدة الآباء على توفير الأموال اللازمة لتلبية احتياجات التعليم العالي لأطفالهم، وحساب آخر لمساعدة الموظفين على وضع خطط لمرحلة التقاعد لجعل أموالهم تنمو حتى يشعروا بالأمان والاستقرار المالي أثناء التقاعد.

وفي ظل تركيز البنك على الزبائن باعتبارهم محور العمليات التشغيلية، وإجراء تحسينات ملحوظة في تجربة الزبائن، وتقديم الحلول الفعالة فيما يخص تعليقاتهم، فقد نجح في استقطاب زبائن جدد عبر الخدمات المصرفية التقليدية والإسلامية في العام الماضي، ليصل إجمالي أعداد زبائن البنك إلى 600 ألف زبون، كما أطلق البنك مبادرات متعددة لتبسيط العمليات وتقديم تجربة سلسة للزبائن مستفيدًا من خبرته المصرفية التي تمتد إلى 35 عامًا من التميز والنجاح، بالإضافة إلى إحرازه تقدم كبير في مجال الأمن السيبراني مما يعزز البنك بحماية معلومات زبائنه وعملياته.

ونظرا لتركيز البنك على النمو والابتكار وكسب رضا الزبائن، مما انعكس ذلك على النتائج المالية السنوية لعام 2024، فقد ارتفعت الأرباح الصافية 12.5% لتصل إلى 43.6 مليون ريال مقارنة بـ38.7 مليون ريال بنهاية عام 2023، كما استثمر البنك في التكنولوجيا وتمكين الأعمال، إذ يعد البنك من أوائل البنوك التي أطلقت آبل باي، وسامسونج باي، كما وفر أجهزة الإيداع النقدي بالجملة، وEasy Biz وهي منصة للتحصيل الرقمي والتسوية.

مقالات مشابهة

  • خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات
  • «الفجيرة للبيئة» تناقش تخفيف آثار التغير المناخي
  • خبراء يحذرون: النوم على المروحة قد يضر بصحتك أكثر مما ينفع
  • بلدية الأصابعة: لم نتسلم أي تقرير بشأن الحرائق من خبراء الاتحاد الأوروبي
  • “رجال الأعمال المصريين” تبحث فرص الاستثمارات المتاحة بين مصر وسلطنة عمان
  • عدد السكان العمانيين يصل 3 ملايين نسمة
  • فعالية لتعزيز الأمن الإلكتروني في القطاع اللوجستي
  • عمان.. وسيط السلام الموثوق
  • بنك ظفار يفوز بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند