خبراء يحذرون من حدة الحالات الجوية على سلطنة عمان
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
في حلقة نقاشية حول التغير المناخي وتأثيراته
أكد خبراء في الأرصاد الجوية أن التغير المناخي ساهم في حدة الحالات الجوية وتطرفها على سلطنة عمان، من عدة جوانب، بينها ارتفاع درجات حرارة مياه بحر العرب، وزيادة كميات بخار الماء وتدفق نسب عالية من الرطوبة، ما يعمل على تغذية المنخفضات الجوية الشتوية القادمة للبلاد من الشمال، ويتسبب في شدة غزارة الأمطار وزيادة تشكل الأعاصير ببحر العرب.
وأشار عبدالله الخضوري مدير عام الأرصاد الجوية أثناء حديثه في حلقة نقاشية نظمتها «مناظرات عمان» إلى زيادة تشكل الحالات الجوية والأعاصير ببحر العرب مقارنة بخليج البنغال خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، حسب ما سجلته العديد من الدراسات، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتسخين الحراري بسطح مياه بحر العرب، موضحا أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار (درجة واحدة) في البحار يؤدي إلى ارتفاع نسبة بخار الماء والرطوبة بالغلاف الجوي بمقدار 8 إلى 12 درجة مئوية، مما يسهم في توافر مصادر متجددة للرطوبة في الغلاف الجوي، مؤكدا أن الحالات التي تتشكل وتتكون ببحر العرب، لا تؤثر جميعها على سلطنة عمان، على الرغم من ارتفاع عدد الأعاصير التي تأثرت بها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
وقال الخضوري: إن سلطنة عمان تنبهت منذ سنوات إلى هذه التأثيرات، وقامت بالعديد من المبادرات لتدارس تأثير الحالات الجوية وكيفية الاستعداد لها، وإيجاد السبل لتحقيق أقل الخسائر من هذه التأثيرات، بالشراكة مع كافة الجهات المعنية.
وبين الخضوري أن هناك عدة أنماط للتغير المناخي ولا يوجد نمط معين ثابت، ففي بعض الأحيان يتم تسجيل درجات حرارة شديدة، وفي أحيان أخرى درجات حرارة منخفضة جدا، كما أوضح أنه لا يمكن أن نقول: إن الأمطار في سلطنة عمان تشهد زيادة، ولكن ما نشهده هو تطرف في الهطول.
وأشار الخضوري إلى أن سلطنة عمان من الدول الرائدة في التعامل مع التغيرات المناخية، والحد من خسائر الكوارث، ولكن هناك بعض التصرفات الشخصية من بعض الأشخاص، تؤدي إلى حصول خسائر، ولذلك تسعى الجهات المعنية إلى تطوير ثقافة التصرف الآمن لجميع أفراد المجتمع، وتوعية المجتمع من المجازفة منذ خلال تنفيذ حملات توعوية، بينها تنفيذ الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي.
وأكد الخضوري على أهمية أن يكون لدى كل جهة خطة معتمدة لـ (إدارة أزمة)، تعمل على تنفيذ خطط واضحة لتكون جاهزة ومستعدة لاتخاذ القرار في الوقت المناسب، ودليل إجرائي تشغيلي، واضح يعمل على اتخاذ قرار في الوقت المناسب.
من جانبه قال البروفيسور محمود الوهيبي مخطط بالمجال الحضري: من الضروري أن يكون التخطيط العمراني مواكبا لسرعة التغير المناخي، ولدى سلطنة عمان فرصة لتهيئة قوانين وخطط التطوير العمراني مع سرعة تغير المناخ من خلال تبني استراتيجيات حديثة تتماشئ مع التغير المناخي.
وأشار الوهيبي إلى أن التغير المناخي على مستوى العالم، ساهم في تغير الطقس محليا، وعلى مستوى سلطنة عمان، فإن هناك قرابة 8 تيارات باردة تصل سابقا لبحر العرب، وتؤثر على أجواء الخريف وأجزاء من ولايات محافظة جنوب الشرقية، توقف منها اثنان بشكل تام، وذلك أثر على أجواء هذه الولايات منذ سنوات.
وبين أن أبرز الصعوبات التي نواجهها في سلطنة عمان هو تحويل الخطط إلى واقع ملموس على ارض الواقع، ولدينا إمكانيات وموارد مالية، ولكن ما ينقص تنفيذ هذه المشاريع على أرض الواقع هو الموارد والإمكانيات البشرية والإدارية التي تنفذ هذه الخطط وتدير تنفيذها، مشيرا إلى أن التخطيط العمراني، فيه عدة جوانب بينها، ما يلمسه الناس ويرونه بالعين المجردة، مثل تنفيذ طرق وأرصفة، وهذه الجوانب مهمة في أن تعمل الجهات على تنفيذها ليلمسها المجتمع، وهناك جزء آخر وهو ما تعمل به الجهات على المستوى البعيد.
وأوصى المخطط الحضري بضرورة إنشاء لجنة مختصة تعمل على مدار العام، لتقييم الوضع بعد كل حالة جوية، يتم فيها توجيه الجهات المختصة بما يجب أن تقوم به، وتوفير الموارد المالية لها لتنفيذ المشاريع التي تحد من الخسائر.
وتطرق المناقشات في الحلقة إلى ما شهدته ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة من خسائر وأضرار بسبب الحالات الجوية، مشيرا إلى ضرورة أن تتبنى الجهات المعنية مشاريع لإعادة التخطيط وزيادة الرقعة الخضراء والزراعة لما تشكله من أهمية في التوازن البيئي.
من جانبه قال ريتشارد لويس المدير التنفيذي لأوتورد باوند عُمان «الجهة المنظمة»: نعمل على تمكين الأفراد بالمهارات الأساسية اللازمة لمواجهة مختلف التحديات العالمية التي حددها المنتدى الاقتصادي العالمي، وإحدى أهم التحديات التي نركز عليها في دوراتنا التغير المناخي، حيث صممنا دورة خارجية مخصصة تهدف لزيادة وعي ومعرفة الشباب العماني بأثر التغير المناخي على سلطنة عُمان، والاستدامة والحلول الخضراء.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التغیر المناخی الحالات الجویة سلطنة عمان على سلطنة
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للدفاع المدني
عمان: احتفلت سلطنة عُمان ممثلةً في هيئة الدفاع المدني والإسعاف باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي يوافق الأول من مارس من كل عام، وذلك بمشاركة دول العالم الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية.
ويحمل شعار هذا العام عنوان "الدفاع المدني ضمان أمن السكان"، ليؤكد الدور المحوري الذي تقوم به أجهزة الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز الأمن والسلامة العامة من خلال الجاهزية العالية لمواجهة الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة، مثل الحرائق، والإنقاذ، وتقديم خدمات الإسعاف الأولي. كما تحرص الهيئة على تعاون جميع القطاعات والمجتمع المدني لترسيخ مفاهيم السلامة العامة، حفاظًا على سلامة الأفراد والممتلكات والحد من المخاطر.
ووضعت هيئة الدفاع المدني والإسعاف تشريعات واشتراطات خاصة بالحماية المدنية، تتابع تنفيذها بانتظام، وتعمل على إصدار التراخيص اللازمة بما يحقق رسالتها وأهدافها في حماية الأرواح والممتلكات. كما تعتمد على التوعية المستمرة بأهمية الوقاية من المخاطر، مشددةً على أن السلامة مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني والأفراد.
تسخر الهيئة إمكاناتها وكوادرها المدربة لتقديم خدمات الإطفاء، والإنقاذ البري والمائي، والبحث والإنقاذ، والتعامل مع حوادث المواد الخطرة، وخدمات الإسعاف والحماية المدنية بمهنية وكفاءة عالية. تُعد خدمة الإطفاء من أبرز مهام الهيئة، حيث يتم التعامل مع مختلف أنواع الحرائق باستخدام فرق مدربة ومجهزة بأحدث المعدات. ويرتبط الإنقاذ البري ارتباطًا وثيقًا بالإطفاء، ويشمل إخلاء المحتجزين داخل المركبات إثر الحوادث المرورية، حيث تتطلب هذه المهام مهارات احترافية ولياقة عالية. كما تقدم الهيئة خدماتها لإنقاذ الأفراد في الشواطئ والسدود والآبار والعيون المائية، إلى جانب دعم فرق البحث والإنقاذ في عمليات البحث عن المفقودين بمجاري الأودية.
يشمل البحث عن المفقودين في المناطق الجبلية والحضرية وإنقاذ المصابين في المرتفعات، مع استخدام الطائرات المسيّرة، وكلاب البحث، والمعدات المتطورة. كما توفر الهيئة كوادر مؤهلة ومعدات متخصصة للتعامل مع التسربات الكيميائية والمواد الخطرة، وأنشأت نظامًا إلكترونيًا لمتابعة أماكن تخزين المواد الخطرة وكمياتها، لضمان سرعة الاستجابة عند الحاجة. وتعمل الهيئة على تبسيط إجراءات إصدار تراخيص الحماية المدنية، والتأكد من التزام المنشآت التجارية والصناعية بمعايير السلامة، وتوصي بتركيب أجهزة استشعار الدخان والغاز في المنازل لحماية السكان.
أُطلقت خدمة الإسعاف عام 2004 لتقديم العناية الطبية الطارئة للحوادث المرورية والحالات الصحية الحرجة، وتم تعزيزها لاحقًا بإطلاق "خدمة الإسعاف المنزلي" في فبراير 2022، لتوفير الرعاية الطبية السريعة للحالات الحرجة داخل المنازل ونقلها إلى المرافق الصحية المناسبة.
تولي الهيئة اهتمامًا كبيرًا برفع كفاءة منتسبيها عبر برامج تدريبية متخصصة، كما تحرص على تأمين الفعاليات الرسمية والتأكد من ملاءمة خطط الطوارئ في المنشآت المختلفة. إضافةً إلى ذلك، تنظم الهيئة برامج توعوية وزيارات ميدانية للمؤسسات التعليمية والمجتمعية بهدف ترسيخ ثقافة السلامة العامة والحد من المخاطر.
بهذه الجهود المتواصلة، تواصل هيئة الدفاع المدني والإسعاف التزامها بحماية الأرواح والممتلكات في سلطنة عُمان، مؤكدةً أن السلامة مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع.
وجاء اختيار شعار هذا العام (الدفاع المدني ضمان أمن السكان) ليؤكد الدور الحيوي الذي تضطلع به أجهزة الدفاع المدني في دعم خطط التنمية، والتصدي للحوادث والأزمات التي تهدد حياة الإنسان وممتلكاته وبيئته.
وأكد العقيد عبدلله بن صالح النجاشي، مدير عام الدفاع المدني، أن التوعية باتت من أهم العوامل المؤثرة في الحد من المخاطر وتعزيز إجراءات السلامة، مشددًا على أن نشر ثقافة الوقاية يساهم في بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا.
وأوضح أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف تعمل على ترسيخ مفهوم الشراكة مع مختلف المؤسسات لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، وتعزيز الجاهزية لمواجهة الأزمات. كما تحرص الهيئة على تشجيع الأفراد والمؤسسات على التدريب والتأهيل للإسهام في الاستجابة السريعة للحوادث، إضافة إلى حث القطاعين العام والخاص على تطبيق برامج الحماية من المخاطر لضمان التدخل الفوري في حالات الطوارئ داخل منشآتهم.
وأشار العقيد مدير عام الدفاع المدني إلى أن هذه المناسبة تمثل فرصة لإبراز قدرات وإمكانيات الهيئة في التعامل مع مختلف الحوادث، وتسليط الضوء على جهود التنسيق المستمرة مع الجهات المعنية لإعداد وتنفيذ خطط الطوارئ والإخلاء، إلى جانب إجراء التمارين الميدانية التي تعزز كفاءة الاستجابة والجاهزية.
وأكد أن ضمان أمن السكان مسؤولية مشتركة تتطلب التزام الجميع بإجراءات السلامة والوقاية، والعمل بروح الفريق الواحد لحماية الأرواح والممتلكات.
وفي ختام حديثه، هنّأ العقيد عبدالله بن صالح النجاشي منتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف بهذه المناسبة، مشيدًا بتفانيهم وإخلاصهم في أداء مهامهم النبيلة، وتضحياتهم في سبيل الحفاظ على أمن المجتمع ، داعيًا إياهم إلى مواصلة العطاء وتعزيز جاهزيتهم، مؤكداً أن جهودهم المستمرة تمثل ركيزة أساسية في حماية ثروات و مقدرات الوطن، والنهوض به في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه.