قابل للسكن نظريًا .. اكتشاف كوكب خارجي بحجم الأرض
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
سرايا - اكتشف فريقان من العلماء كوكبًا صالحًا للسكن نظريًا، أصغر من الأرض، لكن أكبر من كوكب الزهرة، ويدور حول نجم صغير على بعد حوالي 40 سنة ضوئية.
ويدور الكوكب الخارجي، المسمى Gliese 12b، حول نوع من النجوم يعرف باسم القزم الأحمر، وهو نجم بارد نسبيًا، ويقع في كوكبة الحوت، ويبلغ حجمه حوالي 27% من حجم شمسنا، و60% من درجة حرارتها، بحسب دراستين نشرتا الخميس.
ونظرًا لأن نجمه أصغر بكثير من الشمس، فلا يزال كوكب Gliese 12b يقع ضمن النطاق الصالح للحياة، أي المسافة المثالية بعيدًا عن النجم حيث يمكن أن يتواجد الماء السائل، رغم أنه يكمل مداره كل 12.8 يومًا.
ومن خلال العمل على فرضية أن الكوكب الخارجي لا يحتوي على غلاف جوي، بحسب العلماء فإنّ درجة حرارة سطحه تقدّر بحوالي 42 درجة مئوية.
وقال ماسايوكي كوزوهارا، الأستاذ المساعد بمركز علم الأحياء الفلكي في طوكيو: "لقد اكتشفنا أقرب عالم، عابر، ومعتدل، بحجم الأرض موجود حتى الآن" .
وبمجرد تحديد الكواكب المعتدلة بحجم الأرض، يمكن للعلماء بعد ذلك تحليلها لتحديد العناصر الموجودة في غلافها الجوي، والأهم من ذلك، ما إذا كان الماء موجودًا للحفاظ على الحياة.
وقالت لاريسا باليثورب، طالبة الدكتوراه في جامعة إدنبرة وجامعة لندن كولدج التي شاركت في قيادة الدراسة الأخرى، لـCNN: "لا يوجد سوى عدد قليل (من الكواكب الخارجية) التي قد تكون مرشحة جيدة. وهذا هو الأقرب إلينا، ويعد اكتشافا مهمًا للغاية".
ما نعرفه عن كوكب Gliese 12b
لاكتشاف Gliese 12b، استخدم العلماء البيانات المتاحة للجمهور التي جمعت بواسطة القمر الصناعي لمسح الكواكب خارج المجموعة الشمسية العابرة (TESS) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وهو تلسكوب فضائي يحدّق في عشرات آلاف النجوم شهريًا، ويتتبع التغيرات في سطوعها، ما قد يدل على وجود كواكب خارجية تدور حولها.
ومن الأسهل لعلماء الفلك العثور على كواكب خارجية تدور حول نجوم من نوع القزم الأحمر نظرًا لأن حجمها الصغير نسبيًا يؤدي إلى تأثير تعتيم أكبر أثناء كل عبور.
وحاليا، العلماء غير متأكدين مما يتشكل الغلاف الجوي لهذا الكوكب، وما إذا كان هناك واحد، وما إذا كان يوجد ماء، رغم أن باليثورب أشارت إلى أنهم لا يتوقعون العثور على الماء هناك.
وقالت: "قد لا نجد فيه ماء، ومن ثم نعلم أن ظاهرة جموح تأثير الاحتباس الحراري قد حدثت بالفعل على هذا الكوكب، وأصبح أشبه بكوكب الزهرة".
وأردفت: "يمكن أن يكون هناك ماء، وفي هذه الحالة يكون أشبه بكوكبنا… أو هناك بصمات يمكن اكتشافها والتي من شأنها أن تظهر لك أن جموح تأثير الاحتباس الحراري قيد التقدم، لذا من الممكن أن يفقد الماء".
وبالنسبة للمرحلة التالية من تحليل الغلاف الجوي للكوكب الخارجي، يأمل العلماء من استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي وإجراء التحليل الطيفي.
وتتضمن هذه الطريقة التقاط ضوء النجوم الذي يضيء عبر الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية ومراقبة الأطوال الموجية التي تمتصها جزيئات معينة، ما يكشف عن وجودها في الغلاف الجوي.
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على الكوكب الخارجي نفسه، لفتت باليثورب إلى أن العلماء يأملون في أن يساعدنا هذا العمل على فهم كوكبنا بشكل أفضل.
وأضافت: "ما سيعلمنا إياه هذا الكوكب تحديدًا هو ما حدث كي تبقى الأرض صالحة للحياة وما حدث لكوكب الزهرة ولم يعد صالحًا للحياة.. يمكن أن يخبرنا بمسارات القابلية للحياة التي تسلكها الكواكب أثناء تطوّرها".
لكن رغم أن الكوكب الخارجي قد يكون صالحًا للسكن بالنسبة للبشر وهو "قريب" نسبيًا من نظامنا الشمسي من الناحية الفلكية، فمن غير المرجح أن يزوره أي شخص قريبًا.
وأوضحت باليثورب: "لا يمكن الوصول إليه، فهو على بعد 12 فرسخًا فلكيًا"، مضيفًة أن الأمر سيستغرق حوالي 225 ألف عام للوصول إلى Gliese 12b باستخدام أسرع مركبة فضائية موجودة حاليًا. (سي أن أن)
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الغلاف الجوی کوکب ا
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجان تحت شعار «أديان من أجل كوكب أخضر»
شارك الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الثلاثاء في أعمال «القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ»، التي انطلقت في مدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان تحت عنوان: «الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر» برعاية كريمة من إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، وبحضور السيد علي أسدوف، رئيس وزراء دولة أذربيجان وبمشاركة أكثر من 300 شخصية بارزة من القيادات الدينية العالمية، وممثلي الأديان، وكبار المسئولين، والأكاديميين والخبراء في مجال البيئة.
وألقى الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، كلمة خلال أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة توجه فيها بالشكر لمجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإدارة مسلمي القوقاز بدولة أذربيجان على تنظيمها لهذا اللقاء المهم، الذي يجيء كخطوة عملية نحو التخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وأكد الدكتور محمد الضويني، خلال كلمته على أن التغيرات المناخية تمثل تحديًا مشتركًا يستوجب توحيد جهود البشرية بكل أطيافها، مشيرًا إلى أن الأديان تقدم رؤية متكاملة تحث على حماية الأرض التي ورثها الإنسان، ورعايتها لصالح الأجيال القادمة. وشبه فضيلته البشرية بمنظومة واحدة أو أسرة ممتدة، يتأثر كل فرد فيها بأفعال الآخر، فالمناخ ليس قضية تخص دولة أو شعبًا بعينه، بل هي مسألة تمس مصير العالم بأسره، ولا يمكن مواجهتها بفعالية إلا من خلال تعاون عالمي متكامل، يضع أسسًا مشتركة لتحقيق الأمان البيئي ويضمن استدامة الموارد.
وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجانوأوضح الدكتور الضويني أن الواجب المتجدد يفرض على قادة الأديان أن يوجهوا أتباعهم إلى فهم أن البيئة نعمة تستوجب الشكر، وأن الشكر لا يكون بإفسادها، وأن من واجبات الخلافة والعمارة أن تكون البيئة صالحة للحياة، معززة لاستمرارها، وأن الإسلام وأحكامه جاء ليصون البيئة ويعمل على حمايتها من أي أذى: بدءًا بتغيير نظرة الإنسان إلى الكون باعتباره خلقًا حيًا مسبحًا لا باعتباره جمادات صماء، ومرورًا بأوامره باحترام مكونات الحياة والمحافظة عليها طاهرة من كل تلويث أو إفساد، سواء في الإنسان نفسه، أو في المكان والمحيط الذي يعيش فيه، أو في الماء الذي يشربه، أو الطعام الذي يأكله، أو في الهواء الذي يتنفسه، مع مراعاة أجيال المستقبل ونصيبهم من الموارد، ومرورًا بالواجب العلمي الذي يعانقه الدين ويدعو إليه ولا يعارضه أو يرفضه.
وأكد فضيلته أن دور القادة الدينيين في تصحيح تصورات أتباعهم نحو الكون، وتوجيه سلوكهم في تعاملهم معه لا يُنكر، ولكن ما تزال البشرية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود نحو زيادة الوعي بمفهوم تغير المناخ وآثاره، فبعض الناس ما يزالون ينظرون إلى قضية المناخ على أنها من الرفاهية، ولذا فإن التثقيف والتوعية بالمخاطر الحقيقية الواقعية والمحتملة هي التي يمكن أن تقف بقوة في وجه هذه التغيرات، وهي التي تدفع البشرية إلى التعامل مع البيئة ومكوناتها بإحسان، وتبني نمط استهلاكي معتدل حتى يكون الناس أصدقاء حقيقيين للبيئة، وكذلك يجب أن تعزز القيادات الدينية تعاونها مع صناع القرار، وأن تتخذ من رمزيتها قوة مؤثرة موجهة لهم نحو ما فيه خير البشرية.
وشدد وكيل الأزهر على أن قضية التغيرات المناخية ليست أقل خطورة من فيروس كورونا الذي انتفض له العالم بدوله وحكوماته ومنظماته وشعوبه، وليست أقل من الحروب التي نالت آثارها من الجميع رغم البعد الجغرافي عن محيطها، ولذا يجب تصعيد العمل حيال التهديد الصادر عن التغير المناخي بدءًا بالأفراد ومرورًا بالمؤسسات وانتهاء بالحكومات، وغني عن الذكر أن دولاً متعددة قامت بجهود كبيرة في هذا الشأن، والتي كان من آخرها مؤتمر (Cop27) الذي عقد بجمهورية مصر العربية، والذي سعى إلى تحويل تعهد الدول المتقدمة بتمويل أضرار التغيرات المناخية إلى حقيقة واقعية، وحث الدول المسببة للتغيرات على الوفاء بالتزاماتها المادية، ومؤتمر (Cop28) الذي عقد بالإمارات العربية المتحدة، والذي تمخض عن «بيان أبو ظبي المشترك من أجل المناخ.. نداء الضمير»، وإعلان جمهورية أذربيجان عام 2024 عام التضامن من أجل السلام الأخضر، إضافة إلى ما قبل هذا وما بعده من مؤتمرات وتوصيات وبيانات ووثائق وأبحاث ودراسات وحملات وغير ذلك.
وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجانوتسائل فضيلته: متى التزمت الدول الأكثر إضرارًا بالمناخ بتوصيات المؤتمرات؟ وهل هناك صفقة عادلة بين الدول المسببة للأضرار المناخية والدول المتضررة منها؟ وما هو العمل الحقيقي الذي يعقب المؤتمرات والاجتماعات؟، لذا، فإن حاجة العالم الآن إلى مد جسور التعاون والتلاقي بين الشعوب أكثر من أي وقت مضى، وإن الأزهر الشريف ليجدد الدعوة لقادة العالم وللحكماء إلى أن تتفق على مبادئ عظمى تضمن العمل المشترك للتصدي للتداعيات والتحديات التي تفرضها الأزمات.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأربع توصيات وهي:
أولا: ضرورة تنمية الوعي البيئي بتثقيف الجماهير بصفة عامة، من خلال المؤسسات التربوية والدينية والمنابر التوعوية والإعلامية، والمناهج والكتب الدراسية.
ثانيا: ضرورة التشارك الكوني وتبادل المعلومات والخبرات بين الشعوب والحكومات والمنظمات الرسمية وغير الرسمية، من خلال برامج علمية تتكاتف فيها الجهود بصورة سريعة ومؤثرة، بعيدًا عن الجوانب الإجرائية والشكلية، لاستخدامها في مواجهة أي خطر يهدد الكرة الأرضية.
ثالثا: ضرورة سن القوانين والتشريعات التي تردع محتكري المعلومات والتجارب التي يؤثر حجبها على فاعلية التعامل مع الكوارث والأزمات، وملاحقة ملوثي البيئة.
رابعا: الضغط على الدول الغنية وصناع القرار العالمي لتحمل المسؤولية، والقيام بتغييرات جدية لحماية البيئة، كالطاقة النظيفة، والاستخدام المستدام للأراضي، وغير ذلك، واعتماد التمويل اللازم لدعم الدول الفقيرة للتأقلم مع تغير المناخ.
اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: روح أكتوبر انتصرت على الأوهام وصاغت من الهزيمة والانكسار بطولة ونصرًا
وكيل الأزهر يزور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة
وكيل الأزهر يهنئ وزير أوقاف الصومال السابق بعد تكريمه من الرئيس السيسي