القصابي لـ"الرؤية": "GPT-4" قادر على التعامل مع مختلف اللهجات والاستجابة للتعبيرات العاطفية
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
الرؤية - سارة العبرية
تحول chatGPT الذي طورته شركة OpenAI إلى واحد من أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي التفاعلية انتشارا لما يتمتع به من قدرات لغوية متقدمة تمكنه من إجراء حوارات طبيعية مع البشر، كما يتميز بقدرته الفائقة على التعامل مع اللغات المتعددة والتنوع الثقافي، مما يمكنه من دعم العديد من اللغات وفهم النقاط الدقيقة للثقافات المختلفة، والنموذج مصمم ليس فقط لفهم وتوليد النصوص بلغات متعددة، بل أيضًا لإدراك السياقات الثقافية والاجتماعية، مما يعزز من دقة التعامل مع النصوص وتكيفها مع المعايير الثقافية المختلفة.
ويقول سامي بن سيف القصابي مدرب معتمد مهتم بالذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي، إن هذا النموذج يستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات، ومنها المساعدة في الاستعداد لمقابلات العمل، صياغة المقالات بعمق، تلخيص الأبحاث العلمية، والإجابة على استفسارات متنوعة، مضيفا أن نموذج GPT-4 يبرز كنقلة نوعية متقدمة عن سابقه GPT-3.5؛ حيث يقدم تحسينات جوهرية تشمل الدقة والأمان والتعامل المتقن مع اللغات واللهجات المتنوعة.
ويوضح أن GPT-4 يتميز بقدرته الاستثنائية على استيعاب أكثر من تريليون باراميتر، ما يمنحه القدرة على تقديم إجابات دقيقة ومحسنة قليلة الأخطاء، وهذه القدرات تُعزز من تفاعل النموذج بطريقة تحاكي التفاعل البشري، مما يُسهل استخدامه في مهام معقدة بثقة أكبر، مبيناً أنه مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أصبح الأمان عنصرًا حيويًا ويتطلب اهتمامًا مستمرًا، وتم تجهيز GPT-4 بتحسينات تجعله أقل استجابةً لطلبات المحتوى الممنوع بنسبة 82% مقارنةً بنسخة GPT-3.5، ما يعزز من توافقه مع الأخلاقيات والمعايير القانونية".
ويتابع قائلا: "تشمل المزايا البارزة لـGPT-4 قدرته المحسّنة على التعامل مع مختلف اللهجات واستجابته الحساسة للتعبيرات العاطفية، وهذا يجعل التفاعلات أكثر طبيعية وشخصية، موسعًا بذلك آفاق استخداماته في مجالات كالدعم النفسي والتعليم، كما يركز GPT-4 أساسًا على توليد النصوص، إلا أنه يتمتع أيضًا بقدرة على تحليل الإدخالات المرئية، مما يتيح له فهم وتحليل العناصر البصرية بكفاءة، وهذه الميزة تفتح المجال لتطبيقات واسعة في مجالات مثل التسويق والإعلام، ولذلك يعد GPT-4 خطوة هامة نحو تحقيق تفاعل أكثر ذكاءً وأمانًا بين الإنسان والآلات، مُظهرًا إمكانيات واسعة للتأثير في قطاعات متعددة من الأعمال التجارية إلى الرعاية الصحية والتعليم، ومع استمرارية البحث والتطوير في هذا المجال، يُتوقع لنماذج GPT المستقبلية أن تواصل تحقيق التقدم اللافت في كيفية تفاعلنا واستفادتنا من هذه التكنولوجيا المتقدمة".
وحول التطبيقات الأساسية في استخدام GPT-4 ، يقول سامي القصابي: "يستخدم في المحادثات التفاعلية؛ وهذا يشمل الإجابة عن الأسئلة وتقديم المعلومات والتحقق من دقة الإجابات في أكثر من 100 لغة مختلفة، وكذلك التعليم يتم دمج GPT-4 في منصات تعليمية لتقديم محتوى تعليمي تفاعلي وشخصي، مما يعزز تجربة التعلم بطريقة أكثر فعالية وشمولية، ومن ضمن التطبيقات أيضا مساعدة المكفوفين وضعاف البصر عبر خاصية التعرف على الصور في GPT-4 لوصف محتويات الصور وتقديم معلومات مفيدة بناءً على السياق، وكتابة الايميلات وترجمة الرسائل بسرعة والكثير من العمليات الأخرى التي لا يمكن حصرها مثل إنشاء الصور وتعديلها والمساعدة في إنشاء العروض وفي البحث العلمي والابتكار وغيرها من المهام التي كانت تتطلب وقتا وجهدا في الإنجاز".
ويستند GPT-4 في تدريبه على تقنيات متقدمة في مجال التعلم الآلي ويتم استخدام مجموعات بيانات واسعة النطاق لهذا الغرض والتي تشمل نصوصًا متنوعة مأخوذة من الإنترنت، بالإضافة إلى بيانات مرخصة من مزودين خارجيين، وتتضمن هذه البيانات معلومات من مواقع الويب والكتب والمقالات والمنتديات العامة، وغيرها من المصادر التي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع والأفكار.
ويبين القصابي: "تبدأ عملية التدريب بتعليم النموذج كيفية توقع الكلمة التالية في سلسلة من النصوص، وتضم أمثلة على الحلول الصحيحة وغير الصحيحة، بالإضافة إلى الاستنتاجات المتفاوتة في قوتها ولتحسين أداء النموذج وضمان التوافق مع المعايير الأخلاقية، كما يتم استخدام تقنية التعلم المعزز بالتغذية الراجعة من البشر، وهذه العملية تشتمل على تعديل سلوك النموذج استنادًا إلى تغذية راجعة مستمرة من المستخدمين والخبراء".
وعن تجاربه في استخدام نموذج GPT-4، يقول القصابي: "هو بمثابة مساعدي الشخصي الخاص استخدمه بشكل شبه يومي في عدة مجالات منها، البحث عن المقالات ذات الأهمية في المواضيع التي تهمني؛ وبحكم عملي في صناعة المحتوى في بعض الأحيان يمكن لشات جي بي تي أن يكون الشريك في إنشاء المحتوى المُتنوع من نصوص وسيناريوهات للفيديوهات والعروض، مما ساعدني على توفير الجهد في التفكير والكتابة".
تحديات GPT-4
هناك الكثير من التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام النماذج اللغوية الكبيرة مثل الخصوصية، فالذكاء الاصطناعي قادر على تجميع واستخدام كميات كبيرة من البيانات الشخصية، وهذه القدرة قد تؤدي إلى انتهاكات خصوصية إذا لم يتم التعامل مع البيانات بشكل أخلاقي أو استخدمت دون موافقة الأفراد، بالإضافة إلى التحيز والتمييز والتعدي على حقوق النشر والبيانات، كما إن هناك مخاوف من استخدام الشركات للبيانات بطرق قد تنتهك حقوق النشر أو القواعد الخاصة بالمنصات التي تجمع منها هذه البيانات.
ومن حيث الأمان، يوضح القصابي: "يعتمد GPT-4 على تقنيات التعلم العميق، ويتم تدريبه بطرق تهدف إلى تقليل المحتوى الضار أو المسيء، وذلك بتحسين الدقة الواقعية وتقليل الأخطاء في الحقائق والمنطق، كما يتميز النموذج بقدرته على الاستجابة بفعالية لتوجيهات المستخدمين، مما يتيح كتابة النصوص بأنماط أو أصوات مختلفة يتناسب مع الطلبات المحددة".
ولتعزيز شفافية الأمان في استخدام النماذج اللغوية الكبيرة، تستخدم شركة OpenAI إطار عمل للتقييم الآلي يسمى "OpenAI Evals"، يتيح الإبلاغ عن أي نقص في النماذج ويساهم في توجيه التحسينات المستقبلية لها.
كما تعمل الشركة أيضا، على تحسين خوارزميات GPT-4 بشكل مستمر لتحديد وتجنب الاستخدامات الضارة، مثل إنشاء نصوص تحتوي على معلومات خاطئة أو تعزيز المحتوى المسيء، وتطبق تقنيات تعلم الآلة التي تعزز من قدرة النموذج على التعرف على النصوص ذات الصبغة الضارة وتقليل احتمالية توليدها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المؤتمر السادس للصحافة| ليلى عبدالمجيد: هدفنا إعداد خريج إعلام قادر على المنافسة عالميًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الكاتبة الصحفية الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام وعميدة كلية الإعلام السابقة بجامعة القاهرة، أهمية تعزيز الاهتمام باللغة العربية كلغة أساسية في مناهج كليات الإعلام، مع التركيز على تطوير المناهج لمواكبة تغيرات سوق العمل الصحفي والإعلامي.
وأوضحت عبدالمجيد، خلال كلمتها في جلسة بعنوان "مناهج كليات الإعلام وتطورات سوق العمل الصحفي" التي عُقدت اليوم بمقر نقابة الصحفيين، أن العمل على لائحة جديدة لمناهج الإعلام بدأ منذ عام 2019، بمشاركة ممثلين عن سوق العمل وخبراء إعلاميين لتلبية احتياجات المهنة.
وأشارت إلى أن المناهج الحالية تهدف إلى إعداد خريجين قادرين على المنافسة في السوق العالمية، وليس المحلية فقط، من خلال تعليمهم أسسًا حديثة مثل الصحافة الإلكترونية، إدارة المنصات الرقمية، والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي كأداة مكملة للمصادر الصحفية دون الاعتماد الكامل عليها.
وأكدت عبدالمجيد أن الجامعات المصرية تسعى إلى تطبيق الاتجاهات الحديثة التي تتبناها الجامعات العالمية، بهدف تطوير أداء الصحفيين وتعزيز قدرتهم على مواكبة التطورات السريعة في المجال.
وانطلقت السبت الماضي فعاليات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين بحضور ومشاركة واسعة من المتخصصين والجمعية العمومية.
وعقدت على مدار اليومين العديد من جلسات وورش العمل للحديث حول مستقبل الصخافة الورقية والرقمية، وآليات تطوير وإدارة المؤسسات واقتصاديات الصحف.
وفي وقت سابق أعلنت نقابة الصحفيين المصريين بالتنسيق مع الأمانة العامة للمؤتمر السادس للصحافة المصرية برنامج المؤتمر، الذي ينعقد خلال الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر الحالي، ويشارك فيه نخبة واسعة من المتحدثين المصريين والعرب، وممثلو الاتحاد الدولي للصحفيين.
ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات لأبرز القضايا والموضوعات الملحة، التي تهم الصحفيين المصريين، وأوضاع الصحافة المصرية، بالإضافة لإعلان نتائج الاستبيان الخاص بالمؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 1500 صحفي.
ودعت الأمانة العامة للمؤتمر جموع الصحفيين المصريين للمشاركة في المؤتمر، ومناقشة كل القضايا المتعلقة بمهنة الصحافة، وأوضاعها وتحدياتها للوصول لتوصيات معبرة عن الصحافة المصرية وأوضاع الصحفيين.