جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-17@02:29:29 GMT

محرقة غزة

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

محرقة غزة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

تغنى اليهود الغاصبون منذ عشرات السنين بمحارق النازية تجاههم وأوهموا العالم أجمع بأنَّهم ضعفاء ومظلومون وقد وقع عليهم أمر عظيم في تلك الأعوام، رغم ما اقترفته أيديهم في الأرض من فساد وخبث ومكر وخديعة لجميع شعوب الأرض، فلا أحد يُطيقُ معاشرتهم لأنهم قوم غدر وخيانة ونكث بالعهود والمواثيق وكل من تعامل معهم بالحسنى عضَّ أصابع الندم.

محرقة غزة التي أشعلها اليهود وأذنابهم لم تبق بشرًا ولا حيوانًا ولا نباتًا ولا حجرًا إلّا وأحرقته مع سبق الإصرار والترصد وفعل جرائمه أمام مرأى ومسمع العالم أجمع بدون خوف أو تقدير لأحد.

بالأمس كانوا يتباكون على موتاهم في ألمانيا وينشرون ويؤرخون كل إدعاءاتهم بحرق النازية لأجدادهم وأسلافهم ويحاربون كل من يقول عكس كلامهم، أما اليوم وعلى مدار أكثر من 7 أشهر يرتكبون تلك المحرقة والتي سيُخلِّدها التاريخ وتُكتب في الأثر شهادة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان رغم كل المناشدات الدولية بوقف الحرب ووقف الإبادة ووقف معركة حرق غزة فهي وصمة عار ضد الإنسانية.

معركة النصر والصمود لأهل غزة قائمة ولن تضع الحرب أوزارها إلّا بنصرٍ مؤزرٍ لأهل غزة الأحرار بإذن الله ودحض المحتل الغاشم، فما يفعله المحتل اليوم هو ممارسة محرقة وإبادة لشعب أعزل فهل يؤتمن الغادر الخائن الجبان الذي يستخدم قوته في قتل النساء والأطفال والعجزة في محارق طالت الأخضر واليابس وقتلت عشرات الآلاف منهم في سابقة صمت لم يشهد لها التاريخ مثيلًا؛ فهي حرب تطهير عرقية، ونضال نحو البقاء والله الغالب على أمره، وسينقلب الظلم عليهم ويلات تُزلزل كيانهم وتجتثهم من الأرض بعد أن طغوا وتمادوا في غيهم وجهلهم بالأمم، فهم يمكرون والله خير الماكرين، فيد الله هي العُليا بإذن الله، وإن غدًا لناظره قريب.

غزة تُحرق وتباد وعلى أيدي يهود مكنهم الله في الأرض قليلًا وسيرون جزاء فعالهم بإذن الله فقد بلغوا النهاية التي ليس لهم قوام من بعدها ويحسبون أنفسهم الغالبين.

محرقة غزة اليوم هي درس للأمم بأن اليهود لا عهد لهم وأنهم إذا خاصموا فجروا- لعنة الله عليهم- حيث يجب على المجتمع الدولي اليوم أن يقوم بدوره لوقف هذه المحرقة، وهذا الحرب الشعواء التي لا طائل للعدو من ورائها سوى الإبادة، رغم جراح أهل غزة وفلسطين، فقد طال الأمد بعد 7 أشهر عجاف لم يرتدع العدو رغم خسائره البشرية والميدانية، لأنه فقد عقله وصوابه وخارت قواه وبقي يُفسد في الأرض متغطرسًا بقوة واهية تساندها دول زائلةً بإذن الله.

سحقًا ثم سحقًا لمن اقترفت يداه محارق غزة ومقابرها الجماعية وإبادة أهلها المُستضعفين في أوطانهم التي يحلمون فيها بالنصر والحرية والعيش بسلام.. محارق غزة ستكون شاهدة على بشرية ذليلة ركعت تحت أقدام بني صهيون ليعيثوا في الأرض فسادًا وتقتيلًا.

اليوم نشد على عضد الجميع بأن يساهموا في وقف حرب غزة، شعوبًا، ودولًا، وحُكّامًا، وهيئات دولية، فقد تمادى العدو في إجرامه ولا ناصر إلّا الله.

محرقة غزة اليوم من أشهر معارك التاريخ دموية وفتكًا بالبشر والحجر، وندعو الله في هذه الليالي المباركة بالنصر والتمكين للإسلام والمسلمين، وأن يُخزي الله عدوهم ويستأصل شأفتهم، وأن تنقلب الدائرة عليهم.. إنه على كل شيء قدير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين إلى قضايا متعددة

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول "واجب الأمة في وقت الأزمات".

قال الدكتور محمود الهواري، إنه يجب على المسلم أن يكون فطنا ويقظا ومدركا لما يدور حوله من حراك في مجالات الحياة كافة، وألا يخدع من هنا أو من هناك، وبخاصة في وقت الأزمات، والوقائع التاريخية تشهد على مكانة الأمة الإسلامية عندما كان المسلمين على يقظة ووعي حقيقي بكل شيء يدور حولهم، كما كانت لديهم الفطنة والذكاء في التعامل معه، وما تجرأ البعض على مقدرات ومصير هذه الأمة إلا نتيجة غياب الوعي والفهم الحقيقي لقضايانا ودورنا.

وأوضح الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أنه يجب على كل فرد في الأمة الإسلامية، أن يفهم طبيعة العلاقة مع الصهاينة، والتي تجدها في العداوة القديمة مع أسلافهم، الذين رفضوا السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أنه لم يطلب منهم مالا ولا ملكا وإنما أراد أن يدلهم على الله سبحانه وتعالى، مبينًا أن موقف الصهاينة اليوم يعكس أن رفضهم للسلام هو أمر متجذر في نفوسهم، وأن عداوتهم للإنسانية شديدة، وأن كل المحاولات في التستر على جرائمهم، هي خيانة للإنسانية، لأن الأفعال الإجرامية التي يقترفونها لا تعبر عن تحضر ولا رقي كما تدعي تلك المجتمعات التي تساندهم.

وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أنه يجب على الأمة أن تتكاتف وأن تتوحد، لأن الفرقة والخلاف أخطر عدو عرفته هذه الأمة، ولم تضعف مكانتها ولم تتأخر عن دورها إلا بسبب الفرقة، وهو ما يدركه الأعداء جيدا، لهذا يعملون على تنامي الخلافات بين المجتمعات المسلمة بشتى الطرق، ليفسح أمامهم الطريق لمحاولة تقرير مصيرها والتاريخ ينطق بهذا.

وذكر خطيب الجامع الأزهر، أن من واجبات الأمة في وقت الأزمات، أن تعلم أن تحرير الأرض مرهون بتحرير الفكر من خلال الفهم الكامل لقضايانا، ففلسطين هي قضيتنا الأولى، وعلينا أن نعيد إلى الأذهان تاريخنا المجيد، وأن نغرس في نفوس أبنائنا الحقائق كاملة لكي لا نسمح لأحد أن يضللهم، ففلسطين ليست قضيَّة، تقبل الربح والخسارة، بل هي حق ثابت، لا تغيره الاعتداءات ولا الحروب، ولا القتل، ومحاولة التعامل معها أنها قضية شعب فهو خداع لنا، لأن فلسطين قضية الأمة الإسلامية بأكملها، وما يحدث فيها من انتهاكات جعلها قضية الإنسانية بأسرها، وما يرد على ألسنة المسؤولين في العالم وما يتردد في وسائل الإعلام من تقسيمات، فكانت أولا قضية إسلامية، ثم اختصرت فأصبحت قضية عربية، ثم حُجِّمَت فأضحت قضية فلسطينية، ثم خُنِقَتْ فغدت قضية الأرض المحتلة، وكأن الأرض أرضان: أرضٌ محتلة، فهذا عبث وخداع بالقضية المصيرية الأولى لدى المسلمين، ولا نقبل بتقسيم "القضية الفلسطينية" إلى قضايا متعددة، فهي قضية واحدة لا يجوز التحدث عنها إلا بلفظ واحد وهو "القضية الإسلامية"، كما يجب أن لا نتحدث عن الصهاينة إلا في إطار كونهم غرباء عن هذه الأرض، وأن الأرض تكرههم بمن فيها وما فيها.

وبين خطيب الجامع الأزهر، أن حب الأوطان والدفاع عنها، هو جزء من عقيدة المسلمين، لهذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، كيفية حب الأوطان من خلال درس عملي ظهر في حبه صلى الله عليه وسلم لوطنه "مكة"،  فلما استوطن المدينة دعا الله جل جلاله أن يحببها إليه كحبه مكة، فالأوطان لا تقبل المفاوضة، الأوطان ليست سلعة تباع وتشترى، كما أن حب الأوطان جزء من الفطرة، قال الله تعالى: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ»، مبينا أن المواقف المشرف لمصر بشعبها وأزهرها في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني يدعونا للوحدة خلف هذا الرأي الذي ينتصر لعقيدتنا وإنسانيتنا، وألَّا نسمحَ لأحدٍ أن يسلبَنا شخصيَّتَنا، ولا أن يمليَ علينا قواعدَه؛ فنحنُ لم نخلق لنجرَّ من آذاننا، ولم نُخلق لنقولَ لأيِّ مخلوقٍ- كائنًا من كان- سمعنا وأطعنا، وإذا لم نحرِّر فكرنا وإرادتنا فلن نستطيع أن نحرِّر أرضنا.

مقالات مشابهة

  • ما هي المعوذات التي تقرأ قبل النوم؟.. 15 آية تحميك من أذى الجن والشياطين
  • أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة
  • بميزانية 40 مليون دولار.. تركي آل الشيخ يكشف كواليس فيلم «الكلاب السبعة»
  • أحمد الشاكر يبشر بتحرير عدد من المناطق في الخرطوم
  • هبة النجار: سيدنا النبي بشر مصر وأهلها بالحفظ والرعاية الإلهية
  • ريال مدريد في اختبار صعب أمام أوساسونا في الليغا الإسبانية اليوم
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • تبقى القليل لإعلان كافورى حُرة .. نصر من الله وفتح قريب????
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين والتفاوض على الأوطان
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين إلى قضايا متعددة