لجريدة عمان:
2024-11-22@16:16:52 GMT

لن يضيع وطن وراءه مقاتلون

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

عرف العالم الاستعمار منذ فترة مبكرة من التاريخ الحديث، حينما ظهر البرتغاليون والهولنديون مع بداية القرن السادس عشر، وتبعهم الإنجليز والفرنسيون مع مطلع القرن الثامن عشر، وكانت القارة الإفريقية مجالا فسيحا للنفوذ الأوروبي حينما تعرفوا على تجارة الرقيق باعتبارها سلعة اقتصادية رائجة، دفع فيها الأفارقة ثمنا باهظا من حريتهم وأرواحهم، وهي تجارة حاول المؤرخون الأوروبيون إلصاقها بالعرب، وهي تهمة تهاوت أمام أدلة قاطعة، رغم أن كثيرا من المؤرخين الأوروبيين ما يزالون يقولون بأن العرب هم أول من ابتدع هذه التجارة.

وإذا كان العرب قد انخرط بعضهم في هذا العمل إلا أن هذا النشاط كان سلوكا فرديا مارسه بعض الأفراد، لكن ما قام به الأوروبيون كان سياسة دول وشركات أوروبية كبرى مدعومة من دولها وكنائسها، حتى أن بعض العرب الذين انخرطوا في هذا العمل قد عاملوا الأفارقة معاملة إنسانية، فقد كانوا يحنون عليهم كأبنائهم والبعض منهم قد حمل أسماء قبائلهم.

يعد السلطان برغش بن سعيد ( ١٨٣٧-١٨٨٨) حاكم زنجبار، نموذجا للحاكم الذي أحبه الأفارقه عندما كان يقضي بنفسه في القضايا التي كان يلجأ إليه فيها (العبيد) للشكوى من أسيادهم، وكان يحكم بينهم بنفس القواعد التي يحكم فيها بين القبائل العربية، والأدلة على ذلك أدلة توثيقية من خلال الوثائق التي كانت تسجل مثل هذه القضايا، التي كان يخصص لها السلطان وقتا محددا كل يوم ما بين العصر والمغرب، وقد حفظت الوثائق العديد من القضايا التي احتفظت بها الأرشيفات الإفريقية والعربية وحتى الأوروبية، وجميعها تشيد بما كان يقوم به السلطان، حيث كان يساوي بين الجميع بصرف النظر عن الأعراق والديانات.

مع بدايات القرن الثامن عشر وصولا إلى القرن التاسع عشر وقعت العديد من دول العالم في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تحت نير الاستعمار، حينما احتلت هذه البلاد بهدف نهب ثرواتها واستعباد سكانها، وعانت هذه الشعوب معاناة قاسية امتدت إلى منتصف القرن العشرين، بعد أن هبت هذه الشعوب وناضلت نضالا امتد عشرات السنين وربما مئات السنين أحيانا للحصول على حريتها، ويعد الاستعمار الأوروبي المسؤول الحقيقي عن تخلف هذه الشعوب عن ركب الحضارة الحديثة، واليوم بعد أن تحررت هذه البلاد وقطعت شوطا كبيرا في التنمية، وبعضها مسته سياسة الحكم الرشيد سياسيا واقتصاديا، وكانت الكثير من أقطارنا العربية من بين الدول التي عانت من الاحتلال الأوروبي، إلا أنها حصلت على حريتها بعد نضال شاق، ولم يبق إلا فلسطين التي تآمر عليها الأوروبيون بهدف إنشاء دولة يهودية يستقدمون إليها اليهود من كل دول العالم، دون سند قانوني أو تاريخي، وهي مؤامرة مكنت اليهود من قيام دولة إسرائيل في ظل ضعف عربي وتآمر دولي وانحياز واضح من الأمم المتحدة.

منذ عام ١٩٤٨، والفلسطينيون يعيشون تحت نير الاحتلال، بعد أن أُجبر الكثيرون منهم على الهجرة من وطنهم للعيش في بلاد الشتات، وقد وزعوا بين دول عربية وإفريقية أو أمريكية (أمريكا اللاتينية) ومنذ هذا التاريخ والعرب جميعا يعتبرون فلسطين قضيتهم الرئيسية، إلا أنهم قد عجزوا في سياساتهم وحروبهم عن تحقيق نجاحات تعيد الفلسطينيين إلى أرضهم، رغم أن كل دول العالم التي احتلت بما فيها الدول الإفريقية والعربية قد تحررت وحصلت على استقلالها، وأصبحت عضوا في الأمم المتحدة وفي المنظمات الإقليمية، وما يزال الفلسطينيون متمسكين بأرضهم وبعودة وطنهم السليب، وقد دفعوا في سبيل ذلك عشرات الألوف وربما مئات الألوف من دماء أبنائهم في ظل سياسات القمع والتنكيل والإبادة، تحت سمع وبصر العالم الذي يشاهد صباح مساء موت الأطفال والنساء وهدم البيوت على ساكنيها، وهي أحداث مروعة يراها العالم رؤي العين عبر كل وسائل الإعلام، ورغم ذلك فما تزال الولايات المتحدة الأمريكية والكثير من الدول الأوروبية تقف داعمة لهذه الجرائم أدانتها محكمة العدل الدولية أخيرا.

ما يحدث اليوم في فلسطين من جرائم مروعة يسجلها التاريخ بدماء الضحايا، إلا أن المستقبل سيظل داعما للقضية التي أهمل العرب التعامل معها، بعد أن اكتفوا في سياساتهم وفي جامعتهم العربية على مجر إصدار بيانات، وهو ما ضاعف من قسوة إسرائيل واجتياحها بيوتا ومدنا ومزارع كانت تشكل الحد الأدنى من الحياة لهذا الشعب البائس، ورغم ما يعانيه الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية إلا أن صمودهم وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم التاريخية سيظل سببا قويا لنجاح قضيتهم رغم مرور أكثر من سبعين عاما على احتلال وطنهم، فالتقادم غالباً لا يعد دليلا على نجاح إسرائيل واستقرارها، فكل الدول التي استُعمرت ناضلت سنوات طويلة وقدمت تضحيات هائلة من قبيل الهند والصين والجزائر وجنوب إفريقيا، ومعظم دول أمريكا اللاتينية والدول الإفريقية إلا أن المستعمر لن يستطع الصمود أمام أصحاب الحقوق. وستظل قضية فلسطين من بين القضايا الكبرى المعلقة في رقاب أصحابها والمدافعين عنها، وستبقى مسؤولية العرب بالدرجة الأولى على الرغم من أن بعضهم يحاول التنصل منها، ووصل الأمر بالبعض إلى إلقاء المسؤولية على الفلسطينيين بعد أن اكتفى العرب بمجرد الإعلان عن دعمهم لفكرة قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، وهي تصريحات إعلامية بينما على أرض الواقع وخلف الغرف المغلقة لا نرى إلا إصرارا على أن يتخلى الفلسطينيون عن سلاحهم وأن يقبلوا العيش كرعايا تحت الإدارة الإسرائيلية.

قد يتصور البعض أن طموح إسرائيل سوف يتوقف عند فلسطين، الكثيرون لا يقرؤون التاريخ ولا يتابعون ما يدور خلف الكواليس من سياسات إسرائيلية ماكرة تسعى لامتداد دولتها من النيل إلى الفرات كما خطط لها فلاسفتها وساساتها منذ نهايات القرن التاسع عشر، إنها سياسة الخطوة خطوة، وخصوصا وأن الجيل الجديد من الإسرائيليين أكثر تشددا من كل الأجيال السابقة، وإذا كان العرب لا يقرؤون ولا يدركون المخاطر القادمة فسوف يدفع الجميع الثمن ولن تكون أية دولة عربية بعيدة عن أطماع إسرائيل، بما في ذلك الدول التي تسابقت على التطبيع.

طالما بقي الفلسطينيون يناضلون ويستشهدون في سبيل استعادة وطنهم، فلن يضيع حقهم وسيتحقق حلمهم باستعادة وطنهم مهما طالت معاناتهم، فالأوطان تستحق أثمانا باهظة من دماء أبنائها، ولن يضيع وطن قدم بنوه كل هذه التضحيات عبر أكثر من سبعين عاما.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعد أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

حرب السودان والارتدادات الإقليمية.. روسيا وأبعاد جديدة للنفوذ في القرن الإفريقي

 

حرب السودان والارتدادات الإقليمية.. روسيا وأبعاد جديدة للنفوذ في القرن الإفريقي

 فؤاد عثمان عبدالرحمن

 

المقدمة

في خضم التغيرات المتسارعة التي يشهدها إقليم القرن الافريقي وحوض النيل، تتشكل علاقات وتحالفات جديدة تهدف إلى اعادة صياغة موازين القوى الاقليمية، هذه الديناميات ليست مجرد تفاعلات سياسية، بل تعكس ازمات متشابكة تشمل الأمن والمياه والسيادة الوطنية ، التي باتت تهدد بنية واستقرار النسق الاقليمي بأسره.

في مقدمة هذه التطورات ، يبرز التقارب المصري الصومالي الارتري كعامل محوري ، بجانب اتفاقية الاطار التعاوني لحوض النيل (عنتيبي) التي تتزعمها اثيوبيا. هذا التقارب يسلط الضؤ علي محاولات الدول المعنية لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها الاستراتيجية ، مما يخلق بيئة مليئة بالتحديات والمخاطر.

تأثير هذه التكتلات الجديدة يمتد بشكل واضح الي الصراع الدائر في السودان ، اذ يعيد هذا المشهد الاقليمي تشكيل توازن القوي ، مما قد يؤدي إلى دعم أو معارضة اطراف معينة في النزاع السوداني.

فمع تصاعد الازمات تسعى الدول المجاورة إلى حماية مصالحها ، مما قد يدفعها إلى التدخل لتحقيق الاستقرار ومنع تدفق الازمات عبر الحدود.

والحادثة الابرز في ذلك السياق كانت انتقاد قائد الدعم السريع حميدتي بعد هزيمته من قبل الجيش في معركة جبل موية الاستراتيجية بوسط السودان ، إذ انتقد علنا في خطاب مصور جمهورية مصر واتهمها بالوقوف لجانب الجيش في تلك المعركة عبر قواتها الجوية ومعارك اخري أيضا ، مما جعل مصر الرسمية تسارع في الرد عليه عبر بيان وزارة خارجيتها نافية تلك التهمة ووصمت تلك القوات بالمليشيا وهو نفس موقف الجيش السوداني الرسمي ، ما عد اصطفافا واضحا من قبل مصر مع الجيش السوداني احد اطراف الصراع الدائر حاليا.

أيضا القضايا المتعلقة بالامن المائي ، خاصة فيما يتعلق بمياه النيل ، تلعب دورا حاسما في تاجيج التوترات ، فالصراع في السودان قد يعقد ادارة هذه الموارد الحيوية ، مما يؤثر بشكل مباشر علي العلاقات بين الدول المعنية ويزيد من مخاطر النزاعات المستقبلية.

علاوة علي ذلك ، قد تسعى الجماعات المحلية والفصائل المختلفة في السودان ، الي تشكيل تحالفات جديدة مع القوى الاقليمية ، مما يزيد من تعقيد الصراع.

إن هذه الديناميات المتغيرة قد تؤدي لتفاقم الاوضاع الانسانية ، حيث يتوقع زيادة اعداد اللاجئين ، مما يضع ضغوطا اضافية علي الدول المجاورة.

بناء علي ماسبق فان التكتلات الاقليمية الناشئة في القرن الافريقي ليست مجرد تطورات سياسية عابرة ، بل تمثل تحديات حقيقية تعكس التداخلات الامنية والجيوسياسية التي تؤثر على مستقبل السودان واستقراره ، ان فهم هذه الديناميات يصبح امرا حيويا لصياغة استراتيجيات فعالة تهدف لتحقيق السلام والاستقرار.

الديناميات الإقليمية وارتداداتها على الحرب السودانية.

إن الحرب في السودان لم تعد مجرد صراع داخلي بين أطراف سودانية، بل تحولت إلى أزمة إقليمية ودولية ذات أبعاد جيوسياسية معقدة. ويعكس هذا الصراع التفاعلات المعقدة التي تشهدها منطقة شرق أفريقيا بشكل عام، التي تتداخل فيها مصالح القوى الإقليمية والدولية، وتتحول الحرب السودانية إلى ساحة للتنافس الجيوسياسي بين عدة أطراف. هذه الحرب تفتح المجال لتساؤلات عميقة حول كيفية تأثير الديناميات الإقليمية، سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي، على مسار الأحداث في السودان والمنطقة بأسرها.

السودان: ساحة لتوازنات إقليمية معقدة

منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تأثرت الديناميكيات الإقليمية بشكل ملحوظ. أصبح السودان نقطة تماس رئيسية في خريطة النفوذ الإقليمي، حيث تتداخل مصالح العديد من القوى الإقليمية والدولية. ففيما يتصاعد النزاع الداخلي، تُظهر التحولات السياسية على الساحة الإقليمية قدرة بعض الأطراف على استثمار الوضع لصالحها، سواء عبر الدعم المباشر لأحد الأطراف المتحاربة أو من خلال تفعيل أدوات الضغط السياسي والاقتصادي.

في هذا السياق، يتجسد دور القوى الإقليمية الكبرى، مثل مصر والسعودية والإمارات، في دعم طرف من الأطراف السودانية لتحقيق مصالحها الخاصة. فمصر، على سبيل المثال، تعتبر السودان جزءًا حيويًا في استراتيجيتها الأمنية والسياسية، ولا سيما فيما يتعلق بمياه النيل. بالمقابل ، وفي سياق التصعيد المستمر للحرب وتوسع انتشار الدعم السريع في مناطق واسعة من السودان ، وجه الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة ، اتهامات وانتقادات حادة وغليظة لدولة الامارات بتقديمها لدعم عسكري ولوجستي للدعم السريع من خلال قنوات امداد سرية ومعقدة ، واشار أيضا للجارة تشاد في استقبالها لذلك الامداد وتوصيله للدعم السريع ، وكررت  تلك الاتهامات خطابات ممثل السودان لدي الامم المتحدة ، عبر سفيرها الحارث ادريس خلال اجتماعات الجمعية العامة ، واشار لتاكيد تلك الاتهامات الي تقارير غير منشورة اضافة لكتابات كتاب غربيين بمجلات ودوريات بارزة، بان الامارات قد قدمت دعما لوجستيا وعسكريا عبر شبكات غير رسمية ، مايثير تساؤلات واسعة حول أبعاد هذا الدعم وتاثيراته علي الوضع الاقليمي والدولي ، هؤلاء الكتاب والمحللون ربطو تلك الانشطة بتوجهات سياسية واستراتيجية للامارات في المنطقة مما سيعقد الاوضاع جدا. بينما تنكر الامارات تلك الاتهامات ووصفت خطابات العطا والحارث ادريس بالتهرب من تحمل مسؤولية حماية السودانيين ورعاية مصالحهم.

عودة النفوذ الروسي في شرق أفريقيا: تحديات وتفاعلات مع الغرب

في المقابل، تكشف الحرب السودانية عن تحول مهم في خريطة النفوذ في شرق أفريقيا، خاصة مع عودة روسيا القوية إلى الساحة، مستغلة الفراغ الذي تركته بعض القوى الغربية في المنطقة. تتجلى هذه العودة في محاولات روسيا للتوسع العسكري على سواحل البحر الأحمر، التي تعد ممرًا استراتيجيًا حيويًا للتجارة العالمية وللتنافس الإقليمي والدولي. ويعتبر ميناء بورتسودان، الذي يُعد أحد الموانئ الرئيسية على البحر الأحمر، نقطة محورية في هذه الاستراتيجية الروسية.

 

من هنا، يبرز تساؤل كبير حول مدى قدرة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على إيقاف تقدم روسيا في هذا الإقليم. يُحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد تفكر في استخدام مجموعة من الأدوات السياسية والعسكرية لثني السودان عن المضي قدمًا في هذه الصفقة مع روسيا. ومن بين هذه الأدوات، يمكن أن تلجأ واشنطن إلى دعم الجيش السوداني بقيادة البرهان، شريطة أن يتم التراجع عن الاتفاق مع موسكو. كما قد تركز على تعزيز الدعم لقوات الدعم السريع، وهي خطوة تهدف إلى تقويض موقف البرهان في مقابل تنامي النفوذ الروسي.

الموقع البديل: مسعى روسي عبر إريتريا

وفي إطار سعيها لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، تبقى إريتريا أحد البدائل المحتملة لروسيا في حالة فشل الاتفاق في السودان. ورغم عدم الإعلان الرسمي عن تفاصيل هذا التعاون، تشير التقارير إلى أن هناك تنسيقًا روسيًا إريتريًا على مستوى المناورات البحرية، مما يعكس رغبة روسيا في تأمين موقع استراتيجي على البحر الأحمر. لكن هذه الخطوة ليست بالسهولة التي قد يتصورها البعض، إذ من المتوقع أن تثار مقاومة من القوى الغربية، التي قد تسعى إلى فرض ضغوط سياسية واقتصادية على الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لإفشال هذه الخطط. قد يتضمن هذا الضغط محاولة إشعال نزاع حدودي بين إريتريا وأثيوبيا، وهي مسألة شائكة ومعقدة بالنظر إلى العلاقات المتوترة بين البلدين.

التحولات الإقليمية: الصومال ومصر

بينما يسعى الغرب إلى مواجهة النفوذ الروسي في شرق أفريقيا، تزداد الديناميكيات الإقليمية تعقيدًا. فالعلاقات بين الصومال وإثيوبيا شهدت توترًا غير مسبوق، حيث تم توقيع اتفاقية بين إثيوبيا وصومالي لاند حول استخدام الأراضي الاستراتيجية على البحر الأحمر لأغراض عسكرية ومدنية. وهو ما قوبل بمعارضة شديدة من الصومال التي طالبت إثيوبيا بسحب قواتها من بعثة حفظ السلام في الصومال. في المقابل، تستثمر مصر هذا التوتر لتقوية علاقتها بالصومال، مستبدلة الوجود الإثيوبي في المنطقة بوجود عسكري مصري، في خطوة تهدف إلى تعميق تحالفها الاستراتيجي مع الصومال.

أزمة المياه والنيل: بعد جديد في الصراع الإقليمي

تجدر الإشارة إلى أن النزاع السوداني يظل مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالصراع الإقليمي حول مياه النيل، حيث دخلت اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ، ما أدى إلى توترات جديدة بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى. هذا التوتر يتفاقم مع قضية سد النهضة الإثيوبي، الذي بنته إثيوبيا دون التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان حول كيفية إدارة عملية الملء والتشغيل. هذه المسألة قد تشكل نقطة ضغط أخرى على السودان، في ظل التهديدات المستمرة التي تواجهها الحكومة السودانية من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.يجدر الاشارة الي انه  وبعد اجتياح الروس لاوكرانيا ، تحدثت تقارير بأن حوجة المصريين ازدادت انطلاقا من سعيهم لتنمية القطاع الزراعي في إطار الجهود التي يبذلونها للتعويض عن خسارتهم لواردات القمح من اوكرانيا.

الختام: نحو تسوية سياسية أو استمرار الصراع؟

إن الحرب السودانية تشكل نموذجًا معقدًا لتفاعل الديناميات الإقليمية والدولية في منطقة استراتيجية ذات أهمية حيوية. ورغم أن الأطراف المحلية في السودان قد تجد نفسها عالقة في دوامة من الصراع الدموي، فإن التفاعلات الإقليمية والدولية، سواء عبر الضغط على الأطراف المتحاربة أو من خلال محاولة فرض تسوية سياسية، ستكون حاسمة في تحديد مصير المنطقة. ومن غير المستبعد أن تستمر هذه الحرب لفترة أطول، حيث يبقى الوضع في السودان مرهونًا بتوازنات إقليمية ودولية قد تغير شكل المنطقة في السنوات القادمة.

 

الوسومافريقيا السودان روسيا مصر

مقالات مشابهة

  • لقد أساء الإخوان المسلمون وجه إسرائيل
  • العجمة: يزعلني لما المنتخب يضيع في زحمة الدوري .. فيديو
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • تقرير عالمى: قرابة مليار طفل يعيشون فى دول تواجه مخاطر بيئية عالية
  • أبو ردينة يطالب دول العالم بقطع علاقتها مع إسرائيل
  • العراق يدعو العرب إلى اجتماع طارئ لمواجهة تهديدات إسرائيل
  • حرب السودان والارتدادات الإقليمية.. روسيا وأبعاد جديدة للنفوذ في القرن الإفريقي
  • الخارجية: سورية تطالب جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذها موقفاً حازماً لإيقاف المجازر المتسلسلة التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة ومحاسبة قادته على جرائمهم وعدوانهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب
  • هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا
  • “أوهن من بيت العنكبوت” .. هل دحضت مشاهد احتراق “تل أبيب” فكرة أن الحرب ضد إسرائيل مستحيلة؟