الجديد برس:
2024-11-26@18:02:25 GMT

هل يخشى الحاكم العربي شعبه؟

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

هل يخشى الحاكم العربي شعبه؟

الجديد برس| بقلم – أيهم السهلي

 

منذ شنّت إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يستوقف المتابع المشهد الشعبي في العالم العربي، الراكن والساكت عن المجزرة؛ والرسمي المتآمر على الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقاومته، والمقاومات الأخرى في المنطقة. سكوت أو خرس بات واضحاً جلياً لا يمكن تغطيته، رغم المحاولات الرسمية لإظهار العكس، عبر البيانات والخطابات التي قيلت وتقال في المنابر العربية والدولية.

والسؤال ها هنا، لماذا تحاول «المؤسسة» الرسمية في الدول العربية إظهار العكس؟ هل تخشى من شعوبها؟إن أجبت برأيي الصريح، فستكون إجابتي اليقينية «لا»، لكن الكتابة تستدعي الظنية، لذا، لا أظن أن نظاماً عربياً واحداً يقيم حساباً لشعبه، أو يهتم لأمره ولتطلعاته. فجميعهم يتعاملون مع شعوبهم بعقلية الإقطاعي المستثمر بالثروة، والذي يشعر بأن البلد بما فوق أرضه وتحتها ملكه، وأن الشعب مستعبد له، ويحق له أن يفعل ما يشاء، بلا حساب. وفي ما لو جرّب الشعب مخالفة القواعد المرسومة له، فالسجون مشرّعة على الدوام، وفي أحسن الأحوال، النفي خارج «الإقطاعية» متاح. وإلا، إن تمرّد الشعب أكثر، فالموت عن طريق القتل سهل في هذه الإقطاعيات، بل أسهل من طرفة العين.

هذا حالنا باختصار وتكثيف شديدين. إذاً، لماذا تجرّب الرسمية العربية إظهار أنها متفاعلة مع الحدث، وأنها لا تقبل بما تفعله إسرائيل في فلسطين؟ أجرّب قبول فكرة أنها تخشى من شعوبها، ولكنني أتذكّر الواقع، وأتذكّر سنوات للوراء، فأجدني لا أتقبّل ذلك، لما لهذا الأمر من دلائل عدة، تدحض فكرة احترام الأنظمة لشعوبها.

وفي محاولة أخرى للإجابة، أذهب للتفكير في الشعوب التي لم تخرج للتظاهر غضباً، فالمجزرة في قطاع غزة قريبة جدّاً من كل بلدان العرب وشعوبها، فصرخات المكلومين في فلسطين مفهومة للعرب باللغة، وبحجم الجريمة، وبالفوقيّة التي تبديها إسرائيل على الدم الذي تستبيحه. يشاهد المواطن العربي كل هذا، إمّا عبر التلفاز، وإمّا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (رغم الحجب، المعلومات متوافرة)، ولكن المصيبة، كما أظن، أن حديث المجزرة ليس «ترند» وليس من أولويات اليوم لدى شعبنا العربي، وهو لا يكاد يغري الشارع بالحديث، ربما لأنه يشعر الناس بقلة الحيلة، بالضعف، يشعرهم بالعار. هل في الأمر تجنٍّ على شعوبنا؟ لا أظن، ولم أصل إليه بعد!

هل من المعقول أن يُقتل بعض الشعب العربي، بينما باقي الشعب لا يدري، أو يدري ويلتزم الخرس ولا يخرج حتى في تظاهرة؟ وهي لن تقدّم ولن تؤخّر في حياة الناس في فلسطين، ولكنها ستعطيهم معنويات بأن بقية جسدهم الممتد من المحيط إلى الخليج موجود، يشعر بهم، ويتداعى لهم. طبعاً من المعروف أن الحكومات العربية هي التي تمنع هذه التظاهرات، وتمنع هذا النوع من التجمهر، مرة أخرى، هل لأنها تخاف من شعوبها؟ هنا ربما، ربما نعم، تخاف من صوت وهتاف يهتف ضدها، ويذكّرها بالذي لا تريد تذكّره، الشعب الذي تمرّد يوماً، وقال «لا». فحين هب نسيم «الربيع» قامت الشعوب، وقالت «لا»، وتظاهرت رغم أنف حكوماتها، وقالت ما أرادت، مع أنها لم تفلح في إكمال المهمّة، وعادت الأمور أسوأ ممّا كانت، إلا أنها قامت في يوم من الأيام.

واليوم، بينما تقتل إسرائيل بهذه الوحشية، وتدمّر، ولا تسأل عن أحد، أمعقول أن عربياً لم يعرف بعد أن الشعب الفلسطيني بصموده يحمي الأمّة كلها، والمقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية، تحارب عن الأمّة كلها؟ أمعقول أن عربياً لم يدرك بعد أن إسرائيل ستحكمه وبلده إن انتصرت في فلسطين؟

ربما بين الشعب من لا يعرف، رغم يقيني أن الحس الحقيقي لشعوبنا يميل حيث الحق، ولكن في الإجابة عن المعقول واللامعقول، فبلى الحاكم العربي يدرك ويعرف ما يفعله الشعب الفلسطيني، ولكنه يدرك أيضاً أنه بات محكوماً من إسرائيل وأميركا، من كثرة ما فرّط وتنازل وسكت. لذا هو مكمل في الانصياع، وسينصاع أكثر، ويسلّم ويطبّع باسم «إقطاعيته»، مع إدراكه أن شعبه لا يريد هذا التطبيع.

ونحن العرب، الشعوب أقصد، مع قبولنا واستمرارنا بالسكوت والهوان، ستكمل بعض بلادنا رهينة بيد حاكم تحكمه إسرائيل، وها نحن نؤكد يومياً ما ذهب إليه إبراهيم اليازجي حين قال:

«ألِفتُم الهون حَتّى صارَ عِندَكُمُ… طَبعاً وَبَعضُ طِباعِ المَرءِ مُكتَسَبُ

وَفارَقَتْكُم لِطول الذُلِّ نَخوَتكُم… فَلَيسَ يُؤلِمُكُم خَسفٌ وَلا عَطبُ».

وما دام أن الحاكم العربي يراهن على هزيمة المقاومة، لأنها متمردة و«تصدّع رأسه»، لا ينتبه ولا يضع احتمالاً بأن المقاومة قد تنتصر، وقد فعلتها في لبنان سابقاً. ولا ينتبه إلى أن أحد أقوى جيوش العالم، بعد 8 شهور من القتال، لم ينتصر، لا عسكرياً ولا سياسياً، والأمور في العالم تنقلب عليه يوماً بعد يوم، وهي تقول بالفم الملآن «كفى» (لم تقلها في شوارع العرب، إلا اليمن).

إنّ الحاكم الذي يراهن على هذه القوة الكبرى في العالم، مهزوم بلا شك، وسيقع في وقت لن ينجده فيه أحد، لأن الشعوب المنومة اليوم، ستستيقظ، «فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب».

سيخرج العرب إلى الشوارع يوماً، سيخرجون، وسيسقطون القاعد على عروشهم، وسيسقطون معه آلهتهم القاعدة في فلسطين، أو سيحدث العكس، يسقط الاحتلال بأمر فلسطين، فيسقطون في العواصم الأخرى.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها "خطر شديد" على أمن إسرائيل

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التسريبات الأخيرة تمثل خطرا داهما على أمن إسرائيل، لافتا إلى أنها خرجت من المجلس الأمني المصغر ومنحت معلومات ذات قيمة كبرى للأعداء.

وقال نتنياهو: "تسريب صور معتقل سيدي تيمان مثال صارخ على الأضرار التي لحقت بدولتنا وسمعتها حول العالم بسبب التسريبات"، مضيفا أن "الهدف من وراء التسريبات الأخيرة هو الإضرار بسمعتي شخصيا وتفعيل الضغط علي أنا".

وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية: "التسريبات أدت إلى تدمير حياة الكثير من شبابنا وحياة عائلاتهم"، لافتا إلى أنه "تم تسريب معلومات استراتيجية تتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية من جلسة بمبنى محصن في اليوم الرابع من الحرب".

وأضاف: "إيلي فلدشتاين المتهم بتسريب معلومات من مكتبي، شخص وطني ولا يمكن أن يمس بأمن الدولة، التسريبات صدرت من داخل المجلس الوزراي المصغر والفريق المفاوض والهيئات الأكثر حساسية في دولة إسرائيل".

وأوضح أنه "في جلسة بشأن المختطفين بشهر أغسطس، سربت معلومات بأن قيادات طلبت تنازلات وهو ما تسبب في تصلب موقف حماس"، مشددا على أن "كل التسريبات موجهة ضدي وتخدم رواية الخضوع للعدو ولهذا لا يتم التحقيق بكل حوادث التسريبات التي حددتها".

وأشار إلى أن "نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى زودت بمعلومات بشأن الرد على صواريخ إيران وهو ما لم يتم التحقيق بشأنه".

ونشرت النيابة العامة الإسرائيلية يوم أمس الجمعة، معلومات جديدة متعلقة بقضية تسريب وثائق ومعلومات سرية للغاية من الجيش الإسرائيلي، وذلك "على إثر أنباء كاذبة كثيرة تروجها جهات لها مصلحة في القيام بذلك"، وأن "هذا لم يكن مجرد تسريب وثيقة من داخل جهاز سلطوي إلى وسائل إعلام" وفقا لبيان النيابة.

ووفقا لبيان النيابة، فإن المتهمين المركزيين في القضية - المتحدث باسم رئيس الحكومة، إليعزر فيلدشتاين، والعنصر في قوات الاحتياط المتهم بنقل معلومات إليه – "متهمان بإنشائهما بشكل متعمد محورا مباشرا يلتف على الجهاز العسكري المسؤول عن دراسة وتحويل معلومات إلى المستوى السياسي، بينما كلاهما غير مخولين بذلك".

ووفقا للنيابة، فإن المعلومات التي نقلها عنصر الاحتياط إلى فيلدشتاين، ونُشرت في صحيفة "بيلد الألمانية، تم الحصول عليها بواسطة وسيلة استخباراتية سرية. "وقررت الجهات الأمنية أن الكشف وجود هذه الوسيلة وقدراتها وطبيعة استخدامها، بإمكانه أن يتسبب بضرر كبير لمصالح دولة إسرائيل الأمنية وبالأساس في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية وكشف مصادر معلومات استخباراتية، يتم إنقاذ حياة بشر بواسطتها".

وفي ما يتعلق بأنباء ترددت حول إخفاء هذه المعلومات عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأنه تعين أن يطلع عليها، قالت النيابة في بيانها إن "المعلومة السرية لم تنقل بواسطة الجهات المتخصصة بإجراءات نقل الوثائق إلى جهات خارج الجيش الإسرائيلي، لأنه بعد تلقيها بوقت قصير جدا، وردت معلومات استخباراتية جديدة، تمت دراستها من جانب الجهات المختصة في شعبة الاستخبارات وتبين أنها ذات علاقة أكثر بقضية المفاوضات (حول تبادل أسرى). وهذه المعلومات الجديدة نُقلت إلى الجهات التي عملت في قضية المفاوضات وكذلك للمستوى السياسي، بموجب إجراءات نقل الوثائق المتعارف عليها".

وقدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في تل أبيب، أمس، لائحتي اتهام ضد فيلدشتاين والعنصر في الاحتياط. ونسبت لائحة الاتهام لفيلدشتاين تهمة تسريب معلومات سرية بهدف المس بأمن الدولة، وهذه مخالفة تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، وكذلك حيازة معلومات سرية وتشويش إجراءات قضائية.

مقالات مشابهة

  • لجنة التحقيق بـ”7 أكتوبر”: نتنياهو قادنا لأكبر كارثة في تاريخ إسرائيل
  • البرلمان العربي يرحب بقرار «الجنائية الدولية» اعتقال نتنياهو وغالانت
  • أبو الغيط : حروب إسرائيل تقلل من فرص الشعوب في التنمية وتحقيق الاستدامة
  • البرلمان العربي يرحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • البرلمان العربي يرحب بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال رئيس وزراء كيان الاحتلال ووزير دفاعه السابق
  • البرلمان العربي يرحب بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو وغالانت
  • البرلمان العربي يرحب بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو من المحكمة الجنائية الدولية
  • البرلمان العربي يرحب بإصدار “الجنائية الدولية” مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • منطقة الخيام.. لهذا السبب تريدها إسرائيل
  • نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها "خطر شديد" على أمن إسرائيل