مجموعة السبع تبحث استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا وموسكو تحذر
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
أظهرت المداولات الأخيرة بين وزراء مالية مجموعة السبع اتفاقا متزايدا على استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا ماليا وسط صراعها المستمر. مع استمرارهم التأكيد على عزمهم على تشديد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية حرب أوكرانيا، وفق ما جاء في مسودة مشروع بيان ختامي.
وصدر عن اجتماعات المجموعة الأخيرة في ستريسا بشمال إيطاليا تعليقات متفائلة من وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، حيث نقلت بلومبيرغ قولها "أشعر بالرضا تجاه المحادثات التي أجريناها"، وهو ما يشير إلى خطوات كبيرة نحو التوافق بين دول المجموعة حول استخدام الأصول الروسية.
ويُتوقع أن يضع وزراء المال في مجموعة السبع في إيطاليا اليوم السبت أسس اتفاق مبدئي بشأن استخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة لمساعدة كييف، لكن القرار النهائي سيكون متروكا لقمة رؤساء الدول والحكومات المقررة في منتصف يونيو/حزيران المقبل.
وتتضمن الإستراتيجية قيد النظر إطلاق حزمة مساعدات غربية قد تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار لأوكرانيا من خلال الاستفادة من فوائد ما يقرب من 280 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي، المحتفظ بها بشكل أساسي في أوروبا.
وتقول بلومبيرغ إن وزراء مالية مجموعة السبع يناقشون ليس فقط استخدام فوائد الأصول المجمدة كإجراء عقابي ضد روسيا، بل كدعم استباقي لأوكرانيا.
وينطوي ذلك على إمكانية تحويل الفوائد من هذه الأصول إلى قروض لضمان الدعم الاقتصادي المستمر للحكومة الأوكرانية، وفق ما ذكرته الوكالة.
وتشير بلومبيرغ إلى إن هذه الإستراتيجية لا تخلو من التعقيد، والتي تنطوي على دراسة متأنية للقانون الدولي لضمان أن تعبئة الأصول لا تنتهك الأطر القانونية القائمة.
ويطرح تنفيذ خطة استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا العديد من التحديات القانونية والدبلوماسية.
وقال المختص في الاقتصاد السياسي للجزيرة نت الدكتور معاذ العامودي إن السابقة القانونية تمثل الشاغل الرئيسي التي قد تشكله هذه التحركات، لأن استخدام الأصول المجمدة لدى دولة ما لتمويل دولة أخرى يمثل تجاوزا ونوعا من البلطجة على مستوى احترام الاتفاقيات والعلاقات الدولية، ويكسر النمط السائد الذي تروج له المنظومة الغربية من العولمة الاقتصادية.
وعلى الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي داعمة، فقد أبدت الحذر، ودعت إلى وضع إطار قانوني قوي لدعم أي قرارات يتم اتخاذها.
ويرى العامودي أن العامل الأهم بالنظر لتاريخ العقوبات الاقتصادية كسياسة أميركية تجاه الخصوم نتيجة سيطرتها على النظام النقدي والمالي هي في تزايد، مما يعني أن نادي المعاقبين اقتصاديا أصبح يشكل تكتلا بوسعه العمل معا.
وذكرت بلومبيرغ أنه من المتوقع أن يحدد بيان مجموعة السبع الخطوط العريضة لهذه الإستراتيجيات، ويؤكد من جديد أن الأصول الروسية ستظل مجمدة حتى يتم دفع التعويضات عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يسمح بمصادرة الأصول المملوكة لكيانات الولايات المتحدة في روسيا، كإجراء مضاد مباشر للعقوبات الغربية والاستخدام المقترح للأصول الروسية لتمويل المساعدات الأوكرانية.
ويشير هذا المرسوم إلى استعداد روسيا للمشاركة في إجراءات قانونية واقتصادية متبادلة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر.
وسلط الخبير في القانون الدولي جان بول كاستانيو الضوء على المخاطر المرتبطة بخطط مجموعة السبع. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أشار كاستانيو إلى أنه "إذا اعتبرت روسيا استخدام عائدات الأصول المجمدة في أوروبا بمثابة "سرقة"، فمن المحتمل جدا أنها ستتخذ إجراءات تستهدف الجماعات الغربية التي لا تزال تعمل على أراضيها"، وهو ما يعني احتمال حدوث رد فعل اقتصادي عكسي قد يؤثر ليس فقط على الحكومات المعنية، بل أيضا على الكيانات الخاصة العاملة داخل روسيا.
في انتظار قمة مجموعة السبعومع اقتراب موعد انعقاد قمة مجموعة السبع في منتصف يونيو/حزيران المقبل، فإن الترقب يتزايد ليس فقط بين البلدان المشاركة، بل أيضا في مختلف أنحاء المجتمع العالمي.
ويشير العامودي إلى أن تصاعد هذه التوترات المالية والقانونية مع تزايد الحديث عن نظام مصرفي وقدرة نادي المعاقبين على استيعاب الدول النامية ذات الاقتصادات الصاعدة، يضطر الدول الكبرى في نادي المعاقبين لتقديم تنازلات أكبر باتجاه تمكين عملات بديلة للتبادل، وإنجاح معاهدات واتفاقات اقتصادية جديدة بوسعها التحلل من السطوة الغربية عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات استخدام الأصول الروسیة مجموعة السبع
إقرأ أيضاً:
لافروف: 90% من تبادلات روسيا مع “بريكس” تتم بالروبل وعملات المجموعة
روسيا – أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتحول الجذري في تجارة روسيا مع دول “بريكس”، لافتا إلى أن 90% من تبادلات روسيا معها تمت بالروبل وعملات المجموعة عام 2024.
وجاء تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة حصرية مع صحيفة “غلوبو” البرازيلية، حيث تم التطرق لأولويات روسيا خلال رئاسة البرازيل لمجموعة “بريكس” لعام 2025، مع التركيز على تعزيز التبادل التجاري بالعملات المحلية وإصلاح النظام المالي العالمي.
تعزيز التسويات بالعملات المحلية
أكد لافروف أن دول “بريكس” تعمل على تقليل الاعتماد على العملات الغربية في المدفوعات البينية، مشيرا إلى أن 90% من التبادلات التجارية بين روسيا ودول المجموعة تمت بالروبل والعملات الصديقة في 2024.
وقال: “لا يمكن قبول استخدام العملات الاحتياطية كسلاح في الصراعات الجيوسياسية، أو تعطيل المدفوعات لأسباب سياسية”.
وأوضح أن المجموعة تعمل على تطوير آليات دفع مستقلة، بما في ذلك: نظام مقاصة عابر للحدود، ومنصة استثمارية جديدة، وشركة إعادة تأمين مشتركة.
ولفت إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى خلق الظروف المواتية لزيادة حجم التجارة والاستثمار بين دول مجموعة “بريكس”.
عملة بريكس الموحدة
وردا على سؤال حول إمكانية إصدار عملة موحدة للمجموعة، أشار لافروف إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن انتقال مجموعة “بريكس” إلى عملة موحدة، وقال: “نركز حاليا على تعزيز استخدام العملات الوطنية وإنشاء بنية تحتية للدفع للتسويات العابرة للحدود بين دول مجموعة (بريكس)”.
وأشار إلى أن عملية التخلي عن الدولار أصبحت واحدة من الاتجاهات الرئيسية في تطور الاقتصاد العالمي، وهذا مرتبط بانعدام الثقة في الآليات المالية الدولية التي يسيطر عليها الغرب.
وذكر لافروف أن مجموعة “بريكس” منذ تأسيسها في 2006، توسعت بشكل ملحوظ، وتعد المجموعة اليوم مركزا لتنسيق مصالح الدول الرائدة في الأغلبية العالمية، مؤكدا التزامها بمبادئ: المساواة بين الدول الأعضاء، والاحترام المتبادل، وتوازن مصالح جميع المشاركين.
وكشف أن المجموعة تستقطب المزيد من الدول الراغبة في الانضمام، حيث تمت دعوة “إندونيسيا” خلال الرئاسة الروسية عام 2024، كما انضم 9 دول أخرى كشركاء.
كما أكد لافروف أن بريكس لا تسعى لـ”أن تحل محل أحد”، بل تهدف إلى تهيئة الظروف المواتية لتعزيز قدراتها ومعالجة التحديات الاقتصادية والتنموية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استعدادات البرازيل لرئاسة المجموعة هذا العام، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تعزيزا للتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والابتكار التكنولوجي بين أعضاء “بريكس”.
لمحة عن “بريكس”
و”بريكس” عبارة عن مجموعة سياسية واقتصادية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وعقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009. وضمت المجموعة البرازيل وروسيا والهند والصين تحت اسم “بريك”، ثم انضمت جنوب إفريقيا إليها عام 2011 لتصبح “بريكس”.
والتحقت بالمجموعة في 2024 مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا، وفي مطلع العام الجاري 2025 انضمت إندونيسيا إلى “بريكس”، فيما تمتلك السعودية صفة “دولة مدعوة”، كذلك أعربت عشرات الدول بينها وتركيا وفنزويلا وفيتنام وغيرها نيتها دخول “بريكس”.
وتعمل المجموعة على تشكيل نظام سياسي واقتصادي دولي متعدد الأقطاب، حيث تشكل مساحة دولها ربع اليابسة وعدد سكانها 40% من سكان الأرض، وتشغل 40% من الناتج العالمي.
المصدر: RT