قمة سينك تواجه التناقضات الرقمية نحو مستقبل أفضل للتكنولوجيا والإنسانية
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
اختتمت أمس بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، قمة الاتزان الرقمي "سينك" في نسختها الثانية، تحت شعار "مواجهة التناقضات الرقمية". وشهدت القمة التي تعد الحدث الرقمي الأبرز في المنطقة، واستمرت على مدى يومين متتاليين، مشاركة أكثر من 70 متحدثًا من المختصين في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين، من أكثر من 20 دولة حول العالم.
اليوم الأول
وكان قد شهد اليوم الأول من القمة التي تأتي بعنوان "سلاح ذو حدين - مواجهة التناقضات الناجمة عن العصر الرقمي" كلمة افتتاحية قدمها المهندس عبد الله الراشد مدير مركز إثراء، خلال كلمته الافتتاحية أن قمة الاتزان الرقمي "سينك" لا تأتي لمناصرة التكنولوجيا أو مناهضتها، بل لبحث حلول تخلق أنماطًا إنسانية أفضل للتعامل معها، وهو ما تتضمنه جلسات القمة التي تضم نحو 50 عالمًا وخبيرًا. وأضاف "نحن لا نقتصر في القمة على الخبراء فقط، بل هناك متحدثون من مختلف المجالات، فنحن اليوم نبدو جميعًا خبراء في التقنية".
وفي الجلسة الأولى، التي أدارها الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، تحدثت المتخصصة بإصلاح وسائل التواصل الاجتماعي كريستين برايد عن قصتها المؤلمة بعد انتحار ابنها نتيجة تعرضه للتنمر الإلكتروني، والدعاوى القضائية التي رفعتها على بعض التطبيقات الإلكترونية، مطالبة بسن إجراءات مشددة للتعامل مع التنمر الإلكتروني.
من ناحيته، أوضح ستيف وزنياك، المؤسس الشريك لشركة "آبل"، أن الحواسيب تعامل الناس بالخوارزميات، مؤكدًا سوء الأمور حاليًا في العالم الرقمي، وصعوبة التحكم بكل ما يحدث اليوم بالنظر للتطورات المتسارعة في التطبيقات الإلكترونية، وأكد أن جميع التطبيقات بدأت بطريقة جيدة ونية سليمة ثم تحولت سريعًا للجانب الربحي وصارت مهتمة بكسب المال من المستخدمين.
كما تحدث مدرب كرة القدم العالمي جوزيه مورينيو في الجلسة الثانية، عن تجربته مع التقنية قائلًا "مسيرتي المهنية الطويلة، عندما كنت أقوم بتحليل مباريات كرة القدم كنت أستخدم تقنيات قديمة وأقضي ساعات طويلة أمام الشاشة، لكن الآن لدي تقنيات متطورة سهلت الأمور كثيرًا". وأضاف "يومًا ما خسرت لأنه لم تكن هناك تكنولوجيا موجودة في ذلك الوقت، فهي مهمة، إلا أنها سلاح ذو حدين".
وأكد مورينيو خلال الجلسة التي حاورته فيها الصحفية لمى الحموي أنه يحاول الظهور الإلكتروني بحقيقته، بالقول "أنا لا أفلتر نفسي، بل أقدم نفسي كما أنا"، وأكد أنه لا توجد سياسة يحاول اعتمادها بل يسعى للوصول لمختلف شرائح الجمهور، وتابع "الناس يتأثرون بالجانب السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي، وبالنسبة لي فأنا لا أقرأ التعليقات على الإطلاق، وبالذات قبيل المباريات، وذلك كي لا أشوش أفكاري، لذا فإنني أحاول عزل نفسي عن التواصل الاجتماعي، والتركيز بما يحدث في الملعب".
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "مواجهة التناقضات الرقمية: تتبع تعقيدات عالمنا المتشبع بالتكنولوجيا"، تحدث خلالها مقدم برنامج ذا مو شو محمد إسلام، وكبير مسؤولي الأعمال السابق لجوجل إكس مو جودت، والرئيس التنفيذي لشركة بيوند إل إل سي، حيث تحدثوا عن مرئياتهم تجاه ما يشهده العالم حاليًا من انفجار تكنولوجي غير مسبوق.
اليوم الثاني
في حين أقيم اليوم الثاني للقمة بعنوان "نهضة رقمية - تكوين علاقة جيدة مع العالم الرقمي لتحقيق مستقبل أفضل"، حيث تناول المختصون في مجال التقنية الاستخدام الإيجابي في العصر التقني، وتحدث في أولى الجلسات كبير محرري "وايرد" كيفن كيلي، والذي أشار إلى قضية التفاؤل في علاقتنا بالعالم الرقمي وعلاقة البشرية بالتقدم والعصرنة وكيف يواجه الإنسان هذه المتغيرات بنظرة إيجابية متفائلة، على الرغم من المشاكل الضخمة التي يعج بها العالم، مؤكدًا على أن كل الاختراعات التي أسهمت في تطور البشرية كانت نابعة من التفاؤل وإيمان راسخ لدى الإنسان بقدرته على إحداث فارق، وأنه لا يوجد مستحيل في هذه الحياة، وهم ذات الأشخاص الذين جعلوا هذه الحياة بشكل أفضل، وهم الذين شكلوا المستقبل، وفيما يتعلق بعلاقتنا بالذكاء الاصطناعي، أشار كيفن إلى أنه وعلى مدى 20 سنة قادمة سيكون العالم أفضل، وسوف تتحقق الكثير من الأمور الإيجابية التي تسير في منهجية التفاؤل التي يدعو إليها.
وتحدث كل من الدكتور محمد الحاجي مدير إدارة التغيير السلوكي بوزارة الصحة بالسعودية، والدكتورة رومان شودهاري مبعوثة العلوم الأمريكية، وسينان آرال الرئيس التنفيذي لمبادرة معهد ماساتشوستس لتكنولوجيا الاقتصاد الرقمي؛ عن أبرز التحولات الحاسمة لأجل مستقبل الإنسانية، مشيرين إلى أن هناك الكثير من التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان في علاقته مع الذكاء الاصطناعي منها المعلومات الزائفة وكيفية التحقق منها، لافتين النظر إلى أهمية بناء الثقة بين البشر والذكاء الاصطناعي والتعامل مع المعلومات والبيانات التي تقدمها التقنية بشيء من الموثوقية، مع تعزيز الوعي الذاتي عند استخدام التقنية واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة فعالة، مستعرضين أهم المبادرات التي تقوم بها الدول مثل السعودية من خلال "سدايا" وكيف تسهم مبادراتها في الحد من نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي.
واستعرض الدكتور إنريكو نانو رئيس قسم الأبحاث في مجموعة هوريزون في جلسة التناغم الرقمي، أهم النتائج من مؤشر سينك العالمي للاتزان الرقمي، مبينًا كيفية التعامل مع الإيجابيات والسلبيات مع الرقمنة وكيف تحسن التقنية من حياة الناس على الرغم من وجود نتائج مقلقة بالنسبة لمستقبل التكنولوجيا، حيث يوجد أشخاص يمكنهم التخلي عن أصدقائهم في مقابل عدم التخلي عن أجهزتهم، مشددًا على أهمية النظر إلى مشكلة التنمر الإلكتروني وأهمية تضمينها في المناهج الدراسية والحد منها بخطط توعوية على مستوى المدارس، والدور الذي يلعبه المعلمون في هذا السياق والحد من هذه الظاهرة عالميًا، مؤكدًا ضرورة تعليم مفهوم الاتزان الرقمي للأطفال من الفئات العمرية الأقل سنًا كي يكون بمقدورهم بناء قرارات واضحة تجاه التعامل مع التقنية وتقليل ساعات استخدام الأجهزة.
تجدر الإشارة إلى أن قمة الاتزان الرقمي "سينك" في نسختها الثانية والتي اختتمت مؤخرًا في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، أقيمت تحت شعار "مواجهة التناقضات الرقمية" واستمرت على مدى يومين متتاليين، بمشاركة أكثر من 70 متحدثًا من المختصين في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين، من أكثر من 20 دولة حول العالم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی العالم الرقمی أکثر من
إقرأ أيضاً:
مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع
أصدرت مجلة "القافلة" عددها الجديد (709) لشهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2025، الذي ناقش تأثير الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على مستقبل الإنترنت، واحتفى بفصل الربيع برمزيته الجمالية والتجديدية، كما تضمَّن مقالات أدبية وفنية وعلمية تسلط الضوء على التطورات الراهنة ومساحات ثقافية متنوعة.
تناولت افتتاحية العدد دور التقنية الرقمية في مشهد الإعلام، انطلاقاً من المنتدى السعودي للإعلام الذي عُقد في الرياض في فبراير (شباط) الماضي، حيث انصب قسط وافر من التركيز فيه على تأثير التقنية على مستقبل "الإعلام في عالم يتشكَّل".
مخاوف التزييف العميق
في قضية العدد، تناول عدد من المختصين "مستقبل الإنترنت والقرية العالمية في ظل التزييف العميق"، لتسليط الضوء على القدرة المذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على إنتاج مقاطع صوت وفيديو وصور مزيفة تحاكي الواقع بدقة مذهلة، مما يفتح آفاقاً إعلامية جديدة ويثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات في العصر الرقمي.
وتطرّق النقاش أيضاً إلى سبل مواجهة سوء استغلال مثل هذه التقنيات، من خلال تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور وتطوير تقنيات ذكية مضادة تكشف المحتوى المزيَّف.
"هوبال".. والعربية وأقنعة الهوية
في باب "أدب وفنون"، كتب وائل فاروق عن التفاعل بين اللغة العربية و"الآخر" وأثر ذلك في تطويرها، بدءاً من إسهامات العلماء ذوي الأصول غير العربية في تأسيس علوم اللغة، ومروراً بتأثير حركة الترجمة والاستشراق، وانتهاء بدور المراكز الثقافية خارج العالم العربي في إرفاد لغةٍ يصفها بأنها "نهر بين ضفّتين.. شرقية وغربية".
من جانبه سلَّط شعيب الحليفي الضوء على بُعد لغوي آخر يرتبط بالروح الممزَّقة التي يتّسم بها الأدب العربي المكتوب بلغة أجنبية، حيث يطفو هذا النقاش المستمر مجدَّداً على السطح عقب إعلان فوز الكاتب الجزائري الأصل، كمال داود، بجائزة "الجونكور".
واستعاد شوقي بزيع ملامح صورة من الذاكرة للشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة، "شاعر العصف الذهني واللغة المتوترة". أما طامي السميري، فاستكشف صور الجار في الرواية العربية، مشيرًا إلى التحولات الاجتماعية التي أثرت على مفهوم الجيرة عبر الزمن.
وفي سينما سعودية، نطالع قراءة نقدية عن فيلم "هوبال" كتبها د. فهد الهندال، بينما يسلِّط زكي الصدير الضوء في فرشاة وإزميل على الأسلوب الفني للنحّات العماني أحمد الشبيبي، الذي يتميَّز بتجريد الخط العربي وتحويله إلى أعمال بصرية معاصرة.
هل تُنقذنا الحيوانات من الوحدة؟
في باب علوم وتكنولوجيا، يكتب د. عبدالرحمن الشقير عن "تاريخ التعدين في عالية نجد"، باحثًا موضوع استخراج المعادن في المنطقة وأهميته الاقتصادية. أما نضال قسوم، فيتناول "الظواهر والأجسام الغريبة" وما يُثار حولها من جدل، حيث يرصد ويقيِّم بعدسة العلم الاعتقادات المتزايدة حول الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر غير المألوفة، التي يربطها البعض بوجود كائنات فضائية.
ويناقش رمان صليبا تأثير الحيوانات الأليفة في تحسين الصحة النفسية، خاصةً في ظل التغيرات الاجتماعية الحديثة. كما تشرع فاطمة البغدادي في رحلة البحث عن جمال الذات، التي أبرزت مفهوم "صورة الجسم" لدى البشر، منذ أن بدأت تتشكَّل مع اختراع المرايا ووصولًا إلى تأثرها اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي.
من كوريا إلى العالم.. ومن العالم إلى تايلاند
في باب آفاق، يؤكد عصام زكريا أن المشاهدة المنفردة ليست كالمشاهدة في حشد، فدور الجمهور لا يقتصر على التأثير في تلقي العمل الفني فحسب، بل يؤثر في الفنان نفسه.
ويتناوب علي المجنوني وعبود عطية على الإدلاء برأيهما حول دور المكتبة المنزلية في العصر الجديد. كما تبحث الكاتبة لي يي جي (لمياء) كيف أصبحت الثقافة الكورية قوة ناعمة تمتد عبر الموسيقى والدراما واللغة، لتؤثر في المجتمعات حول العالم. أما في زاوية عين وعدسة، فتأخذنا كلمة ياسر سبعاوي وعدسة عبدالله البطّاح في جولة مصورة إلى تايلاند، حيث الطبيعة الخلّابة وعناق الحداثة والتقاليد.
وفي ملف العدد، تكتب مهى قمر الدين عن رمزية فصل الربيع، وحضوره في المخيلة الإنسانية. كما ترصده في بُعده البيئي، وتتبع ما له من آثار عميقة في النفس وأصداء ما لبثت تتردَّد في مختلف الثقافات.