رئيسة منصة سيغنال: الذكاء الاصطناعي يستغله الأثرياء ويُختبر علينا
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي الراهنة على المراقبة الجماعية، التي باتت "المحرك الاقتصادي للقطاع التكنولوجي"، هذا ما تحذّر منه رئيسة منصة "سيغنال" للتواصل ميريديث ويتاكر، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية خلال معرض "فيفاتك" للتكنولوجيات الحديثة في باريس.
وتقول ويتاكر التي عملت لأكثر من 10 سنوات على مسألة الأخلاقيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لدى "غوغل" قبل ترك الشركة، إن الذكاء الاصطناعي "يتطلب كمية هائلة من البيانات" ويستخدمها "في كل مرة لينشئ محتوى".
وتضيف "هذه البيانات التي قد تكون خاطئة بشكل كامل، لها القدرة على توجيه حياتنا بطريقة ينبغي أن تثير قلقنا".
وترى الخبيرة أن خطر الذكاء الاصطناعي يكمن في تصديق مقولة "قدرات هذا الذكاء تفوق البشر" وهذا ليس حقيقيا، وأيضا عدم رؤية أن هذه التكنولوجيا موجودة حاليا في "أيادي حفنة من الشركات التكنولوجية الأميركية التي تسيطر على الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية التي تنظمه".
وتقول "هذا نتيجة النموذج الاقتصادي للمراقبة الجماعية الذي نشأ خلال تسعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة وبات المحرك الاقتصادي للقطاع التكنولوجي".
وتضيف "نستضيف هذه الشركات في حكوماتنا ومؤسساتنا الأساسية وحتى في حياتنا، من دون إدراكنا ذلك".
وتشير إلى أن الذكاء الاصطناعي هو "أداة بأيدي من لديهم إمكانية الوصول إلى رأس المال، وتُختَبَر عموما على من لديهم سلطة أقل"، مضيفة أن "معظمنا لا يستخدم الذكاء الاصطناعي، بل أصحاب عملنا والسلطات يستخدمونه علينا".
شعبية "سيغنال" زادت في أوائل عام 2021، عندما أعلن منافسه "واتساب" أنه سيشارك مزيداً من البيانات مع شركته الأم فيسبوك (غيتي) "إعادة تصور" الذكاء الاصطناعيوحقق تطبيق "سيغنال" الذي أُطلق عام 2014 ومُوّل من تبرعات ولم يعتمد حملة تسويقية، شعبية واسعة.
ويُعدّ التطبيق الأميركي مرجعا فيما يخص سلامة البيانات، إذ لا يتطلب من المستخدم سوى مشاركة رقم هاتفه، ويتم تشفير الرسائل عبر بروتوكول جرى ابتكاره داخليا، كما أن كمية بيانات التعريف المُتاحة للتطبيق محدودة.
وزادت شعبية "سيغنال" في أوائل عام 2021، عندما أعلن منافسه "واتساب" أنه سيشارك مزيدا من البيانات مع شركته الأم فيسبوك. ويبقى "سيغنال" الذي يستخدمه بحسب الخبراء 40 مليون شخص، بعيدا كثيرا عن واتساب الذي يضم أكثر من ملياري مستخدم أو "مسنجر" مع نحو مليار مستخدم.
واتخذت الجهة الأميركية التي ابتكرت تطبيق المراسلة مقرا لها في باريس حتى نهاية العام، بهدف التركيز على السوق الأوروبية.
لكن ويتاكر تعتبر أن أوروبا لا ينبغي أن تحاول التنافس مع الولايات المتحدة أو الصين في سباق الذكاء الاصطناعي "من خلال خوارزميات تعزز أنظمة عدم المساواة والسيطرة".
وتدعو المسؤولين الأوروبيين إلى "إعادة تصوّر تكنولوجيا قادرة على خدمة مجتمعات ديمقراطية أكثر وتحترم الحقوق بصورة أكبر".
وترى أن "سيغنال هو مثال جيد ويظهر أن بإمكاننا بناء تقنية مختلفة ترفض النموذج الاقتصادي القائم على المراقبة".
"نرغب في البكاء"أما بالنسبة للحاجة إلى ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر وهو ما تدافع عنه الشركتان الفرنسيتان "ميسترال إيه آي" و"هاغينغ فايس" ومجموعة "ميتا" الأميركية، فلا تؤمن ويتاكر به.
وتقول الخبيرة التي شاركت في كتابة مقالة عن هذا الموضوع ستُنشر قريبا في مجلة "نيتشر" العلمية "ما المصدر المفتوح في تكنولوجيا تتطلب 100 مليون دولار من الطاقة الحاسوبية لتدريب نموذج واحد؟".
وتضيف ويتاكر أن "إتاحة الوصول إلى مجموعات من البيانات والسماح باعتماد مزيد من الشفافية في النماذج يبقى مفيدا، لكن "نحن بحاجة إلى مراجعة التعريف ومساءلة أنفسنا عما نعنيه حقا بالمصدر المفتوح".
وتدعو ويتاكر إلى التعامل بجدية مع وعود الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالبيئة.
وتتابع الخبيرة: "هناك حديث مستمر عن العلوم البيئية، وعن نوع من التدخل المناخي الذي سينتج من القدرة على تحليل كميات كبيرة من البيانات، وتحديد الأنماط المتكررة واستخدام الذكاء الاصطناعي للمسائل المناخية".
وتؤكد ويتاكر أن "كمية الطاقة اللازمة لإنشاء هذه الأنظمة ونشرها تجعلنا نرغب في البكاء"، لافتة إلى مساوئ "الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري والموارد المائية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی من البیانات
إقرأ أيضاً:
«كهرباء دبي» تحصل على شهادة «آيزو» ثقة الذكاء الاصطناعي
دبي (وام)
أخبار ذات صلة شرطة أبوظبي تحذر من الاختناق أو الحرائق عند استخدام الفحم وأجهزة التدفئة اختتام فعاليات «الوثبة للزهور» في مهرجان الشيخ زايدحصلت هيئة كهرباء ومياه دبي على اعتماد شهادة المعيار العالمي «الآيزو» بشأن الجدارة بالثقة في الذكاء الاصطناعي «ISO/IEC TR 24028:2020»، كأول مؤسسة حكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة تحصل على هذه الشهادة التي تعكس الثقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعتمدها الهيئة في مختلف عملياتها.
ووفق بيان صحفي صادر عن الهيئة أمس، يغطي هذا المعيار العالمي نواحي متعددة من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات للمؤسسات تشمل الشفافية والنزاهة والاعتبارات الأخلاقية، لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل موثوق وخاضع للمساءلة.
وجاء حصول الهيئة على شهادة الآيزو بعد تقييم شامل أجرته شركة «كيو إس زيوريخ إيه جي» السويسرية، لأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعتمدها الهيئة في موظَّفها الافتراضي «رمَّاس» في تطبيقاته المختلفة للمتعاملين والموظفين، فضلاً عن الروبوت «رمَّاس»، والروبوت «تيمي».
وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «إننا نعمل في إطار رؤية القيادة الرشيدة التي تسعى لأن تكون دبي المدينة الأذكى والأكثر استعداداً للمستقبل، وتعزيز ريادة الإمارة وتنافسيتها عالمياً في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي عبر استخدامه بطرق بنّاءة وإيجابية لمصلحة الإنسان، وتعزيز جودة الحياة وسعادة المعنيين».
وأكد الحرص على توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف مجالات عمل الهيئة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية والجودة، ذلك في إطار استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
ووفق الهيئة، فمنذ استخدام موظفها الافتراضي المعتمد على الذكاء الاصطناعي «رمّاس» في 2017، واستخدام النسخة المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي والمدعومة بتقنية «تشات جي بي تي» في أبريل 2023، أجاب «رمّاس» على أكثر من 10 ملايين استفسار منذ إطلاقه وحتى نهاية نوفمبر 2024.