جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@01:00:16 GMT

رحلة لاستقراء المجهول!

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

رحلة لاستقراء المجهول!

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

كم كانت سعادتي غامرة في نهاية كل فصل دراسي في قسم الإعلام في جامعة السلطان قابوس والذي اسميه مجازًا بـ"موسم الحصاد"؛ وذلك عند اطلاعي على الحقائق التي كانت غائبة عن المشهد وتتمثل في إبداعات الباحثين من الشباب الطموح، خاصةً الذين اختاروا عناوين مُثيرة للفضول تقدم إجابات منطقية للسؤال البحثي، الذي يُرافق عادة رحلة الباحث طوال الفصل الدراسي؛ وذلك بهدف الوصول إلى الحقيقة التي تعتمد على الهدف الأساسي من إجراء البحث والدافع، الذي يجعل الطالب يصمد أمام التحديات التي تقف في طريقه للحصول على المعلومات الصادقة من مصادرها المختلفة.

وتكمن أهمية البحوث العلمية الرصينة في أنها تشكل واحدة من أهم الوظائف الأساسية لأي جامعة في العالم؛ إذ يتربع البحث العلمي في الترتيب الثاني بعد وظيفة التعليم الذي يتصدر مهام ودور الجامعات في مختلف دول العالم.

ومن البحوث التي لم يسبق لي أن أشرفت عليها أو حتى تناولتها في كتاباتي المختلفة، بحث عن "الخطاب الإعلامي في زمن الحرب في ظفار". وعلى الرغم من عدم قناعتي في بداية هذا الفصل بالإشراف على ذلك المشروع البحثي؛ لكون دراسة تلك المرحلة من المنعطفات التاريخية في هذا البلد العزيز ليست بالأمر السهل؛ إذ يثير ردود أفعال متباينة ووجهات نظر مختلفة في الحقل الأكاديمي، إلّا أنه كان هناك إصرار على المُضي قدمًا في إنجاز البحث، فقد ذكرتني هذه الطالبة الجريئة بالحرية الأكاديمية التي لا مجال فيها لمصادرة الفكر في أروقة جامعة السلطان قابوس، هذا الصرح العلمي الشامخ والذي هو في الأساس يهدف بالدرجة الأولى إلى إعداد جيل من القيادات المستقبلية لهذا البلد العزيز والتي يجب أن يكون سلاحها العلم والمعرفة. وبالفعل لا توجد محظورات في تحقيق الأهداف الأكاديمية التي تزداد كل يوم قوة ورسوخًا نحو اكتشاف المجهول من خلال الدراسات العلمية الرصينة التي تعتبر كنوزا معرفية لمحبي العلم وعاشقي المعرفة.

لا شك أنَّ رحلة الحصول على المعلومات لم تكن سهلة على الإطلاق، فقد تواصلت الباحثة عبر الهاتف مع العديد من الذين عاصروا وعاشوا المرحلة؛ وما زلوا على قيد الحياة ويملكون حقائق ومعلومات عن تلك المرحلة الصعبة التي مرّت بها السلطنة وعلى وجه الخصوص محافظة ظفار ما بين 1965 و1975. 

كما إن البحوث الأكاديمية والكتب العلمية التي تجاوز عددها 7 أعمال، كانت الميدان المعرفي للإجابة على سؤال البحث الرئيس، بداية من كتاب عبدالله النفيسي "تثمين الصراع في ظفار" مرورًا بالبحوث الأكاديمية لمحمد دريبي العمري ومنى جعبوب ونهاية بـ"ظفار ثورة.. الرياح الموسمية" لعبدالرزاق التكريتي.

أما البحث الثاني الذي أيضًا ضمن مُتطلبات مقرر وسائل الاتصال في الخليج العربي، فكان عبارة عن رحلة بحثية أخرى لاكتشاف الأسباب الحقيقية لتراجع- بل واختفاء- الخطاب الإعلامي القومي العربي في المنابر التقليدية، وخاصة بعض الصحف الخليجية، والتي كانت تفتخر عند انطلاقها في بداية السبعنييات من القرن الماضي بأنها تحمل شعلة ما يُعرف بـ"القومية العربية" لتوحيد العرب تحت مظلة واحدة لمواجهة المخاطر التي تُحيط بالأمة من كل صوب، وقد كانت الخلاصات التي تم استنتاجها حول هذا الموضوع؛ هو رحيل الكثير من رواد من يطلقون على أنفسهم القوميين العرب عن المشهد السياسي، بينما غيب الموت البعض الآخر.

علاوة على أن حربي الخليج الثانية والثالثة، وكذلك أحداث الربيع العربي في كل من مصر وسوريا وليبيا، قد ألقت بظلالها على المد القومي وكانت لها نتائج كارثية على الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.

الإعلام الرقمي بمختلف منصاته، استحوذ على اهتمام الطلاب الذين عادة ما نُدرِّسهم وسائل الإعلام التقليدية في دول الخليج؛ وذلك حسب توصيف المُقرر، لكن هذه المَرّة اتجهت البوصلة إلى قنوات اليوتيوب والبودكاست والنشر الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وقد خصصنا مساحات واسعة من الحوارات الجادة خلال المحاضرات بهدف اكتشاف الميادين الجديدة للإعلام الجديد، وإمكانياته التي أبهرت الجمهور وسيطرت على الساحة الثقافية والفكرية في دولنا الخليجية. وأبحرت مجموعة بحثية طلابية أخرى نحو الرياض؛ حيث برزت للوجود واحدة من أهم منصات الإعلام الرقمي في المنطقة تعرف بـ"ثمانية"، فقد بدأت هذه التجربة الناجحة عبر شبكة الإنترنت انطلاقًا من تساؤل لمؤسس المنصة عبدالرحمن أبو مالح: "لماذا بيننا وبين الصحافة الغربية مسافة سنوات ضوئية؟"، وبالفعل كانت رحلة المتاعب لهؤلاء الشباب عند الانطلاق شاقة؛ إذ واجهت فريق العمل العديد من التحديات، وكانت البداية بسيطة ومتواضعة وكان أصحابها يتوقعون الفشل أكثر من النجاح، ولكن المثابرة والإرادة الصلبة والإيمان بالعمل من أهم مقومات النجاح، لأنهم وصولوا إلى قناعة بأنهم كعرب لا ينقصهم شيء عن الآخرين وإن اتخذوا من لندن وواشنطن مكانًا لهم. فكانت البداية بـ"فنجان" كمنتج إبداعي صوتي "بودكاست"، ثم توسعت الأعمال الإبداعية لهذه المنصة التي أصبحت تنتج الأفلام الوثائقية والمقالات والمحتوى الرقمي بمختلف أشكاله وكذلك زادت قنوات لبودكاست مثل: "سقراط" و"سوالف بزنس"، وغيرها من المنتجات الإعلامية الرقمية مثل إذاعة "ثمانية". ونتيجة هذا النجاح استحوذت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام على 51% من أسهم "ثمانية" التي ابهرت بنجاحها عشرات الملايين من المتابعين والمشاهدين حول العالم.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنصورة: QS الإنجليزي للتخصصات الأكاديمية أحد أهم التصنيفات العالمية

أعلن الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، مواصلة تفوق الجامعة على المستوي الدولي والمحلي داخل التصنيف الإنجليزي (QS) للتخصصات الرئيسية لعام 2025، والذي يعد أحد أهم التصنيفات الأكاديمية المرموقة على مستوى العالم، التي تستخدم كمرجع أساسي لتقييم جودة الجامعات وبرامجها الأكاديمية.

جامعة المنصورة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم 

وأوضح رئيس الجامعة ، أن تصنيف (QS)  أظهر تقدم الجامعة عالمياً من خلال وجودها ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم في 3 تخصصات أكاديمية رئيسية، و 13  تخصص أكاديميًّ فرعي، حيث جاءت في الفئة من 51 إلى 100 عالميًّا، وحلّت في المركز الأول على المستوى المحلي في تخصص الطب البيطري، وفي تخصص الرياضيات ظهرت في الفئة من 401 إلى 450 عالميًّا، متقدمةً 100 مركزٍ دوليٍّ عن العام الماضي، وفي المركز الثاني على المستوى المحلي، كما جاء تخصص الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران والتصنيع في الفئة من 401 إلى 450 عالميًّا، متقدمةً 100 مركزٍ دوليٍّ عن العام الماضي، وفي المركز الثالث على المستوى المحلي، وفي تخصص الزراعة والغابات جاءت في الفئة من 251 إلى 300 عالميًّا، وفي المركز الثالث على المستوى المحلي، وفي تخصص العلوم البيولوجية.

وظهرت في الفئة من 401 إلى 450 عالميًّا، متقدمةً 50 مركزًا دوليًّا عن العام الماضي، وفي المركز الثالث على المستوى المحلي، وفي تخصص علم المواد ظهرت في الفئة من 401 إلى 550 عالميًّا، وفي المركز الثالث على المستوى المحلي، وفي تخصص العلوم الطبيعية جاءت في الفئة 401-500 وفي المركز الثالث على المستوى المحلي، وفي تخصص الطب ظهرت في الفئة من 351 إلى 400 عالميًّا، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص الهندسة الكهربائية والإلكترونية، جاءت في الفئة من 401 إلى 450 عالميًّا، متقدمةً 50 مركزًا دوليًّا عن العام الماضي، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات.


جاءت في الفئة من 501 إلى 550 عالميًّا، متقدمةً 50 مركزًا دوليًّا عن العام الماضي، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص الهندسة الكيميائية جاءت في الفئة من 401 إلى 450 عالميًّا، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص الكيمياء جاءت في الفئة من 451 إلى 500 عالميًّا، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، تخصص العلوم الصيدلانية جاءت في الفئة من 201 إلى 250 عالميًّا، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص العلوم البيئية جاءت في الفئة من 451 إلى 500 عالميًّا، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص علوم الحياة والطب جاءت في الترتيب 398 عالميًّا، وفي المركز الرابع على المستوى المحلي، وفي تخصص الهندسة والتكنولوجيا جاءت في الفئة من 401-500 عالميًّا، وفي المركز الخامس على المستوى المحلي.

تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة برؤية مصر 2030، والاستراتيجية

وأكد “ خاطر”  على حِرص الجامعة على تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لرفع جودة وتنافسية منظومة التعليم الجامعي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة برؤية مصر 2030، والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تهدف إلى تعزيز النشر الدولي وتطوير سياسات البحث العلمي.

وهنَّأ خاطر أسرة جامعة المنصورة من علماء وباحثين وكافة منسوبي الجامعة، على هذا الإنجاز الذي يُعد ثمرة الالتزام بالمعايير العالمية، بالإضافة إلى إسهامات علماء الجامعة فى مختلف التخصصات على كل المستويات العالمية، كما يعد تتويجًا للجهود المستمرة في تطوير منظومة البحث العلمي، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يبذلها قطاع الدراسات العليا والبحوث بالجامعة، في تطوير منظومة البحث العلمي وتعزيز جودة الأبحاث ونشرها دوليًّا.

كما أشار  إلى أن جامعة المنصورة تواصل تقدمها في التصنيفات الدولية، بفضل التزامها بحزمة من الإجراءات التي تمت للنهوض بها في كافة المجالات والقطاعات؛ مما يعزز مكانتها كجامعة رائدة في مجال التعليم والبحث العلمي على المستويين المحلي والإقليمي والعالمي.

وقال الدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن هذا التقدم الذي حققته الجامعة يؤكد التزامها وحرصها على التطوير المستمر في مختلف المجالات البحثية وتعزيز سبل التعاون مع الجامعات المرموقة،  مما ساهم في تعزيز دورها البحثي ومكانتها المرموقة على المستوى المحلي و الإقليمي والدولي ، متمنيًا للجامعة مزيدًا من التقدم والرقي في كافة المجالات.

جدير بالذكر، أن تصنيف QS يقوم بترتيب الجامعات بناءً على عدة معايير رئيسيّة، هي السمعةَ الأكاديميّةَ، والسمعةَ البحثيّةَ لأعضاء هيئة التدريس، والسمعةَ التوظيفيّةَ للخريجين، ونسبة الاستشهادات البحثية لكل عضو هيئة التدريس، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، ونسبة الطلاب الدوليين، والتعاون البحثي العالميّ ومعامل الاستشهاد العلمي.

مقالات مشابهة

  • الأكاديمية العربية تحقق تقدما جديدا في تصنيف كيو إس العالمي للجامعات
  • البديوي: دول الخليج تخطو بقوة نحو مكافحة الإسلاموفوبيا
  • الشاعر شكيب جهشان.. معلم الانتماء الوطني الفلسطيني والجندي المجهول
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • الدوري السعودي.. الوحدة يفوز على الخليج بمشاركة محمد شريف
  • الوحدة يهزم الخليج بثنائية
  • أشرف عبدالغني: رسائل الرئيس السيسي في زيارة الأكاديمية العسكرية طمأنت المصريين
  • يوم سلطانة بين الجذور والتاريخ.. رحلة البحث عن الحقيقة
  • رئيس جامعة المنصورة: QS الإنجليزي للتخصصات الأكاديمية أحد أهم التصنيفات العالمية
  • اتحاد الجولف يحتفي بأبطال الخليج