الشيخة حسينة تحذر من مؤامرة على بنغلاديش.. ما هي؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
جاكرتا- فاجأت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد قادة أحزاب تحالفها الـ14 في العاصمة دكا بالكشف عما وصفتها بالمؤامرة لتأسيس "دولة مسيحية على غرار تيمور الشرقية"، تقتطع جزءا من أراضي بنغلاديش وميانمار، دون الإشارة إلى الدول الساعية إلى تنفيذ ذلك.
وأشارت الشيخة حسينة إلى أن ما اعتبرته تآمرا على بلادها ما زال قائما، وذلك بالسعي إلى إيجاد نموذج يشبه تيمور الشرقية التي انفصلت عن إندونيسيا بدعم دول غربية عام 1999، عقب استفتاء شعبي أممي آنذاك، أدى إلى استقلالها عام 2002.
وحذرت حسينة من أن الدولة المخطط لها ستوفر قاعدة جوية مطلة على خليج البنغال، الذي عرف عبر القرون ممرا إستراتيجيا للتجارة البحرية في منطقة المحيط الهندي، وقالت "أعين كثيرين ترقب هذا المكان.. ولا نريد أن نسمح بحدوث ذلك".
وأضافت رئيسة وزراء بنغلاديش "قد يبدو أنهم يستهدفون بلدا واحدا، لكن الأمر ليس كذلك، أعرف جيدا الدول الأخرى المستهدفة"، وتوقعت استمرار مواجهة مزيد من التحديات.
ونقلت معظم صحف بنغلاديش هذه التصريحات مع الإشارة إلى أن المنطقة المقصودة بتأسيس دولة جديدة هي أجزاء من ميانمار إضافة إلى أجزاء من مرتفعات شيتاغونغ جنوب شرق بنغلاديش على الحدود مع ميانمار والهند من الجهة الشرقية.
وتحدث بعض الإعلاميين في بنغلاديش عن امتداد "المخطط" إلى أجزاء من ولايتي ميزورام (87% من سكانها مسيحيون) ومانيبور (41% من سكانها مسيحيون) في الأطراف الشرقية للهند. وتقع ميزورام تحديدا في موقع جغرافي فريد بين ميانمار وبنغلاديش، وتحد هاتين الولايتين الهنديتين ولاية تشين الميانمارية (91% من سكانها مسيحيون) من الغرب والشمال.
كلام الشيخة حسينة جاء في ظل نشاط مسلح لفصائل مختلفة في المناطق الحدودية للدول الثلاث. ففي ولاية تشين الميانمارية ذات النصف المليون نسمة، تزداد حدة المواجهات بين الجيش وفصائل عديدة، وفي مقدمتها جبهة التشين القومية التي أقرت دستورا لولاية التشين ذات الأغلبية المسيحية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، معلنة حكما للولاية يرفض حكم العسكر.
فصيل جديد في تشينومؤخرا، بدأت تنشط بين مرتفعات شيتاغونغ البنغلاديشية وما جاورها من ولاية تشين الميانمارية، ما يعرف بجبهة كوكي-تشين، والتي تعد تنظيما مسلحا محظورا أسسه ناثان بوم، الخريج من جامعة داكا عام 2008 كمنظمة تنموية لقومية كوكي-تشين، ثم تحول إلى تنظيم مسلح عام 2017.
وبرز هذا الفصيل بشكل لافت في وسائل التواصل الاجتماعي قبل عامين، مع سعيه لتأسيس ولاية منفصلة بحكم ذاتي لـ6 مجموعات إثنية، يقولون إنهم السكان الأصليون للمنطقة.
وتحول معظم هؤلاء من البوذية والمعتقدات القديمة إلى المسيحية خلال العقود الماضية بفعل النشاط التبشيري الواسع بينهم، حسب دراسة نشرها مير مشرف حسين باكبير، في صحيفة أوبزرفر البنغلاديشية.
تقول الدراسة إن أعداد هؤلاء قليلة جدا وهي أقل من 1% من سكان المناطق التي يريدون حكمها ذاتيا أو الانفصال بها، وفي ظل ما وصف بأنه "دعم أجنبي" يتلقاه هذا الفصيل.
ويرى معد الدراسة -وهو رئيس تحرير وكالة محمدي للأنباء- ضرورة أن تسعى حكومة بنغلاديش إلى اتفاقية سلام شاملة تعمل على احتواء العناصر المسلحة وترسيخ التنمية وحقوق المجموعات الإثنية لقومية كوكي-تشين.
وقال حسين باكبير إن المنطقة الحدودية الجبلية لمثلث الهند وميانمار وبنغلاديش تزداد أهمية جيوسياسية في ظل تحولات في موازين القوى في المنطقة.
وكان العميد شوكت حسين المحلل العسكري البنغلاديشي قد تحدث في تصريحات لصحيفة ديلي ستار المحلية الشهر الماضي أن علاقات هذه الجبهة الواسعة في ولايتي تشين وأراكان في ميانمار، ووولايتي ميوزرام ومانيبور الهنديتين، مهدت لنشاطها في بنغلاديش، نظرا للأواصر الإثنية بين سكان هذه الولايات.
ويضيف العميد المتقاعد -الذي كان قد خدم في هضاب شيتاغونغ- أن عناصر من جبهة كوكي-تشين تلقوا تدريبات على يد جيش استقلال الكاتشين في ولاية كاتشين الميانمارية، وهو ما أكدته الجبهة من أن نحو 100 من عناصرها توجهوا إلى ولاية كاتشين لتلقي تدريبات عسكرية، وتحدثت عن بلوغ عدد عناصرها نحو 700.
وتتحدث السلطات البنغلاديشية عن علاقات بين فصائل مسلحة مختلفة للقوميات التي تسكن المناطق الحدودية للدول الثلاث، ميانمار وبنغلاديش والهند، وتقول إنهم يسعون جاهدين إلى تأسيس علاقات وطيدة بينهم وتأسيس كيان مستقل في تلك المناطق الموزعة بين الولايات الطرفية للدول الثلاث.
وتقول نجاحات أمينة جارين، الباحثة في المعهد البنغلاديشي لدراسات السلام والأمن، إن التطورات في مناطق المرتفعات الجنوبية الشرقية لبنغلاديش تمثل تحديا أمنيا قوميا للبلاد وإقليميا لدول المنطقة، داعية حكومة دكا إلى التعامل بعمق مع هذه الإشكالية ليس عسكريا فحسب، بل بإستراتيجية شاملة تتعامل مع جذورها وامتداداتها العابرة للحدود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشیخة حسینة
إقرأ أيضاً:
إيران تكشف عن معركة صامتة و إحباط مؤامرة كبرى لإسقاط النظام وتقسيم البلاد بقيادة استخباراتية غربية
وفي بيان مطول بثّه التلفزيون الرسمي، أوضحت الوزارة أن المواجهة الأمنية بدأت بالتزامن مع العمليات العسكرية في 13 يونيو الماضي، واستمرت حتى وقف إطلاق النار في 24 من الشهر نفسه، بوساطة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
البيان يأتي بعد ضغوط برلمانية لمساءلة وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب، وسط تصاعد التساؤلات حول مستوى الاختراق الأمني داخل إيران.
وقالت الوزارة إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أكثر من 20 شخصاً من "عناصر استخباراتية وعملاء داعمين للموساد"، كما أعلنت اعتقال نحو ألفي شخص بتهم التجسس ودعم إسرائيل خلال الحرب، في حين رفض الوزير خطيب الإفصاح عن العدد الكامل للمعتقلين.
ووصفت الاستخبارات الإيرانية المواجهة بأنها كانت حرباً متعددة الأبعاد، شملت عمليات سيبرانية، ومحاولات اغتيال، وتخريباً داخلياً، بإشراف أميركي وتنفيذ إسرائيلي، ومشاركة أطراف أوروبية ومعارضين داخليين.
وأضافت أن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط محاولات لتفجير منشآت واغتيال شخصيات، وكشفت عن تنفيذ "هجوم استخباراتي مركب" ضد أهداف إسرائيلية لم تُكشف تفاصيله لأسباب أمنية.
كما أحبطت الأجهزة الأمنية ما وصفته بـ"خطة إسقاط النظام وصناعة بدائل"، تضمنت دعم تشكيل "حكومة في المنفى" بقيادة رضا بهلوي، وشن هجوم منسّق على سجن إيفين، بالتزامن مع اضطرابات في طهران.
وأعلنت الوزارة اعتقال 122 شخصاً في 23 محافظة، و65 عنصراً من شبكات مرتبطة بأنصار الشاه، كانت ممولة بعملات رقمية.
البيان تحدث أيضاً عن ضبط ترسانة من الأسلحة تشمل قاذفات RPG-7، وبنادق "M4" و"M16"، وقنابل وأجهزة تنصت، إلى جانب اعتقال 3 من "أمراء داعش" و50 عنصراً آخرين كانوا يخططون لهجمات داخلية، ومنع دخول 300 مقاتل أجنبي عبر الحدود الجنوبية الشرقية.
ولم تغفل الوزارة الجانب الإعلامي، إذ أعلنت رصد محاولات لتجنيد إعلاميين وفنانين ورياضيين، واعتقال واستدعاء 98 شخصاً من شبكة "المواطن - الصحافي" التابعة لقناة "إيران إنترناشيونال"، إضافة إلى ضبط شبكة تبشيرية تضم 53 شخصاً.
وأشارت الاستخبارات إلى تنفيذ آلاف العمليات الوقائية، لحماية البنية التحتية وردع محاولات إشعال الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، عبر احتكار السلع ونشر الإشاعات.
في سياق موازٍ، دعا ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، خلال مؤتمر في ميونيخ، إلى الالتفاف حول مشروعه لمرحلة انتقالية تؤدي إلى "انتخابات حرة"، مؤكداً أن النظام الإيراني "أضعف من أي وقت مضى".