الاقتصاد الإسرائيلي يواصل انكماشه للربع الثاني على التوالي
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
سجل الاقتصاد الإسرائيلي انكماشا للربع الثاني على التوالي، حسب بيانات مكتب الإحصاء الحكومي، ويفاقم ذلك أعباء الحكومة التي تسعى لدعم الاقتصاد المحلي بشتى الطرق في مواجهة تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة للشهر الثامن.
وانكمش الاقتصاد الإسرائيلي -وفقا للبيانات- في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 1.4% على أساس سنوي.
كل ذلك يدل على أن تداعيات الحرب المباشرة وغير المباشرة ما زالت تحد من نمو الاقتصاد وتلقي بأعبائه على سكان إسرائيل، حيث انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتجاوز 3% على أساس سنوي.
معظم القطاعات الإسرائيلية سجلت تراجعات كبيرة جراء حالة عدم اليقين التي تعيشها البلاد (غيتي) التكنولوجيا والسياحة الأكثر تراجعايعد قطاعا التكنولوجيا والسياحة الأكثر تأثرا، حيث تراجع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا بنحو 30% منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، حسب معهد الأبحاث رايدز إسرائيل، واصفا التراجع بالمثير للقلق، ودعا إلى تفعيل حالة الطوارئ.
أما في قطاع السياحة، فقد سُجل انخفاض حاد في عدد السياح، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي، فخلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي، انخفض عدد السياح القادمين إلى إسرائيل بنسبة 40% مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.
كما أن هناك تطورات دفعت مؤسسات مالية ووكالات تصنيف ائتمانية عالمية إلى تقديم توقعاتها بأن تؤدي المشكلات العالقة في قطاعات أخرى، كالبناء والزراعة، إضافة إلى ارتفاع مستوى التوتر الأمني على الصعيد الإقليمي وحالة عدم اليقين وغياب الاستقرار السياسي محليا إلى إعاقة حالة التعافي بالشكل المأمول هذا العام.
لذلك، قدرت وكالة ستاندرد آند بورز أن ينمو إجمالي الناتج المحلي لإسرائيل خلال العام الجاري بنحو 0.5% فقط هذا العام، وهي تقديرات تقل كثيرا عن تقديرات بنك إسرائيل البنك المركزي وصندوق النقد الدولي التي تصل إلى نحو 2%. لكن الجميع يتفق على أن استمرار الحرب على غزة يأخذ الاقتصاد إلى مصير مجهول.
وتعليقا على ذلك، قال الخبير والباحث الفلسطيني بمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية مسيف جميل إنه لا يوجد أي اقتصاد محصن من الانهيار أو التراجع في ظل أي حرب كانت، وهذا ينطبق على الاقتصاد الإسرائيلي المدعوم من أميركا وأوروبا بشكل كبير.
وأضاف -في حديث للجزيرة- أن الآثار الاقتصادية للحرب واضحة، إذ خسر مكونات الناتج المحلي الكثير، وكان الاستثناء الوحيد هو الاستهلاك العام الذي ارتفع بقيمة 70 مليار دولار، وهذا لم يصب في صالح الاقتصاد الإسرائيلي لأنه توجه لاستهلاك الجيش، الذي لم يحفز الطلب في البلاد.
وفصّل في تلك المكونات وما منيت به من خسائر بالقول إن الصادرات تراجعت بنسبة 26%، والواردات انخفضت بنسبة 12%، والاستهلاك الخاص تراجع 7.5%، أي أنه في نهاية 2024 تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل سيتراجع 5.7% وهذه نسبة كبيرة وغير مسبوقة.
ولفت إلى أن المساعدات الخارجية التي تتلقاها إسرائيل من أميركا والدول الأوروبية تتجه في معظمها للدعم العسكري، ومهما بلغ حجمها فلن تخدم في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي.
وأكد أن الاقتصاد الإسرائيلي في حالة حرجة وتلقى ضربة قاسية خلال الأشهر الثمانية الماضية، مقدرا حجم خسارته بنحو 300 مليار شيكل (82 مليار دولار)، لأن بنك إسرائيل قدرها بنحو 260 مليار شكيل (71 مليار دولار) حتى مارس /آذار الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاقتصاد الإسرائیلی الناتج المحلی
إقرأ أيضاً:
"إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ181 على التوالي
غزة - صفا
تواصل القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ181 على التوالي.
ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.
وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة".
وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي.
وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.
وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.