الجديد برس|

قدمت شركة “ريد لوبستر” سلسلة مطاعم المأكولات البحرية الأمريكية، طلباً للحماية من الإفلاس، بعد تأثر أعمالها بموجة المقاطعة، وفق ما أكدته مجلة نيوزويك الأمريكية، ورصده موقع “يمن إيكو”.

 

وحسب المجلة الأمريكية، فإن طلب “ريد لوبستر” يضع 550 موقعاً في جميع أنحاء الولايات المتحدة عرضة لخطر الإغلاق الجبري، وفي وقت سابق من شهر مايو الجاري، أعلنت الشركة فجأة عن إغلاق 99 مطعماً في 28 ولاية، مع إلقاء اللوم في القرار على سوء الإدارة وصفقات الجمبري المكلفة.

 

ولتجنب تداعيات المقاطعة، أطلقت السلسلة عرضاً ترويجياً بقيمة 20 دولاراً أمريكياً لكل ما يمكنك تناوله من الجمبري في أواخر عام 2023م، وعلى الرغم من أن سعر الجمبري غالباً ما يتقلب، إلا أن المطعم كان بطيئاً في الاستجابة لتغيرات السوق.

 

وبحلول نهاية عام 2023، بلغ صافي خسائره أكثر من 76 مليون دولار، حيث استمرت الشركة في معاناتها من تراجع حركة المرور وارتفاع التكاليف مع انخفاض أرباحها التشغيلية بنسبة 60%، مرجعة الخسائر إلى ما وصفته موجة ارتفاع أسعار الجمبري العالمية منذ نهاية عام 2023، حيث رفعت الشركة سعر الوحدة (أو الوجبة المخصصة لشخص واحد) إلى 22 دولاراً، ثم 25 دولاراً.

 

على الرغم من أن المتاجر شهدت زيادة في حركة المرور بنسبة أربعة بالمائة نتيجة لذلك، إلا أن المدير المالي للاتحاد التايلاندي لودوفيك غارنييه قال للمستثمرين: “نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر حذراً فيما يتعلق بنقاط الدخول وما هي نقطة السعر التي نقدمها لهذا العرض الترويجي”.

 

ويأتي هذا الإفلاس وسط ارتفاع التضخم تقاطع مع انخفاض حاد في إنفاق الأسرة الأمريكية بدأ في عام 2020م، لكن الأسوأ من ذلك بالنسبة لشركة ريد لوبستر هو أن المسؤولين التنفيذيين في الشركة الأم لاحظوا أن قوائم الطعام في العديد من المطاعم لم يتم تحديثها لتعكس ارتفاع التضخم.

 

وارتفعت أسعار قوائم المطاعم في جميع أنحاء الولايات المتحدة بنسبة 4.1% على أساس سنوي في أبريل، وفقاً لتحليل أجرته الجمعية الوطنية للمطاعم. وبالنسبة للمنشآت ذات الخدمة الكاملة، كانت الزيادة أقل بقليل بنسبة 3.4%.

ووفقاً لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة تزيد عن 22% في عام 2024 مقارنة بعام 2020، مع متوسط معدل تضخم يبلغ 5.11% سنويا.

 

وتشير غرفة التجارة الأمريكية إلى نقص العمالة، وتعطل سلسلة التوريد، وارتفاع تكاليف الشحن، بسبب أزمة البحر الأحمر، في إشارة إلى هجمات قوات حكومة صنعاء (الحوثيين) على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.

وكان مركز أبحاث تابع للكونغرس الأمريكي، قال في الـ12 من مايو الجاري: إن تداعيات هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، تضع الولايات المتحدة أمام تحديات بشأن طرق الشحن وآليات الاستيراد والقدرة التنافسية.

 

ونشر موقع “خدمة أبحاث الكونغرس” نهاية الأسبوع الماضي، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، إنه بناء على تأثيرات الوضع في البحر الأحمر “فقد ينظر الكونغرس في تكاليف وفوائد اعتماد تشريع يحاول تغيير طرق الشحن للسلع المستوردة أو إعادة تخصيص الموارد داخل الاقتصاد نحو تطوير الإنتاج المحلي للسلع المستوردة، ويمكن أن تؤثر هذه السياسات على تكلفة السلع والخدمات للمستهلكين الأمريكيين، وتغير تدفقات التجارة الأمريكية والعالمية، وتؤثر على القدرة التنافسية للشركات الأمريكية”.

 

وفي الثامن من إبريل الماضي، حذرت مجلة ذي “إيكونوميست” البريطانية من عدم القدرة على خفض التضخم إلى هدف بنك الاحتياط الفيدرالي في أمريكا بنسبة 2% بالمعدل الحالي للنمو الاقتصادي، والذي يتغذى جزئياً على العجز الحكومي غير المستدام، مؤكدة أن المشكلات التي يواجهها محافظو البنوك المركزية لم تنته بعد، وأن التضخم لا يزال أعلى من أهداف تلك البنوك.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية

يمانيون../
رغم الاستعراض العسكري الواسع خلال ولاية ترامب الثانية، أقرّت الولايات المتحدة بفشل حملتها على اليمن، في ظل استمرار وتعاظم الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان الاحتلال الصهيوني ومصالح واشنطن في البحر الأحمر، وتعثّرها في تأمين ممرات التجارة الدولية رغم الكلفة العسكرية الهائلة.

وأكدت مجلتا “فورين بوليسي” و”معهد واشنطن للدراسات” في تقريرين منفصلين أن اليمن بات يشكل تهديداً نوعياً على الهيمنة البحرية الأمريكية، ويقوّض فعالية الإنفاق الدفاعي الهائل الذي بذلته وزارة الدفاع دون تحقيق أهداف ملموسة.

مجلة فورين بوليسي وصفت العمليات الأمريكية في اليمن بأنها “نزيف عسكري بلا إنجاز”، مشيرة إلى أن الأهداف التي أعلنتها واشنطن، وعلى رأسها تأمين الملاحة البحرية وردع الهجمات، لم تتحقق، بل تصاعدت عمليات صنعاء التي استهدفت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ما أدى إلى شلل شبه تام لحركة السفن عبر هذا الممر الحيوي.

كما انتقدت المجلة غياب الشفافية العسكرية الأمريكية، حيث تفتقر العمليات إلى بيانات رسمية واضحة، وتُختزل التغطية الإعلامية بفيديوهات دعائية. وأشارت إلى أن الهجمات اليمنية استخدمت ذخائر موجهة تستهلك قدرات بحرية “محدودة أصلاً”، بحسب وصف خبراء عسكريين.

من جهته، حذّر تقرير أعده المقدم في القوات الجوية الأمريكية “جيمس إي. شيبارد” لصالح معهد واشنطن، من أن الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء بات يهدد ليس فقط التجارة العالمية بل كذلك قدرة واشنطن على التحرك السريع عسكرياً في مناطق النزاع، مؤكداً أن مضيق باب المندب يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية للوجستيات العالمية والعسكرية، حيث تمر عبره سلع تتجاوز قيمتها التريليون دولار سنويًا.

ووفقاً للتقرير، أجبرت هجمات القوات اليمنية شركات الشحن العالمية على تجنب البحر الأحمر وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل رحلة، ما يمثل ضغطاً هائلًا على سلسلة الإمدادات الدولية.

ورغم محاولات واشنطن لفرض الحماية على سفنها، فإن بعض السفن تعرضت لهجمات رغم وجود مرافقة عسكرية، ما كشف ضعف الردع الأمريكي في المنطقة. واعتبر التقرير أن هذه التطورات تتطلب “إعادة صياغة العقيدة البحرية الأمريكية”، إذ إن تعطيل النقل البحري يهدد فعليًا القدرات الأمريكية على الاستجابة الطارئة وإعادة التموضع الاستراتيجي.

واعتبر التقرير أن صنعاء، ورغم غياب حاملات الطائرات أو الأساطيل العملاقة، قد نجحت في فرض معادلة ردع دقيقة وفعالة، أربكت المخططين العسكريين الأمريكيين وأجبرتهم على مراجعة الخيارات التكتيكية واللوجستية.

وتوقع التقرير استمرار الهجمات اليمنية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ليس فقط في البحر الأحمر، بل لتمتد إلى بحر العرب وشمال المحيط الهندي، مع احتمال توسع الأهداف لتشمل الممرات البديلة التي تحاول واشنطن الاعتماد عليها.

وفي محاولة للحد من تأثير الهجمات اليمنية، اقترحت شبكة النقل عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة للبنتاغون إنشاء 300 منشأة لوجستية – تشمل مطارات وموانئ ومراكز برية – لتسهيل نقل البضائع خارج باب المندب، مشيرة إلى إمكانية نقل الحمولات عبر ميناء جدة أو ممر بري يربط ميناء حيفا في الكيان الصهيوني بالخليج العربي مروراً بالأردن والسعودية والبحرين.

ورغم ما يبدو من بدائل، إلا أن التقارير الأمريكية نفسها تحذر من أن هذه الخيارات مكلفة ومعقدة، وتقع هي الأخرى في نطاق نيران القوات اليمنية، ما يعقّد قدرة واشنطن على تنفيذ استراتيجيتها البحرية في المنطقة، ويجعلها عرضة لردود فعل غير تقليدية من صنعاء، التي تُدير المعركة بإيقاع منضبط يدمج بين السياسة والتكتيك العسكري بفعالية غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • مصرع امرأة وإصابة شخص في غارات أمريكية على اليمن
  • القيادة المركزية الأمريكية: انخفاض إطلاق الصواريخ البالستية الحوثية بنسبة 87%
  • سلسلة غارات أمريكية جديدة تستهدف الحديدة
  • هل تتحول كمران إلى قاعدة أمريكية؟.. تصاعد القصف يكشف أسرار صراع خفي في البحر الأحمر
  • أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية
  • ترومان تفر من البحر الأحمر.. الهزيمة الأمريكية تتكرّس تحت وقع الضربات اليمنية
  • مجلة إيطالية: المسيرات “الحوثية” كشفت هشاشة المدمرات الأمريكية في البحر الأحمر
  • الرئيس المشاط يقر البدء بتنفيذ المقاطعة الشاملة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية
  • بسبب الرسوم الجمركية .. 12 ولاية أمريكية ترفع دعوى ضد إدارة ترامب
  • توقعات بموجة غبار بدءاً من الجمعة في هذه المناطق من العراق