قيس سعيد مستمر في خنق المعارضة والمجتمع المدني قبل الانتخابات
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
لا يزال الرئيس التونسي، قيس سعيد، يمارس القمع بحق المعارضة، مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي والانتخابات، في محاولة لخنق المعارضة، ونشطاء المجتمع المدني.
ونشرت صحيفة "فايناشال تايمز" تقريرًا تناولت فيها المجلة القمع الجديدة التي شنها الرئيس التونسي قيس سعيد حملة قمع جديدة على المعارضة، استهدفت المحامين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني قبل الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من هذه السنة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محكمة في تونس العاصمة، أصدرت مساء الأربعاء الماضي، حكمًا بالسجن لمدة سنة على صحفيين إذاعيين بسبب تعليقات سياسية أدلوا بها على وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة.
ونقلت الصحيفة عن زياد دبار رئيس نقابة الصحفيين التونسيين قوله لإذاعة موزاييك إف إم المحلية: "لقد دخلنا الآن في منطق تجريم الرأي".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 10 أشخاص هذا الشهر فيما وصفته منظمة العفو الدولية بـ "حملة قمعية غير مسبوقة" ضد شخصيات المجتمع المدني.
وذكرت الصحيفة أنه من بين المعتقلين مسؤولين في منظمات غير حكومية تساعد المهاجرين غير الشرعيين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأوضحت الصحيفة أن دبار انتقد قانون 2022 الخاص بالجرائم الإلكترونية والذي تم استخدامه بشكل متزايد ضد الصحفيين وغيرهم من المعارضين.
ولفتت الصحيفة إلى أن سعيد تم انتخابه في سنة 2019، وقام بعملية استيلاء واسعة النطاق على السلطة في سنة 2021، ومنذ ذلك الحين قام بتفكيك منهجي للديمقراطية الناشئة في البلاد، وسجن المعارضين وتغيير الدستور لتركيز السلطة في يديه.
وأضافت الصحيفة أن تونس كان يُنظر إليها، حتى سنة 2021، على أنها الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من الانتفاضات العربية سنة 2011.
ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق من هذه السنة، لكن لم يتم الإعلان عن موعد لها، وليس من الواضح ما إذا كان سعيد سيواجه أي منافسين جديين بموجب القواعد الجديدة التي تسمح له باختيار أعضاء اللجنة الانتخابية.
وبينت الصحيفة أنه على الرغم من الاستبداد المتزايد، من المقرر أن تتلقى تونس ما يصل إلى 278 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي حتى سنة 2027 لإدارة الهجرة، كما تلقت بشكل منفصل 150 مليار يورو لدعم الميزانية في آذار/ مارس. وتعد البلاد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر القوارب إلى إيطاليا.
وقالت المفوضية الأوروبية هذا الشهر إنها تشعر بالقلق إزاء موجة الاعتقالات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين المعتقلين في حملة القمع سونيا الدهماني، وهي محامية صريحة ومعلقة تلفزيونية، كانت قد أدلت بتصريحات ساخرة تلقي بظلال من الشك على تأكيدات الرئيس بأن المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى يريدون الاستقرار في تونس.
وبحسب الصحيفة، ادعى سعيد السنة الماضية أن بلاده كانت هدفًا لمؤامرة لتغيير تركيبتها الديموغرافية من خلال جلب أشخاص من دول جنوب الصحراء الكبرى. وأثارت تصريحاته موجة من الهجمات العنيفة ضد المهاجرين.
وقالت الصحيفة إنه قد تم تصوير عملية اعتقال الدهماني في 11 أيار/ مايو بالفيديو. وأثارت لقطات لرجال ملثمين وهم يسحبونها خارج مقر نقابة المحامين غضبا بين المحامين، الذين نظموا إضرابًا لمدة يوم واحد يوم الاثنين.
ونقلت الصحيفة عن دليلة بن مبارك، المحامية، التي كان شقيقها من بين السياسيين المعارضين المؤيدين للديمقراطية الذين سجنهم سعيد السنة الماضية، قولها: إن الصحفيين والمحامين وغيرهم من منتقدي الرئيس شعروا بالتهديد.
وقالت دليلة: "نحن جميعا نعتبر أنفسنا أحرارًا مؤقتًا"، مضيفة أن هناك "جهدًا ممنهجًا لتشويه" الأشخاص الذين يتخذون موقفًا مستقلًا أو يدعمون حقوق الإنسان. فهم متهمون بالخيانة والعملاء لدول أجنبية.
وتابعت الصحيفة أن حملة القمع امتدت إلى مجموعات المجتمع المدني التي تعمل مع المهاجرين، بما في ذلك "منيمتي" والفرع التونسي لمنظمة "تارداسيل"، وهي مجموعة فرنسية؛ حيث يشكون من تعرض موظفيهم للمضايقة والاستجواب بشأن التمويل. وقد وصف سعيد نفسه مجموعات المجتمع المدني بـ "الخونة" وادعى أنهم "مدفوعون بالأجور الأجنبية".
وذكرت الصحيفة أن رئيسة "منيمتي"، سعدية مصباح، وهي ناشطة تونسية سوداء مناهضة للتمييز، اعتقلت في تحقيق بشأن غسيل أموال هذا الشهر.
ونقلت الصحيفة عن موظف في منظمة غير حكومية مقرها تونس تعمل مع المهاجرين، طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من الانتقام، قوله: "إذا نظرت إلى جميع الأشخاص الذين تم استدعاؤهم، فستجد أن كل ذلك لأسباب مالية. ولكن إذا نظرت عن كثب، ستجدهم قد ساعدوا المهاجرين جميعًا".
وأضاف الموظف: "نحن نستعد؛ حيث سيتعين على الجميع مواجهة هذا. نحن خائفون . إن مساعدة الناس سوف تصبح جريمة. لقد تم بالفعل استدعاء غالبية شركائنا. إنهم في السجن."
وقال موظف في منظمة غير حكومية تونسية أخرى إنهم غادروا البلاد الشهر الماضي بعد تلقيهم تهديدات، وبعد أن استجوبتهم السلطات مرارًا وتكرارًا بشأن تمويلهم وفتشت مكاتبهم. لقد اشتدت حدة الاستجواب بعد أن قدمت المنظمة غير الحكومية شكوى نيابة عن مهاجر مسجون.
وأضاف الموظف: "قال إنه تم بيعه إلى الميليشيات الليبية من قبل الحرس الوطني التونسي. وصلتنا رسالة منه مفادها أنه يتعرض للتعذيب وهو في أحد سجون ليبيا. وطالبوا بفدية قدرها 1000 يورو لإطلاق سراحه. كما تم نقل حوالي 50 سجينًا آخر [من تونس] إلى ليبيا".
واختتمت الصحيفة تقريرها موضحة أن السلطات التونسية نفذت اعتقالات واسعة النطاق للمهاجرين واللاجئين في الأشهر الأخيرة وطردتهم إلى الجزائر أو ليبيا، وفقًا لدبلوماسيين ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية. وسبق أن نفت وزارة الخارجية التونسية انتهاك حقوق المهاجرين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية التونسي سعيد المعارضة الانتخابات الديمقراطية تونس معارضة انتخابات ديمقراطية سعيد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع المدنی غیر حکومیة الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
لقجع يرد على اتهامات المعارضة بفشل التغطية الصحية للفلاحين والصناع التقليديين
ردا على اتهامات المعارضة بفشل التغطية الصحية للفلاحين والصناع التقليديين، كشف فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، أن هذه الفئات تؤدي أقل ما تؤديه الدولة كاشتراكات بالنسبة للفئات الهشة والفقيرة.
وبفضل هذه الإجراءات، أعلن لقجع خلال الجلسة الأخيرة لسماع رد الحكومة ثم التصويت على قانون المالية برمته، مساء اليوم الجمعة، إن هناك أزيد من 600 ألف يؤدون اشتراكاتهم ويستفيدون من التأمين الأساسي الإجباري عن المرض، أي بنسبة أكثر من 30 في المائة، من المسجلين، وهو مجهود وعد لقجع بأن الحكومة ستعمل على مواصلته لاستكمال تعميم التغطية الصحية.
وعلاقة بهذه النسبة الضعيفة، قال لقجع ردا على انتقادات المعارضة للحكومة، إن » الأسئلة التي ينبغي أن تطرح اليوم هل هذه الفئات غير قادرة على الأداء 100 درهم كمتوسط اشتراكات في الشهر، للاستفادة من التغطية الصحية!!؟، وهل ميزانية الدولة لها القدرة على تحمل اشتراكات أكثر من 4 ملايين أسرة التي تتحملها اليوم!؟ ».
واضاف لقجع، « نعتقد جازمين أن الجواب الصادق عن هذين السؤالين من منطق المسؤولية على إنجاح هذا المشروع الاجتماعي هو الذي سيجعلنا ويجعلني أتجاوز مجموعة من الأسئلة التي تستهدف المزايدة من قبيل احداث صندوق مقاصة جديد خاص بالتغطية الاجتماعية! ».
وعلاقة ايضا، بالانتقادات اللاذعة التي تلقتها الحكومة، في شأن تفعيل مبدأ الحكامة في القطاع الصحي، أوضح لقجع، أن الحكومة قامت بإصلاحات عميقة داخل منظومة الصحة، بهدف خلق كل الوكالات التي التزمت بها والتي سوف تلعب دورا أساسيا في أجرأة الإصلاحات، لافتا إلى رفع الحكومة لميزانية الصحة من 19.8 إلى 32.57 مليار درهم، تم تخصيصها وصرفها على الرغم من إقراره أنها لم تحل جميع المشاكل.
وفيما يخص العرض الصحي، قال المتحدث، إن الحكومة قامت بإصلاح وتأهيل 1400 مركزا صحيا، منها 872 تم الانتهاء من أشغالها تنضاف إليها 524 مركزا صحيا، سيتم الانتهاء من أشغالها سنة 2025.
وفي الوقت الذي أقر فيه لقجع، بأن هناك خصاصا متفقا عليه منذ سنين وعقود، فإنه كشف أن الحكومة عملت على الرفع من المناصب المالية في الصحة من 5450 منصبا مابين 2018 و 2021، إلى 6527 منصبا ما بين 2022 و 2025، بزيادة 1077 منصبا.
وتم الرفع من عدد المهنيين المكونيين في مختلف المعاهد وكليات الطب، وفقا لوزير الميزانية، من 16.7 طبيب وممرض وتقني صحة لكل 10 آلاف مواطن، إلى 19 سنة 2024، وبالتالي فقد انتقل عدد المهنيين في الصحة من 63 ألف في 2020 إلى 70 ألف اليوم، ولكن الخصاص في اعتقاد لقجع كان كبيرا والعمل الحكومي مازال متواصلا لاستدراكه في أقرب الآجال.
كلمات دلالية التغطية الصحية الحكومة الصحة الصناع التقليديون الفلاحين فوزي لقجع قانون المالية مجلس النواب وزير الميزانية