غليان في تل أبيب.. دولة الاحتلال الإسرائيلي على صفيح ساخن بسبب قرارات نتنياهو
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تشهد تل أبيب حالة من الغليان السياسي، بسبب اتساع هوة الخلاف بين المستوى السياسي والعسكري فيما يتعلق بإدارة الحرب الجارية في قطاع غزة، وسيناريوهات اليوم التالي.
رفض قيادات الاحتلال للحكم العسكري في غزةوعبر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت بشكل واضح عن رفضه الاحتلال العسكري للقطاع، إدراكًا لخطورة المناورة السياسية التي يقوم بها قادة الائتلاف الحكومي بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والوزراء المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سومتريش.
ويختلف صناع القرار في حكومة الحرب الإسرائيلية، التي تتألف من رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد السابق للجيش الإسرائيلي علنا حول معضلتين أساسيتين، الأولى ما إذا كان على إسرائيل التفاوض لإنهاء الصراع وتحرير الرهائن، والثانية من يجب أن يحكم القطاع بمجرد انتهاء الحرب.
تجدد الخلاف بين جالانت ونتنياهو مؤخراً حول مستقبل اليوم التالي لغزةوتجدد الخلاف بين جالانت ونتنياهو مؤخراً حول مستقبل اليوم التالي لغزة، فترتكز وجهة نظر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت على ضرورة تفكيك قدرات حماس، معتبرا أن الهدف هو التحرك العسكري وترسيخ بديل لحكم غزة، مؤكداً أنه في حال غياب هذا البديل، لا يتبقى سوى خيارين سلبيين، وهما إما حكم حماس في غزة أو الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي رفضه بشكل واضح.
ودعا جالانت في خطته التي أوضحها في وقت سابق من يناير، إلى ضرورة الحكم الذاتي الفلسطيني للقطاع وتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع شركاء أوروبيين وشرق أوسطيين للإشراف على إعادة تأهيل القطاع، حيث يريد وزير الدفاع الإسرائيلي أن تتولى السلطة الفلسطينية بعد تنشيطها إدارة القطاع، بمساعدة دول عربية.
نتنياهو يرفض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزةوفي المقابل يرفض نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ويصفها بأنها كيان عدائي، وتعكس رؤية نتنياهو الموقف القومي الإسرائيلي والتيار اليميني المتطرف الذي يعارض قيام السلطة لأنها نواة إقامة دولة فلسطينية.
ويأتي في مقدمة الآثار المباشرة لتصاعد هذا الخلاف الحالي بين المستويين العسكري والسياسي، الانعكاسات المحتملة على تزايد درجة الخلاف بين أعضاء حكومة الحرب الحالية، خاصة في ظل تأييد كل من بيني غانتس وغادي أيزنكوت أعضاء مجلس الحرب، دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، وكانوا قد هددوا أكثر من مرة بالانسحاب من حكومة الحرب خاصة في ظل عدم وجود رؤية واضحة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة.
أزمة قانون تجنيد الحريديم المتصاعدةأزمة قانون تجنيد الحريديم المتصاعدة في الوقت الراهن، تلقي بظلالها على الساحة، وهو ما سيكون له تداعياته السلبية على شرعية الائتلاف الحكومي لاستكمال الحرب والمخططات التي تخدم بقاء أعضاءه في السلطة وتعزز حظوظهم الانتخابية، وذلك نتيجة انسحاب مكون المعارضة الوحيد الذي يمثله كل من بيني غانتس وغادي إيزنكوت بعد انسحاب زعيم حزب أمل جديد، وهو ما قد يشكل جبهة معارضة قادرة على حشد وتعبئة الشارع الإسرائيلي في مواجهة الائتلاف.
وتتضاءل فرص رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على استقرار الائتلاف، نتيجة إذعانه للابتزاز السياسي الذي يتعرض له من جانب شركاءه في الائتلاف، ومرونته في التعامل مع مطالبهم بشأن إدارة الحرب وسيناريوهات ما بعد انتهاءها، وهو ما انعكس بشكل واضح على مدار الأشهر السبعة الماضية، حيث تبدلت مواقف نتنياهو السياسية بشكل متسارع في أكثر من مناسبة.
استقالة مسؤوليين عسكريين كبارعكست مفاوضات عقد اتفاق هدنة خلال الأيام الماضية بين الفلسطينيين والإسرائيلين، مدى إذعان نتنياهو لمطالب شركاءه إذ رفض اتفاق الهدنة وعمل على تنفيذ مخطط اجتياح مدينة رفح، وتكشف هذه الأحداث التباينات التي تتسع يومًا بعد يوم بين مؤسسات الدولة العبرية على المستويين العسكري والسياسي، وانعكس ذلك أيضا في تقديم عدد من المسؤوليين العسكريين الكبار استقالاتهم، وكان أخرها استقالة رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي «أمان» أهارون هاليفا.
انقسامات في الأراضي المحتلةوينعكس هذا التوجه في نتائج استطلاعات الرأي، وكان أخرها نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته القناة 12 الإسرائيلية ونشرته في 16 مايو 2024، حيث رأت غالبية عينة المستطلعين إن حزب معسكر الدولة المعارض بقيادة بيني غانتس سيكون أكبر حزب في إسرائيل بـ 29 مقعدا، في مقابل 19 مقعد لحزب الليكود بقيادة نتنياهو.
وعكست هذه النتائج درجة الاستقطاب والانقسام المجتمعي الذي يشهده الداخل الإسرائيلي في الوقت الراهن حول مسائل الحرب الجارية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال غزة نتنياهو الداخل الإسرائيلي وزیر الدفاع الإسرائیلی الخلاف بین
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
سرايا - يبدو أن اللعب بات على المكشوف بين مصر والولايات المتحدة، فها هو مبعوث ترامب لشئون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يحذر من سقوط نظام الرئيس السيسي، مؤكدا أن مصر مفلسة.
وحذر في مقابلة إعلامية أخيرة من ردود الأفعال الشعبية على ما يحدث في غزة.
ويتكوف ذكر أرقاما عن تدهور الوضع الاقتصادي منها انتشار البطالة بين من هم أقل من 25 عاما إلى نسبة تصل الى 45%.
وقال صراحة: “البلد لا يمكنه الاستمرار بهذا الشكل”.
وقال إنه إذا وقع حدث سيئ في مصر سيعيدنا إلى الخلف.
فكيف كانت الردود على مبعوث ترامب؟ وكيف استقبلها الشارع المصري والاعلامي سواء بسواء؟
الغالبية العظمى ذهبت إلى أن تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط تأتي في إطار ضغط على مصر للقبول بمخطط التهجير.
أول ردود الأفعال إعلاميا جاء من الإعلامي نشأت الديهي الذي قال إن المطور العقاري ويتكوف لم يقرأ التاريخ ولم يعرف خطوط الجغرافيا ولا يفهم طبيعة وتعقيدات المنطقة ولم يعرف الدور المصري في الإقليم.
وخاطب الديهي ويتكوف قائلا: “مصر ليست دولة مفلسة ولتذهب معونتكم إلى الجحيم. مصر لا تعاني من نسبة بطالة 45٪ كما قلت كذبا او جهلا وعليك بالاتصال بصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن لتعرف ان نسبة البطالة في مصر لا تزيد عن 6٪ نظام الحكم في مصر مستقر وراسخ وقوي اكثر مما تتخيل رغم كل الصراعات المحيطة به فنحن لسنا دولة قص ولصق او جمهورية من جمهوريات الموز في حدائقكم الخلفية .
مصر قد لا تملك المال الذي تحتاجونه في بلدكم وتبتزون العالم لأجله لكنها تملك الأفكار والتأثير والقرار في منطقة شديدة التعقيد واذكرك بأنكم دخلتموها اكثر من مرة وخرجتم منها مهزومين في العراق والصومال وافغانستان فقط لأنكم لم تستمعوا لصوت مصر الحكيم “.
وتابع الديهي قائلا: “إذا كنت خائفا على اوروبا من موجات الهجرة فأنت محق تماما واضيف لك عليك ان تتوقع موجات من الإرهاب ايضاً وهذا ما تحذركم منه مصر مرارا وتكرارا والى ان تستمتعوا إلى صوت العقل والمنطق .
إذا اردتم النجاح في مسعاكم فعليكم بالتوقف الفوري عن دعم الارهابي نتنياهو والشروع في مفاوضات إقامة دولة فلسطينية فورا.
واختتم مؤكدا أن الاتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع المنشود أمر لن ينجح ولن تقبله الشعوب حتى لو قبلته الحكومات دون إقامة دولة فلسطينية، داعيا ويتكوف عليك لالتزام الأدب والاحترام عندما تتحدث عن دولة بحجم مصر صاحبة الحضارة والتاريخ .
في ذات السياق قال الإعلامي أحمد موسى إن ما ذكره ويتكوف غير حقيقى والرقم الصحيح طبقا لبيانات المسح التتبعى لسوق العمل فى مصر سواء تقرير منتدى البحوث الاقتصادية والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، معدلات البطالة 6.3٪ ، وبالنسبة للشباب من 15 حتى 24 عاما بلغت البطالة 14.7٪ فى عام 2023.
وأضاف موسى أنه برغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة فقد ساعدنا الأشقاء فى غزة من قوت المصريين وأموالهم وعرقهم بمساعدات تمثل تمثل 75٪ من حجم كل مساعدات العالم، مشيرا إلى أن شعب مصر يتحمل الظروف وكل الضغوط مهما كانت ولن يسمح بتمرير مخطط التهجير للحفاظ على أمننا القومى .
وأكد موسى أن الكلام عن إفلاس مصر مجرد أمنيات من البعض ، لافتا إلى أن وضعنا ورغم التحديات أفضل مما كنا عليه قبل 10 سنوات وبلدنا مستقرة ونظام الحكم فيها يحظى بدعم هائل من الشعب الذى يلتف حول قيادته بكل قوته.
واختتم قائلا: “مصر لا تبيع ثوابتها وقيمها مقابل كنوز الدنيا.. لا تهجير.. لا للابتزاز والتهديدات.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. سنتحمل كل الضغوطات والتحديات، والأمن والاستقرار لن تنعم به إسرائيل طالما تستمر فى احتلال الأراضى الفلسطينية وارتكاب جرائم الإبادة يوميا .. من يريد الخير للعالم والمنطقة يضع السلام أمام عينيه.. مصر دولة صامدة واستقرارها هو استقرار لكل العالم العربى والمنطقة بدون استثناء”.
من جهته يرى الباحث السياسي د. خليل العناني أن كلام ويتكوف ليس به أي نوع من التهديد للنظام سواء من قريب او بعيد وذلك كما يحاول أنصار السيسي الترويج له لحاجة في أنفسهم، إنما يعكس خوفا حقيقيا، وربما رعبا، داخل الدوائر السياسية والاستخباراتية الأميركية من سيناريو سقوط النظام نتيجة لتداعيات ما يجري في القطاع عليه باعتباره أهم حليف لاميركا في المنطقة.
ويضيف أن كلام ويتكوف ليس بجديد، والجميع يعرفه، الفرق فقط انه جاء من أعلى مسؤول أميركي له علاقة بالمنطقة حاليا.
السؤال الذي فرض نفسه: هل فعلا كان ويتكوف مخلصا في تحذيره أم أن حديثه انطوى على تهديد مبطن لنظام السيسي؟
وهل تكتفي القاهرة بالردود الإعلامية أم تبادر إلى خطوات من شأنها ايلام أمريكا وكيانها منها التقارب مع إيران وتركيا؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : ترامب: "لا أحد في العالم سيوقف بوتين إلا أنا"إقرأ أيضاً : قناة عبرية تكشف عن خلافات أمريكية (إسرائيلية) إثر انهيار مفاوضات غزةإقرأ أيضاً : بالفيديو .. تعرف على تكلفة فاتورة كهرباء المسجد الحرام شهرياتابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#جرائم#اوروبا#مصر#ترامب#إيران#المنطقة#الوضع#أمريكا#العراق#القاهرة#البطالة#العمل#غزة#أحمد#السيسي#الشعب#بوتين#الرئيس#القطاع#صوت
طباعة المشاهدات: 1685
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-03-2025 01:07 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...