تشهد تل أبيب حالة من الغليان السياسي، بسبب اتساع هوة الخلاف بين المستوى السياسي والعسكري فيما يتعلق بإدارة الحرب الجارية في قطاع غزة، وسيناريوهات اليوم التالي.

رفض قيادات الاحتلال للحكم العسكري في غزة

وعبر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت بشكل واضح عن رفضه الاحتلال العسكري للقطاع، إدراكًا لخطورة المناورة السياسية التي يقوم بها قادة الائتلاف الحكومي بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والوزراء المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سومتريش.

 

ويختلف صناع القرار في حكومة الحرب الإسرائيلية، التي تتألف من رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد السابق للجيش الإسرائيلي علنا حول معضلتين أساسيتين، الأولى ما إذا كان على إسرائيل التفاوض لإنهاء الصراع وتحرير الرهائن، والثانية من يجب أن يحكم القطاع بمجرد انتهاء الحرب.

تجدد الخلاف بين جالانت ونتنياهو مؤخراً حول مستقبل اليوم التالي لغزة

وتجدد الخلاف بين جالانت ونتنياهو مؤخراً حول مستقبل اليوم التالي لغزة، فترتكز وجهة نظر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت على ضرورة تفكيك قدرات حماس، معتبرا أن الهدف هو التحرك العسكري وترسيخ بديل لحكم غزة، مؤكداً أنه في حال غياب هذا البديل، لا يتبقى سوى خيارين سلبيين، وهما إما حكم حماس في غزة أو الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي رفضه بشكل واضح.

ودعا جالانت في خطته التي أوضحها في وقت سابق من يناير، إلى ضرورة الحكم الذاتي الفلسطيني للقطاع وتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع شركاء أوروبيين وشرق أوسطيين للإشراف على إعادة تأهيل القطاع، حيث يريد وزير الدفاع الإسرائيلي أن تتولى السلطة الفلسطينية بعد تنشيطها إدارة القطاع، بمساعدة دول عربية.

نتنياهو يرفض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة

وفي المقابل يرفض نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ويصفها بأنها كيان عدائي، وتعكس رؤية نتنياهو الموقف القومي الإسرائيلي والتيار اليميني المتطرف الذي يعارض قيام السلطة لأنها نواة إقامة دولة فلسطينية.

ويأتي في مقدمة الآثار المباشرة لتصاعد هذا الخلاف الحالي بين المستويين العسكري والسياسي، الانعكاسات المحتملة على تزايد درجة الخلاف بين أعضاء حكومة الحرب الحالية، خاصة في ظل تأييد كل من بيني غانتس وغادي أيزنكوت أعضاء مجلس الحرب، دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، وكانوا قد هددوا أكثر من مرة بالانسحاب من حكومة الحرب خاصة في ظل عدم وجود رؤية واضحة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة.

أزمة قانون تجنيد الحريديم المتصاعدة

أزمة قانون تجنيد الحريديم المتصاعدة في الوقت الراهن، تلقي بظلالها على الساحة، وهو ما سيكون له تداعياته السلبية على شرعية الائتلاف الحكومي لاستكمال الحرب والمخططات التي تخدم بقاء أعضاءه في السلطة وتعزز حظوظهم الانتخابية، وذلك نتيجة انسحاب مكون المعارضة الوحيد الذي يمثله كل من بيني غانتس وغادي إيزنكوت بعد انسحاب زعيم حزب أمل جديد، وهو ما قد يشكل جبهة معارضة قادرة على حشد وتعبئة الشارع الإسرائيلي في مواجهة الائتلاف.

وتتضاءل فرص رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على استقرار الائتلاف، نتيجة إذعانه للابتزاز السياسي الذي يتعرض له من جانب شركاءه في الائتلاف، ومرونته في التعامل مع مطالبهم بشأن إدارة الحرب وسيناريوهات ما بعد انتهاءها، وهو ما انعكس بشكل واضح على مدار الأشهر السبعة الماضية، حيث تبدلت مواقف نتنياهو السياسية بشكل متسارع في أكثر من مناسبة. 

استقالة مسؤوليين عسكريين كبار 

عكست مفاوضات عقد اتفاق هدنة خلال الأيام الماضية بين الفلسطينيين والإسرائيلين، مدى إذعان نتنياهو لمطالب شركاءه إذ رفض اتفاق الهدنة وعمل على تنفيذ مخطط اجتياح مدينة رفح، وتكشف هذه الأحداث التباينات التي تتسع يومًا بعد يوم بين مؤسسات الدولة العبرية على المستويين العسكري والسياسي، وانعكس ذلك أيضا في تقديم عدد من المسؤوليين العسكريين الكبار استقالاتهم، وكان أخرها استقالة رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي «أمان» أهارون هاليفا.

انقسامات في الأراضي المحتلة

وينعكس هذا التوجه في نتائج استطلاعات الرأي، وكان أخرها نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته القناة 12 الإسرائيلية ونشرته في 16 مايو 2024، حيث رأت غالبية عينة المستطلعين إن حزب معسكر الدولة المعارض بقيادة بيني غانتس سيكون أكبر حزب في إسرائيل بـ 29 مقعدا، في مقابل 19 مقعد لحزب الليكود بقيادة نتنياهو.

وعكست هذه النتائج درجة الاستقطاب والانقسام المجتمعي الذي يشهده الداخل الإسرائيلي في الوقت الراهن حول مسائل الحرب الجارية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال غزة نتنياهو الداخل الإسرائيلي وزیر الدفاع الإسرائیلی الخلاف بین

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من السلطة الفلسطينية على قرار الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو

أبرزت وكالة الأنباء الفلسطينية “ وفا ” ترحيب دولة فلسطين بقرار المحكمة الجنائية الدولية في إصدار أوامر اعتقال بحق كل من رئيس وزراء سلطة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأكدت الدولة الفلسطينية على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية، يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته، وفي أهمية العدالة والمساءلة وملاحقة مجرمي الحرب، خاصة في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني إلى إبادة جماعية وجرائم حرب متمثلة في التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد والتهجير وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية.

ودعت فلسطين جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، وفي الأمم المتحدة، بتنفيذ قرار المحكمة، وتسليم المجرمين إلى القضاء الدولي، وشددت على ضرورة تنفيذ سياسة قطع الاتصال واللقاءات مع المطلوبين الدوليين، نتنياهو وجالانت.

وأكدت أنها ستستمر بالعمل مع مؤسسات العدالة الدولية ومع المحاكم الدولية وستبقى منخرطة في العمل معها حتى مساءلة ومحاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا ويرتكبون جرائم ضد الشعب الفلسطيني حتى إنصافه وتحقيق العدالة له.

جنوب أفريقيا ترحب بقرار الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو وجالانت أيرلندا تعلق على قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت

مقالات مشابهة

  • عاجل| قرار كهربا الجديد يشعل الأهلي.. و«5 أسابيع» على صفيح ساخن
  • عبدالعاطي: مذكرات اعتقال نتنياهو تطور لافت في تاريخ العدالة الدولية
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • سقوط نتنياهو دوليا وأوروبا تجهز زنزانته.. اكتئاب في تل أبيب وصواريخ حزب الله تدك حيفا وبوتين يجهز النووي
  • السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • أول تعليق من السلطة الفلسطينية على قرار الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو
  • بسبب مذكرة اعتقال نتنياهو.. وزير إسرائيلي يطالب بعقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • لجنة أممية تعتمد قرارات بشأن الاستيطان والأونروا والجولان
  • المسلماني: نتنياهو يترصد للرئيس الفرنسي بسبب مطالبته بإنهاء الحرب
  • نعيم قاسم: سنضرب تل أبيب ردا على استهدف الاحتلال الإسرائيلي لبيروت