بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وأوه سيه هون، عمدة مدينة سيول، وقَّعت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون اتفاقيةً مع مدينة سيول لتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين، واستكشاف آفاق التعاون بينهما.

وتهدف الاتفاقية إلى تعميق أواصر الصداقة والتعاون بين الطرفين، وتعزيز الروابط الثقافية القائمة، واستكشاف آفاق جديدة للتبادل الثقافي.

وتبحث اللقاءات الثنائية فرص التعاون المحتمَلة لترسيخ علاقات التفاهم والتقدير المتبادل، ما يمهِّد الطريق نحو بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات.

وقالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسِّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: «تتمتَّع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات ثنائية طويلة وغنية مع جمهورية كوريا، في مجالات التعاون الكثيرة بين دولتينا في قطاعات الطاقة والتجارة والنقل والصحة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة، حيث قدّمنا روائع الثقافة الكورية ضمن مهرجان أبوظبي منذ عام 2008، وكانت كوريا ضيف الشرف لمهرجان 2019، مع العرض الأول للأوركسترا السيمفونية الكورية في العالم العربي، وعروض فرقة الباليه الوطني الكورية، بدعم كريم من شركة جي إس إنيرجي، وفرقة الأولمبياد الخاص الكورية مع السوبرانو الشهيرة والفنانة الحائزة جائزة جرامي سومي جو، وعازفة الكمان الموهوبة سارة تشانغ. كما قدَّمنا هذا العام جائزة مهرجان أبوظبي المرموقة للمنتجة الحائزة جائزة الأوسكار الرائعة ميكي لي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الترفيه الرائدة في كوريا الجنوبية سي جي إي إن إم».

وأضافت سعادتها: «لتعزيز جسور الصداقة بيننا، زرنا العام الماضي مدينة سيول، المصنَّفة مدينةً مبدعةً في التصميم من اليونسكو، والتقينا نائب عمدتها على رأس وفد رفيع المستوى يضمُّ ممثّلي أوركسترا سيول الفلهارمونية، ومتحف سيول للفنون. واستكشفنا آفاق التعاون مع العديد من المؤسَّسات الثقافية؛ منها المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، ومركز آرت سونجي، ومتحف بوسان للفنون، ومتحف ليوم للفنون، والجامعة الوطنية الكورية للفنون، والأوبرا الوطنية الكورية، والباليه الوطني الكوري، والباليه العالمي. ورحَّبنا بنظرائنا الكوريين خلال مهرجان أبوظبي 2024، ونعمل حالياً معاً على تحقيق إنجازات ثقافية كبرى، بدءاً بمعرضين تاريخيين للفن المعاصر من كوريا ودولة الإمارات، سيكون الأول مع متحف سيول للفنون في معرض للفن الكوري المعاصر للمرة الأولى في الشرق الأوسط في المنطقة الثقافية في السعديات، يليه معرض يضمُّ أكثر من 50 فناناً من دولة الإمارات يعكسون نشأة حركتنا التشكيلية المعاصرة الغنية وتطوُّرها ونهضتها للمرة الأولى في كوريا في متحف سيول للفنون».

واختتمت سعادتها بالقول: «من خلال شراكتنا مع الفنانين والمؤسَّسات الثقافية الكورية نستكمل رحلة الحوار الثقافي لبناء علاقة ثقة نثمِّنها عالياً، وتحقيق الإنجازات الرائعة التي أصبحت أقوى من أيِّ وقت مضى مع مذكرة التفاهم التي نوقِّعها اليوم».

وقال أوه سي هون، عمدة مدينة سيول: «إنه لمن دواعي سروري العميق أن أُوقِّع مذكرة التفاهم هذه مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بهدف توطيد العلاقات الثقافية الدولية، وتعزيز الصداقة بين سيول وأبوظبي، سعياً مِنّا إلى التلاقي والتبادل الثقافي والفني مع أبوظبي التي أظهرت التزاماً راسخاً برعاية قطاع الفنون والثقافة لديها، وبرزت كمركزٍ ثقافيٍّ عالميٍّ من خلال عدد لا يُحصى من المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية».

وأضاف: «في الوقت الذي تسعى فيه أبوظبي إلى تعزيز السياحة المستدامة المتجذّرة في قطاعات الثقافة والفنون والتعليم، أثمرت جهودها نتائج ملحوظة تشمل الإنجازات البارزة؛ منها إنشاء مؤسَّسات مثل جامعة نيويورك أبوظبي (2010) واللوفر أبوظبي (2017)، إلى جانب الخطط الطموحة للمعالم المستقبلية مثل متحف جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وغيرهما. ومن ركائز هذه الرؤية الطموحة الرامية إلى جعل أبوظبي منارة ثقافية تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، الدور المحوري لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. وبشكل مشابه تُكرِّس مدينة سيول جهودها لتعزيز مكانتها مركزاً ثقافياً ووجهةً عالمية. ومن خلال فعاليات سيول فيستا، كيفاف، فريز سيول، ومهرجان سيول الشتوي وما شابهها، نخطِّط لعرض المشهد الثقافي النابض بالحياة في سيول للعالم».

وتابع: «بينما نُضفي الطابع الرسمي على التعاون بين مدينة سيول ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، فإننا نبدأ رحلة لتأسيس مدننا كمراكزَ عالمية للثقافة والفنون من خلال التعاون الهادف. وعلى الرغم من المسافة الجغرافية بين أبوظبي وكوريا، فإنَّ شغفنا المشترَك بالثقافة يشكِّل قوة موحَّدة تتجاوز الحدود والأديان والأيديولوجيات. وإنني أُكرِّر ما عبَّرَتْ عنه سعادة هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسِّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: إنَّ الثقافة هي بالفعل أقوى أداة لتعزيز الوحدة بين الناس».

وأسهمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في تعزيز الحضور الإماراتي على الساحة العالمية، من خلال العديد من المبادرات الثقافية وأعمال الإنتاج والتكليف الحصري الأولى، إضافة إلى توفير الفرص والمنصات للفنانين الإماراتيين لعرض مواهبهم، والاستثمار في الشباب بالشراكة مع أبرز المؤسَّسات الثقافية والمهرجانات الدولية لتقديم أعمال إبداعية وثقافية جديدة.

ويكشف المستقبل عن فرص واعدة للتعاون والتبادل الثقافي بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومدينة سيول. وتشمل الخطط إقامة معارض فنية بالتعاون مع متحف سيول للفنون خلال عام 2025، لعرض إبداعات الفنانين الإماراتيين في كوريا، وتقديم أعمال كبار الفنانين الكوريين في دولة الإمارات، إضافة إلى إنتاج وتكليف مشترك لأعمال جديدة في مجالات الأوبرا والباليه والموسيقى الكلاسيكية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجموعة أبوظبی للثقافة والفنون مدینة سیول من خلال

إقرأ أيضاً:

السفير العماني بالقاهرة: الفضاء الثقافي المصري عمود أساسي للثقافة العربية

استضافت القاعة الدولية ندوة بعنوان "من القاهرة هنا مسقط.. الفضاءات العمانية في القاهرة" ضمن محور ضيف الشرف، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدارت الندوة منى حبراس.  

في بداية الندوة، رحبت منى حبراس بالحضور والمنصة، وخصت بالشكر الهيئة العامة للكتاب وإدارة المعرض على جهودها في تنظيم هذه الفعاليات الثقافية التي تسلط الضوء على الفضاءات العمانية في القاهرة وتوضح مدى ترابط العلاقات بين البلدين.  

من جانبه، عبر السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان في مصر، عن سعادته بحضور الندوة بين هذه الكوكبة من الضيوف الأفاضل، مشيرًا إلى أنه سيتناول اليوم موضوعًا مهمًا في مصر، وهو الصالونات الثقافية والفن والثقافة العمانية عمومًا.  

وأوضح الرحبي أنه درس في جامعة الإسكندرية، وكان عدد الطلاب العمانيين حينها كبيرًا، مما دفعهم إلى إنشاء صالون ثقافي ومجلة ثقافية، حيث كانوا يعقدون نشاطات يومية، وأضاف أن الفضاء الثقافي المصري يعد عمودًا أساسيًا من أعمدة الثقافة في الوطن العربي، مشيرًا إلى عمق الامتداد التاريخي بين البلدين.  

كما أضاف أن الصالونات الثقافية استمرت في تقديم خدماتها الثقافية حتى اليوم، رغم زخم الأعمال، بفضل الدبلوماسية الثقافية والإيمان بالقوى الناعمة القادرة على توطيد الأواصر بين الشعوب.  

وفي مداخلته، قال الدكتور أحمد درويش، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بجامعة القاهرة، إنه عاش في سلطنة عمان أربعين عامًا، ونشأت بينه وبين الشعب العماني علاقة ودٍّ ومحبة، بالإضافة إلى تبادل معرفي وثقافي.  

وأضاف درويش أن الشعب العماني محب للمعرفة، مما أورثه التواضع، مشيرًا إلى أنه ساهم في تأليف كتاب "عمان في عيون مصرية"، الذي يتناول السلطنة بعيون مصرية. كما أوضح أنه شارك في العديد من المشاريع الثقافية في عمان، وأصدر سلسلة بعنوان "من أعلامنا"، التي تهدف إلى تقديم الشخصيات العمانية التاريخية بأسلوب مبسط يسهل فهمه للشباب والناشئة.  

وأشار درويش إلى أنه تعاون مع وزارة الثقافة العمانية وقدم برنامجًا تلفزيونيًا يضم خمسة آلاف حلقة، تناول فيها موضوعات ثقافية مختلفة.  

من جانبه، قال العاصم رشوان، الصحفي والباحث، إن الثقافة ليست مقتصرة على الأدب والشعر فقط، بل تشمل مختلف جوانب التراث مثل الأغاني الشعبية والفنون التقليدية، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان زاخرة بتراث ثقافي غني، وهو ما حرص على تسليط الضوء عليه خلال عمله هناك.  

وتابع رشوان: "كنت حريصًا خلال فترة وجودي في عمان على إبراز مختلف أوجه الثقافة العمانية، ورغم ذلك ظل الأدب حاضرًا بقوة". كما أكد أن جميع التغطيات الصحفية التي قام بها هناك سعت إلى تقديم الوجه المشرق لعمان بموضوعية، مشيدًا بطيبة الشعب العماني وسماته الودودة.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: نفخر بإقرار يوم عالمي للأخوة الإنسانية
  • السفير العماني بالقاهرة: الفضاء الثقافي المصري عمود أساسي للثقافة العربية
  • نهيان بن مبارك يستقبل شيو يونغ شين ويشيد بجهوده في نشر ثقافة التسامح والتعايش
  • نهيان بن مبارك: اليوم العالمي للأخوة الإنسانية ثمرة جهود الإمارات
  • نهيان بن مبارك يستقبل سادغورو ويشيد بدوره في نشر قيم التسامح والاستدامة العالمية
  • نهيان بن مبارك: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تواصل ريادتها العالمية في نشر قيم التسامح
  • نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر التسامح والأخوة الإنسانية الأربعاء
  • نهيان بن مبارك يفتتح الدورة الخامسة لمؤتمر التسامح والأخوة الإنسانية الأربعاء
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الظاهري والنعيمي في العين
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الظاهري