القائمة
الرئيسية/أولى
أولى
25 أيار 2000 تاريخي مفصلي بين خيارات ومعادلات.. هل انتهى زمن «التحرير»؟
منذ 14 ساعة304

كتب محمد حمية

لم يكُن 25 أيار 2000 مجرد تاريخ لتحرير المقاومة للقسم الأكبر من أراضي الجنوب المحتلة عامي 1978 و1982، بل شكّلت محطة فاصلة بين رؤيتين: الأولى تُمثلها الأنظمة العربية تُشكِك بجدوى خيار المقاومة في استعادة الحقوق العربية وتحريرها من قبضة القوات الإسرائيلية، لصالح خيار التمسك بالقرارات الدولية والاحتماء بالمجتمع الدولي، وليس التساكن مع “إسرائيل” المدعومة أميركياً وغربياً كقوة تستحيل هزيمتها فحسب، بل التطبيع والسلام والشراكة الاقتصادية كخيار وحيد ومتاح لجلب الإستقرار للعرب وتفادي الخطر الإسرائيلي المحتوم.


أما الرؤية الثانية فيُعبر عنها محور المقاومة بأن فعل المقاومة هو الخيار المتوافر لدول وشعوب المنطقة للتحرير واستعادة الأراضي والحقوق والمقدسات وصناعة معادلات القوة لردع كيان الاحتلال الذي يدوس على القرارات والشرعية الدولية وفي ظل موازين قوى إقليمية ودولية تميل لمصلحته.
قبل العام 2000 وعلى الرغم من كل الإنجازات الميدانيّة الكبيرة التي سجّلتها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وعملائه على طول الشريط الحدودي المحتل، لم تكن المقاومة في لبنان ولا في المنطقة تمتلك بعد دليلاً بيّناً لتثبيت رؤيتها، وكان معارضوها يردّدون المقولة الشهيرة “العين لا تقاوم المخرز” ولا نتيجة لخيار المقاومة لأن “إسرائيل” هي القوة ولا ترضخ للقوة. فجاء تحرير الجنوب كمفاجأة صادمة لمؤيدي ومعارضي المقاومة وربما لقيادة المقاومة نفسها، فأحدث تحولات كبيرة في مفهوم الصراع العربي – الإسرائيلي والمعادلات المنطقة، وكانت الأرضية الأولى والصلبة التي بُني عليها المسار التراكمي للتحرير والمقاومة والانتصارات والردع للمقاومة في لبنان والمنطقة.
*أول قوة عربية – إسلامية تُحرر أرضاً عربية بالقوة المسلحة وتخرج جيش الاحتلال وعملاءه مدحورين مذلولين ومن دون قيد أو شرط ولا حتى مفاوضات لترتيبات أمنية حدودية للانسحاب. فحققت المقاومة منفردة ومن دون مساندة مباشرة من أحد، ما لم تستطع جيوش عربية تحقيقه في الحروب العربية حتى في حرب العام 1973.. ما كشف الذرائع التي تلطّت خلفها الأنظمة المتحالفة مع “إسرائيل” لعقود من الزمن لمهادنة الكيان وعدم المواجهة معه، ما دفعها إلى المزيد من تمويل مشاريع الحرب على المقاومة على محورين:
– حروب الفتنة بدأت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كحلقة في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد بالتوازي مع تشويه صورة المقاومة وحزب الله وتصويره على أنه مجرد أداة إيرانية لا حركة مقاومة وطنية قدّمت صورة مشرقة للعمل الوطني المقاوم خدمة للقضايا اللبنانية.. والمحور الثاني الحروب العسكريّة (تموز 2006) كحرب مركبة الأهداف الأميركية – الإسرائيلية، ثم ما سُمّي بـ “الربيع العربي” والحرب على سورية وحرب الإرهاب بـ”الوكالة” بعد فشل الأهداف الأميركية في العراق وأفغانستان ولبنان بالقضاء على المقاومة.
*أعطى تحرير الـ2000 نموذجاً حياً وواقعياً وعملياً أعطى دفعاً قوياً لحركات المقاومة لا سيما في فلسطين للاقتداء به لإعادة استنهاض وتنظيم تشكيلاتها القتاليّة لرسم سياق تحريري تراكمي بدأ بانتفاضات ما بعد الـ2000 والحروب المتتالية في غزة، وصولاً إلى عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الماضي التي رسمت مسار تحرير فلسطين ولو طال الزمن.
فماذا لو تمكنت “إسرائيل” من سحق حزب الله في حرب الـ2006؟؟ هل كانت المقاومة في فلسطين لتستمر وتبقى القضية حيّة حتى اليوم؟ أم كانت آلة الحرب الإسرائيلية استدارت نحو غزة والضفة بدعم ودفع أميركي – غربي – عربي لإنهاء المقاومة وبسط السيطرة الإسرائيلية وتصفية القضية الفلسطينية وفرض المشاريع في المنطقة والدخول في زمن الحكم الإسرائيلي لنصف قرن جديد؟
*لم يستطع حزب “العين لا تقاوم المخرز” الصمود أمام “طوفان التحرير” الجارف الذي لاقى آنذاك وحدة وطنية عابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب قلّ نظيرها في لبنان، ولا تشويه هذا الانتصار الوطني الكبير، لذلك ذهب إلى خطاب جديد، مختصره أن “إسرائيل” انسحبت من الجنوب بقرار منها تطبيقاً للقرارات الدولية ولاعتبارات داخلية، مرفقة بنظرية جديدة تحمل سؤالاً عن جدوى احتفاظ حزب الله بسلاحه بعد انتفاء الهدف طالما تحقق الانسحاب الإسرائيلي على الرغم من استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر!.. فكان جواب وتقدير المقاومة حينها أن “إسرائيل” لن تغفو على ضيم، وبالتالي لبنان بحاجة إلى قوة دفاعية لردع العدو لا إمكانية للدولة توفيرها.. ولذلك بدأت قيادة المقاومة الإعداد لاستراتيجية الدفاع بعد إنجاز التحرير، فجاء عدوان تموز فقدّمت المقاومة دليلاً مثبتاً على جدوى وظيفتها الدفاعية، ودليلاً على رؤية المقاومة وجدوى خياراتها بأنها قادرة على مواجهة أقوى وأعتى جيش في الشرق الأوسط وهزيمته وفرض معادلات القوة والردع عليه، ثم جاءت حرب سورية والإرهاب وحروب الفتن والتخريب الداخلية واتفاق ترسيم الحدود الاقتصادية، والعدوان على غزة والجنوب بعد “طوفان الأقصى” لتثبت حاجة لبنان والمنطقة للوظائف المتعددة للمقاومة.. فـ”زمن التحرير” لم ينتهِ فهناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر الشمالية تنتظر المقاومة لاكتمال إنجاز تحرير الـ2000، وربما لفعل هجوميّ لملاقاة المقاومة الفلسطينية بتحرير فلسطين عندما تحين لحظة الحرب الكبرى.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟

كشفت وزارة حرب الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عن وصول شحنة قنابل "MK-84" من الولايات المتحدة؛ وهي التي قرّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إرسالها، عقب تعليقها خلال العام الماضي من طرف إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن.

وتابعت الوزارة، عبر بيان، أن: "الشحنة وصلت الليلة الماضية، خلال عملية نقل مشتركة قادتها بعثة المشتريات التابعة للوزارة في الولايات المتحدة، بالتعاون مع شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي ووحدة الشحن الدولي".

وأوضحت بأن: السفينة التي تحمل تلك القنابل قد وصلت إلى ميناء أشدود، وتم تفريغ حمولتها على عشرات الشاحنات التابعة لوحدات النقل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تم نقلها إلى قواعد سلاح الجو.

وفي السياق نفسه، وصف وزير الحرب، يسرائيل كاتس، ذلك بـ"الإضافة الاستراتيجية المهمة لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي"، فيما شكر ترامب وإدارته على ما وصفه بـ"وقوفهم الحازم في صف إسرائيل" وفق تعبيره.

وعبر بيان آخر لوزارة الحرب، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسلّمت حتى الآن "أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية، نُقلت عبر 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحري"، وهو ما وصفه البيان بأنه: "أكبر جسر جوي وبحري عسكري في تاريخ إسرائيل".

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، فإن: "هذه الكميّة تُعادل ما يناهز خمس قنابل نووية، مثل التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين".


ما الذي نعرفه عن هذه القنابل؟
تُعتبر قنابل MK-84، المعروفة كذلك باسم بـBLU-117، من أبرز القنابل غير الموجّهة في الترسانة العسكرية الأميركية. حيث تزن القنبلة الواحدة منها حوالي 907 كيلوغرامات، وتُعد كذلك: الأكبر ضمن سلسلة قنابل Mark 80.

وكان الجيش الأميركي، قد بدأ في استعمال هذه القنابل خلال حرب فيتنام، لتصبح منذ ذلك الحين واحدا من العناصر الأساس في العمليات الجوية الأميركية.



أيضا، تتميز MK-84 بهيكل يوصف بـ"الانسيابي" وهو مصنوع من الفولاذ، ومُعبأة بحوالي 429 كيلوغراما من المتفجرات عالية القوة.

وعند إسقاطها، يمكن للقنبلة إحداث حفرة بقطر يصل إلى 15 مترا، وعمق يصل إلى 11 مترا. كما تستطيع اختراق ما يصل إلى ما يُناهز 38 سنتيمترا من المعدن أو حوالي 3.35 أمتار من الخرسانة المسلحة، وهو ما يجعلها كذلك فعّالة ضد كافة الأهداف المحصنة.


وتجدر الإشارة إلى أنه مع تطور التقنيات العسكرية، قد تم تزويد العديد من قنابل MK-84 بأنظمة توجيه دقيقة، ما جعلها تتحوّل إلى ذخائر موجّهة مثل GBU-10 Paveway II وGBU-31 JDAM. 

وكانت الولايات المتحدة قد علقت في أيار/  مايو الماضي شحنة قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل، إثر ما قالت آنذاك، إنه القلق من التأثير الذي يمكن أن تحدثه في غزة، خلال الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ قبل أن تستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل نحو الاحتلال الإسرائيلي في تموز/ يوليو الماضي.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأمريكية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
  • شاهد | لبنان.. المقاومة تستعصي على الاصطفاف الأمريكي الإسرائيلي
  • أمين حزب الله يهدد: المقاومة لن تتهاون مع مماطلة إسرائيل.. والرد قادم!
  • مهندس يكشف خيارات السكن التي يفضلها كريستيانو رونالدو
  • فيّاض: نرفض وندين السياسات المشبوهة التي ترضخ لإملاءات الخارج
  • إسرائيل تعاود الاغتيالات ضد قادة حزب الله الميدانيين
  • ما هي رسائل المقاومة التي ظهرت على منصة التسليم ؟
  • ما خيارات دمشق أمام توجه جيش الاحتلال لبقاء طويل الأمد في سوريا؟
  • الشرطة الإسرائيلية تطلق النار على شخص يشتبه بحمله جسما مشبوها في مدينة طمرة شمالي إسرائيل