قبل أسبوعين نشرت هنا مقالًا بعنوان “لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة”، من جملة ما تضمنه المقال كان جهود الوزيرة القطرية في العمل الإغاثي بالسودان، وقلت نصًا عن دولة السودان: “الغرب لا يراها على الخارطة، ولم يلق بالا للمرأة السودانية التي تُسلب شرفها ومالها وذويها، وتركها فريسة لصراع الجنرالات”.

على إثر ذلك، أرسل لي أحد الأشقاء السودانيين التابعين لجهات رسمية اعتراضًا على مصطلح “صراع الجنرالات”، بأنني قد جانبني الصواب في توصيف حالة الحرب، وأتبعوا هذا الاعتراض بتوصيفهم للحرب بأن طرفيها هما الدولة السودانية ومليشيات الدعم المتمردة.

وأختصر الرد على الأشقاء من خلال تلك السطور:

من المتعارف عليه أن توجهات الكاتب لا تؤخذ من سطر أو بعض سطر من كلامه، بل ينبغي تتبع كتاباته وضم بعضها إلى بعض لكي يتم معرفة توجهاته على بينة وبصيرة، فما من صاحب قلم لم يخنه لفظه، ولا يسلم كاتب من أن يُفهم كلامه على غير مراده.

فاستخدامي عبارة “صراع الجنرالات” لا تحمل المعنى الذي فهمه بعض الأشقاء من كونه صراعًا شخصيًا بين رجلين عسكريين يسعى كل منهما لتحقيق أطماعه ونفوذه من خلال ذلك الصراع، ولم يتضمن مقالي ما يفيد بأنني أضع الجانبين على قدم المساواة.

فكتاباتي حول الأزمة في السودان سواء في المواقع والصحف أو على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن هجومًا لاذعًا على قوات الدعم السريع، التي تضم المرتزقة الأفارقة، وترتكب الجرائم البشعة بحق الشعب السوداني من قتل وتهجير واغتصاب للنساء ونهب للأموال وإشاعة الفوضى.

لكنني عنيت بصراع الجنرالات، أنه صراع بين جهات عسكرية، بين البرهان الذي يقود الجيش السوداني، وبين حميدتي الذي هو شئنا أم أبينا رجل عسكري، فعلى الرغم من أنه بالأصل من خارج المؤسسة العسكرية، إلا أن مليشياته استعان بها البشير في دارفور وأضفى عليها الشرعية بتسميتها قوات الدعم السريع، وفق مرسوم رئاسي صدر في 2013م، ثم برز على المسرح السياسي، وتم تعيينه نائبا للبرهان في المجلس العسكري، ثم عضوًا في مجلس السيادة الانتقالي، فهل بعد ذلك أكون مخطئة في وصفه بأنه شخصية عسكرية؟!

فهذا ما عنيته بصراع الجنرالات، أنه صراع بين قوتين عسكريتين، فلا أرى أنه تعبير يثير هذا القدر من الحساسية حول توصيف الصراع، خاصة وأنني – كما أسلفت- أهاجم مليشيات الدعم السريع التي تعيث في أرض السودان فسادًا، بينما لم أتعرض بسطر واحد للجيش السوداني، باستثناء انتقادي إياه في أمور أخرى، كضعف التسليح، وضعف الأداء الإعلامي والدبلوماسي الحكومي، مقابل التحركات السياسية والدبلوماسية التي يقوم بها حميدتي باتجاه الدول الإفريقية لدعم موقفه.

وعند حديثي عن المقاومة الشعبية التي نشأت لحماية الشعب من بطش قوات الدعم، أكدت على ضرورة أن يستثمر الجيش السوداني هذا الحديث بالرعاية الكاملة للمقاومة والإشراف على تسليحها، بحيث تكون لديه قاعدة بيانات بالأسماء وقطع الأسلحة، وتوعية القبائل والأهالي بأنها حالة خاصة اضطرارية، وأن مصلحة الدولة تحتم تسليم السلاح بعد انتهاء الحرب وتوثيق هذا الاتفاق مع القبائل، منعًا للفوضى.

وحتى أكون صادقة، أنا بالأساس ضد حكم العسكر في أي دولة، لكن في الحالة السودانية أنظر بشكل شخصي إلى الجيش السوداني على أنه يمثل الدولة حاليا ضد أخطار قوات الدعم الممولة خارجيًا، وأن هذه الحكومة هي التي يعول عليها في تحقيق طموحات الشعب في الانتقال إلى حكم مدني، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

إحسان الفقيه – الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم صراع ا

إقرأ أيضاً:

???? بنك “زراعات كاتيليم” التركي في السودان .. ما القصة؟

فرع في مقديشو وفرع جديد في بورتسودان..
بنك “زراعات كاتيليم” التركي في بورتسودان.. ما القصة؟
▪️ “زراعات كاتيليم ويُرمز ليهو اختصارا بـZKB هو بنك مشارك في تركيا..تم تاسيسه وفق ما هو متاح من معلومات في 12 مايو 2015 وهو مملوك بالكامل للخزانة التركية وعضو في مجموعة زراعات المالية البتمتلك أكبر بنك في تركيا “بنك زراعات” من حيث عدد الفروع وإجمالي الأصول.

▪️البنك ده في اكتوبر من العام الماضي 2023م تم افتتاح فرعه في العاصمة الصومالية مقديشو وبقى أول بنك دولي يعمل هناك من أكثر من خمسة عقود.

▪️ وقتها ذكر البنك المركزي الصومالي عقب الافتتاح الرسمي والتشغيل لبنك زراعات كاتيليم- فرع الصومال في 29 أكتوبر 2023 انه ده حيعزز الفرص الاقتصادية والتجارة بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وشركائها في التجارة بما في ذلك الجمهورية التركية.

▪️امس اعلن سفير تركيا لدى السودان فاتح يلدز انه سجل زيارة لبنك السودان المركزي لفتح فرع لنفس البنك.. بنك “زراعات كاتليم- ZKB” في مدينة بورتسودان… وانه اتوصل معاهم لتفاهمات نهائية لافتتاح فرع البنك.
▪️ بامكانك الان المقارنة لمعرفة استراتيجية تركيا في المنطقة.

▪️ في الصومال بدات بمصالحة وتوقيع اتفاقية خلال الشهر ده بين اثيوبيا والصومال وواضح انها ما حتصمد طويلا جراء الاحتكاكات العسكرية الجرت بين الطرفين قبل يومين..سبقها افتتاح مصرف “زراعات كاتيليم” في الصومال.. تلتها مبادرة للتوسط بين السودان والامارات واعقبها الان مباشرة افتتاح فرع لذات البنك الذي تم افتتاحه في “مقديشو” في “بورتسودان”.. البنك البمتلك الصندوق السيادي التركي المعروف باسم “تي دبليو إف” كل أسهمه “.
▪️ هل تلحظ الدور التركي في السودان؟ والتمدد في عموم افريقيا؟
#السودان_تركيا
#اخبار_السودان

#طلال_مدثر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تصاعد وتيرة المعارك على ثلاثة محاور رئيسية في السودان
  • السودان: حكومات الحرب الموازية
  • الكويت تواجه قطر في صراع حسم التأهل لنصف نهائي “خليجي 26”
  • شاهد بالصور.. حسناء الفن السوداني “مونيكا” تبهر المتابعين بإطلالة ملفتة في جلسة “الجبنة”
  • ???? بنك “زراعات كاتيليم” التركي في السودان .. ما القصة؟
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق أجنبي يقاتلون مع الدعم السريع
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»