الجزيرة:
2025-01-24@06:39:29 GMT

فايز قوصرة.. مؤرخ إدلب الذي مات عاملا في دكان

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

فايز قوصرة.. مؤرخ إدلب الذي مات عاملا في دكان

فايز قوصرة باحث ومؤرخ سوري وُلِد عام 1945، حصل على شهادتين جامعيتين في الآداب والفلسفة، اهتم بتاريخ محافظة إدلب ودرس آثارها وأرّخ لها حتى أُطلق عليه لقب "مؤرخ إدلب"، ألَّف أكثر من 30 كتابا في التاريخ وعلم الآثار، وسافر إلى بلاد عديدة لزيارة مكاتبها ومتاحفها، توفي عام 2024 بعد صراع مع المرض.

المولد والنشأة

وُلِد فايز قوصرة عام 1945 في مدينة إدلب، نشأ على القراءة والاهتمام بالآثار والتاريخ متأثرا بجد أمه المؤرخ محمد راغب الطباخ، صاحب كتاب "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء"، فساعده اهتمام العائلة بالثقافة والعلم في المضي قدما بمجال التاريخ والبحث عن الآثار.

منذ كان طالبا دأب على زيارة المركز الثقافي في إدلب، والذي ترك أثرا بالغا في حياته، وأسهم في تأسيس مكتبته.

أُطلق عليه لقب "مؤرخ إدلب" نظرا للجهد الثقافي الكبير الذي بذله في تأريخ آثار المدينة، ودراسة معالمها.

عاش في رومانيا فترة من عمره، وتزوج خلالها من فتاة رومانية ثم توفيت، وعاد هو إلى سوريا بسبب حبه لبلاده، وفق وصفه.

فايز قوصرة أُطلق عليه لقب "مؤرخ إدلب" نظرا للجهد الثقافي الكبير الذي بذله في تأريخ آثار المدينة (صفحته على فيسبوك) الدراسة والتكوين العلمي

درس المرحلة الإعدادية والثانوية في مدينة إدلب، وأكمل تعليمه الجامعي في العاصمة السورية دمشق، وتخرج فيها من كلية الآداب، ثم حصل على إجازة أخرى في الدراسات الفلسفية والاجتماعية.

التجربة الثقافية

التحق بالمركز الثقافي في إدلب عام 1960 منذ تأسيسه، وعمل مراسلا لمجلة الخمائل الحمصية ونشر فيها أول مقالاته عام 1962، كما عمل مراسلا لعدد من الصحف والمجلات.

أسس صحيفة "إدلب الخضراء" وعمل مدير تحرير فيها عام 1986، كما عمل كاتبا ومحررا في مجلة "سنابل" الليبية عام 1990، وكذلك محاضرا في قسم الآثار بجامعة حلب.

اهتم بمحافظته إدلب، وبذل في سبيلها جهدا بحثيا وتأريخيا، وكان هدفه إثبات عراقة حضارة سوريا، فرافق بعثات الآثار الأجنبية، وتعلّم منها، وكتب عن هذه البعثات كتاب "الرحالة إلى إدلب"، الذي صدر في جزأين.

سافر قوصرة إلى أوروبا على نحو كبير، وزار مكتبات إسطنبول القديمة، وحصل على وثائق تعود إلى فترة الدولة العثمانية، وأدى كل ذلك إلى إثراء تجربته الثقافية وزيادة رصيده المعرفي، واعتمد خلال تأريخه ودراسته على جهده البحثي الفكري، وعلى زياراته الميدانية الدائمة للأماكن.

بذل جهدا كبيرا لتأسيس متحف في محافظة إدلب، إلى أن كُلل سعيه بالنجاح وأقيم المتحف، وأصبح فايز عضوا في اللجنة الدولية فيه.

وقد عانى قوصرة خلال فترة عمله وتأريخه من تهميش الحكومة السورية، كما عانى من التهميش في سنوات ما بعد الثورة السورية، لا سيما أن إدلب أصبحت مأوى للاجئين والمهجرين قسرا، ويستهدفها النظام السوري على نحو دائم، كما تحكمها سلطات الحكم الذاتي.

وقد أبدى أسفه في لقاء تلفزيوني لأنه يحتفظ بوثائق ثمينة في منزله، وقد بدأ بعضها يتعرض للتلف بسبب القوارض، ولم يهتمّ أحد لهذه الوثائق، فمن وجهة نظره "وجب حفظ هذه الوثائق في متحف يعتني بها".

كل ذلك أدى إلى اضطرار قوصرة إلى العمل في دكان بسيط بهدف تأمين لقمة عيشه، ويقول عن ذلك في لقاء تلفزيوني "العلم لا يطعم خبزا"، ويتأسف على نهايته ويصفها بأنها "مؤلمة، وتذكره بمؤرخ حلب خير الدين أسدي".

كتبه ومؤلفاته

ترك قوصرة أكثر من 30 كتابا في التاريخ والآثار، نشر منها 23 كتابا، ويحكي قوصرة عن كتبه في أحد اللقاءات قائلا "أتوقع بعد وفاتي أن تهتم إحدى المؤسسات الأجنبية بكتبي وتطبعها طباعة فاخرة وبجودة عالية"، ومن كتبه المطبوعة:

"الرحالة في محافظة إدلب" وهو أول كتبه، صدر أول جزء منه عام 1986، وصدر الثاني عام 1988. "من إيبلا إلى إدلب"، وهو مجلد يضم أكثر من 140 وثيقة وصورة، في 422 صفحة. "عرب على عرش روما"، وهو كتاب قصصي يحكي فيه قصص أمراء عرب حكموا مدينة روما. "أنطاكية العاصي"، كتاب يحكي عن آثار أنطاكيا ونهر العاصي. "إدلب البلدة المنسية"، وهو كتاب يحكي عن المدينة وتاريخها وآثارها. وفاته

تُوفي فايز يوم الخميس 23 مايو/أيار 2024 في مدينة إدلب السورية، عن عمر ناهز 79 عاما، بعد صراع طويل مع مراض أصابه بداية شهر مايو/أيار من السنة ذاتها، دخل بسببه في غيبوبة إلى حين وفاته، ودفن في المدينة ذاتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية تسلّط الضوء على التنوع الثقافي وتعزيز الحوار الحضاري

شهد متنزه النسيم ضمن فعاليات ليالي مسقط جلسة حوارية بعنوان «التنوع الثقافي وتعزيز الحوار بين الحضارات»، شاركت فيها الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية، باحثة وكاتبة في التاريخ العُماني، وأدار الجلسة الإعلامي راشد السعدي، حيث جاءت هذه الجلسة لتبرز التجربة العُمانية الرائدة في التنوع الثقافي ودوره في بناء جسور الحوار الحضاري بين الأمم، وذلك بهدف تعريف الشباب العُماني بأهمية مبدأ التنوع الثقافي وأثره في بناء جسور التفاهم بين الشعوب، مستعرضةً التاريخ العُماني في التعامل مع التنوع الثقافي وعلاقاته الحضارية الممتدة، لا سيما مع شرق إفريقيا التي فرضتها ظروف الجغرافيا الطبيعية، وأطرتها الظروف السياسية، والمصالح الاقتصادية، وهي علاقة ذات أبعاد حضارية وإنسانية واقتصادية واجتماعية وثقافية منذ العصور القديمة.

كما تناولت الباحثة في الجلسة عددًا من المحاور تمثلت في الحديث عن عُمان وعلاقاتها الحضارية الممتدة منذ القدم مع حضارات وشعوب العالم وتأثيرها الفاعل كـ«قوة ناعمة» أثرت وتأثرت بها عبر تاريخها الموغل في القدم، ومناقشة أثر التجارة والملاحة البحرية في بناء جسور الحوار الثقافي بين عُمان وشرق إفريقيا وذلك لما تميز به العمانيون في مجال الملاحة البحرية وذلك بمساعدة عوامل متعددة فكانت منطقة شرق إفريقيا ملاذًا للعديد من الهجرات المتعاقبة، والاستقرار والاقتصادي والسياسي والثقافي.

وتطرقت الباحثة إلى مساهمة العلاقات التاريخية بين عُمان وشرق إفريقيا في تعزيز التنوع الثقافي المشترك التي بدأت منذ عصور ما قبل الميلاد في شكل علاقات تجارية واستمرت بعد ظهور الإسلام بشكل أكثر فعالية واستمرارية وتأثير، مشيرةً إلى أنه من الصعوبة أن نحدد زمنيًا بداية العلاقات التاريخية بين عُمان وشرق إفريقيا لكن الشواهد والدلائل الأثرية تؤكد على قدم هذه العلاقة، ولعل أبرز ما يميز الوجود العربي في شرق إفريقيا قيام المدن الإسلامية، بالإضافة إلى كثرة عدد المهاجرين العرب، واستقرارهم على ساحل شرق إفريقيا، وخصوصًا عرب عُمان.

وأوضحت الباحثة أبرز مظاهر التأثير العُماني في الثقافة الشرقية الإفريقية والعكس وهي مؤثرات كثيرة في مختلف النواحي منها الحضارية والدينية والسياسية والاجتماعية والعمرانية والثقافية والفكرية، فمع تكوين الإمبراطورية العمانية الآسيو-إفريقية ذات الطابع الخاص المشترك، والتي مثّلت تفردًا عجيبًا قلّ أن يتكرر في تاريخ الأمم لكونها أصدق دليل على التأثير والتأثر، وهذا من سمات الحضارة العُمانية والعُمانيين أينما حطوا رحالهم.

وأشارت الباحثة إلى مسألة التراث الفكري سواء كان نثريًا أو شعريًا، فالعُمانيون لهم تراث كبير جدًا في شرق إفريقيا باللغة العربية وأغلب وأقدم المخطوطات التي تخص دول شرق إفريقيا أقدمها كتبت بالحرف العربي ك ولو أنها استبدلت في فترة لاحقة بدايتها 1920 بالحرف اللاتيني أو بالإنجليزية بمعنى آخر، ولكن أغلب وأقدم مخطوطات شرق إفريقيا كتبت بالحرف العربي، مثل مخطوطة لامو وكلوه وغيرها، ولو بحثنا عن أقدم الدواوين والكتب النثرية سنجدها مكتوبة بالحرف العربي وهذا تراث مغفول عنه، كما أن لدينا شعراء ومن أبرزهم أبو مسلم البهلاني شاعر العلماء وعالم الشعراء وهو وأكثر من أجاد السواحلية شعرا عندما دمج السواحلية مع العربية، وهناك في المقابل سواحيلي كتب بالحرف العربي قصائد شعرًا ونثرًا، وعندنا هناك كتّاب عُمانيون مؤثرون أمثال الشيخ صالح الفارسي وأخوه شعبان الفارسي، وكانت له حلقة إذاعية أسبوعية تبث في زنجبار بالسواحلية، كما أوضحت الباحثة أن الصحف العُمانية بدأت من المهجر الإفريقي، متسائلة عن كم عدد الصحف التي صدرت هناك والتي كتبت بالعربية والسواحلية وبالإنجليزية، فلا بد أن ندرّس الجيل الحالي هذا التاريخ ولا بد أن يتعرف على هؤلاء، وذلك تأكيدًا على الأدوار التي لعبتها اللغة والثقافة في ترسيخ العلاقات الحضارية بين عُمان وشرق إفريقيا ودور العُمانيين في انتشار اللغة العربية وآدابها في المنطقة.

كمت أشارت الباحثة إلى تلك الجهود المبذولة لتعزيز الحوار الثقافي بين عُمان وشرقي إفريقيا في الوقت الراهن سواء كانت خطوات فعلية ملموسة أو من خلال عقد الاتفاقيات المشتركة ومذكرات التفاهم في المجال الثقافي، ومنها ترميم قصر بيت العجائب، وافتتاح المعرض المتحفي الدائم للوثائق والمحفوظات والمقتنيات العُمانية في «لامو» الكينية.

وأوصت الدكتورة هدى الزدجالية إلى العمل على موسوعة عُمان وشرق إفريقيا بإشراف فريق بحثي مختص، وتخصيص مركز متخصص لدراسة العلاقات العُمانية مع شرق إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • «صالون الشارقة الثقافي» يناقش رواية «رسائل عشاق»
  • سوريا .. قرار عاجل بإلغاء أفرع الأمن السياسي
  • كتّاب من 9 دول في انطلاق "صالون صفصافة الثقافي"
  • جلسة حوارية تسلّط الضوء على التنوع الثقافي وتعزيز الحوار الحضاري
  • الدفاع السورية تلوح باستخدام القوة ضد قسد
  • قتلا عاملا.. جنايات سوهاج تعاقب عاملين بالإعدام شنقا
  • وزارة البريد توظف 476 عاملا وانطلاق التسجيلات السبت المقبل
  • ( مبيت ).. اليوم محاكمة لاعب كرة قدم دهس عاملا بالجيزة
  • سفير تركيا لدى المملكة يطلع على المقتنيات والمخطوطات النادرة في حي حراء الثقافي
  • تركيا.. نائب أردوغان يزور 5 مدن سورية