في الوقت الذي صدرت فيه مواقف إسرائيلية متلاحقة برفض قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باعتباره مجرم حرب، فإن ذات الأصوات تطالب بأن يحاكم بتهمة الإهمال الجنائي داخل الدولة، بسبب تفضيل شؤونه الشخصية على مصالحها، على أن تتم هذه المحاكمة من قبل النظام القانوني الإسرائيلي، لأنه دمر الجهاز القضائي عمدا، وارتكاب جنايات فساد وفضح نفسه بسبب إدارته الأنانية للحكم.



وأكد الكاتب الإسرائيلي، مايكل فريانت، في مقال نشره عبر موقع "زمن إسرائيل"  وترجمته "عربي21" أنه "أمام كل ذلك، فإن الدولة بحاجة إلى قيادة جديدة على مستوى دافيد بن غوريون ومناحيم بيغن وإسحق رابين، لأنهم فضلوا مصلحة الدولة على حساب خسارتهم، ولم يسعوا لتحصيل المتع الشخصية والعائلية التي تمنحها لهم مناصبهم، مما يتطلب إعادة ضبط الإرادة الحالية للدولة التي قادتها لما يصفه الإسرائيليون بـ"السبت الأسود"، ورغم مرور كل هذه الشهور الطويلة على ذلك اليوم، لكنها ترفض تحمل المسؤولية، أو الاعتراف بها، مما يشير إلى سلوك متواطئ، وتركيز فقط على المصالح الانتخابية، ومزيد من الأنانية، والنظر الدائم الى استطلاعات الرأي".

وأضاف فريانت، مؤلف كتاب "من بن غوريون إلى نتنياهو"، وعضو جمعية الصحفيين في تل أبيب، أن "الأمر لا يقتصر على بنيامين نتنياهو والمحيطين به، بل يطال أيضا بيني غانتس، الذي يتجلى يوما بعد يوم كشخصية ضعيفة، ويفتقر للقدرة القيادية، ومستعد لتغيير الاتجاه وفقا لرياح اللحظة الراهنة، وجهات نظره ليست واضحة، ويواصل نتنياهو إذلاله مرة بعد أخرى، ويضعه في نقطة ضعفه".

وأوضح أنه "بعيدا عن فشله السياسي، يفتقر غانتس للرؤية والأيديولوجية، وفيما يعتبره البعض يمينياً، فهناك من يعلق عليه آمال يسار الوسط، وفي النهاية فإننا نرى الشريكين نتنياهو وغانتس يطلقان شعارات واضحة ومتناقضة، وبالتالي فإن رفض انسحابه الفوري من حكومة نتنياهو، وإمعانه في منحه ثلاثة أسابيع، يعني أن الأخير سيجد وقتا كافيا ليجد تمرينا يضحك فيه على غانتس مرة أخرى".

وأشار أن "الأمر يصل يوآف غالانت عضو الليكود الوحيد الذي تجرأ على تحدي نتنياهو، وخرج بشجاعة كبيرة، لكنه بصفته وزير الحرب فهو يقودها كالروبوت الذي بقي نظامه الحاسوبي كما كان عند تطويره، ومؤخرا، حين تحدى نتنياهو مرة أخرى، لكنه سيكون أمام اختبار لقيادته بقدرته على التحمّل، وتصميمه على إحداث ثورة في الليكود، وإقناع آخرين باتباعه تمهيدا لطرد نتنياهو على الفور من السلطة، وإلا فإن تصريحاته ستبقى خاملة، وستظل شخصيته محل شك".

وأوضح أن "الآونة الأخيرة شهدت ظهور مزيد من الشخصيات الجديدة التي قد تحل محل القيادة الحالية، ومنهم يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، صحيح أنه خدم أمن الدولة، لكن يبدو أن روح نتنياهو قد عادت إليه من خلال سلوك الغطرسة والطغيان، والنزعة الطفلية، وكذلك نفتالي بينيت الرئيس السابق للحكومة، الذي منع حكومة التغيير من سن قانون يمنع مواطناً متهماً بجرائم من تولي منصب رئيس الوزراء، لأسباب حزبية وأنانية فضّلها على مصلحة الدولة، حتى أن غدعون ساعر، الذي يقدم نفسه بديلا فإنه متخم بالمكائد وغريزة البقاء، ومع ذلك فقد اجتمع الثلاثة، وتعاونوا، ودعموا بشكل فردي فكرة نتنياهو ومنهجه في الحكم".

وأشار أن "قادة جدد سيخرجون من الاحتجاجات علا أداء الحكومة في الحرب، خاصة من أهالي المختطفين، والمنظمات التي تقدمت مباشرة بعد اندلاع حرب غزة، ليس من الممكن حتى الآن تسمية أسماء، لكن التاريخ يثبت أن مثل هذه الأحداث الحازمة والحاسمة، وغير المسبوقة في نوعيتها ونطاقها، كما نشهدها اليوم، تنتهي إلى ظهور جيل جديد من القادة، وفي هذه الأثناء، يمكننا تسمية ثلاث شخصيات يبدون جديرين لمثل هذه القيادة المستقبلية".

ورصد الكاتب شخصية "الجنرال يائير غولان، نائب رئيس الأركان السابق، لديه آراء واضحة، حتى عندما لا تتطابق مع عقلية أغلبية الناخبين في الوقت الحقيقي، فنزل إلى الميدان، وأنقذ العديد من المستوطنين خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر، مجازفاً بنفسه، وهناك تسيبي ليفني رئيسة الحكومة ووزير الخارجية السابقة، التي تتمتع بخبرة واسعة في السياسة الخارجية، وتعاملت مع القضية الفلسطينية التي تتطلب اليوم اتخاذ قرار بشأنها، وأثبتت قيادتها في موقف حازم ومتشدد، ولم تستسلم لابتزاز اليهود المتدينين حتى على حساب فقدان السلطة".

وأضاف أن "هناك شخصية الجنرال غادي آيزنكوت قائد الجيش السابق، فرغم انضمامه لحكومة نتنياهو، ومواصلة دعم موقفه، فإنه يبدو مطالبا بترك الحكومة وشراكته مع غانتس على الفور، ويقتحم الساحة السياسية، وهو بعكس غانتس لا يصدر تصريحات فارغة، بل إنه معروف بمواقفه التي تعطي الأولوية لعودة المختطفين، وإيجاد تسوية مع الفلسطينيين".

الخلاصة من هذا السرد الإسرائيلي للقيادات الفاشلة، وتلك المأمول أن تحلّ محلها، أن أول ما قد تحققه الشخصيات الجديدة من نجاحات، في حال اجتمعت معًا في الانتخابات المقبلة، أن يخلي نتنياهو وجميع أتباعه الساحة السياسية فوراً، والتأكيد صراحة على محاكمة جميع أعضاء الائتلاف الذين دعموا نتنياهو، والتحرك بسرعة قصوى لإعادة المختطفين لذويهم، وعودة النازحين لمنازلهم في غلاف غزة والشمال، وهي خطوات ليس مضمون تنفيذها في ضوء تعقيد الساحة السياسية والحزبية الإسرائيلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيلية نتنياهو إسرائيل نتنياهو الجنائية الدولية قضايا الفساد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • تعرف على رئيس الشاباك رونين بار الذي أقاله نتنياهو
  • نتنياهو يقرر إقالة رئيس الشاباك والشرطة تحقق مع رئيسه السابق
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيتقدم للحكومة بمقترح لإقالة رئيس الشاباك
  • مكتب نتنياهو: وفد إسرائيلي في القاهرة لبحث ملف الرهائن
  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • على الخريطة.. ما الذي يريده نتنياهو في جنوب سوريا
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • تعليق إسرائيلي عاجل على الغارات التي استهدفت صنعاء قبل قليل
  • التسامح.. نهج رسخته أصالة قيادة الإمارات وتماسك شعبها
  • بالفيديو.. تسلّيم وتسلم في قيادة المديريّة العامّة لأمن الدولة