نيويورك تايمز: العدل الدولية تعمق عزلة إسرائيل المتزايدة
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السباق إيهود باراك حذر عام 2011، من "تسونامي دبلوماسي سياسي" من الانتقادات قد يواجه إسرائيل إذا لم يتم حل صراعها مع الفلسطينيين، واليوم يرى محللو السياسة الخارجية الإسرائيلية، أن هذا التسونامي يبدو أقرب من أي وقت مضى.
وأوضحت الصحيفة في تقرير كتبه مراسلها باتريك كينغسلي من القدس أن أمر محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بتعليق حملتها العسكرية في رفح، يضاف إلى قائمة متزايدة من التحركات الدبلوماسية والقانونية التي تقوض مكانة إسرائيل الدولية.
وجاء هذا الحكم بعد أيام قليلة من دعوة المدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية، وهي محكمة دولية أخرى، إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، في خطوة حظيت بدعم بعض شركاء إسرائيل القدماء مثل فرنسا.
ويأتي هذا الأمر أيضا في نفس الأسبوع الذي اتخذت فيه 3 دول أوروبية خطوة منسقة للاعتراف بفلسطين كدولة، وعقب احتجاجات واسعة النطاق في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة ضد الحملة الإسرائيلية في غزة، وبعد القرارات التي اتخذتها تركيا بتعليق التجارة مع إسرائيل، وقرارات بيليز وبوليفيا وكولومبيا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
ضغط هائلوقال ألون بينكاس، القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك إن "هذه ليست مستويات العزلة في كوريا الشمالية ولا بيلاروسيا وميانمار ولكنها عزلة. إنها تخلق شعورا هائلا بالضغط".
ومع أن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية قد لا تكون لها آثار عملية فورية، فإن هذه التحركات ضد إسرائيل مجتمعة، لا تظهر فقط-انحسار سمعة إسرائيل الدولية، بل أيضا تضاؤل النفوذ الأميركي -كما يقول سفير إسرائيل السابق في واشنطن إيتامار رابينوفيتش.
وقال رابينوفيتش إن "هناك تغييرا في قواعد السياسة الدولية. إن بقية العالم في طريقها نحو تجاوز الولايات المتحدة. وكأنها تقول لواشنطن لا يمكننا أن نهزمكم في الأمم المتحدة ولكن لدينا الآن محكمتان دوليتان وسنتحول إلى هذين المكانين اللذين لا سيطرة لكم عليهما".
أكثر انتقادا
وعلى هذه الخلفية -كما يقول الكاتب- تبنت الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء إسرائيل مثل ألمانيا، لهجة أكثر انتقادا للحكومة الإسرائيلية، حتى وهم يحاولون الدفاع عنها ضد الإدانات الأجنبية.
وقد أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن في الأشهر الأخيرة عن قلقه المتزايد بشأن الهجوم المضاد الذي تشنه إسرائيل على غزة، واصفا إستراتيجيتها "بالخطأ" وبعض تصرفاتها "بالفاحشة"، وأوقف شحنة من القنابل كانت موجهة إليها.
كما تغير موقف ألمانيا بشكل طفيف أيضا، ولكن إسرائيل تشعر مع ذلك، بأنها قادرة على مواصلة الحرب ما دامت الولايات المتحدة تقدم معظم مساعداتها المالية والعسكرية، بعد أن صوت الكونغرس لصالح تزويدها بمساعدات عسكرية جديدة بقيمة 15 مليار دولار.
عزلة متزايدةأما داخل إسرائيل، فيقول المحللون إن هذه التحركات يمكن أن تعزز موقف نتنياهو، إذ دفعت قرارات المحكمة وزراء منتقدين لقيادته إلى توحيد الصفوف من جديد، وقال بينكاس إن توبيخ الحكومات والمؤسسات الأجنبية يوفر لنتنياهو فرصة لتقديم نفسه كمدافع عن إسرائيل وتعزز دعمه المحلي المتراجع.
وانتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد حكم المحكمة وقال إن "إسرائيل هي التي تعرضت لهجوم وحشي واضطرت للدفاع عن نفسها ضد منظمة إرهابية مروعة"، لكنه قال أيضا إنه كان من الممكن تجنب الحكم لو أن "حكومة عاقلة ومهنية منعت تصريحات الوزراء المجنونة، وأوقفت المجرمين الذين أحرقوا شاحنات المساعدات، وقامت بعمل سياسي هادئ وفعال".
وعرج باتريك كينغسلي قبل ختام تقريره على عزلة إسرائيل المتزايدة في العالمين الثقافي والأكاديمي، ففي الأشهر الأخيرة أعلنت جامعات في دول من بينها أيرلندا وهولندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا أنها قطعت علاقاتها مع نظيراتها الإسرائيلية أو تفكر في القيام بذلك.
ووقع آلاف الفنانين رسالة مفتوحة في شهر فبراير/شباط يطالبون فيها منظمي بينالي البندقية، أحد أهم المهرجانات الفنية في العالم، بمنع إسرائيل من المشاركة في تجمع هذا العام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
“نيويورك تايمز”: مسؤول في الـCIA متهم بتسريب وثائق سرية للغاية حول خطط إسرائيل لضرب إيران
#سواليف
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مصادر، بأنه تم توجيه #اتهامات إلى مسؤول في وكالة #الاستخبارات_المركزية_الأمريكية بالكشف عن #وثائق_سرية تظهر على ما يبدو #خطط_إسرائيل للرد على #إيران.
وحسب ما نقلت “نيويورك تايمز” عن وثائق المحكمة ومصادر مطلعة على الأمر، وجهت اتهامات إلى مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بالكشف عن وثائق سرية يبدو أنها تظهر خطط إسرائيل للرد على إيران، بسبب الهجوم الصاروخي الذي استهدفها في وقت سابق من هذا العام.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الاتهامات وجهت إلى المسؤول، عاصف رحمن، الأسبوع الماضي في محكمة فيدرالية في فرجينيا بتهمتين تتعلقان بالاحتفاظ المتعمد ونقل معلومات عن الدفاع الوطني.
مقالات ذات صلة وسائل إعلام أمريكية: ماسك يتصرف وكأنه شريك ترامب في رئاسة الولايات المتحدة 2024/11/14وفقا للصحيفة، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي رحمن يوم الثلاثاء في كمبوديا وأحضره إلى محكمة فيدرالية في غوام لمواجهة الاتهامات.
وأشار التقرير إلى أنه تم إعداد الوثائق من قبل وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية، التي تحلل الصور والمعلومات التي تم جمعها بواسطة أقمار التجسس الأمريكية، وهي تقوم بأعمال لدعم العمليات السرية والعسكرية.
وكان من المقرر أن يظهر رحمن، الذي عمل في الخارج لصالح وكالة الاستخبارات المركزية، في غوام يوم الخميس.
وورد في تقرير “نيويورك تايمز”، أن المعلومات الموجودة في الوثائق سرية للغاية وتوضح تفسيرات مفصلة لصور الأقمار الصناعية التي تلقي الضوء على ضربة محتملة من قبل إسرائيل على إيران. وقد بدئ في تداول هذه الصور الشهر الماضي على تطبيق “تلغرام”. وصرح مسؤولون أمريكيون في وقت سابق بأنهم لا يعرفون من أين تم أخذ هذه الوثائق، وأنهم يبحثون عن المصدر الأصلي للتسريب.
وأفادت وثائق المحكمة بأن عاصف رحمن كان يحمل تصريحا أمنيا سريا للغاية يتيح له الوصول إلى معلومات حساسة، وهو أمر معتاد بالنسبة للعديد من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الذين يتعاملون مع مواد سرية.
وقد رفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على خبر الصحيفة.
من جهته، أقر مكتب التحقيقات الفيدرالي الشهر الماضي بأنه يحقق في التسريب، قائلا إنه “يعمل عن كثب مع شركائنا في وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات”.
ويتولى المكتب التحقيق في انتهاكات قانون التجسس، الذي يحظر الاحتفاظ غير المصرح به بالمعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني والتي قد تضر بالولايات المتحدة أو تساعد “عدوا أجنبيا”.
وقد نفذت إسرائيل الشهر الماضي أولى الضربات التي اعترفت بها رسميا في إيران، مستهدفة “منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية أخرى كانت تهدف لتقييد حرية العمل الجوي الإسرائيلي في إيران”.
يأتي ذلك بينما توعدت إيران بالرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، مؤكدة أنه سيكون أوسع من عملية “الوعد الصادق” التي شنتها إيران في الأول من أكتوبر ضد أهداف إسرائيلية، وبمشاركة “قوى المقاومة”.