ما هو الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
أعلنت لجنة الانتخابات في إيران أن تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية سيبدأ يوم الخميس المقبل، على ما نقلت وكالة تسنيم للأبناء.
وقالت الوكالة إنه كان من المقرر إجراء انتخابات الدورة الرئاسية الرابعة عشرة في يونيو عام 2025، وذلك بعد انتهاء فترة الأربع سنوات للحكومة الثالثة عشرة التي أجريت في وقت سابق، لكن بسبب ما الحدث الذي أودى بحياة الرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، تقرر إقامة الانتخابات قبل الموعد المقرر.
وقام المرشد الإيراني علي خامنئي، الاثنين الماضي، بتعيين محمد مخبر رئيسا للبلاد استناداً إلى الدستور الإيراني.
وبحسب ما أعلنه مقر الانتخابات في البلاد، وبالتنسيق مع مجلس صيانة الدستور، فقد تم الانتهاء من الجدول الزمني للانتخابات وستكون فترة تسجيل المرشحين من 30 مايو إلى 3 يونيو ولمدة 5 أيام.
ومن ثم سيقوم مجلس صيانة الدستور بمراجعة مؤهلات المسجلين في الفترة من 4 إلى 10 يونيو، وفي 11 يونيو سيتم نشر أسماء المرشحين للانتخابات الحكومية الرابعة عشرة.
وبحسب المتحدث باسم مقر الانتخابات، فإن الموعد النهائي لإعلان المرشحين هو من 12 إلى 26 يونيو، على أن يتم التصويت لانتخاب الرئيس التاسع لإيران في 28 يوليو المقبل.
وأعلن مقر الانتخابات استعداده لإجراء التصويت الإلكتروني في عدة مناطق، بما في ذلك مدينة طهران وبعض المدن الكبرى الأخرى، لكن هذا الأمر يخضع لموافقة مجلس صيانة الدستور الذي لم يتخذ قرارا نهائيا بعد.
وستبدأ الحكومة الرابعة عشرة عملها اعتباراً من يوليو 2024 وتستمر حتى عام 2028.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إبراهيم رئيسي المرشد الإيراني علي خامنئي محمد مخبر مجلس صيانة الدستور طهران رئيسي مقتل رئيسي وفاة رئيسي مصرع رئيسي الانتخابات الإيرانية إبراهيم رئيسي المرشد الإيراني علي خامنئي محمد مخبر مجلس صيانة الدستور طهران أخبار إيران
إقرأ أيضاً:
«نجار الكلمات» و«حقيبة عسكر».. اتّكاء على الانقطاع الزمني
العُمانية: الراصد لأعمال الكاتب العُماني يوسف الكندي يجد ما تم العمل عليه لبناء السرد في نتاجه القصصي بصورة عالية، مستخدمًا تقنيات تتمثل في الانقطاع الزمني، والاشتغال على المقاطع المقتضبة، والمفارقة الفجة، والتقليل من ديكور الوصف.
وبحسب تعبير «الكندي» فإن تلك التقنيات لم تأتِ لتفسح الطريق لذهن القارئ وتجعله يتوجّه إلى الحدث، بل على العكس تمامًا، إنها تضيّق التفاعل مع نتاج الكتاب فيضطر إلى محاولة إعادة التموضع في نطاق المحاولة مرارًا وتكرارًا. ويقول: إنها خارطة نصية شائكة لا تكتمل بياناتها ولا تحافظ على مظهرها سوى أن تكون عدة القارئ مكتملة أو هكذا يراد منه؛ لأنه في النهاية سيعود إلى «حافة النسيان مرارًا وتكرارًا»، هذا لأن «القصص لا تفهم عاداتنا في النسيان» كما في النص الختامي للمجموعة.
في إصداره القصصي (نجّار الكلمات) الذي يضم أكثر من 50 نصًّا قصيرًا، يأتي الكاتب «الكندي» من خلال تلك النصوص ليفتح شبّاك القول ليتحدث عن الإنسان ومكابداته في المكان والتاريخ والزمن، فهي تكشف ومن خلال صياغتها الخاطفة والمكثّفة عن أعماق الذات الإنسانية، وتحتشد بالتساؤلات عن أفق الحياة والوجود.
يستخدم الكاتب لغة رمزية توظف المفارقة والسخرية والغرائبية والألم أحيانًا، وتتوجه تلك النصوص القصص إلى سبر أغوار التجربة الإنسانية المحتدمة مع هشاشة الزمان والمكان، ويتداخل في هذا السرد الواقع مع الخيال والأحلام في محاولة لدمج المكونات المعرفية وإنتاجها في قالب سردي لافت يزعزع القناعة الداخلية الراسخة لدى القارئ، حيث تفتح له نهاية النص مشهدًا آخر لا يقوده إلى المعنى بل إلى أسئلة أخرى.
تشارك في هذه النصوص شخصيات متناقضة ومتهكمة، تظهر من جريان الواقع أو تخرج من غابة الخيال، لكنها في النهاية تقدم جانبًا من تحدي الوجود في العمق الإنساني المتواري خلف الوعي الجمعي، فنرى -مثلا - «كيف استقال الضبع» من وظيفته وهي التسبب بآلام الأذن؛ لأنه بكل بساطة لا يستطيع أن يجاري ما تنتجه الآلة الدوائية العالمية من أدوية ليس هدفها سوى التربح المالي، وكيف تورط ذلك الرجل بعد أن خرج من عزلته فوقع في مأزق الكينونة الرسمية التي لا يفلت أحد من قبضتها، وكيف تم تحميل ذلك الميت الذي خرج من قبره ذنب الكارثة التي حلّت بمساجين القلعة حين خرجوا بالموت أو مصابين بالعجز والعاهات، وغيرها من المقاربات الوجودية المتنوعة التي تخترق الزمن والمكان.
لا تبتعد تفاصيل تلك النصوص عن واقعية المكان بما يحمله من تجارب وما يقدمه من قيم وسلوك حتى إن تم استدعاء شخصيات رمزية، بل إن ذلك يساعد على تحفيز ذهن المتلقي وقطع السبيل عليه حتى لا تتكون لديه فكرة سابقة عن الشخصية وسلوكها. ولا يكتفي الكاتب هنا بتناول قضايا محلية فحسب إذ إن النصوص تنطلق أحيانًا لتسبر قضايا إنسانية تجتاح هذا العالم ولها تأثيرها المباشر فيما يعانيه الإنسان وهو يمضي في رحلته المضنية.
وفي إصداره السردي «الروائي» الآخر (حقيبة عسكر) يتحدث عن «عابد عسكر» الشخصية المحورية في الحكاية، ومحاولته البائسة في كسر الحلقة التي تلتف حول كينونته الهامشية والتي تلقيه في جبٍّ سحيق من التهميش الوجودي الصلب.
يحاول عابد عسكر أن يثبت للمكان والزمان أنه ما يزال موجودًا، رغم السنوات الطويلة التي مرّت عليه وهو يشبه جدارًا منسيًّا لا يكترث به أحد، وهذا ما يقوده في ذلك اليوم العجيب إلى أن يرتكب فعلته الحمقاء، لتمضي الأحداث بعد ذلك بكل تناقضات شخصيته الهامشية وتاريخه المهمل ليكتشف في النهاية أنه غير مؤهل حقًّا سوى للنسيان أو الموت، لكنه يرضخ لهذه القناعة الوجودية المشروعة في نظره لأن العالم في حقيقته العميقة مجموعة من المتواليات الرصينة.
يرصد الراوي في هذا العمل تلك المسافة التي تقيمها الشخصية الرئيسية بينها وبين بنية الواقع المحيط، وكيف تحاول هي الأخرى أن تحدث ذلك الاختراق من أجل أن يخرج من نمطه الخانق والثقيل، يقرر «عابد عسكر» وهو يقترب من الستين حثيثًا أن يتعامل ويتفاعل جديًّا مع عالمه الوجودي، حتى لو اضطر ذلك إلى فتح بوابة الجحيم وفق حدود معرفته وطاقته الصغيرة، لا يفوِّت «عابد» وهو يمضي في خطته المجنونة أن يشحذ نفسه بما يظنه ميزات إضافية، إنه يستعين بما يظنه ميزات ظلت مخبأة لسنوات طويلة وحان الآن استخدامها، وهذا ما جعله يتصالح مع لقبه «عسكر» بعد أن عاش حانقًا منه سنوات طويلة، وها هو الآن يستعيد كل طاقته المخبأة من أجل أن ينجز كارثته الصغيرة.
قد يعتقد قارئ هذه الرواية أنها تسير في اتجاه واحد، إلا أن مسار الحكاية يتشجر وفق منطقية وظيفية توجد عالم الشخصية وعلاقتها المتشعبة مع المكان، هذه المتتاليات يتم نسجها في بنية النص لترسم الصورة الوجودية للشخصية، «كان عابد يمقت ثلاثة أشياء في هذا العالم وهو في عمر الثامنة والخمسين: البحر، والصخرة التي فشل في دحرجتها، والذين يطيلون المكوث».