عربي21:
2025-03-10@08:48:17 GMT

مذبحة غزة والتضامن الثقافي العالمي مع فلسطين

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

في فصل آخر من فصول كتاب الدعم والتضامن العالمي الواسع مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وإدانة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، أسقط مهرجان "هاي الأدبي"، الراعي الرئيسي له بعد مقاطعة العديد من الفنانين والمثقفين له بسبب علاقات الشركة بإسرائيل وأيضا شركات الوقود الأحفوري.

وكانت المغنية شارلوت تشيرش والممثل الكوميدي نيش كومار من بين آخر من أعلنوا عن انسحابهم من المهرجان، الذي يعتبر أشهر مهرجان أدبي في بريطانيا، والذي ينضم سنويا في مدينة "هاي" في ويلز.



وقالت الرئيسة التنفيذية للمهرجان، جولي فينش، إن القرار اتخذ "في ضوء المزاعم التي أثارها النشطاء والضغوط المكثفة على الفنانين للانسحاب".

وأضافت: "أولويتنا الأولى هي لجمهورنا وفنانينا". "قبل كل شيء، يجب علينا الحفاظ على حرية مسارحنا ومساحاتنا للنقاش والمناقشة المفتوحة، حيث يمكن للجمهور سماع مجموعة من وجهات النظر."

وعلى الرغم من "تعليق" رعاية بيلي غيفورد لعام 2024، يخطط المهرجان، كما يفعل كل عام، لمراجعة جميع رعاته قبل حدث العام المقبل. ويخطط منظمو المهرجان أيضًا للقاء مجموعة Fossil Free Books (FFB) (كتب خالية من الوقود الأحفوري)، وهي المجموعة التي قادت الحملة ضد Baillie Gifford، بعد مهرجان هذا العام.

من المواقف الداعمة لفلسطين أعلن المخرجان السينمائيان المعروفان كين لوتش ومايك لي، استقالتهما من مصبيهما كراعيين لسينما “فونيكس” في لندن، احتجاجا على استقبالها لمهرجان "سيريت" السينمائي، الذي تدعمه إسرائيل.وبدأت Baillie Gifford علاقتها بمهرجان Hay في عام 2016 وكانت الراعي الرئيسي له منذ ذلك الحين. وقال متحدث باسم الشركة: "من المؤسف أن رعايتنا للمهرجان لا يمكن أن تستمر". وهذا مؤشر آخر على هذه التحولات، التي تلعب القضية الفلسطينية دورا فيها ليس في بريطانيا فقط بل في عموم الغرب.

وأعلنت الفنانة البريطانية تشيرش انسحابها، وأصدرت بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها لتقول إنها قررت مقاطعة المهرجان “تضامنا مع الشعب في فلسطين واحتجاجا على الغسل الفني والغسل الأخضر الذي يظهر في هذا المهرجان".

كما أعلن الفنان الكوميدي الشهير نيش كومار انسحابه، ونشر على حسابه على "أكس" بيان تم توقيعه لحد الآن من قبل أكثر من 700 كاتب ومتخصص في صناعة النشر داعمين لمجموعة "أف فوسيل فري بوكس"، يطالب بأن توقف الشركة استثماراتها في صناعة الوقود الأحفوري، كما طالبت شركة بيلي غيفورد بسحب استثماراتها “من الشركات التي تستفيد من الفصل العنصري والاحتلال والإبادة الجماعية الإسرائيلية”، إذ ترى أن “التضامن مع فلسطين والمناخ العدالة مرتبطة بشكل لا ينفصم".

وفي موقف آخر من المواقف الداعمة لفلسطين أعلن المخرجان السينمائيان المعروفان كين لوتش ومايك لي، استقالتهما من مصبيهما كراعيين لسينما “فونيكس” في لندن، احتجاجا على استقبالها لمهرجان "سيريت" السينمائي، الذي تدعمه إسرائيل.

وقد قدمت السينما، قبل يومين، عرضا خاصا للفيلم الوثائقي “سوبر نوفا: مذبحة مهرجان الموسيقى” عن هجوم حماس على مهرجان نوفا الموسيقى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط احتجاجات من متظاهرين متضامنين مع فلسطين. وقد تعرض هؤلاء المتظاهرين السلميين، وبحضور الشرطة البريطانية، لاستفزازات وتهجمات وشتائم عنصرية من حشد من مظاهرة مضادة قام بها أنصار إسرائيل.

ويثير مهرجان الفيلم الإسرائيلي هذا المدعوم من قبل وزارة الثقافة الإسرائيلية وسفارة إسرائيل في بريطانيا، الانتقادات منذ سنوات.

وكان المخرجان كين لوتش ومايك لي من بين 40 فنانا ومخرجا سينمائيا دعوا لمقاطعة مهرجان “سيريت” في رسالة للغارديان عام 2015.

وجاء في الرسالة، حينها: "تتحول دور السينما عبر الاستفادة من أموال دولة إسرائيل إلى متواطئة صامتة مع العنف الذي يرتكب ضد الشعب الفلسطيني. وتشارك الحكومة الإسرائيلية بدعم المهرجان عبر سفارتها في لندن، بشكل يخلق رابطة مباشرة بين دور العرض وعرض أفلام المهرجان وسياسات إسرائيل".

وقبل أيام أيضا صرفَ أكثر من 100 فنان النظر عن المشاركة في مهرجان موسيقي في مدينة برايتون في جنوب إنكلترا دعماً منهم لحملة مقاطعة لمصرف "باركليز" الذي يرعى الحدث، متهمين إياه بالاستثمار في شركات تبيع الأسلحة لإسرائيل.

أعلنت الفنانة البريطانية تشيرش انسحابها، وأصدرت بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها لتقول إنها قررت مقاطعة المهرجان “تضامنا مع الشعب في فلسطين واحتجاجا على الغسل الفني والغسل الأخضر الذي يظهر في هذا المهرجان".وضمت حملة بعنوان "باندز بويكوت باركليز" (Bands Boycott Barclays أي "الفرق تقاطع باركليز") نحو ربع الفرق والموسيقيين الذين كان يُفترض بهم أن يشاركوا في مهرجان "غرايت إسكايب".

ويهدف هذا التحرّك إلى الضغط على المهرجانات لدفعها إلى إنهاء شراكاتها مع البنك البريطاني الذي يتهمه هؤلاء الفنانون والناشطون بإقامة "علاقات مالية مع شركات أسلحة تبيع منتجاتها لإسرائيل".

ويرفض هؤلاء "استخدام الموسيقى لتبييض انتهاكات حقوق الإنسان"، والسماح بأن تصبح إنتاجاتهم "الإبداعية ستارةً من الدخان تُضَخُّ من خَلفِها الأموال لقتل الفلسطينيين".

وكان المصرف، وبعد ضغوط كبيرة، نفى خلال اجتماع لجمعيته العمومية في غلاسكو الأسبوع الفائت أن يكون استثمر في شركات تمدّ إسرائيل بالأسلحة، أو أن يكون مالكاً أسهماً في أيّ منها.

وتقدم هذه المواقف وغيرها من نماذج أخرى كثيرة في بريطانيا وفي كل أنحاء العالم، وخاصة في الغرب، صورة معبرة عن التضامن مع فلسطين مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي يقترب من إنهاء شهره الثامن بكل حصيلته الإجرامية الرهيبة. في المقابل يقدم المشهد الثقافي والأدبي العربي صورة بائسة، عنوانها الشعارات.. والشعارات.. والشعارات!

*كاتب جزائري مقيم في لندن

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بريطانيا التضامن غزة بريطانيا غزة تضامن رأي مثقفون مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بریطانیا مع فلسطین فی لندن

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • «رمضان في دبي».. تعزيز لقيم العطاء والتضامن المجتمعي
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • وزير الاتصالات للمرأة في يومها العالمي: كل عام وأنتِ القوة التي تبني المستقبل
  • افتتاح مهرجان دمنهور الدولي لكاريكاتير المرأة.. صور
  • استعراض المشاريع العمانية ضمن مهرجان العمران العالمي.. الثلاثاء
  • اليوم العالمي للمرأة.. صالون أوبرا الإسكندرية الثقافي يستضيف سيدات مؤثرات من مصر
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم “إسرائيل” في الضفة وغزة
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم إسرائيل في الضفة وغزة
  • رئيس هيئة دعم فلسطين: ترامب قد ينقلب على إسرائيل ونتنياهو يكرس لاحرب ولاسلم