ملتقى الهناجر الثقافي يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداعي
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
نظم قطاع الإنتاج الثقافى فى ملتقى الهناجر الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذى جاء هذا الشهر تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الإنسان"، أمس الجمعة، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.
أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن الذكاء الاصطناعي أصبح يغزو اليوم كل مجالات حياتنا، والدولة المصرية وضعت خطة كبيرة فى مجال الذكاء الاصطناعي والاتصالات وأمن المعلومات، فى مقدمتها منظومة تعليمية كبيرة جدا تهدف إلى إدخال مسارات غير تقليدية فى العملية التعليمية، وفقا لمتطلبات سوق العمل من خلال انشاء جامعات أهلية من رحم الجامعات الحكومية، وانشاء الجامعات التكنولوجية بما يتوافق مع النظم العالمية، وعقد شراكات مع الجامعات المتميزة فى دول العالم للإرتقاء بالتصنيف الدولى للجامعات المصرية، بهدف تخريج أجيال من الخريجين على قدر من التأهيل والقدرة على تلبية سوق العمل داخليا وخارجيا، هذا بالإضافة إلى العديد من المبادرات تقدمها الدولة المصرية لتسهل على المصريين التعامل فى حياتهم اليومية .
تحدث فى الملتقى الأستاذ الدكتور إبراهيم فتحي عميد كلية علوم وهندسة الحاسب جامعة المنصورة الجديدة، الذى عرف الذكاء الاصطناعي بأنه الحصول على المعرفة وتطبيقها، وهو تكنولوجيا وأدوات تحسن الأداء لنتميز عن الغير وهو ليس مفهوما جديدا، وأوضح أن بعد مؤتمر جون مكارثى عام ١٩٥٦، ظهرت مدرستين للذكاء الاصطناعي، الأولى تتمثل فى عمل روبوت يشبه الانسان، ومدرسة أخرى تعمل على قيام الذكاء الاصطناعي بمهمة أدق من الانسان، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي انتشر حاليا نتيجة ما يعرف ب " Deep Learning " التعلم العميق، وأن الذكاء الاصطناعي وصل إلى درجة لا بأس بها، لذا نحتاج أن نستعد لهذا جيدا .
من جانبها قالت الأستاذة الدكتورة غادة عامر عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن الذكاء الاصطناعي أصبح فى كل المجالات وقد بدأ منذ عام ١٩٤٨ واستخدم فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهو عبارة عن مجموعة معادلات رياضية معقدة تسمى الخوارزميات، مشيرة إلى أن هناك تطور كبير فى مجال الذكاء الاصطناعي وأن برامجه الحديث جعلته لديه القدرة على الإبداع وتقليد بصمة الصوت، لافتة إلى أن مصر تتجه نحو عمل قاعدة بيانات للتوسع فى استخدام الذكاء الاصطناعي، فهو عصر لتقنية لها خطواتها وفى نفس الوقت هى مفيدة جدا .
د. حسين حمودة : الذكاء الإصطناعي ينقصه العمق والعواطف فى العمل الفنى
وألقى الدكتور مهندس سعيد محمد عشري خبير الاتصالات وأمن المعلومات، الضوء على كيفية تفادى مخاطر الذكاء الاصطناعي، وكيفية تعامل الأمن السيبراني مع الذكاء الاصطناعي، معرفا الأمن السيبراني بأنه أمن الفضاء الألكترونى أو أمن المعلومات، وأكد أن ما وراء الذكاء الاصطناعي هو الانسان، ويجب أن نكون حذرين دائما وعلى علم تام باستخدامه، مشيرا إلى إننا بحاجة كبيرة بالفعل بما هو معروف بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ويجب الاحتراس من كل ماينشر على مواقع السوشيال ميديا التى من خلالها يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل بياناتك، ويبدأ بإرسال معلومات لك تحمل مضمون وهدف معين .
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع والمبدع، تحدث الأستاذ الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب المقارن والنقد كلية الآداب جامعة القاهرة، وقال إن الذكاء الاصطناعي ليس له بصمة خاصة مثل الكاتب أو المبدع، وينقصه الروحانيات والعمق والعواطف فى العمل الفنى الذى يتميز به المبدع، وقد تناولت بعض الأعمال الأدبية التى ينتجها الذكاء الاصطناعي من خلال برامج معينة فوجدته لا يهتم بالمتلقى، ويغيب عنه الحبكة الدرامية والإمتلاء الزمنى، بينما حقق الذكاء الاصطناعي نجاحات كبيرة فى المجالات الأخرى .
تضمن برنامج الملتقى باقة من الفقرات الفنية قدمتها فرقة بابيون باند الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد جودة، حيث تغنت الفرقة بباقة من أشهر الأغانى لكبار نجوم الطرب فى مصر والوطن العربى منها: " أنت عمرى، كوكب تانى، على رمش عيونها، أهو دة اللى صار، أكذب عليك، نسم علينا الهوى" وغيرها .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: م الذكاء الاصطناعى ة المخرج خالد جلال العملية التعليمية الجامعات التكنولوجية مجال الذكاء الاصطناعي جامعة المنصورة جامعة المنصورة الجديدة مركز الهناجر للفنون المنصورة الجديدة متطلبات سوق العمل الجامعات الحكومية الهناجر الثقافى الإنتاج الثقافى ملتقى الهناجر الثقافي جامعة مصر التصنيف الدولي للجامعات ملتقي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي
◄ نقترح استحداث منصب وزير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية وكمية في بلادنا
د. عبدالله باحجاج
شاركتُ في ملتقى "معًا نتقدَّم" في نسخته الثالثة، وعلى عكس النسخة الثانية، لم نتمكن من التفاعل في الحوار، بسبب الإقبال الكبير على طلب التفاعل، خاصةً من الشباب الذين بادروا في طرح تساؤلاتهم ومرئياتهم بشفافية عالية، وقد حاولتُ جاهدًا التفاعل، وبالذات في جلسات الاقتصاد والتنمية، ومستقبل المهن والوظائف، وتنمية المحافظات.
هذا الملتقى يُمثِّل عنوان استراتيجية تؤسس لجوهر النهضة المُتجددة في بلادنا، والتي انطلقت عام 2020؛ ولذلك نجد في مقالنا الأسبوعي المناسبة المواتية لطرح الأفكار التي لم تأخُذ حقها في الطرح للسبب سالف الذكر، ولن تستوعبها كلها مساحة هذا المقال، وسنُركِّز على مستقبل الوظائف في بلادنا، وكيف يمكن الإسهام في حل قضية الباحثين عن عمل؟
في النسخة الثالثة من ملتقى "معًا نتقدَّم"، تعرَّفنا على جهود الوزارات في صناعة مواردنا للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهي جهود مشكورة، لكنها ليست كافية، ولا تسير وفق نَسَق تحدياتها الراديكالية والطموحات الناجمة عنها؛ فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر فحسب على توفير فرص عمل جديدة، وإنما كذلك يُعد من مصادر الدخل. صحيحٌ أن هناك وظائفَ ومهنًا ستختفي خلال المدى الزمني المتوسط، لكن في المقابل ستبرُز وظائف جديدة أكثر من نظيرتها المندثرة، فنحن في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي ينبغي على بلادنا الاهتمام أكثر بمستقبل وظائفها الجديدة، وإعادة وتأهيل شبابنا لها من الآن، وبصورة ممنهجة؛ حيث إن مُستقبلها في ظل هذه الثورة يتغير بسرعة مكوكية، فإحدى الدراسات -مثلًا- تُشير إلى أن 44% من وظائف المُديرين سيتم استبدالها بالحواسيب. ودراسة متخصصة أخرى تؤكد استحداث 133 مليون وظيفة عالميًا خلال السنوات الخمس المقبلة في الوقت الذي ستندثر قرابة 73 مليون وظيفة. وتوضح هذه الدراسة كذلك أن هناك 5 اتجاهات رئيسية تُشكِّل ملامح سوق العمل في منطقة الخليج؛ وهي: العولمة، والديموغرافيا، والتكنولوجيا الرقمية، وأخلاقيات الأعمال التجارية، والتعلم.
وقد اطَّلعتُ على استراتيجيات دولتين مجاورتين في تكوين مواردها البشرية للاقتصاد الرقمي؛ إذ قطعتا أشواطًا مُتقدِّمة؛ لأنها بدأت منذ عام 2017، وأصبح إحداها تتطلع إلى عوائد مالية تقدر بـ90 مليار دولار بحلول عام 2031. وهذا العام الأخير يُشكِّل أكبر التحديات لبلادنا، ولا بُد من الإسراع لتحويل هذه التحديات إلى فرص من الآن، وهذا مُمكِنٌ الآن. ومن هنا، نقترح الآتي:
إنشاء كلية حكومية مُتخصِّصة في الذكاء الاصطناعي. تأسيس مجلس أعلى للذكاء الاصطناعي. وضع استراتيجية وطنية معاصرة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي. استحداث منصب وزير دولة -دون حقيبة وزارية- للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.تلكم المقترحات دقيقة وموضوعية لإحداث نقلة نوعية وكمية؛ لمواجهة تحديات مستقبل الوظائف الجديدة، ومن ثم تُحتِّم تحديات المواجهة أن تُؤهِّل بلادنا خلال المدى الزمني المتوسط ما لا يقل عن 300 ألف شاب عُماني، وجعل قضية التأهيل والتأسيس للوظائف المستقبلية مُستدامة؛ لأن مستقبلها في التكنولوجيا الرقمية، وإيراداتها مرتفعة، مما يُبشر بالقضاء على الخلل في الإيرادات التقليدية ذات العوائد المتدنية جدًا. وهنا حل لإشكالية الرواتب والدخول المُنخفضة، وإيجاد التوازن الطبيعي فيها، وبالتالي لا يمكن أن نضمن مُسايرة هذا العصر إلّا من خلال إقامة مثل تلكم المؤسسات العصرية، وبالذات إنشاء "كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي"، وليس من خلال المسارات الراهنة، مع وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تُحدَّد فيها النسب المئوية لتكوين مواردنا البشرية والخبرات الأجنبية التي يُمكن الاستفادة منها، وإقامة شراكات مع الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ومن ضمن هذه السياقات الوطنية الجديدة، يمكن كذلك إعادة تأهيل الكثير من الباحثين عن عمل في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وعلى وجه الخصوص الهندسة الحديثة السريعة والفعَّالة.. إلخ.
إنَّ هذا الملف الاستراتيجي العاجل لبلادنا يستوجب له استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، أي وزير بلا حقيبة؛ لدواعي التخصُّص فيه والتركيز عليه، وكما قُلنا في مقالات سابقة إنَّ الكثير من الدول تلجأ إلى مثل هذا الاستحداث لأهمية القطاع في مستقبلها، والرهانات الوجودية.
رابط مختصر