عربي21:
2025-05-01@12:51:27 GMT

وعادت القضية إلى الواجهة

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

لأول مرة منذ النكبة (1948)، صار الدفاع عن حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة ذات السيادة قضية و"أولوية"، عند شعوب وقيادات غير عربية في مختلف القارات، وهو الأمر الذي عجزت منظمة التحرير الفلسطينية عن تحقيقه على مدى عقود، عبر التمثيل الدبلوماسي في العديد من العواصم منذ ستينات القرن الماضي، ويحدث هذا لأن العالم يرى بالعين ويسمع بالأذن بشاعة ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، منذ تشرين اول/ أكتوبر من العام الماضي،  ويرى ويسمع بالبسالة المدهشة لمقاتلين فلسطينيين يردون الصاع صاعين لجند إسرائيل، ويجعلون حكومتها تستغيث بالكفيل الأمريكي الذي لم يقصر في مدها بالمال والعتاد الحربي والذخائر.



ارتفع عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة إلى أحد عشرة، باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بها مؤخرا، والحبل على الجرار، لأن العدوان الإسرائيلي على غزة وأجزاء من الضفة الغربية دحرج كرة جليد تزداد ضخامة كلما ازداد العدوان جسامة، وتكنس أكاذيب وأراجيف قادة إسرائيل بأنهم الطرف المستضعف والمستهدف بالعدوان، ومن يعطون تلك الكرة دفعات قوية، أشخاص ذوي أوزان سياسية ثقيلة في بلدانهم ومحيطها، منهم جيرمي كوربن الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني المعارض، الذي لا يكتفي بتأييد حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة، بل ينادي بفرض عقوبات على إسرائيل، وسحب استثمارات بريطانيا منها، يؤازره في ذلك كين ليفنغستون الذي كان عمدة مدينة لندن لولايتين متتاليتين، والذي كان اول سياسي بريطاني يتكلم جهرا عن ان إسرائيل تمارس التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، منذ عهد غولدا مائير وليس انتهاء بنتنياهو.

أما جورج غالاوي النائب السابق في البرلمان البريطاني بين عامي 1987 و2010، فقد كان أول سياسي بريطاني يقول إن وجود إسرائيل التي يسميها "الكيان الإرهابي" على الخارطة، هي الجريمة الكبرى التي وُلِدت من رحمها جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني وعرب الجوار الفلسطيني، ولغالواي مواقف مشهودة في استنكار حرب الولايات المتحدة وحلفائها على العراق وأفغانستان، ويماثل غالواي في المواقف في فرنسا جان لوك ميلانشون الذي خاض الانتخابات الرئاسية عام 2017 باسم حزب فرنسا الأبيَّة، والذي جاهر ممثلوه في الجمعية الوطنية (البرلمان) بإدانة جرائم إسرائيل وإدانة الحكومة الفرنسية نفسها، بوصفها ضالعة في العدوان على غزة، لأنها تقدم الدعم المادي والمعنوي لإسرائيل.

ارتفع عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة إلى أحد عشرة، باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بها مؤخرا، والحبل على الجرار، لأن العدوان الإسرائيلي على غزة وأجزاء من الضفة الغربية دحرج كرة جليد تزداد ضخامة كلما ازداد العدوان جسامة، وتكنس أكاذيب وأراجيف قادة إسرائيل بأنهم الطرف المستضعف والمستهدف بالعدوانوفي هولندا نجح النائب البرلماني توناهان كوزو في تحريك طلاب الجامعات ليناهضوا إسرائيل ويناصروا فلسطينيي غزة، وله مواقف جريئة وجسورة ضد القيادات الإسرائيلية، وهو من وقف امام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عند زيارته للبرلمان الهولندي عام 2016، وعلم فلسطيني صغير على الجاكيت الذي كان يرتديه، ورفض مصافحة نتنياهو  عندما مد يده نحوه.

وقائمة الساسة والمفكرين الغربيين الذين صاروا جهيري الأصوات في مناصرة شعب فلسطين طويلة، فيها معظم نواب البرلمان الإيرلندي (على رأسهم مايك والاس الذي رفع علم فلسطين على مبنى مجلس بلدي مدينة داندي قبل سنوات) وأساتذة الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، وفيها كامل قيادات أحزاب مثل حزب فرنسا الأبية والحزب القومي الأسكتلندي الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أحزاب بريطانيا من حيث العضوية والتمثيل في البرلمان، وحزب شن فين في ايرلندا الشمالية، وحزب اليسار السويدي، والحزب الشيوعي الإسباني.

ولكن يبقى الصوت الأكثر جسارة وقوة وصلابة في مناصرة القضية الفلسطينية، وإلقام نتنياهو وبطانته حجارة من صنف سجيل، هو السناتور الأمريكي بيرني ساندز، لأنه يتكلم انطلاقا من جحر الأفاعي (الولايات المتحدة)، حيث عتاة الصهاينة يسيطرون على عالمي الإعلام والمال، ويحركون أعضاء الكونغرس كما الأرجوزات، ولساندرز هذا اتباع بالملايين في الأوساط الطلابية والعمالية وبين الأقليات، وظل ساندرز يجاهر  بأن إسرائيل كيان عدواني باطش، لا يقيم وزنا للقانون الدولي او الإنساني، دون ان يتعرض للابتزاز بتهمة معاداة السامية، التي ألحقها نتنياهو بالآلاف من طلاب الجامعات الأمريكية الذين ما زالوا يرابطون في ساحات الاعتصام داخل مباني جامعاتهم، ثم بمحكمة الجنايات الدولية التي وجهت اليه تهمة الإبادة، ذلك لأن ساندرز يهودي، ومن نفس الأصول البولندية، كما بنيامين نتنياهو.

ومنذ بداية حرب إسرائيل على غزة، وساندرز شوكة حوت في حلق حكومة جو بايدن، التي تناصر العدوان الإسرائيلي بالسلاح والمال، وبإجهاض كل قرار أممي يرمي الى وقف الحرب وإدانة العدوان، فقد عارض بقوة تقديم المساعدات لإسرائيل، وقال داخل الكونغرس وخارجه "إن ما تخوضه إسرائيل في غزة، ليست حربا ضد حماس، وإنما للقضاء على نسيج حياة الفلسطينيين. وإن قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الشهور الماضية هو نتاج سياسة منهجية محسوبة، وليست مجرد أخطاء عارضة تحدث في سياق كل حرب"، ثم قال مخاطبا نتنياهو: إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة، التي قتلت أكثر من 34 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، وجرحت أكثر من 77 ألفاً، خلال ستة أشهر، ليس معاداة للسامية أو تأييداً لحماس... لا تستهزئ بذكاء الشعب الأميركي، عبر مساعيك لصرف انتباهنا عن السياسات العسكرية الفاشلة، وغير الأخلاقية لحكومتك المتطرفة والعنصرية ولا تستخدم معاداة السامية لصرف الانتباه عن الاتهامات التي تواجهها أنت في المحاكم الإسرائيلية (في قضايا فساد)".

يبقى الصوت الأكثر جسارة وقوة وصلابة في مناصرة القضية الفلسطينية، وإلقام نتنياهو وبطانته حجارة من صنف سجيل، هو السناتور الأمريكي بيرني ساندز، لأنه يتكلم انطلاقا من جحر الأفاعي (الولايات المتحدة)، حيث عتاة الصهاينة يسيطرون على عالمي الإعلام والمال، ويحركون أعضاء الكونغرس كما الأرجوزاتوساندرز هو الأب الروحي لزملاء في الكونغرس، يرون مثله عوار النظام السياسي الأمريكي، وموالاته للبغي الاسرائيلي، ومن بينهم إلهان عمر، ورشيدة طليب، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، والدليل الحاسم على أنه يتمتع بشعبية كاسحة، مما يعطي مواقفه من القضية الفلسطينية قيمة عالية، هي أنه ومنذ ان دخل المجلس النيابي عن ولاية فيرمونت، في عام 1990، ظل يفوز فيها على جميع خصومه الى يوم الناس هذا، لأنه ظل ثابتا على مواقفه الأخلاقية، وشارك من قبل في الحملات الداعية لوقف التمييز العنصري وكفالة الحقوق الدستورية للأقليات، وعارض الحرب التي شنتها بلاده على فيتنام، وعارض الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وبإجماع المحللين السياسيين الأمريكان فإن موقف ساندرز الذين يدين العدوان الإسرائيلي على غزة بلا هوادة، هو الذي يحرك المياه الآسنة في الولايات المتحدة، والذي جعل الجامعات الأمريكية تنتفض بقوة وفعالية، رفضا لذلك العدوان، غير عابئة بالابتزاز الصهيوني الذي يتمثل في الزعم بأن كل من يعارض سياسات الحكومة الإسرائيلية، يعادي بالضرورة اليهود واليهودية، تأسِّيا بألمانيا النازية.

والشاهد هو أن شعوب، وعلى وجه التحديد شباب الدول التي ظلت تناصر إسرائيل في المَكْرَه والمَكْرَه، خرجوا على بيت طاعة حكوماتهم،  وصاروا أكثر وعيا بأبعاد وجوهر القضية الفلسطينية، والشباب هم غدُ ومستقبل بلادهم، ومن ثم فمستقبل فلسطين واعد، ومهر الدم الذي تقدمه غزة، سيقود حتما إلى العرس الكبير، في فلسطين الغد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة احتلال فلسطين غزة تضامن رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة على غزة

إقرأ أيضاً:

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحقق في طرد مشبوه وصل إلى مكتب نتنياهو

في تطور أمني لافت، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم الاربعاء، بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحقق في طرد مشبوه وصل إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو . ​

تفاصيل الحادث

بحسب التقارير، أثار الطرد شكوك الأجهزة الأمنية، مما دفعها إلى استدعاء وحدة المتفجرات وإغلاق المنطقة المحيطة بالمكتب بشكل مؤقت.

 تم تفعيل بروتوكولات التعامل مع المواد الخطرة، بما في ذلك إرسال خبراء متفجرات لفحص الطرد وإغلاق مداخل المكتب. ​

السياق الأمني والسياسي

يأتي هذا الحادث في ظل توترات أمنية وسياسية تشهدها إسرائيل، خاصة بعد محاولة الحكومة إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، والتي تم تجميدها مؤقتًا بقرار من المحكمة العليا. 

نتنياهو يتعرض لحادث تصادم في القدس المحتلةإعلام إسرائيلى .. تعرض موكب نتنياهو لحادث سير قرب القدس

كما يتزامن مع استمرار التحقيقات في قضية "قطر غيت"، التي تطال مقربين من نتنياهو وتثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.​

ردود الفعل والإجراءات المتخذة
 

حتى الآن، لم تصدر السلطات الإسرائيلية بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل محتوى الطرد أو الجهة التي أرسلته. 

كما لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو تهديد مباشر. تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لتحديد طبيعة الطرد والجهة المسؤولة عن إرساله.​

تداعيات محتملة

قد يؤدي هذا الحادث إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول مكتب رئيس الوزراء والمقار الحكومية الأخرى، خاصة في ظل التوترات الأمنية والسياسية الراهنة.

 كما قد يثير تساؤلات حول فعالية التدابير الأمنية المتبعة في حماية المسؤولين والمرافق الحيوية في البلاد.​

في انتظار نتائج التحقيقات، يبقى الحادث محل اهتمام ومتابعة من قبل وسائل الإعلام والجمهور، نظراً لحساسيته وتوقيته في ظل الأوضاع الراهنة.​

طباعة شارك طرد مشبوه وسائل إعلام إسرائيلية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية القدس بروتوكولات الشاباك إسرائيل

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان المستمر على غزة إلى 51.400 شهيد
  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو بتدمير مفاعلاتها النووية… عواقبه على إسرائيل لا يصدق
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحقق في طرد مشبوه وصل إلى مكتب نتنياهو
  • غوتيريس: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة ضغط على الفلسطينيين
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين
  • ماليزيا تؤكد أن القيود الإسرائيلية على “الأونروا” تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها