عربي21:
2025-01-23@04:59:39 GMT

وعادت القضية إلى الواجهة

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

لأول مرة منذ النكبة (1948)، صار الدفاع عن حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة ذات السيادة قضية و"أولوية"، عند شعوب وقيادات غير عربية في مختلف القارات، وهو الأمر الذي عجزت منظمة التحرير الفلسطينية عن تحقيقه على مدى عقود، عبر التمثيل الدبلوماسي في العديد من العواصم منذ ستينات القرن الماضي، ويحدث هذا لأن العالم يرى بالعين ويسمع بالأذن بشاعة ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، منذ تشرين اول/ أكتوبر من العام الماضي،  ويرى ويسمع بالبسالة المدهشة لمقاتلين فلسطينيين يردون الصاع صاعين لجند إسرائيل، ويجعلون حكومتها تستغيث بالكفيل الأمريكي الذي لم يقصر في مدها بالمال والعتاد الحربي والذخائر.



ارتفع عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة إلى أحد عشرة، باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بها مؤخرا، والحبل على الجرار، لأن العدوان الإسرائيلي على غزة وأجزاء من الضفة الغربية دحرج كرة جليد تزداد ضخامة كلما ازداد العدوان جسامة، وتكنس أكاذيب وأراجيف قادة إسرائيل بأنهم الطرف المستضعف والمستهدف بالعدوان، ومن يعطون تلك الكرة دفعات قوية، أشخاص ذوي أوزان سياسية ثقيلة في بلدانهم ومحيطها، منهم جيرمي كوربن الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني المعارض، الذي لا يكتفي بتأييد حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة، بل ينادي بفرض عقوبات على إسرائيل، وسحب استثمارات بريطانيا منها، يؤازره في ذلك كين ليفنغستون الذي كان عمدة مدينة لندن لولايتين متتاليتين، والذي كان اول سياسي بريطاني يتكلم جهرا عن ان إسرائيل تمارس التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، منذ عهد غولدا مائير وليس انتهاء بنتنياهو.

أما جورج غالاوي النائب السابق في البرلمان البريطاني بين عامي 1987 و2010، فقد كان أول سياسي بريطاني يقول إن وجود إسرائيل التي يسميها "الكيان الإرهابي" على الخارطة، هي الجريمة الكبرى التي وُلِدت من رحمها جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني وعرب الجوار الفلسطيني، ولغالواي مواقف مشهودة في استنكار حرب الولايات المتحدة وحلفائها على العراق وأفغانستان، ويماثل غالواي في المواقف في فرنسا جان لوك ميلانشون الذي خاض الانتخابات الرئاسية عام 2017 باسم حزب فرنسا الأبيَّة، والذي جاهر ممثلوه في الجمعية الوطنية (البرلمان) بإدانة جرائم إسرائيل وإدانة الحكومة الفرنسية نفسها، بوصفها ضالعة في العدوان على غزة، لأنها تقدم الدعم المادي والمعنوي لإسرائيل.

ارتفع عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة إلى أحد عشرة، باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بها مؤخرا، والحبل على الجرار، لأن العدوان الإسرائيلي على غزة وأجزاء من الضفة الغربية دحرج كرة جليد تزداد ضخامة كلما ازداد العدوان جسامة، وتكنس أكاذيب وأراجيف قادة إسرائيل بأنهم الطرف المستضعف والمستهدف بالعدوانوفي هولندا نجح النائب البرلماني توناهان كوزو في تحريك طلاب الجامعات ليناهضوا إسرائيل ويناصروا فلسطينيي غزة، وله مواقف جريئة وجسورة ضد القيادات الإسرائيلية، وهو من وقف امام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عند زيارته للبرلمان الهولندي عام 2016، وعلم فلسطيني صغير على الجاكيت الذي كان يرتديه، ورفض مصافحة نتنياهو  عندما مد يده نحوه.

وقائمة الساسة والمفكرين الغربيين الذين صاروا جهيري الأصوات في مناصرة شعب فلسطين طويلة، فيها معظم نواب البرلمان الإيرلندي (على رأسهم مايك والاس الذي رفع علم فلسطين على مبنى مجلس بلدي مدينة داندي قبل سنوات) وأساتذة الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، وفيها كامل قيادات أحزاب مثل حزب فرنسا الأبية والحزب القومي الأسكتلندي الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أحزاب بريطانيا من حيث العضوية والتمثيل في البرلمان، وحزب شن فين في ايرلندا الشمالية، وحزب اليسار السويدي، والحزب الشيوعي الإسباني.

ولكن يبقى الصوت الأكثر جسارة وقوة وصلابة في مناصرة القضية الفلسطينية، وإلقام نتنياهو وبطانته حجارة من صنف سجيل، هو السناتور الأمريكي بيرني ساندز، لأنه يتكلم انطلاقا من جحر الأفاعي (الولايات المتحدة)، حيث عتاة الصهاينة يسيطرون على عالمي الإعلام والمال، ويحركون أعضاء الكونغرس كما الأرجوزات، ولساندرز هذا اتباع بالملايين في الأوساط الطلابية والعمالية وبين الأقليات، وظل ساندرز يجاهر  بأن إسرائيل كيان عدواني باطش، لا يقيم وزنا للقانون الدولي او الإنساني، دون ان يتعرض للابتزاز بتهمة معاداة السامية، التي ألحقها نتنياهو بالآلاف من طلاب الجامعات الأمريكية الذين ما زالوا يرابطون في ساحات الاعتصام داخل مباني جامعاتهم، ثم بمحكمة الجنايات الدولية التي وجهت اليه تهمة الإبادة، ذلك لأن ساندرز يهودي، ومن نفس الأصول البولندية، كما بنيامين نتنياهو.

ومنذ بداية حرب إسرائيل على غزة، وساندرز شوكة حوت في حلق حكومة جو بايدن، التي تناصر العدوان الإسرائيلي بالسلاح والمال، وبإجهاض كل قرار أممي يرمي الى وقف الحرب وإدانة العدوان، فقد عارض بقوة تقديم المساعدات لإسرائيل، وقال داخل الكونغرس وخارجه "إن ما تخوضه إسرائيل في غزة، ليست حربا ضد حماس، وإنما للقضاء على نسيج حياة الفلسطينيين. وإن قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الشهور الماضية هو نتاج سياسة منهجية محسوبة، وليست مجرد أخطاء عارضة تحدث في سياق كل حرب"، ثم قال مخاطبا نتنياهو: إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة، التي قتلت أكثر من 34 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، وجرحت أكثر من 77 ألفاً، خلال ستة أشهر، ليس معاداة للسامية أو تأييداً لحماس... لا تستهزئ بذكاء الشعب الأميركي، عبر مساعيك لصرف انتباهنا عن السياسات العسكرية الفاشلة، وغير الأخلاقية لحكومتك المتطرفة والعنصرية ولا تستخدم معاداة السامية لصرف الانتباه عن الاتهامات التي تواجهها أنت في المحاكم الإسرائيلية (في قضايا فساد)".

يبقى الصوت الأكثر جسارة وقوة وصلابة في مناصرة القضية الفلسطينية، وإلقام نتنياهو وبطانته حجارة من صنف سجيل، هو السناتور الأمريكي بيرني ساندز، لأنه يتكلم انطلاقا من جحر الأفاعي (الولايات المتحدة)، حيث عتاة الصهاينة يسيطرون على عالمي الإعلام والمال، ويحركون أعضاء الكونغرس كما الأرجوزاتوساندرز هو الأب الروحي لزملاء في الكونغرس، يرون مثله عوار النظام السياسي الأمريكي، وموالاته للبغي الاسرائيلي، ومن بينهم إلهان عمر، ورشيدة طليب، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، والدليل الحاسم على أنه يتمتع بشعبية كاسحة، مما يعطي مواقفه من القضية الفلسطينية قيمة عالية، هي أنه ومنذ ان دخل المجلس النيابي عن ولاية فيرمونت، في عام 1990، ظل يفوز فيها على جميع خصومه الى يوم الناس هذا، لأنه ظل ثابتا على مواقفه الأخلاقية، وشارك من قبل في الحملات الداعية لوقف التمييز العنصري وكفالة الحقوق الدستورية للأقليات، وعارض الحرب التي شنتها بلاده على فيتنام، وعارض الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وبإجماع المحللين السياسيين الأمريكان فإن موقف ساندرز الذين يدين العدوان الإسرائيلي على غزة بلا هوادة، هو الذي يحرك المياه الآسنة في الولايات المتحدة، والذي جعل الجامعات الأمريكية تنتفض بقوة وفعالية، رفضا لذلك العدوان، غير عابئة بالابتزاز الصهيوني الذي يتمثل في الزعم بأن كل من يعارض سياسات الحكومة الإسرائيلية، يعادي بالضرورة اليهود واليهودية، تأسِّيا بألمانيا النازية.

والشاهد هو أن شعوب، وعلى وجه التحديد شباب الدول التي ظلت تناصر إسرائيل في المَكْرَه والمَكْرَه، خرجوا على بيت طاعة حكوماتهم،  وصاروا أكثر وعيا بأبعاد وجوهر القضية الفلسطينية، والشباب هم غدُ ومستقبل بلادهم، ومن ثم فمستقبل فلسطين واعد، ومهر الدم الذي تقدمه غزة، سيقود حتما إلى العرس الكبير، في فلسطين الغد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة احتلال فلسطين غزة تضامن رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة على غزة

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: نتنياهو كان يخطط لإخلاء غزة من الفلسطينيين والسيسي تصدى للمخطط

أكد الإعلامي أحمد موسى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان له موقف حاسم في التصدي لمخطط إسرائيلي يهدف إلى تهجير سكان غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يؤمن بضرورة الحفاظ على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

ويتكوف: تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصعب من التوصل إليه الأونروا: التطورات بالضفة الغربية تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار في غزة

وأوضح أحمد موسى خلال برنامجه "على مسئوليتي" المذاع عبر قناة "صدى البلد"،  أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يخطط لتحويل غزة إلى أرض خالية من الفلسطينيين، لكن الرئيس السيسي أعلن بوضوح أن مصر لن تقبل بتهجير سكان غزة.


وأشار أحمد موسى إلى أن إسرائيل تسعى لابتلاع أراضي غزة، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى الثبات والدفاع عن أرضه، مؤكدًا أن موقف مصر من القضية الفلسطينية نزيه وشريف، ويعكس دعمها للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.


وأضاف موسى أن أهل غزة عليهم التمسك بأرضهم في مواجهة المحاولات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الجاسوس الذي أراد بيع أراضي سيناء كان يسعى لتحقيق أهداف تخدم هذه المخططات.

أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا' إنها لم تتمكن خلال هذه الفترة من تقديم خدماتها بشكل كامل في مخيم جنين.

وحذرت الأونروا من التطورات بالضفة الغربية، قائلة إنها تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، مضيفة أن مخيم جنين أصبح شبه غير صالح للسكن ونزحت منه حوالي 2000 عائلة.

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47.161 شهيدًا
 

ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 47.161 شهيدًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,166 جريحًا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

كما نوهت بأن 54 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منهم 53 شهيدا انتُشلت جثامينهم، كما استُشهد مواطن متأثرا بإصابته، كما وصلت 19 إصابة إلى المستشفيات، نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وزير دفاع الاحتلال: الضفة الغربية ستشهد المزيد من الاقتحامات

قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الأربعاء، إن جيش الاحتلال سيقوم بتوسيع الاقتحامات في الضفة الغربية، قائلًا إن جنين هي النموذج والبداية فقط.

وزعم كاتس خلال استجوابه في الكنيست، أن جنين هي البداية والنموذج الذي سيعمم على جميع أنحاء الضفة الغربية.

وأشار إلى أن هناك أماكن أخرى في الضفة الغربية ستشهد عمليات عسكرية.

كان وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي قد أكد في وقت سابق من الأربعاء، أن عملية "الجدار الحديدي" التي بدأتها قوات الأمن الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية، أمس الثلاثاء، من المتوقع أن تشكل تحولا في استراتيجية الجيش في الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: نتنياهو كان يخطط لإخلاء غزة من الفلسطينيين والسيسي تصدى للمخطط
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 47,161
  • أرقام صادمة لعدد الحواجز والبوابات التي تحاصر الفلسطينيين في الضفة
  • الرئيس السيسي يؤكد: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع حفاظا على القضية ذاتها
  • السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع حفاظا على القضية ذاتها
  • جوتيريش يُبدي قلقله من احتمالية ضم إسرائيل للضفة الغربية
  • ما الذي تحقق من أهداف نتنياهو بعد 15 شهرا من الحرب؟
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • نتنياهو يهنئ ترامب: تدمير حماس وضمان أمن إسرائيل أولويتنا المشتركة
  • واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة