عربي21:
2025-03-16@17:44:43 GMT

وعادت القضية إلى الواجهة

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

لأول مرة منذ النكبة (1948)، صار الدفاع عن حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة ذات السيادة قضية و"أولوية"، عند شعوب وقيادات غير عربية في مختلف القارات، وهو الأمر الذي عجزت منظمة التحرير الفلسطينية عن تحقيقه على مدى عقود، عبر التمثيل الدبلوماسي في العديد من العواصم منذ ستينات القرن الماضي، ويحدث هذا لأن العالم يرى بالعين ويسمع بالأذن بشاعة ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، منذ تشرين اول/ أكتوبر من العام الماضي،  ويرى ويسمع بالبسالة المدهشة لمقاتلين فلسطينيين يردون الصاع صاعين لجند إسرائيل، ويجعلون حكومتها تستغيث بالكفيل الأمريكي الذي لم يقصر في مدها بالمال والعتاد الحربي والذخائر.



ارتفع عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة إلى أحد عشرة، باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بها مؤخرا، والحبل على الجرار، لأن العدوان الإسرائيلي على غزة وأجزاء من الضفة الغربية دحرج كرة جليد تزداد ضخامة كلما ازداد العدوان جسامة، وتكنس أكاذيب وأراجيف قادة إسرائيل بأنهم الطرف المستضعف والمستهدف بالعدوان، ومن يعطون تلك الكرة دفعات قوية، أشخاص ذوي أوزان سياسية ثقيلة في بلدانهم ومحيطها، منهم جيرمي كوربن الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني المعارض، الذي لا يكتفي بتأييد حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة، بل ينادي بفرض عقوبات على إسرائيل، وسحب استثمارات بريطانيا منها، يؤازره في ذلك كين ليفنغستون الذي كان عمدة مدينة لندن لولايتين متتاليتين، والذي كان اول سياسي بريطاني يتكلم جهرا عن ان إسرائيل تمارس التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، منذ عهد غولدا مائير وليس انتهاء بنتنياهو.

أما جورج غالاوي النائب السابق في البرلمان البريطاني بين عامي 1987 و2010، فقد كان أول سياسي بريطاني يقول إن وجود إسرائيل التي يسميها "الكيان الإرهابي" على الخارطة، هي الجريمة الكبرى التي وُلِدت من رحمها جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني وعرب الجوار الفلسطيني، ولغالواي مواقف مشهودة في استنكار حرب الولايات المتحدة وحلفائها على العراق وأفغانستان، ويماثل غالواي في المواقف في فرنسا جان لوك ميلانشون الذي خاض الانتخابات الرئاسية عام 2017 باسم حزب فرنسا الأبيَّة، والذي جاهر ممثلوه في الجمعية الوطنية (البرلمان) بإدانة جرائم إسرائيل وإدانة الحكومة الفرنسية نفسها، بوصفها ضالعة في العدوان على غزة، لأنها تقدم الدعم المادي والمعنوي لإسرائيل.

ارتفع عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة إلى أحد عشرة، باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بها مؤخرا، والحبل على الجرار، لأن العدوان الإسرائيلي على غزة وأجزاء من الضفة الغربية دحرج كرة جليد تزداد ضخامة كلما ازداد العدوان جسامة، وتكنس أكاذيب وأراجيف قادة إسرائيل بأنهم الطرف المستضعف والمستهدف بالعدوانوفي هولندا نجح النائب البرلماني توناهان كوزو في تحريك طلاب الجامعات ليناهضوا إسرائيل ويناصروا فلسطينيي غزة، وله مواقف جريئة وجسورة ضد القيادات الإسرائيلية، وهو من وقف امام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عند زيارته للبرلمان الهولندي عام 2016، وعلم فلسطيني صغير على الجاكيت الذي كان يرتديه، ورفض مصافحة نتنياهو  عندما مد يده نحوه.

وقائمة الساسة والمفكرين الغربيين الذين صاروا جهيري الأصوات في مناصرة شعب فلسطين طويلة، فيها معظم نواب البرلمان الإيرلندي (على رأسهم مايك والاس الذي رفع علم فلسطين على مبنى مجلس بلدي مدينة داندي قبل سنوات) وأساتذة الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، وفيها كامل قيادات أحزاب مثل حزب فرنسا الأبية والحزب القومي الأسكتلندي الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أحزاب بريطانيا من حيث العضوية والتمثيل في البرلمان، وحزب شن فين في ايرلندا الشمالية، وحزب اليسار السويدي، والحزب الشيوعي الإسباني.

ولكن يبقى الصوت الأكثر جسارة وقوة وصلابة في مناصرة القضية الفلسطينية، وإلقام نتنياهو وبطانته حجارة من صنف سجيل، هو السناتور الأمريكي بيرني ساندز، لأنه يتكلم انطلاقا من جحر الأفاعي (الولايات المتحدة)، حيث عتاة الصهاينة يسيطرون على عالمي الإعلام والمال، ويحركون أعضاء الكونغرس كما الأرجوزات، ولساندرز هذا اتباع بالملايين في الأوساط الطلابية والعمالية وبين الأقليات، وظل ساندرز يجاهر  بأن إسرائيل كيان عدواني باطش، لا يقيم وزنا للقانون الدولي او الإنساني، دون ان يتعرض للابتزاز بتهمة معاداة السامية، التي ألحقها نتنياهو بالآلاف من طلاب الجامعات الأمريكية الذين ما زالوا يرابطون في ساحات الاعتصام داخل مباني جامعاتهم، ثم بمحكمة الجنايات الدولية التي وجهت اليه تهمة الإبادة، ذلك لأن ساندرز يهودي، ومن نفس الأصول البولندية، كما بنيامين نتنياهو.

ومنذ بداية حرب إسرائيل على غزة، وساندرز شوكة حوت في حلق حكومة جو بايدن، التي تناصر العدوان الإسرائيلي بالسلاح والمال، وبإجهاض كل قرار أممي يرمي الى وقف الحرب وإدانة العدوان، فقد عارض بقوة تقديم المساعدات لإسرائيل، وقال داخل الكونغرس وخارجه "إن ما تخوضه إسرائيل في غزة، ليست حربا ضد حماس، وإنما للقضاء على نسيج حياة الفلسطينيين. وإن قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الشهور الماضية هو نتاج سياسة منهجية محسوبة، وليست مجرد أخطاء عارضة تحدث في سياق كل حرب"، ثم قال مخاطبا نتنياهو: إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة، التي قتلت أكثر من 34 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، وجرحت أكثر من 77 ألفاً، خلال ستة أشهر، ليس معاداة للسامية أو تأييداً لحماس... لا تستهزئ بذكاء الشعب الأميركي، عبر مساعيك لصرف انتباهنا عن السياسات العسكرية الفاشلة، وغير الأخلاقية لحكومتك المتطرفة والعنصرية ولا تستخدم معاداة السامية لصرف الانتباه عن الاتهامات التي تواجهها أنت في المحاكم الإسرائيلية (في قضايا فساد)".

يبقى الصوت الأكثر جسارة وقوة وصلابة في مناصرة القضية الفلسطينية، وإلقام نتنياهو وبطانته حجارة من صنف سجيل، هو السناتور الأمريكي بيرني ساندز، لأنه يتكلم انطلاقا من جحر الأفاعي (الولايات المتحدة)، حيث عتاة الصهاينة يسيطرون على عالمي الإعلام والمال، ويحركون أعضاء الكونغرس كما الأرجوزاتوساندرز هو الأب الروحي لزملاء في الكونغرس، يرون مثله عوار النظام السياسي الأمريكي، وموالاته للبغي الاسرائيلي، ومن بينهم إلهان عمر، ورشيدة طليب، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، والدليل الحاسم على أنه يتمتع بشعبية كاسحة، مما يعطي مواقفه من القضية الفلسطينية قيمة عالية، هي أنه ومنذ ان دخل المجلس النيابي عن ولاية فيرمونت، في عام 1990، ظل يفوز فيها على جميع خصومه الى يوم الناس هذا، لأنه ظل ثابتا على مواقفه الأخلاقية، وشارك من قبل في الحملات الداعية لوقف التمييز العنصري وكفالة الحقوق الدستورية للأقليات، وعارض الحرب التي شنتها بلاده على فيتنام، وعارض الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وبإجماع المحللين السياسيين الأمريكان فإن موقف ساندرز الذين يدين العدوان الإسرائيلي على غزة بلا هوادة، هو الذي يحرك المياه الآسنة في الولايات المتحدة، والذي جعل الجامعات الأمريكية تنتفض بقوة وفعالية، رفضا لذلك العدوان، غير عابئة بالابتزاز الصهيوني الذي يتمثل في الزعم بأن كل من يعارض سياسات الحكومة الإسرائيلية، يعادي بالضرورة اليهود واليهودية، تأسِّيا بألمانيا النازية.

والشاهد هو أن شعوب، وعلى وجه التحديد شباب الدول التي ظلت تناصر إسرائيل في المَكْرَه والمَكْرَه، خرجوا على بيت طاعة حكوماتهم،  وصاروا أكثر وعيا بأبعاد وجوهر القضية الفلسطينية، والشباب هم غدُ ومستقبل بلادهم، ومن ثم فمستقبل فلسطين واعد، ومهر الدم الذي تقدمه غزة، سيقود حتما إلى العرس الكبير، في فلسطين الغد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة احتلال فلسطين غزة تضامن رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة على غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48.572 شهيدًا
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 48,572 والإصابات إلى 112,032 منذ بدء العدوان
  • على الخريطة.. ما الذي يريده نتنياهو في جنوب سوريا
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟
  • حقوق الإنسان الأممية: ناقشنا بجلسات استماع الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة
  • تقرير أممي يوثق ارتكاب إسرائيل جرائمَ حرب بحق الفلسطينيين
  • باكستان تطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب ضد الفلسطينيين