تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن إسرائيل لا تزال على إصرارها في تحدي العالم حتى بعدما تلقت العديد من الضربات الدبلوماسية والقضائية في الأسبوع الماضي، وكان آخرها أمرًا بضرورة وقف الهجمات على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة على الفور.
وقالت الصحيفة في سياق تقرير، نشرته عبر موقعها، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واجهت في تتابع سريع الدعوة لإصدار أوامر اعتقال بحقها وقرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف الهجوم على رفح فورًا، في ثاني ضربة موجعة في أقل من أسبوع.


وأوضحت أن نتنياهو أصر مرارًا وتكرارًا على أن هناك حاجة لعملية في رفح لهزيمة حماس، وأكد أنها آخر معقل رئيسي لحماس في غزة، غير أن "العدل الدولية" وهي المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة قالت في أمر شديد اللهجة إن الظروف الإنسانية في المدينة، التي أصبحت ملاذا لأكثر من مليون مدني منذ اندلاع الحرب العام الماضي، "كارثية" وأن جهود إسرائيل لحمايتهم لم تكن كافية.
وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن أمر العدل الدولية جاء تتويجًا لأسبوع كشف العزلة الدبلوماسية المتزايدة لإسرائيل مع دخول الحرب في غزة شهرها الثامن، حيث سعى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، فضلًا عن اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن أسبوع النكسات الدبلوماسية لإسرائيل سلط الضوء أيضًا على مدى غضب الرأي العام الدولي ضدها منذ أن أرسلت إسرائيل قواتها إلى رفح في وقت سابق من هذا الشهر، على الرغم من التحذيرات المتكررة من منظمات الإغاثة من التكلفة الإنسانية الكارثية لمثل هذه الخطوة، ومناشدات حتى من أقرب حلفاءها، الولايات المتحدة، بعدم اجتياح رفح.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" في تقريرها عن شيلا بايلان، الخبيرة في القانون الدولي وحقوق الإنسان، قولها:" إن هناك زخمًا قانونيًا في الوقت الحالي من كل من المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وهو زخم هائل للغاية. إن الأمر بوقف العمليات العسكرية هو بيان قوي للغاية ورسالة بأن هناك تخلي صارخ وواضح عن إسرائيل وموقفها العدواني بشأن غزة".
أما في إسرائيل نفسها، كان الرد الأولي على أمر محكمة العدل الدولية - كما كان الحال بالنسبة للتحركات السابقة التي اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية والدول الثلاث التي تخطط للاعتراف بفلسطين- يتسم بالغضب والتحدي.. حيث أصر بيني جانتس، الجنرال السابق والسياسي المعارض الذي انضم إلى حكومة نتنياهو الحربية في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، على أن إسرائيل "ملتزمة" بمواصلة القتال "لإعادة محتجزيها وضمان سلامة مواطنيها".
في الوقت نفسه، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إن رد إسرائيل على "الأمر غير ذي الصلة الصادر عن المحكمة المعادية للسامية في لاهاي" يجب أن يتمثل في احتلال رفح وزيادة الضغط العسكري والهزيمة الكاملة لحماس".
لكن السياسيين الفلسطينيين رحبوا بالحكم وقالت وزارة خارجية جنوب أفريقيا، التي رفعت القضية، إنها ستتوجه الآن إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنفيذ أمر المحكمة، فيما أكد زين دانجور، المدير العام لإدارة العلاقات الدولية والتعاون الدولي بجنوب أفريقيا، أن هذا الأمر:" يعد رائدًا لأنها المرة الأولى التي تتم فيها الإشارة صراحةً إلى أنه يجب على إسرائيل وقف عملها العسكري في أى منطقة في غزة - وهذه المرة على وجه التحديد في رفح". 
وأضاف: "بينما لا يمكن للمحكمة من الناحية القانونية استخدام مصطلح وقف إطلاق النار، كذلك لا يمكننا من الناحية القانونية الدعوة إلى مصطلح وقف إطلاق النار - فهذه دعوة فعلية لوقف إطلاق النار".
ومن الناحية النظرية، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستطيع فرض عقوبات على إسرائيل إذا رفضت تنفيذ أمر محكمة العدل الدولية، لكن مثل هذه الخطوة لن تكون ممكنة إلا إذا تخلت الولايات المتحدة عن سياستها السابقة المتمثلة في عرقلة تحركات الأمم المتحدة التي تعتبرها إسرائيل معادية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل رفح غزة فاینانشیال تایمز العدل الدولیة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: مسودة اتفاق المعادن الجديدة أكثر إزعاجا لأوكرانيا

وذكرت الصحيفة أنها حصلت في 21 فبراير/ شباط الجاري، على نسخة من مسودة اتفاق جديدة أعدت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي رفض العرض الأول من الولايات المتحدة. وادعت أن المسودة الجديدة لا تتضمن ضمانات أمنية التي يتوقعها الرئيس الأوكراني ضد روسيا مقابل منح كييف المعادن النادرة للولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة، إذا قبلت أوكرانيا هذا الاتفاق، فقد لا تتمكن من إيجاد التمويل الكافي لإعادة الإعمار بعد الحرب. ولفتت إلى أن مشروع 21 فبراير الجاري يدعو أوكرانيا للتنازل عن نصف دخلها من الموارد الطبيعية مثل المعادن والغاز الطبيعي والنفط، وكذلك الموانئ. وحسب ما نشرته وسائل إعلام بينها موقع صحيفة “بوليتيكو” الأوروبية، مؤخرا، نقلا عن مسؤولين لم تكشف عن اسميهما مطلعين على المفاوضات، فإن زيلينسكي رفض توقيع الاتفاق الذي يهدف إلى نقل نصف موارد أوكرانيا من المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة. وفي 3 فبراير الجاري، قال ترامب إن المساعدات العسكرية وغيرها مما قدمته بلاده لأوكرانيا وصلت إلى مبالغ “ضخمة”، وإن إدارته تريد في المقابل عناصر أرضية نادرة من كييف. كما شدد ترامب على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن استمرار الدعم الأمريكي لكييف يجب أن يكون له مقابل. بالمقابل، صرح الرئيس الأوكراني في وقت سابق، بأن بلاده منفتحة على استقطاب الاستثمارات من الحلفاء في قطاع الموارد المعدنية. تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا تحتوي على معادن نادرة تستخدم في التقنيات الحديثة مثل التيتانيوم والزركونيوم. ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: مسودة اتفاق المعادن الجديدة أكثر إزعاجا لأوكرانيا
  • «العدل»: تصريحات ترامب الأخيرة تؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في فرض إرادتها
  • حزب العدل: تصريحات ترامب تؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في فرض إرادتها
  • السعودية تحظى بـأسبوع كبير في الدبلوماسية الدولية.. ما علاقة ترامب؟
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • "العدل الدولية" توافق على مشاركة الاتحاد الإفريقي بقضية التزامات إسرائيل بالأراضي الفلسطينية
  • السعودية.. “أسبوع كبير” في الدبلوماسية العالمية
  • “العدل الدولية” تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات استشارية حول التزامات “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية
  • "العدل الدولية" تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات بشأن إسرائيل
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها