لبنان ٢٤:
2025-03-06@20:31:43 GMT
قصص مأسوية لـفقراء في لبنان.. ما قيلَ عن حالتهم مُحزن جداً!
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
نشر موقع "الحرة" تقريراً تحت عنوان: "الفقر في لبنان يتضاعف ثلاث مرات.. وضحاياه يروون قصصهم"، وجاء فيه: يوماً بعد يوم، تتسع هوة الفقر في لبنان، مبتلعة المزيد من اللبنانيين في آتونها، ليغرقوا في حرمان متعدد الأبعاد وقيود ثقيلة تطال كل جانب من جوانب حياتهم. وبعد مرور نحو خمس سنوات على الأزمة الاقتصادية، أصبح تأمين أبسط احتياجات الحياة الكريمة حلماً بعيد المنال للعديد من العائلات.
وصل الفقر بعائلة مروى، ابنة بلدة ببنين في عكار، إلى حدّ لم تستطع فيه تعبئة قارورة الغاز التي فرغت منذ 4 أيام، ولم تجد سوى الحطب بديلاً، وتقول: "أولادي محرومون من كل شيء. ابنتي البالغة من العمر عشر سنوات لا أستطيع شراء ملابس داخلية لها. تملك واحدة منها فقط، أغسلها ليلاً لتعاود ارتداءها في الصباح، وابنتي الأصغر سناً طلبت مني ساندويش شوكولاتة منذ 4 أشهر، وحتى الآن تحلم بأن تأكلها".
وفوق هذا، طرد مدير المدرسة أبناء مروى لعدم قدرتها على تسديد المبلغ المتبقي من الرسوم، وتقول: "رغم أنها مدرسة رسمية، إلا أن هذا العام طلب المدير رسوماً قدرها 320 دولاراً. دفعت 170 دولاراً منها وبقي 150 دولاراً".
وتضيف: "من أين لي هذا المبلغ؟ زوجي عامل يومي استدان قبل أيام عبوة حليب من الصيدلية على أن يسدد ثمنها نهاية الشهر إذا توفر المال، وأنا مريضة أعاني من ضغط الدم وأنتظر فاعلي الخير لكي يؤمنوا لي الدواء".
وارتفع معدل الفقر في لبنان أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي (بين عامي2012 و2022)، إلى 44% من مجموع السكان، وفقاً لتقرير جديد للبنك الدولي حمل عنوان "تقييم وضع الفقر والإنصاف في لبنان 2024: التغلب على أزمة طال أمدها"، صدر أمس الخميس.
وخلص التقرير الذي استند إلى دراسة استقصائية للأسر، في 5 محافظات في لبنان (عكار وبيروت والبقاع وشمال لبنان ومعظم جبل لبنان)، إلى أن واحداً من كل ثلاثة لبنانيين في هذه المناطق طاله الفقر في عام 2022.
ويسلط التقرير الضوء على التفاوت في توزيع الفقر في لبنان، مشيراً إلى أن معدل الفقر في شمال لبنان وصل إلى 70% في عكار، حيث يعمل معظم السكان في قطاعيي الزراعة والبناء.
ولم تتضاعف نسبة المواطنين اللبنانيين الفقراء ثلاثة أضعاف مقارنة بعقد مضى فحسب، بل بحسب التقرير "ازدادت حدة فقرهم مع ارتفاع فجوة الفقر من 3% في عام 2012 إلى 9.4% في عام 2022. وفي الوقت نفسه، يبدو أن عدم المساواة في الدخل قد تفاقم بين اللبنانيين".
وشملت الدراسة التي أُجراها البنك الدولي بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بين كانون الأول 2022 وأيار 2023، اللبنانيين والسوريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى (باستثناء الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات)، وتضمنت البيانات التي تم جمعها، الخصائص الديموغرافية، والتعليم، والتوظيف، والصحة، والنفقات، والأصول والممتلكات، والدخل، وإستراتيجيات التكيف.
أرواح في خطر تكافح منال، لجمع المال لإنقاذ ابنها البكر فؤاد، البالغ من العمر 29 عاماً من المرض، وتقول: "إن غبني بحاجة ماسّة إلى عملية جراحية لإزالة حصوات في الكلية، تكلفتها ألفي دولار، وأنا أصر على إجرائها لدى طبيبه الخاص، خشية من تعرّضه لمضاعفات خطيرة في مستشفى حكومي".
تواجه عائلة منال (من المتن الشمالي) ظروفاً مادية صعبة جداً، فزوجها بحسب ما تقوله لموقع "الحرة" "فقد وظيفته كسائق بعد إغلاق المعمل الذي كان يعمل فيه، ولم يكد يمضي أسبوع على بدء فؤاد العمل كحارس أمن، حتى أصيب بألم حاد لنكتشف أنه بحاجة إلى عملية جراحية".
وطلبت الوالدة لثلاثة أبناء المساعدة من جمعيات عدة، دون جدوى، وتقول: "يعتصر قلبي ألماً كلما سمعت صراخه من الوجع"، وتتساءل: "هل المطلوب مني أن أسرق أو أمارس أعمالاً غير أخلاقية لتأمين كلفة العملية؟". في سياق حديثها، تؤكد منال عزمها على إنقاذ ابنها، ولو اضطرت إلى التسوّل قائلة: "لن أفقده بسبب نقص المال".
صراع مرير يحذّر مختار بلدة ببنين ورئيس اتحاد روابط مخاتير عكار ورئيس جمعية "عكار الزاهر الخيرية"، زاهر الكسار، من مخاطر الفقر المتفاقمة التي باتت تهدد حياة المواطنين وتنذر بانفجار اجتماعي.
ويؤكد الكسار في حديث مع موقع "الحرة" أن "رقعة الفقر توسعت لتشمل شرائح اجتماعية لم تكن متوقعة، وذلك نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أدت إلى فقدان عدد كبير من المواطنين لوظائفهم أو لمدخراتهم في المصارف إضافة إلى تآكل قيمة الرواتب نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار".
ويشدد الكسار على معاناة اللبنانيين اليومية في تأمين لقمة عيشهم، قائلاً "هم يصارعون من أجل الحصول على أبسط متطلبات الحياة من طعام وشراب ودواء". (الحرة)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الفقر فی لبنان من العمر
إقرأ أيضاً:
شتوة تحبس اللبنانيين لساعات بشكل مذل..وعود التحقيق اسطوانة مشروخة
لم يشأ أن يتحفنا فصل الشتاء الذي كان بخيلا هذا العام بخيره، إلا بـ"شتوة" جدّدت المشهد المذلّ ذاته: شوارع تتحول إلى أنهار، سيارات عالقة، مواطنون محاصرون في سجن مؤقت، وأعصاب تحترق! فلا المشهد بجديد، ولا اللبنانيين بحاجة إلى نشرات جوية لتوقع الكارثة، فقد باتوا يحفظون السيناريو عن ظهر قلب: بعض زخّات مطر، فيضانات، فوضى مرورية، ووعود جوفاء سرعان ما تجرفها السيول كما تجرف معها ما تبقى من ثقة بمن يتولون السلطة..الفضيحة ليست في الأمطار، بل في دولة لم تتعلم من أخطائها، في مسؤولين يختبئون خلف التصريحات والتبريرات، في صفقات مشبوهة لمتعهدين احترفوا الغش تحت مظلة المحسوبيات. فكيف لدولة تتمتع بـ"سيادة" أن تعجز عن تنظيف مجاري تصريف المياه؟ كيف لنظام يتفنن في فرض الضرائب والرسوم أن يفشل في تأمين بنية تحتية تصمد أمام أوّل اختبار طبيعي؟ كل عام، يدفع اللبنانيون ثمن الإهمال، لكن الفاتورة لا تُرسل إلى الفاعل الحقيقي، بل إلى الشعب المقهور، الذي لا يجد من يحاسب لصوص المشاريع الوهمية، ولا من يزجّهم في السجون التي تُفتح فقط لـ "غير المدعومين". فإلى متى يبقى المواطن رهينة غرقٍ موسمي، ومتى يغرق هذا "الفساد" في مستنقع محاسبة لا نجاة منه؟
وكأن اللبنانيين لا ذاكرة لهم، أو كأنهم مجرد متلقّين لأخبار حفظوها عن ظهر قلب! رئيس الحكومة نواف سلام، على وقع السيول التي اجتاحت الطرقات وشلّت حركة المواطنين، بادر إلى الاتصال بوزير الأشغال مستوضحًا، ثم طلب فتح تحقيق "فوري" لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين! ولكن... هل سمعنا هذا الكلام من قبل؟ نعم، ومرات لا تُحصى في كل كارثة، تنطلق عبارات "التحقيق الفوري"، وكأنها مفتاح الحل، ثم تُدفن النتائج في أدراج النسيان، أو تخرج بصيغة "لا أحد مسؤول"، أو على الأكثر، ولو أنّها لا تحصل دائما، يُضحّى بموظف صغير ليُغلق الملف. فمن يصدّق بعد اليوم أنّ هناك تحقيقًا جديًا سيطال المتعهدين الفاسدين، أو المحسوبيات التي سهّلت لهم هدم البنية التحتية بدل بنائها؟ ومن يجرؤ على الاعتقاد بأن دولة تتقن التهرب من المحاسبة ستفاجئنا هذه المرة بعقوبات تطال الرؤوس الكبيرة بدل أن تنتهي بعبارة "عطلٌ تقني خارج عن السيطرة"؟
اللبنانيون لم يعودوا ينتظرون نتائج "تحقيقات الطوارئ"، لأنهم يعرفون مسبقًا أن القصة ستنتهي كما بدأت: فوضى، غضب، وعود، ثم نسيان... إلى "الشتوة" المقبلة!
وفي إيجاز لمشهد أمس، فمنذ الساعة الواحدة ظهرًا، تحوّلت العاصمة بيروت ومحيطها إلى سجن مفتوح للسيارات والمواطنين العالقين وسط فوضى مرورية خانقة. الطرقات الرئيسية شُلّت تمامًا، وامتدت الطوابير الطويلة من المركبات حتى وصلت إلى الأوتوستراد الساحلي باتجاه الشمال، فيما غاب أي أثر للقوى الأمنية، خاصة بين العدلية والحازمية".
في الحازمية، المتحف، سن الفيل، طريق المرفأ، جسر الرينغ باتجاه الأشرفية، وحتى السيتي سنتر، لم تكن المشكلة مجرد زحمة سير. هنا، اختفت الطرقات تحت مياه السيول، وغرق الناس في مشهد يليق بأفلام الكوارث، لا بمدينة من المفترض أن تكون عاصمتها مجهّزة لمواجهة الأحوال الجوية العادية، إلا أنّ ما هو افظع حسب الصور التي انتشرت، هي كميات النفايات التي لفظتها المجاري المائية، وهذا ما يعبّر مجددًا عن مسؤولية المواطنين الذين يدفعون في مكان ما أيضا ثمن أفعالهم التي ترتد عليهم.
بالتوازي، وحسب خبير جوي تواصل معه موقع "لبنان 24"، فإن المناطق التي شهدت زحمة سير خانقة، تلقت أكثر من 20 ملم من الأمطار في وقت قياسي، وهو أمر نادر الحدوث، خاصة في الدكوانة ومحيطها، حيث تشكلت خلية رعدية أمطرت بغزارة شديدة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت قطرات المطر أكبر حجمًا، ما زاد من سرعة تراكم المياه، وهذا ما يفسّر العامل الطبيعي لمشهد أمس. المصدر: خاص لبنان24