لماذا أعادت “القسام” فتح ملف أسرى الاحتلال القدامى لديها؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن استحضار كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الحديث عن مصير أسرى سابقين لديها، جاء ضمن سلسلة متكاملة من إجراءات تعاطيها مع ملف الأسرى.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، بثت القسام مقطعا مرئيا تحذر فيه من مصير غامض للإسرائيليين الذين أسرتهم في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مثلما حدث مع أسرى سابقين احتجزتهم الحركة قبل بداية الحرب.
وقالت القسام في مقطع الفيديو إن “هدار غولدين، وشاؤول آرون، وهشام السيد، وأبراهام منغستو، مضى على اعتقالهم أكثر من 10 سنوات”، وتساءلت “هل نسيهم شعبهم وعائلاتهم كما نسيتهم وفرطت بهم حكومتهم وجيشهم؟” كما أضافت محذرة “هل سيقضي أسرى 7 أكتوبر ما قضاه هؤلاء؟”.
مقالات ذات صلة ألبانيز تدعو إلى فرض عقوبات وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان المحتل (تدوينة) 2024/05/25وأوضح الفلاحي، خلال تحليله المشهد العسكري في القطاع، أن هذا الاستحضار يعطي دلالة واضحة على أن ملف الأسرى يحتل أهمية كبيرة على المستوى السياسي والعسكري لدى حماس، وأنه من أوراق الضغط التي تستخدمها فصائل المقاومة بطرق مدروسة.
ولفت الخبير العسكري إلى أن ذلك جاء بعد يوم من إعلان القسام أن قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة بجيش الاحتلال أساف حمامي تم أسره في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وكشفها تعرضه للإصابة خلال اعتقاله، مع ترك غموض حول مصيره حاليا.
ويضيف الفلاحي أن ذلك التسلسل يقدم رسائل للرأي العام الداخلي لدى الاحتلال بأن ملف الأسرى لا يحظى باهتمام حكومة بنيامين نتنياهو، بدليل عدم اكتراثها بمصير أسرى معتقلين منذ 10 سنوات، فشلوا حتى في توفير معلومات دقيقة عن مصيرهم.
وبشأن توقيت هذا المقطع، يشير الخبير العسكري إلى أنه جاء مع تصاعد العملية العسكرية بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي يقول جيش الاحتلال إن الأسرى موجودون فيها، وهو ما يعطي رسالة تحذيرية بأن هذه العملية تهدد حياة هؤلاء الأسرى، وأنه لن يصلوا إليهم إلا جثثا هامدة كما حصل سابقا.
كما أنه جاء بعد وصول مفاوضات صفقة الأسرى لطريق مسدود، والحديث عن صفقة جديدة يتم بحثها في باريس، وهو ما يعطي -حسب الفلاحي- رسالة أخرى من المقاومة بأنه لا مجال لاستعادة الأسرى إلا من خلال التفاوض، حيث لم تفلح أي مساع أخرى في الوصول إلى أسرى محتجزين منذ 10 سنوات.
ويرى الفلاحي أن الضغوط على حكومة الاحتلال ستتزايد، حيث يجدد الفيديو الأمل لدى أهالي وذوي الأسرى القدامى باحتمالية بقائهم على قيد الحياة، ومن ثم تتجدد مطالبهم بالإفراج عنهم وتحميل نتنياهو والحكومة مسؤولية عدم تحريرهم حتى الآن.
وبشأن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عملياته في رفح عقب إصدار محكمة العدل الدولية قرارا يلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح، وفتح كل المعابر البرية للقطاع لا سيما معبر رفح، يرى الفلاحي أن ذلك يعطي دلالة واضحة على أن الاحتلال لا يكترث لتلك القرارات رغم كونها ملزمة.
لكنه أشار إلى أن المعارك ما زالت مستعرة في مختلف المناطق التي وصلت إليها قوات الاحتلال في رفح، وأن خسائر جيش الاحتلال المعلنة اليوم تعطي دلالة واضحة على أن المقاومة تقوم بما يمكن أن تقوم به لمنع قوات الاحتلال من التوغل في رفح.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
“القسام” تعلن تفجير أحد عناصرها نفسه بقوة إسرائيلية شمال غزة
أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة، تنفيذ “عملية أمنية معقدة” بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بتفجير أحد عناصرها نفسه بجنود إسرائيليين بعد تنكره بملابس قناص إسرائيلي قتله.
وقالت عبر حسابها على تلغرام: “في عملية أمنية معقدة تمكن مجاهد قسامي من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده بعد ظهر اليوم من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع”.
وأضافت أنه “بعد ساعة من الحدث تنكر نفس المجاهد بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح“.
ومنذ شن “إسرائيل” عملية برية على قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عادة ما تعلن كتائب القسام استهداف جنود إسرائيليين في عمليات قنص أو كمائن إضافة إلى استهداف آليات، لكنها المرة الأولى التي تعلن فيها تفجير أحد عناصرها نفسه بجنود إسرائيليين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل “إسرائيل” مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
(الأناضول)