أفقدتهم ملايين المتابعين.. كيف يمكن البناء على نجاح حملة حظر المشاهير نصرة غزة؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
بعد مرور ما يقرب على أسبوعين من انطلاق حملة حظر المشاهير "بلوك أوت" والتي انطلقت بسبب دعم بعضهم للاحتلال الإسرائيلي وتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تُثار تساؤلات عن مدى نجاحها والفائدة المرجوة منها.
وكانت الحملة قد انطلقت في البداية عالميا ثم بدأت بالانتشار عربيا، فهي ليست موجهة فقط للمشاهير الأجانب بل أيضا العرب الذين اعتبر المتابعين العرب أن معظمهم كان مُقصرا في نصرته لقطاع غزة ودعمه لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
The movement is gaining steam, keep going! #blockout2024
Block @taylorswift13 pic.twitter.com/6RGA3ZZ0lD — Free Palestine (@WildernessWypt) May 10, 2024
وجاءت الحملة بعد حفل ميت غالا-Met Gala والذي يعرض فيه المشاهير أحدث صيحات الموضة، وقد أثار هذا الحفل الجدل لأنه أظهر كيف يصرف هؤلاء المشاهير ببذخ في هذه المناسبات في الوقت الذي يموت فيه سكان غزة من الجوع.
وفي ذات الحفل أيضا، أثارت عارضة الأزياء هيلي بيلي الجدل بعد أن قامت بتصوير فيديو تقوم فيه بمزامنة شفتيها مع عبارة "دعهم يأكلون الكعك"، وتعرضت بسببه لهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها لإصدار توضيح ملابسات ما حدث.
ووفقا للأرقام المنشورة على موقع "socialblade" المتخصص في تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اطلعت عليها "عربي21" فقد خسر بعض المشاهير نسبة لا بأس بها من المتابعين منذ بدء الحملة.
فمثلا خسرت المغنية والممثلة ريهانا نحو 58 ألف آلاف متابع على منصة إكس، أما المغنية والممثلة سيلينا غوميز فقد خسرت منذ بدء الحملة مليون و159 ألف متابع على انستغرام، و117 ألف متابع على منصة "إكس" (تويتر سابقا).
أما نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، فخسرت 929 ألف على إنستغرام، و91 ألف على منصة إكس، بينما خسرت الممثلة والمغنية زيندايا 342 ألف متابع على انستغرام و43 ألف على منصة إكس.
كذلك خسرت كايلي جينر وهي نجمة تلفزيونية 637 ألف متابع على إنستغرام، أما المغنية وكاتبة الأغاني بيلي إيليش، فخسرت نحو 611 ألف متابع على إنستغرام، بينما خسرت المغنية بيونسيه نحو 789 ألف متابع على إنستغرام.
"تحميل المسؤولية للصامتين"
وفي ظل الاستجابة الواسعة للحملة كان لا بد من معرفة مدى نجاحها وتأثيرها على أرض الواقع في غزة، وهل ساهمت في توعية المتابعين المتزمتين لهؤلاء المشاهير أم لا؟
الاستشاري في الإعلام الجديد خالد صافي، قال إن "الحملة انطلقت عالميا ثم عربيا وكانت قوية جدا لأن عدد كبير جدا من الناس انخرطوا فيها وغردوا على الهاشتاج الخاص بها، أيضا رأينا نتائجها مباشرة من خلال إلغاء متابعة عدد كبير من هؤلاء المشاهير وحظرهم، وهناك فرق كبير جدا في عدد متابعي حسابات هؤلاء المشاهير تناقصا نتيجة الحملة التي لا زالت مستمرة حتى الآن".
وحول تأثير الحملة قال صافي لـ"عربي21"، "هي ربما عبارة عن طوفان جديد يسمى طوفان المشاهير، فبعدما استطاعت غزة أن تحرك كل الشرائح المجتمعية، ها هي الآن تحرك المتواجدين على مواقع التواصل الاجتماعي لإدانة كل من صمتوا على إبادتها وجعلهم في خانة المصطفين إلى جانب الاحتلال، ولأجل ذلك هي نوع من التوعية وطرق الأبواب، وهي أيضا نوع أخر من تحميل الجهات الصامتة المسؤولية عن ما يجري في قطاع غزة".
وأكد أن "غزة قد تستفيد من هذه الحملة لو أن هؤلاء المشاهير عادوا إلى صوابهم وقاموا بعملية النشر والحديث عن غزة، وبالتالي سيكون كلامهم أو رسالتهم أو صورهم أو تغريداتهم موجهة لمجتمعات تعيش حاليا في عالم موازي".
وتابع: "هؤلاء المشاهير لديهم من الجماهير ممن لم يسمعوا عن غزة وممن لا يريدوا أن يعرفوا شيئا عنها، والذين لو وصلهم أي رسالة من هؤلاء من المشاهير والمؤثرين قد تُغير في قناعاتهم وقد تجعلهم يتحركون إلى الميادين".
وأوضح أن "هؤلاء المشاهير لهم وزن مجتمعي ومؤثر، وبالتالي قد يضغط هذا الأمر على الحكومات وعلى الجهات الرسمية والسيادية في الدول لتغيير قناعاتها تجاه ما يجري في غزة لو أنهم رفعوا سيفها وتحدثوا بأنهم يناصرون الحق وأهل غزة، ولأجل ذلك تستفيد غزة لو فعلا كان لهؤلاء المشاهير صوت إلى جانبها من خلال نشرهم للجرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين والأطفال فيها".
وعن مدى استجابة هؤلاء المشاهير للحملة قال صافي، "حتى اللحظة لا يوجد بوادر لهذه الاستجابة، وكل ما يوجد هو عملية تبرير منهم لعدم انخراطهم، ومعظم ما وصل منهم هو عملية تبرير صمتهم وليس رغبة منهم في تعديل مسارهم".
وأضاف: "ربما كان هناك واحدة من المشاهير وهي هايلي بايلي من قد استجابت نوعا ما، حيث اعتذرت عن كلمة قالتها وهي -فليأكلوا كعك- واعتذرت عن الملابسات التي فُهم فيه المشهد من أنه ما بين أغنياء في طبقة غير مهتمة إطلاقا بفقراء وفلاحين على اعتبار أنها عبارة قيلت في زمن سابق".
وخلص بالقول، "أما أن يعتذر بعض المشاهير الصامتين ويغردون للقضية حتى الآن لم يحدث ذلك، لكن الحدث الوحيد الذي تم أو لمسناه بشكل كبير على المنصات هو نقصان عدد من المتابعين بشكل كبير جدا، وهذا قد يكون أثر إيجابي عندما يتم تصدير مشاهير أخرين ايجابيين يتحدثوا عن القضية وينزوي الآخرين من المشهد، أي يفردوا مساحة أكبر للمحتوى الفلسطيني الإيجابي للظهور".
زيادة الوعي
من جهته قال الخبير في التسويق الإلكتروني والإعلام الجديد محمد أبو سليم، عن جدوى الحملة "هناك عدة نقاط رئيسية أولا، هي تساعد في زيادة الوعي حول القضايا الإنسانية بشكل عام والوضع في غزة بشكل خاص، من خلال إثارة النقاش العام وتسليط الضوء على المواقف السلبية لبعض المشاهير، لأن الناس والجماهير بشكل عام ينتظرون من المشاهير الذين يتابعوهم ويسمعون لهم على الأقل أن يكون لهم مساهمات إيجابية في هذه القضية".
وتابع أبو سليم في حديث خاص لـ"عربي21"، "أما القنطة الثانية المهمة هي المساءلة الاجتماعية، فعند حظر أو مقاطعة بعض المشاهير الذين يتجاهلون القضايا الإنسانية هذا يُرسل رسالة قوية لهم مفادها بأن الجماهير لا تتسامح مع من يتجاهل القضايا العادلة في الوطن العربي وخصوصا القضية الفلسطينية والأحداث الجارية في غزة".
وأوضح أن "هذه المساءلة الاجتماعية قد تدفع المشاهير والشركات للتفكير مليا في مواقفهم وتصريحاتهم، لكي يراعون ويعلمون أنهم سيتعرضون للمساءلة المجتمعية من الجمهور بشكل مباشر".
ووفقا لأبو سليم فإن "التأثير الاقتصادي هو الأمر الثالث المُعبر عن جدوى هذه الحملة، حيث ستؤثر مقاطعة وحظر المشاهير على عقود الرعاية، وبالتالي ستفكر الشركات الراعية مرتين وثلاثة قبل أن تتعامل مع أيا من هؤلاء المشاهير الذين تم حظرهم".
وحول تأثير هذه الحملة على غزة وما إذا كانت ستستفيد منها أم لا، قال، "هناك عدة جوانب ونقاط مهمة، أولا تحويل الانتباه إلى القضية الفلسطينية، بمعنى تساهم هذه الحملة بتسليط المزيد من الضوء على قضية الشعب الفلسطيني وعلى ما يحدث في غزة، وهذا يساعد لاحقا في الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لاتخاذ إجراءات معينة".
وتابع: "النقطة الثانية وهي مهمة جدا، وهذا شهدناه بشكل صريح وواضح في العالم وهو التضامن الدولي، حيث تشجع هذه الحملات التضامن الدولي وتولي دعم أكبر للفلسطينيين من قبل الشعوب في مختلف أنحاء العالم".
إلا أن أبو سليم يرى "أن تأثير هذه الحملة على الأرض للأمانة سيكون محدود، رغم أن الحملات الرقمية بشكل عام ترفع الوعي وتساهم في إحداث نقاش ورأي عام، ولكن تأثيرها المباشر على الأرض سيكون محدود".
واستدرك بالقول: "ولكن إذا تم ترجمة زيادة الوعي لدعم مالي وإنساني على المدى الطويل هنا ستكون الفائدة عظيمة جدا، بمعنى لا نريد فقط رفع وعي الناس وأن يتضامنون بالكلام فقط، بل نريد ترجمة هذا الأمر لدعم مالي وإنساني ليس فقط الان، بل على المدى الطويل أيضا".
وأكد أن "هناك تحديات قد تواجه هذه الحملة، وإحداها هي الانتقائية والتوجيه، بمعنى أتوقع أن تواجه بعض الحملات انتقائية، أي توجيه الغضب نحو فرد معين دون التركيز على الحلول الشاملة".
وفسر هذه الانتقائية المتوقعة بالقول، "اختيار بعض المشاهير وترك البعض الأخر، والتركيز على قضية انتقادهم دون تقديم حلول أخرى، ثانيا قد نواجه ردود فعل عكسية، مثلا قد نجد مشهور عليه حملة مقاطعة تأخذه العزة بالإثم ويقوم بعمل عكسي، ولهذا لا نريد زيادة الاستقطاب في هذا الموضوع، فالفكرة هي بالتضامن وليس مزيدا من الاستقطاب".
وخلص بالقول، "يمكن إدارة نجاح هذه الحملة وتحويله لواقع ملموس على أرض الواقع، عبر جعلها جزء من استراتيجية أكبر تتضمن الضغط السياسي والدعم الإنساني الفعلي على أرض الواقع، ولكن إن بقيت هذه الحملة ضمن الاطار الرقمي والافتراضي لن يكون لها تأثير كبير للأسف".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المشاهير الفلسطيني غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المشاهير المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هؤلاء المشاهیر ألف متابع على بعض المشاهیر على إنستغرام هذه الحملة على منصة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تبون: لا يمكن افتراس الجزائر عبر "هاشتاغ"
أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الجزائر محمية من محاولات زعزعة استقرارها مشيرا إلى أن من المستحيل التأثير عليها أو النيل منها عبر الحملات الإلكترونية واستخدام "الهاشتاغات".
وقال تبون اليوم الثلاثاء خلال لقاء الحكومة مع الولاة في قصر الأمم بنادي الصنوبر في الجزائر العاصمة: "سنحمي هذا البلد الذي تسري في عروق شعبه دماء الشهداء، فلا يظُنّنَ أحد أن الجزائر يُمكن افتراسها بهاشتاغ".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت تصدر وسم (هاشتاج) بعنوان "أنا مع بلادي"، حيث توحد الجزائريون داخل وخارج الوطن للدفاع عن استقرار بلادهم والرد على حملة إلكترونية مضادة حاولت ضرب استقرار البلاد.
وجاءت حملة (هاشتاج) "أنا مع بلادي" ردا على حملة أخرى انتشرت على مواقع التواصل تحت وسم (هاشتاج) "مارانيش راضي"، التي زعمت أن الجزائريين ناقمون على نظام الحكم في البلاد والأوضاع المعيشية.
فأطلق الجزائريون حملة أوسع ردا على ذلك باستخدام هاشتاج "أنا مع بلادي"، شارك فيها فنانون، وإعلاميون، ومثقفون، إلى جانب مواطنين من مختلف شرائح المجتمع، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وإظهار دعمهم الكامل لأمن واستقرار الجزائر.
وأكد الجزائريون من خلال هذه الحملة دعمهم المطلق لبلادهم ورفضهم القاطع لأي محاولة من شأنها أن تهدد أمنه واستقراره.