الحقائق المزدحمة في الأزمة التونسية الراهنة
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تستوقف الأزمة التونسية كل من يتابعها من قريب أو بعيد بأسئلة مسكونة بكثير من الاستغراب والحَيرة: ما الذي يحدث في مهد الربيع العربي؟ والأهم من ذلك إلى أين قد يسير؟
الرواية.. والروايات الأخرىعدا عن المطّلعين على كثير من المعطيات وما تيسر من الخفايا، يغرق أكثر الناس في خليط ملغوم من المعلومات والإشاعات والمواقف والقراءات، إلى الحد الذي ينتهي فيه ذلك إلى مقاربات متناقضة يتواجه فيها من يعتبر الرئيس الحالي قيس سعيد منقلبًا على الثورة ودستورها وقواها الحية، ومن يراه على العكس من ذلك الوفي لها والأمين عليها وقائد مسيرة التصحيح والساعي بلا هوادة إلى تحقيق أهدافها بعد أن تم التخلي عنها من قبل من ادعى طويلًا الحديث باسمها.
معسكران تحتدم المواجهة بينهما ليس فقط في شكل استقطاب سياسي حادّ أو حتى معالجات أمنية ظهرت في شكل قضايا مثيرة للجدل تحت عناوين خطيرة ليس أقلّها "التآمر على أمن الدولة" ناهيكم عن "إتيان أمر موحش في حقّ رئيس الجمهورية"، مرورًا "بهضم جانب موظف عمومي"، و"الترويج لأخبار زائفة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ من شأنها تكدير صفو النظام العام" .. ليس هذا فقط وإنما الأهم هي المواجهة الضروس في حلبة بناء السرديات، أين يطرح كل طرف روايته للوقائع والسياقات سواء ما كان منها قبل ثورة 2010 أو ما تلاها من "انتقال ديمقراطي" ثمّ "مسار الخامس والعشرين من يوليو/تموز؟".
بين هذا وذاك تاه التونسيون في حرب الروايات هذه، وهم يئنّون تحت وطأة أزمة سياسية متفاقمة وأخرى اقتصادية خانقة لم تتوقف عن إنذارهم بالأسوأ وفق أرقام رسمية قبل أن يكون مصدرها معارضين يتصيّدون عثرات نظام الرئيس سعيد.
وإذا أحلنا هذه المواجهة الساخنة على عقل بارد يتعمد أخذ مسافة من مشاحناتها، ويطلب الإفلات من الأحكام السهلة المعممة ولا يبالي بما سيقود إليه كل ذلك من نيران صديقة وعدوة، يمكن القول إن الساحة التونسية هي ساحة تزدحم فيها الحقائق على نحو ملغوم ومستمر ما دامت تبدي أطراف الأزمة انهماكًا في تطوراتها على حساب العمل الأصعب، وهو القيام بمراجعة عميقة ودقيقة ونزيهة، تقود إلى بناء سردية مغايرة منزوعة إلى حد ما من دسم الرهانات السياسية المباشرة سواء أكانت مواعيد انتخابية أو تصفية خصومات قائمة.
وسيُقصر المقام حتمًا على جرد كل تلك الحقائق التي تغلي داخل قدر الأزمة في تونس، لكن الإشارة إلى بعض من أهمها كفيل إلى حد ما بنقل تمثُّل تلك الأزمة من رد الفعل إلى التأمل المتأني ولو بقدر ما.
تركة ملغومةإن الناظر في أدبيات السجال الفكري والسياسي في تونس يجد أنه طاول حتى هُوية الشعب التونسي ودولة الاستقلال التي أقامها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، رغم أنه نص في دستورها على مادة نجحت في أن تكون عابرة لكل الحقب السياسية والاجتماعية رغم ما تخللها من مطبات خطيرة ألا وهي المادة الأولى التي تعرّف الدولة التونسية بكونها: "لغتها العربية ودينها الإسلام".
في كل الأحوال تركت "البورقيبية" ميراثًا غائمًا على هذا الصعيد، فبين تقليديين محافظين وآخرين حداثيين تغريبيين، نشبت معارك باردة وحامية سعى كل طرف فيها إلى جذب البلاد والعباد إلى مربعات تكفلت الأيديولوجيا شيئًا فشيئًا بتعزيزها وتحويلها إلى قوالب ومتاريس ضمن خطوط اشتباك بقيت فاعلة في مختلف المربعات كالشارع والجامعات والنقابات ومنابر الإعلام والثقافة.
في مختلف هذه المراحل التاريخية شقت سفينة التونسيين عباب أزمات خطيرة، رسمت مسافة بين استعلاء النخب بأنواعها وتطلّع رجل الشارع في تونس إلى حياة أفضل وحد أدنى من الحقوق والكرامة، مع مسحة من الأنانية والتواكل تصاعدت وانخفضت بحسب المرحلة ومن يقودُها.
والأكيد هو أن مرحلتَي الراحلين بورقيبة وبن علي، خلّفت وراءهما منجزات وألغامًا وتركات ثقيلة في مختلف المجالات، وليس من المجدي في شيء التطرّف في قراءة ذلك الإرث بين من يعتبرهما عصرًا ذهبيًا، والحقيقة ليست كذلك، ومن يرى فيهما مسارين خاطئين من المبتدأ إلى المنتهى كان محكومًا بالفشل ولم يخلف شيئًا يعتدّ به.
سقوف عاليةكان يجب أن ننتظر ثورة 2010، لتجد البلاد نفسها وجهًا لوجه مع محصول هو في منزلة بين المنزلتين تتوسط القراءتَين، فلقد قاد السياق المأزوم لدولة الاستقلال إلى تحول فاق مستوى الأزمة العابرة حتى إنه أرغم الراحل بن علي على مغادرة البلاد دون عودة إلى أن وافاه الأجل المحتوم في منفاه بالمملكة العربية السعودية، كما وجد المعارضون أنفسهم أمام وضع ناضلوا طويلًا لأجله لكنهم ويا للمفارقة لم يصنعوه إلا كخلفية بعيدة زمنيًا، إلا أنه "أرغمهم" على التصدي مباشرة لأعباء الحكم لا من موقع الشراكة التي لم يسمح بها نظام الحزب الواحد أو المهيمن، وإنما من موقع التأسيس، وهو الأمر الذي يستلزم دون شك رجالات دولة، وقبل ذلك فكرًا ناضجًا ومشاريع معمقة والأهم والأخطر قدرة على التعايش والقبول المتبادل والإدارة البنّاءة للخلافات.
الآن وعلى مسافة من السقوف المرتفعة للشعارات والتوقعات، كان لا بد من طائر الأحلام أن يحطّ على أرض الواقع، ويتطلع إلى الوراء ليراجع وإن على مضض مسلمة أن تونس شهدت ثورة، وأنها كانت ثورة على غير منوال سابق، والصحيح هو أنها كانت ثورة في أفقها وفي تصورها النظري لإعادة تشكيل الدولة، لكنها على أرض الواقع كانت أقرب لانتفاضة غضب هوجاء غيّرت رأس المنظومة دون أن تغيّر جوهرها، وهي بهذه الصيغة لم تكن تملك خارطة طريق سياسية وتنموية عدا عن إقامة مؤسسات ديمقراطية هي بلا شكّ مكسب لا يقدر بثمن إلا أنه لم يكن كافيًا في ذاته ليحفظ المسار من التعثر، وفي النهاية من السقوط.
هذه النظرة التي تستعيد التجربة تضعنا أمام حقيقة أخرى مركبة ومفصلية، ألا وهي أن سنوات الإقصاء لمختلف التيارات والأحزاب زمن الدكتاتورية والإغراق في الأيديولوجيا والركون إلى الخطاب الاحتجاجي، كل ذلك كشف عن قصور في تجربة الحكم حتى وإن جاءت في شكل ائتلافي، وبعد أن سارعت بقرار من أطراف معينة إلى فرض ثنائية حكم/معارضة على انتقال ديمقراطي، لم يكن يحتمل ذلك، وما فعلوا ذلك إلا تمهيدًا لإسقاط معادلة بات الإسلاميون يمثلون رقمها الأساس بناء على شرعية الصناديق وليس غيرها.
حتى على مستوى هندسة الواقع الجديد، زُرعت ألغام خطيرة في طريق المسار الديمقراطي تحت وطأة الجزع من تغول "البعبع الإخواني" تلك الفزاعة التي تسكن روح ونصوص قانون البقايا الذي حكم على النظام البرلماني بالتشتت، وفرض عليه نوعًا من التزوير التوافقي.
إذ إن الجميع يعلم أن كثيرًا من الأطراف دخلت البرلمان وارتفع صوتها فيه، بينما لم تكن في الحقيقة تمثل شيئًا يذكر في موازين الشارع التونسي، ومن ثمة جرى الحديث والاستثمار في مقولة الهوة الآخذة في الاتساع بين الشارع ومؤسسات الانتقال الديمقراطي من قبل نفس الأطراف التي طرحت ودعمت وكرّست قانون البقايا الذي لم يكن سوى مجرد التفاف "فاخر" في مبرراته على ما يقرره صندوق الاقتراع.
ولذلك كان طبيعيًا أن يقع الالتفاف على حكومة منتخبة ديمقراطيًا وإسقاطها بذريعة حدوث اغتيالات إرهابية في البلاد، وهو ما شهدت ديمقراطيات عريقة ومستقرّة أضعافَه وأخطر بكثير منه دون أن يطالب طرف باستقالة حكومة أو إلغاء مسار انتخابي، ناهيكم عن جلد الثورة والإشادة بالمنظومة الديمقراطية في شكل "نعي" لرجالات الدولة و"الخبرات" التي تمت تنحيتها جانبًا استجابة لمطالب الشارع الثائر بضرورة القطع مع المنوال القديم.
وعلى ذكر جدل المنوال في تونس ورغم أن الجميع تقريبًا اتفقوا على أن الثورة في عمقها هي لحظة قطع مع الماضي، فإن ذلك الماضي إنما توارى إلى حين، فخرجت مسيرات للأمن تقدم الاعتذار للشعب بسبب عقود التنكيل والتعذيب ومصادرة الحريات، وقدّمت وجوهٌ ومنابر إعلامية هي الأخرى اعتذاراتها بسبب سنوات طويلة من البروباغندا، والسير في ركاب الدكتاتورية، والإمعان في تزييف الواقع، وتشويه الشرفاء والمناضلين.
إلا أن كل ذلك لم يكن سوى خطوة تكتيكية أملاها الخوف في البداية، ثم استثمر فيها المال الفاسد والغرف المظلمة لاحقًا ليقع الالتفاف على مسار الانتقال الديمقراطي والمرور إثر ذلك إلى قصف مركّز استخدم أساليب الإشاعة وبثّ الفوضى وخلط الأوراق ونشر الأكاذيب في عملية غسل واسعة للأدمغة كانت تقود إلى بلبلة في الأذهان، وفي واقع الناس حتى لم يعد رجل الشارع يدرك من ضد مَن، ومَن هو نظيف اليد من الوالغ في الجريمة بأنواعها.
وساهم ما سبق في خلق الضبابية التي ستمهد بشكل فعال إلى تشتّت الساحة وعودة المنظومة القديمة تحت عنوان: "نداء تونس"، ثم في وقت لاحق إلى بروز أسماء من قبيل قيس سعيّد الذي نادى برحيل الجميع قبل أن يصل إلى سدة الحكم، في تحول سينهي شيئًا فشيئًا الانتقال الديمقراطي، ويعيد البلاد بشكل فج إلى نظام الحكم الفردي بحسب خصومه.
هندسة الانفلاتما دمنا قد التفتنا إلى الوراء في نظرة إلى هذه الحقائق المتراكمة والمتداخلة والمتدافعة، فإنه ليس من محيص عن الحديث عن دور "الانفلات النقابي" في هندسة تلك الفوضى حيث أعطى الاتحاد العام التونسي للشغل نموذجًا مثيرًا للجدل في التعاطي مع الانتقال من الدكتاتورية إلى المسار الديمقراطي، ذلك أن قيادته ناصرت بن علي حتى الرمق الأخير، وإنما ساهمت في الاحتجاجات ضده هياكلُ مهنية وقطاعية وسطى ودنيا كانت بؤرة لكثير من المسيّسين الذين وجدوا في الساحة النقابية ملاذًا لممارسة نوع من المعارضة النقابية إذا جاز التعبير وفيه كثير من التجوّز.
ثم إن اتحاد الشغل حمل ملفاته المثقلة بشبهات الفساد والمحسوبية والإسناد غير المشروط لبن علي حد التملق، وذهب إلى مدينة طبرقة ليعقد هناك في "خلوة" من المسار الديمقراطي مؤتمرًا لم يشهد أي محاسبة حقيقية، وإنما اكتفى بإعادة ترتيب البيت الداخلي على نحو كرّس نفوذ أطراف يسارية وقومية شديدة التطرف على حساب الخط العاشوري الذي كان يتوجّس من محاسبات تفتح عليه أبواب جهنم.
عاد الاتحاد من ذلك المؤتمر بخطاب استعلائي عنيف رمزيًا، صادر به أدنى إمكانية لمحاسبته وجعل يجترّ خطابًا يركّز على دوره في الحركة الوطنية، وهو الخطاب الذي يحمل في أحشائه جوهرًا معاديًا للديمقراطية، حيث كان هناك خلط مقصود ومستمر بين الاتحاد والفئة التي كانت تقوده تمامًا، كما كان بن علي يخلط بين نفسه وحزبه وبين الدولة.
لم يكن غريبًا والأمر كذلك أن يدخل اتحاد الشغل في موجة إضرابات عاتية لم تراعِ الأوضاع الاقتصادية للبلاد ولا الانتقال الديمقراطي الهشّ فيها، حتى تحولت تلك الإضرابات إلى "رياضة وطنية" بات الإضراب العام ضمنها أمرًا يمكن تكراره بعد أن كان حدثًا معدومًا زمن بن علي ونادرًا زمن بورقيبة، وبدا واضحًا لكل ذي عين أن الأطراف الفاعلة داخل القيادة من يساريين وقوميين ومحسوبين على النظام القديم شكلت ما يمكن وصفه بحكومة ظلّ استعاضت بها تلك الأطراف عن ضآلة ثقلها الجماهيري والنتائج الهزيلة التي كان صندوق الاقتراع يمنحها للأحزاب التي تقف وراءها في كل مناسبة انتخابية.
أنى للجماهير الغارقة في ضغوط المعيشة أن تواكب كل هذه التفاصيل وما كان يحاك في الغرف المظلمة وهي ترى الوجوه الثورية مرتبكة مرتعشة الأيادي، تحاول أن تمسك عِصيًّا كثيرة من وسطها وهي تستقل مركبة انتقال ديمقراطي تتلاعب بها أمواج ورياح محلية وإقليمية عاتية.
كان المنتظر هو أن يتم تجاوز المنوال القديم غير أن الذي وقع فعليًا هو أن المنوال القديم سحب إليه مختلف التعبيرات المعارضة له، وانتهى به الأمر إلى احتوائها وتوريطها في مستنقعه الآسن، وهو ما منح الوجوه القديمة الثقة في استعادة الدولة من جديد بل وشنق الثورة بشعاراتها ومن خلال أداتها الأساسية ألا وهي الانتخابات الحرة والنزيهة، تمهيدًا إلى الانقلاب على كل ذلك.
هذه الحقائق المتدافعة المزدحمة هي ما يفسر الصعود الكبير لعبير موسي بعد أن كانت وجهًا ثانويًا في منظومة بن علي متهمة من قبل أعدائها بأنها كانت مجرد "مخبرة"، احترفت كتابة التقارير في تحركات زملائها النضالية والعمل على إفسادها بما عرفت عنه من صراخ وعويل.
ربما كان الرجاء لدى قادة الإسلاميين في ترسيخ ثنائية حزبية تشكل نوعًا من المصالحة التاريخية بين الإسلاميين والدساترة، هو ما استند إليه التوافق بين الشيخين -كما وصفا أيامها- راشد الغنوشي المسجون حاليًا، والراحل الباجي قايد السبسي، وهو كذلك فيما يبدو السبب وراء تقريب الغنوشي لمحمد الغرياني واتخاذه أحد مستشاريه، وهو الذي شغل منصب آخر أمين عام للتجمع الدستوري الديموقراطي حزب الرئيس الراحل بن علي، إلا أن ذلك ذهب أدراج الرياح مع نشوب صراع الخلافة داخل حزب "نداء تونس" وانقسامه إلى حد الاشتباك بالعصيّ، وكذلك بروز خلافات حادة داخل حزب النهضة وصلت حد استقالة وجوه تاريخية.
منقوع للحقائق.. والأكاذيبضمن خليط الحقائق التي تجمع بين التعثّر التنموي والشكلانية في المنجز الديمقراطي والعمل المؤثر الذي قامت به الغرف المالية والنقابية المعادية للديمقراطية وخاصة للإسلاميين، إضافة إلى آلة إعلامية نجحت بإشاعاتها وأكاذيبها وإجادتها شيئًا فشيئًا خلط الحق بالباطل، دون أن ننسى رغبة دول إقليمية وحتى دولية في عودة نظام مركزي السلطة لتجاوز حالة التشتت بل والعبث البرلماني أحيانًا، كل تلك الحقائق مهدت الطريق لنتيجة غريبة في انتخابات 2019 ألا وهي المنازلة في الدور الثاني بين المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي وهو النزال الذي انتهى لصالح الرئيس الحالي قيس سعيد.
يبقى السؤال الآن وفي ظل الأزمة الراهنة المستحكمة في تونس، هل هناك مجال وبوادر لمراجعة عميقة تقوم بجمع الحقائق الكثيرة المتداخلة والمعقدة لتصنيفها وتحديد نسب كل منها ومن ثمة الذهاب نحو بناء سردية خالية قدر المستطاع من الغرض السياسي المباشر والضيّق، وبالتالي القيام بالواجب لصالح الذاكرة الجمعية، وكذلك بناء وعي مفارق وجديد يقطع مع القديم؟
إلى الآن تنهمك الأحزاب في المعارك القريبة مأخوذة بهول عودة الحكم الفردي وما يصادره من نقاش عام وقبله ما أنهاه من مكاسب ديمقراطيّة كانت محل إشادة القاصي والداني، وهي إذ تفعل ذلك لا تبدي اهتمامًا كبيرًا بهذا الجانب أو على الأقل لا تظهر مؤشرات جدية على مدى إدراكها أهمية حرب السرديات هذه، وبضرورة البحث عن الخيط الناظم بين هذه الحقائق في محاولة للمراهنة على بناء وعي جمعي عميق والخروج على أساسٍ من ذلك بالبلاد من فوضى تسكن الأذهان قبل أن تنشر في الواقع في شكل سياسات شعبوية لا أفق لها رغم كل شعاراتها البرّاقة كما يقول خصومها ومتابعون كثر.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتقال الدیمقراطی ألا وهی فی تونس کل ذلک ما کان بن علی فی شکل لم یکن من ذلک إلا أن
إقرأ أيضاً:
كيف كانت الدراما العربية تتفاعل مع قضية فلسطين سابقا؟
تخلوا الأعمال التلفزيونية العربية، التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي، من ذكر القضية الفلسطينية تقريبا، وذلك رغم تعرض قطاع غزة لحرب إبادة غير مسبوقة امتدت على طول موسمين من الإصدارات والمنتجات العربية.
وحل رمضان الماضي في شهر آذار/ مارس 2024، عندما كانت الإبادة في شهرها الخامس، ولم يتضمن سوى ذكر بسيط ضمن حلقات معدودة لبعض الإنتاجات التي تحدثت عن حب فلسطين أو ضرورة دعم مقاطعة المنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يكن هذا الحال في الإنتاجات العربية التي صدرت خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث تم تخصيص حلقات كاملة وأحيانا مسلسلات للحديث عن القضية الفلسطينية والجرائم الإسرائيلية.
طاش ما طاش
سلط أهم إنتاج درامي سعودي الضوء على القضية الفلسطينية، وهو مسلسل "طاش ما طاش"، الذي أنتج في 2002 حلقة باسم "خضار الشرق" تتحدث عن القضية الفلسطينية، وذلك منذ الانتداب البريطاني حتى انتفاضة الأقصى، وتقدم أبرز المحطات التاريخية بطريقة كوميدية وساخرة ورمزية.
تبدأ الحلقة بتقديم شخصية "أبو شنب" التي تمثل الاحتلال الإسرائيلي، وشخصية "داوود" الذي يمثل الولايات المتحدة، ويعمل على إشغال الدول العربية بأمور لا يعرفونها ولم ترد عليهم، بينما يذهب الأول لاحتلال فلسطين، ورمزيته هنا "بسطة زهرة للخضار".
بعدما تمكن "داوود" من إلهاء "ناصر" و"سليمان" وزميله ودعوته لهم إلى منزله من أجل التعرف على "الكيوي" و"الكاكا"، وذهاب شخصية "عبد الرحمن" إلى القهوة، يستغل أبو شنب هذه الحالة ويعتدي بالضرب على زهرة ويسيطر على موقعها في "السوق"، ثم يقول إنه قام بشراء المكان من "زهرة".
يعود جيران زهرة ليجدوا "أبو شنب" الفظ يسيطر على مكان "زهرة"، وهم غير مقتنعين أنه قد يكون قام بشراء المكان الذي لم يعرض يوما للبيع، ثم يجدون جارتهم بنفسها وهي في حالة صحية متردية وآثار الضرب عليها.
وتبدأ رحلة محاولة إعادة حق "زهرة" باللجوء إلى الشرطة التي تمثل هيئة انتداب عسكري أجنبي ويقدم دورها نفس ممثل شخصية "أبو شنب"، وذلك بعد اتفاق جميع جيران زهرة على استبعاد حل "التدخل بالقوة"، وبحسب الحلقة يخضع هذا الانتداب لتأثير اللوبيات والجهات الداعمة لـ "إسرائيل".
تفشل الخطة الأولى باعتبار أن هذه الأمور ليست من اختصاص الشرطة بل من اختصاص مدير البلدية، الذي يقدم دوره أيضا "أبو شنب"، ويرد عليهم أن الصكوك والوثائق التاريخية التي عنده تثبت حق "أبو شنب" في مكان زهرة في السوق.
يلوم جيران "زهرة" أنفسهم ويبدأون باتهام بعضهم البعض بالجبن والخوف بينما "أبو شنب" يجلس في مكانه الجديد ويبدأ بممارسة أعماله بشكل طبيعي، ليتم الاتفاق على "وضع خطة" من أجل معالجة القضية بشكل جذري.
ويعرف بهذا المخطط "داوود" الذي يسارع إلى تحذير "أبو شنب" الذي يتجهز بالسلاح من أجل الدفاع عن موقعه الذي سرقه من زهرة، وبالفعل ينجح في ذلك بل يحصل أيضا على حق "ناصر"، في إشارة كما يبدو إلى أحداث حرب النكسة عام 1967.
وعقب ذلك يتدخل "داوود" كوسيط ويقترح إجراء مفاوضات مع "أبو شنب"، ويظهر مصطلح حل كل مشكلة على حدة، وتبدأ إغراءات تفريق الأصدقاء والجيران.
يضع "أبو شنب" شروطه خلال المفاوضات، وأبرزها "إغلاق الباب الذي يأتي من جهة ناصر بشكل نهائي"، ثم يعود حق "ناصر"، وتعود "زهرة" للعمل في مبسطها تحت إمرة "أبو شنب".
تنتهي الحلقة بسيطرة "أبو شنب" على السوق، وبيدأ بجلب أقربائه للعمل معه، بينما يستمر "داوود" بتنظيم حفلات لإلهاء باقي الدول، و"زهرة" تطرد من السوق نهائيا.
النهاية
مسلسل مصري جرى إنتاجه عام 2020، وهو من نوع الخيال العلمي من بطولة يوسف الشريف وإخراج ياسر سامي، وتدور أحداثه في عام 2120، حيث يواجه العالم تطورات تكنولوجية هائلة، ويتناول تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على مستقبل البشرية.
وتعرض الحلقة الأولى من المسلسل مشهدا يُظهر انهيار "إسرائيل" واختفاءها من الوجود، وذلك في درس تعليمي يُعطى للأطفال، حيث يقول المعلم إن "حرب تحرير القدس" أدت إلى تفكك "إسرائيل" بعد مرور 100 عام على تأسيسها (أي في عام 2048)، وإن اليهود انتشروا في دول مختلفة حول العالم.
والمشهد أثار غضب الاحتلال، حيث أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا اعتبرت فيه أن المسلسل "غير مقبول" و"معادٍ لإسرائيل"، كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا يهاجم المسلسل، معبرة عن استيائها من الفكرة التي تروج لاختفاء "إسرائيل".
حرب تحرير القدس
مسلسل النهايه #اسرائيل pic.twitter.com/aHOWTsgXNe — ابراهيم فهد النعيم (@ibrahem1992fahd) May 17, 2020
ورغم أن المسلسل لم يركز على "إسرائيل" كموضوع أساسي، لكنه استعرض مستقبلا خياليا يصور كيف قد يكون تحرير القدس جزءًا من التغيرات العالمية الكبرى، وكان هذا الطرح غير مسبوق في الدراما العربية، خاصة أن الأعمال التي تناولت "إسرائيل" سابقًا كانت غالبًا تركز على الحروب أو الصراع الاستخباراتي، بينما قدم "النهاية" رؤية مستقبلية لنهاية الاحتلال الإسرائيلي.
الفصول الأربعة
تناول المسلسل السوري الشهير القضية الفلسطينية وأحداث الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000، من خلال حلقة جاءت بعنوان "بنت وصبي"، وتبدأ على مشهد من نشرة أخبار تتحدث عن انتفاضة الأقصى وجرائم الاحتلال.
وما يثير انتباه شخصية "نارا" (تؤدي دورها روعة السعدي)، إلى جانب تعاطفها مع الشعب الفلسطيني، هو الحديث عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسيف والمنازعات الدولية.
ومع أحداث الحلقة، تكثر أسئلة "نارا" لوالدها المحامي عادل (جمال سليمان)، ويزداد اهتمامها بالقضايا الحقوقية، ينعكس ذلك على شخصيتها وتعاملها مع صديقاتها في المدرسة، وقرارها التخصص في القانون الدولي؛ من أجل العمل ضمن محكمة العدل الدولية.
ومع اهتمام "نارا" بمتابعة الأخبار بشكل يومي تتحول الأسئلة إلى جوهر القضية الفلسطينية وفهم مبدأ المواجهة، لكنها تستغرب من عدم قدرة العرب على تحرير فلسطين، رغم عددهم الكبير ومواردهم النفطية الوفيرة.
وتتجه الأسئلة بعد ذلك إلى دور جامعة الدول العربية وتفاصيلها، وعن سبب عدم وجود محكمة العدل العربية ضمن الجامعة، أسوة بالأمم المتحدة، ومن ثم إلى الاستغراب من كل المواثيق الدولية، واحتكار حق النقد "الفيتو" على الدول الخمس الكبرى.
تتساءل "نارا" عن سبب تجاهل "إسرائيل" لقرارات الشرعية الدولية، وعن سبب سكوت العالم عن هذه الانتهاكات الدولية؟ ليرد عليها والدها أنها عندما تكبر سوف تجد أجوبة لكل هذه الأسئلة، لتقول مستغربة: "المشكلة في فلسطين سوف تبقى حتى أكبر؟".
ونتيجة ذلك، تصل "نارا" إلى استنتاج إلى أن كل المنظمات الدولية والإقليمية والعقائدية وغيرها، "ليس لها أي فائدة أو طعم مقابل الحجر"، وأن دراسة القانون الدولي غير مفيدة مقابل حمل الأحجار مع أطفال فلسطين، وهو ما تسبب في مشادة مع والدها.
وتتأخر "نارا" بالعودة إلى البيت بعد المدرسة؛ بهدف زيارة سفير اليونيسف الإقليمي، ليظن والدها وعائلة أمها المتوفاة بأنها ذهبت إلى فلسطين، وبالفعل تلتقي بسفير اليونسيف (دريد لحام)، وتشرح له كيف أن والدها يمنعها من الحديث بحرية عن قضية فلسطين، ثم يصطحبها إلى عائلتها القلقة على سلامتها.
وجاءت هذه الحلقة من المسلسل الذي أخرجه الراحل حاتم علي، في أيار/ مايو 2001، بعد أيام فقط من استشهاد الرضيعة إيمان حجو، في أحضان أمّها سوزان، أمام بيت عائلتها في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
مارايا
جاء في جزء مسلسل مرايا السوري الشهير "مرايا 99" بعنوان "سوسو السفاح" (ياسر العظمة)، وهي أيضا من إخراج حاتم علي، وتعرض رمزيات حول القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والدول العربية.
وشخصية سوسو هي لـ"قبضاي" جبان يخاف من أي شيء، خصوصا زوجته، لكنه بارع جدّا في التمثيل، ويستغل صوته المرتفع وعيونه المخيفة في صناعة هيبة وهمية له في نظر الآخرين.
ويمارس "سوسو" الداعية على "قباضايات القهوة"، ويستغل احترامهم المبالغ به للقوة، وينجح في إرهابهم وتخويفهم.
وخلال أحداث الحلقة، يلوم "القبضايات والأزقردية" بعضهم لعدم قدرتهم على الرد على "سوسو"، ثم يبتكرون التبريرات لخوفهم منه.
ويحاول شاهر (محمد قنوع) أو "شوشو" كما يسخر منه رواد القهوة، إثبات قوته، وأنه يستحق المكانة والاحترام، يكتشف حيلة "سوسو" وجبنه وخوفه، ذلك يلحق بـ "سوسو" ويختبر جبنه وخوفه، بل يعمل على إهانته وتهديده، لكن سوسو لديه المزيد من الألاعيب والحيل.
ويصر شاهر على مواجهة "سوسو" داخل القهوة، وبالفعل يأتي سوسو قويّا ومهابا كالعادة، ويمارس حيلته على الجميع، ويعمل على إيقاع "شوشو" في قبضة باقي "أقوياء" القهوة.
الاجتياح
مسلسل من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي الأردني في عام 2007، وهو من إخراج شوقي الماجري، وسيناريو رياض سيف، ويصور معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزرة جنين سنة 2002.
ويتناول العمل الأحداث التي ترافقت مع إعادة احتلال الضفة الغربية عام 2002، من حصار لرئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وحصار كنيسة المهد في بيت لحم، ومجزرة جنين.
وفي تصريح سابق له، أكد المنتج عدنان عواملة أن 80 بالمئة من مجريات المسلسل حقيقية وتمثل عملا وثائقيا، وكاتب العمل استمع إلى شهادات من أناس عايشوا الاجتياح، ومن ثم كانت الرواية واقعية بنسبة كبيرة".
وأحجمت معظم الفضائيات العربية حينها عن بث المسلسل، بحجة تضمن أحداثه قصة حب بين مصطفى الفلسطيني المطارد ويائيل الفتاة اليهودية، وهي نقطة تعرض المسلسل للانتقاد بسببها.
انتو شو جايبكو ؟ شو بدكو ؟ انا هون بيتي .. #مصطفى#منذر_رياحنه #شوقي_الماجري
مسلسل #الاجتياح pic.twitter.com/ImqZC2LDmV — monther rayahneh (@RayahnehMonther) August 11, 2024
وعن ذلك قال عواملة؛ إنه "حال لم تكن القصة واقعية بالمطلق، فقد تترك للكاتب مساحة للتشويق، وقد تكون تلك القصة جاءت من هذا المنطلق، لتؤكد أن الفلسطيني لا يبحث عن الإرهاب والموت، بل تعني له الحياة الكثير".
وحصل المسلسل جائزة "إيمي" المعادلة لجائزة الأوسكار، إلا أنها تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، وهو ما أحدث مفاجأة متفوقا على أكثر من 500 عمل تلفزيوني عالمي.
وبعد هذه الجائزة، لفتت قوة العمل انتباه صناع السينما والدراما الغربيين، الذين أبدوا إعجابهم بأداء الممثلين القوي، واستغرابهم لهذا الكم الهائل من المعلومات والواقع الذي يخفى عنهم.
ويأتي هذا بعدما امتنعت قنوات عربية بارزة عن عرضه، وهي ذاتها التي ذهبت إلى عرض مسلسلات تروج التطبيع وتحسن صورة الاحتلال عالميا في السنوات الأخيرة، فضلا عن عقد شراكات مع جهات إسرائيلية.
على هلسيرة تنسوش تحضروا مسلسل الاجتياح.
أفضل مسلسل عربي انعمل بالتاريخ بدون اي مبالغة.
المسلسل كان من المفترض انه ينعرض عMbc لكن زي ملتويت الاصلية بتقول عن التطبيع، انسحبت من بثه و ضله سنة مرمي لحتى منعرض على شبكة LBC و ياخد جائزة Emmy لافضل مسلسل عالمي طويل. https://t.co/7CBxN8Tr2n pic.twitter.com/W3qrKqPo84 — Yeezoz المتهكم ¥ (@izzwhatitizzz) June 7, 2021
أعمال أخرى
يعد مسلسل التغريبة الفلسطينية من أبرز وأهم الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق، يروي المسلسل مأساة الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الشتات، مع تسليط الضوء على معاناة العائلات الفلسطينية.
وجاء المسلسل بتأليف من وليد سيف، وإخراج الراحل حاتم علي، وجرى حذف حلقاته من منصة "شاهد" التابعة لشبكة "إم بي سي" السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وبعد توقيع دول خليجية لـ"إتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع الاحتلال، إلا أن حملة كبيرة أجبرت المنصة على إعادة الحلقات.
العالم كله تآمر علينا |
بدل ما تِتلقّح تحت عمودك خيمتك، اخلعه واطلع فيه..
خذ حقك فيه بالمليحة ولاّ بالعاطلة..
تقوليش بصير ولاّ بصيرش...إذا "إسرائيل" قامت كل إشي بصير..
(التغريبة الفلسطينية) pic.twitter.com/iLdYm0GtU5 — The Palestinian Archive الأرشيف الفلسطيني (@palestinian_the) November 18, 2023
أما فيلم رجال تحت الشمس الصادر عام 1970، فهو مقتبس عن رواية غسان كنفاني، ويروي قصة ثلاثة فلسطينيين يحاولون عبور الحدود بحثا عن حياة أفضل، لكنهم يواجهون مصيرا مأساويا، وكان العمل دراميا بارزا في السينما السورية، وأُلهمت منه مسلسلات لاحقة.
وحصل الفيلم على الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج في العام ذاته، وشارك في تمثيله يوسف حنا، وعاطفة الخالدي، وأخرجه محمد شاهين.
وفي عام 2020، صدر مسلسل حارس القدس، الذي يحكي سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وإخراج باسل الخطيب، وبطولة الممثل السوري رشيد عساف.
يروي المسلسل سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، الذي كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، ويسلط الضوء على دوره في مقاومة الاحتلال.