منطقة الخرطوم - أم درمان: مدينة ضخمة متنامية عند ملتقى نهري النيل الأزرق والأبيض
The Khartoum -Omdurman conurbation: A growing megacity at the Confluence of the Blue and White Nile Rivers
أندريا زيربوني (وآخرون) Andrea Zerboni et al
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة لخلاصة وخاتمة مقال أكاديمي طويل وبالغ التخصص عن البقعة الحضرية (conurbation) التي هي عاصمة السودان، نشره ثمانية من العلماء في تخصصات مختلفة يعملون في أقسام الجيولوجيا والكيمياء وعلوم الأرض والعلوم الفيزيائية بإيطاليا وأستراليا، وذلك في العدد الرابع من المجلد السابع عشر لـ "مجلة الخرائط Journal of Maps" الصادرة عام 2021م، صفحات 227 – 240.


وضمَّن الكُتَّاب مقالهم الكثير من الصور الفتوغرافية الملونة العادية، وتلك التي أُخِذَتْ بالأقمار الصناعية، وكذلك الخرائط الحديثة والقديمة (منذ عام 1840م)؛ وأوردوا جدولاً بقائمة الأدلة الأثرية الرئيسية المفقودة بسبب التوسع الحضري غير المنضبط في منطقة الخرطوم – أم درمان على طول الضفة الغربية للنيل الأبيض. وأورد كُتَّاب المقال كذلك 75 مرجعاً، ضمت كتبا قديمة (مثل كتابي عالم الآثار البريطاني آركل Arkelعن "الخرطوم القديمة" و"الشاهيناب") وأخرى حديثة، وأوراقا علمية لسودانيين وأجانب، كانت من بينها ورقة عن فيضان أغسطس 1988م في الخرطوم، ومقال آخر عن الهبوب بالخرطوم، صدر عام 1971م.
ومُوِّلَ الجزء الحقلي من هذا البحث عن طريق وزارة الخارجية الإيطالية ومركز الدراسات السودانية وجنوب الصحراء الكبرى http://www.centrostudisudanesi.org/CSS%26S.html
المترجم
*********** ********** **********
المُلَخّص Abstract
الخرطوم هي واحدة من أكبر المدن في أفريقيا، وتقع مباشرة جنوب ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في وسط السودان. لقد نشأ نمو مدينة الخرطوم الكبرى - أم درمان (بلا خطة عمرانية سليمة) عن طريق الثروة الزراعية التي تم الحصول عليها من خلال استكمال ثلاثة سدود، بنيت معظمها في غضون العقود الثلاثة الماضية. وتم تمكين التوسع الحضري وساعد على تعزيز مشروع الزراعة الرئيسي في سهول الجزيرة الطينية الواقعة إلى الجنوب بين نهري النيل الأزرق والأبيض. لقد كانت تلك المنطقة مركزاً للاستيطان البشري لمدة 8,000 عام على الأقل؛ كانت في البدء مِنْ قِبَل مجموعات شبه مستقرة تعيش أسلوب حياة يعتمد على صيد الحيوانات البرية والأسماك وجمع الثمار؛ ثم في وقت لاحق، مِنْ قِبَل مجموعات العصر الحجري الحديث كما تدل على ذلك مئات المواقع الأثرية. والخرطوم اليوم مدينة صحراوية، لا تزال معرضة بشدة للفيضانات الناجمة عن العواصف الحرارية الشديدة. وقد تصبح مثل هذه الأحداث العنيفة أكثر شيوعاً في المستقبل، مما يمثل خطراً جيومورفولوجياً (متعلق بعلم تضاريس الأرض) كبيراً. وعلاوة على ذلك، فإن التنمية الحضرية والزراعية غير المنضبطة تهدد معظم التراث الثقافي في المنطقة.
******* ******** ******** ********
الخاتمة
إن منطقة الخرطوم وأم درمان - أو الخرطوم الكبرى - هي مدينة أفريقية ضخمة تنمو بسرعة كبيرة في منطقة إقليمية قاحلة، وإن توسع المدينة الذي يكاد يخرج عن نطاق السيطرة تقريباً ناجم عن عوامل اجتماعية وبيئية منها الهجرات، والزيادة السكانية، وتوافر المياه والأراضي الخصبة. ولسوء الحظ، فإن الافتقار إلى التخطيط الحضري الفعال يعرض التجمعات السكانية للعديد من المخاطر. ومن الناحية الجيومورفولوجية، فإن أجزاء كثيرة من هذه المدينة الكبيرة معرضة للفيضانات، خاصة مع تشييد مستوطنات جديدة بالقرب من مناطق الفيضانات وجداول المياه الموسمية. إن التخفيض التدريجي للأراضي الخصبة التي يشغلها التوسع الحضري سيشكل مشكلة كبيرة لجزء كبير من السكان، الذين يعتمدون على الزراعة التقليدية كمصدر دخل رئيسي لهم.
كما يتعرض التراث الثقافي والجغرافي المحلي للتهديد. وقد ذكر رفعت (2015)* مؤخراً بأن الخرطوم بحاجة ماسة إلى تطوير إستراتيجيات وخطط وسياسات من شأنها استعادة الهوية المحلية الثقافية للمدينة والحفاظ عليها. ويصبح هذا الأمر ضرورة إلزامية إذا أردنا الحفاظ على المشهد الثقافي المحلي للأجيال القادمة. وفي ورشة عمل عقدت مؤخرا لمناقشة التنمية المستقبلية المستدامة في الخرطوم، لم تتم مناقشة أمر الحفاظ على التراث الأثري والجغرافي وتثمينه. ومع ذلك، فإن أهمية التدمير المستمر، مع اختفاء عدد المواقع الأثرية بسبب التطوير غير المنضبط للتوسع العمراني في منطقة كبيرة مثل حي الصالحة خلال عشر سنوات فقط، ينبغي أن يدفع السلطات المحلية إلى التفكير في مسألة اتاحة المجال لتنفيذ القوانين والتشريعات الموجودة بالفعل للوقاية من تلك الأضرار المذكورة. وبهذا المعنى، يُعَدُّ دور علم الآثار الاستطلاعي / الاستكشافي والإنقاذي (reconnaissance and salvage archaeology) دوراً أساسياً بحسبانه أداة أولية للتخطيط الحضري. وأخيراً، يمكن تقييم وتثمين التضاريس النهرية وخصائص المناظر الطبيعية القاحلة لتسليط الضوء على الجيومورفولوجية المخفية، والتأثير المحتمل للمخاطر الجيومورفولوجية، والعلاقة مع التراث الثقافي المحلي. إن تكامل التراث الثقافي والجيولوجي لمنطقة الخرطوم الكبرى – مثلها مثل السودان بأكمله - يمكن أن يصبح محركاً للتنمية المستقبلية في المجتمعات المحلية، والتي ستعتمد في الغالب على السياحة الثقافية المستدامة.
********** ********** **********
* Refaat, M.H. (2015). Urban architecture for sustaining local identity of cultural landscapes: A study of water front development in Khartoum, Sudan. International Journal of development and sustainability, 4,1.

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التراث الثقافی منطقة الخرطوم أم درمان

إقرأ أيضاً:

حملة للتبرع بالدم في منطقة الممشي السياحي بكورنيش النيل ببني سويف

ناقش الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، التقارير الخاص بحملة التبرع بالدم التي تم تنظيمها بممشى بني سويف السياحي، بالتعاون بين لجنة الممشى السياحي بكورنيش النيل "التي شكّلها" المحافظ وبنك الدم الإقليمي ومبادرة بني سويف بشبابها، وذلك في إطار دعم القطاع الصحي وتعزيز خدماته في المحافظة، وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية التي تهدف إلى رفع كفاءة مستوى الخدمات الصحية وتوفير دعم محوري للاستثمار في الإنسان.

وأكد المحافظ أهمية التوسع في مثل هذه المبادرات المجتمعية التي يشارك فيها شباب المحافظة، مشيرا إلى "بني سويف بشبابها" هي مبادرة رائدة أطلقتها المحافظة منذ 4 سنوات، بدأت بتشكيل أول مجلس استشاري للشباب وتضمنت برامج تأهيل وتدريب ساهمت في دمج الشباب في مجالات مختلفة وتوظيف طاقاتهم الإبداعية كل في تخصصه ومجاله.

وأوضحت الدكتورة سحر عبد الستار، مديرة بنك الدم الإقليمي، أن الحملة التي نُظمت يوم السبت الموافق 5 أبريل الجاري وتهدف إلى دعم وتعزيز احتياطي بنوك الدم، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من أكياس الدم داخل بنوك الدم في المحافظة، و أشارت إلى الدور الكبير الذي لعبه الشباب في نجاح الحملة، حيث شاركوا بحماس ووعي في تحقيق أهداف الحملة.

وأكد شريف حنفي، رئيس لجنة الإشراف على الممشى السياحي، أنه تم توفير جميع التسهيلات اللوجستية للحملة بناءً على توجيهات المحافظ، مؤكداأن الممشى السياحي أصبح مكانًا مميزًا لاستضافة مثل هذه المبادرات التي تخدم المجتمع وتساهم في تحسين الخدمات الصحية.

شارك في تنظيم الحملة العديد من الطلاب الناشطين في المجالات الصحية والاجتماعية، حيث قامت د.مريم عادل، مسؤولة لجنة الصحة العامة بمكتب الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة بجامعة بني سويف، بتنسيق العديد من الأنشطة التي دعمت الحملة، وأشرف على الجانب الطبي في الحملة د.محمد طارق، رئيس مكتب الاتحاد المصري لطلاب كلية الصيدلة.

كما ساهمت آية عاشور، مسؤولة لجنة الصحة العامة في الجمعية العلمية لطلاب الطب البشري، في تنظيم حملات توعية أثناء الحملة. بينما كانت د.فاطمة أحمد، رئيسة الجمعية العلمية لطلاب الطب البشري بجامعة بني سويف، من أبرز الداعمين لهذه الحملة التي جمعت بين الشباب والقطاع الصحي بشكل متميز.

وشارك أيضًا في الحملة مجموعة من الأطباء والمختصين من بنك الدم، ومن بينهم د.كريم محمد، وأ. مجدي ماهر الذي كان مسؤولًا عن التحفيز والتشجيع على التبرع، وعزة عمرون التي تولت مهمة التسجيل الطبي للمشاركين. أما بالنسبة للفريق الطبي المساعد، فقد ساهم كل من هاجر أنور، إسراء رمضان، شروق محمود، داليا سلامة، وموزة مرزوق في تقديم الرعاية الطبية والمتابعة أثناء التبرع بالدم، بالإضافة إلى أحمد محمد عاصم الذي قاد العربة الطبية.

مقالات مشابهة

  • الشرطة المجتمعية بولاية الخرطوم تشرع في الإنفتاح نحو المحليات المحررة بالخرطوم وشرق النيل
  • كهرباء اللاذقية تعيد التيار الكهربائي إلى كامل منطقة الشاطئ الأزرق
  • حملة للتبرع بالدم في منطقة الممشي السياحي بكورنيش النيل ببني سويف
  • قتل ما لا يقل عن 100 شخص.. تجدد هجمات مليشيا الدعم السريع على منطقة “إيد الحد” ضمن “قرى الجموعية” جنوبي أم درمان
  • ماذا لو حفرنا خندق كبير غرب ام درمان بطول 130 كيلومتر من جبل اولياء وحتي النيل غرب شلال السبلوقة
  • والي الخرطوم يوجه بفتح شارع رئيسي في أم درمان لتطبيع الحياة
  • خطوة عملية لدخول شارع النيل الخرطوم الخدمة
  • شاهد بالفيديو.. لأول مرة منذ عامين.. أول “حافلة” مواصلات تقطع “كوبري” النيل الأبيض “السلاح الطبي” الرابط بين أم درمان والخرطوم
  • والي الخرطوم يقف على الأضرار والدمار بالمجلس التشريعي الانتقالي
  • النيل الأزرق: ترتيبات لتسيير كتيبة الإسناد المدني إلى ولاية الخرطوم