نور- تداعي الكهرمان
وجدي كامل
وصلني عن طريق الصديق العزيز صلاح الحسن، المقيم بلندن كتاب (مؤانسات في ادب الرسائل)، ورواية (نور- تداعي الكهرمان) للكاتب والروائي السفير جمال محمد ابراهيم. ألف شكر للسفير الاديب والمثقف جمال محمد ابراهيم على السفرين القيمين. قرات، وعلى نفس واحد العمل الادبي والروائي المتميز (نور تداعي الكهرمان).
دفعني الى ذلك اني كنت، وظللت مهتما منذ ايام الدراسة بالبحث في سيرة معاوية محمد نور، وخاصة في نطاق الاسرة بالموردة بامدرمان. فقد سعيت للمقابلة والجلوس لاخيه شرحبيل عن طريق اسرة السفير عبد الوهاب الصاوى الذي جمعتني به وباسرته صداقة عميقة ونادرة وزمالة ممتعة وشيقة وفرها صديقنا التشكيلي الراحل علاء الدين الجزولي وزوجته شلبية الصاوي ولكن لم تتوفر السانحة لاسباب وظروف شتى، حتى اذا بشرحبيل محمد نور يرحل هو كذلك. سيرة معاوية محمد نور سيرة دواية الادانة، فصيحة المحتوى لمثقف استثنائي تاريخي، عالى الكعب، ليس ضد التخلف الاجتماعي فقط، بل ضد الصفوة السياسية التي قادت، وحكمت البلاد بعد الاستقلال والتي مثلها خاله الدرديري محمد عثمان الذي يرمز له جمال بعثمان مرة، ومرة بخليفة. فبقدر ما مثل الدرديري خال معاوية الخال الملهم الذي استزاد معاوية من مكتبته الكثير من المعارف، وشخصيته المظهر وحب اللغة الانجليزية والتفوق فيها فهو قد مثل صفوة، ولاجل خلافة سياسية مستهدفة عملت على عدم تعكير الاجواء بينها وبين الانجليز فضحت بعقليات فذة كمعاوية وحرمتها بشيء من التواطؤ معهم من ان تقود حركة التنوير التعليمي والثقافي بالسودان. ايام معاوية بالقاهرة، ورغم الغطاء الروحي الذي وفره العقاد لمعاوية في وسط حاد الصراعات والتجاذبات بالحركة الادبية المصرية آنذاك، الا انها شكلت دليلا دامغا على نظرة الاستعلاء الثقافي لزمرة من المثقفين والأدباء المصريين لمثقفي، وأدباء (جنوب الوادي) ممن يبحثون عن ندية قدر لها ان تكون مفقودة حتى اللحظة، ولا مجال يبدو لاحقاقها او تعديلها طالما ظل إرتباط الصورة الذهنية للاديب وللمثقف السوداني عند غالبية المثقفين المصريين حالة لا يجوز فك شفرتها الا ضمن عملية اعراب لعلاقة من التبعية الثقافية المعقدة، والتخلف السياسي المستحكم ببلده. فلم يتقبل او يتحمل ابراهيم المازني، ولا اعضاء اتجاه ( وليس مدرسة) (ابولو) النتائج النقدية لمعاوية وكشفه عن اقتباسات صريحة قاموا بها ، ان لم نقل نقلا للعديد من الاعمال الادبية الكلاسيكية، والتجديدية الغربية بسبب استغلال اولئك لضعف القراءة والإطلاع للاداب المكتوبة باللغة الانجليزية، المجال الذي برع فيه معاوية. نور- تداعي الكهرمان حكاية، وسيرة استطاع جمال محمد ابراهيم وضعها في اطار درامي مأساوي متعدد المستويات في عملية السرد التي تراوحت وتعددت بين الراوي ومعاوية وادوارد عطية (قلم المخابرات البريطاني) رغم اختيارات جمال لمناطق آمنه في كتابة السيرة. فالرواية لم تتعرض للعامين الدراسيين الذين قضاهما معاوية في دراسة الطب، كما لم تغطي ملابسات وتفاصيل هربه لمصر وقتها، قبل ان يعود اليها مرة ثانية. ايضا ربما اغفلت الرواية تفاصيل اعادة الدرديري لمعاوية مخفورا عبر القطار من القاهرة للخرطوم معاناة معاوية في صدامات يومية واحداث وثق لها عدد من النقاد السودانيين على راسهم الناقد د. احمد محمد البدوي في كتابه (تجليات ناقد الحداثة). جمال، وفي تقديري، قد نجح في اعطائنا عملا ادبيا، وربما سينمائيا مكتوبا عن سيرة احد عظماء السودان في مجال الثقافة والادب والفكر رغم الرحيل المبكر.
wagdik@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حدث في مثل هذا اليوم| ٣٧ عام رحيل عبد المنعم ابراهيم
تحل اليوم الذكري ال ٣٧ لرحيل فنان من رموز الزمن الجميل عبد المنعم ابراهيم، الذي ابدع في العديد من الافلام من خمسينيات القرن الماضي، حيث قام في المشاركه في العديد من الافلام بادوار مساعده او بطوله ثانيه في الكثير من الافلام.
نذكر منها افلام : "الوساده الخاليه، إن سر الهاربه، انت حبيبي، اسماعيل يس في الاسطول، وقام بدور البطولة في فيلمي أيامي السعيده، وسر طاقيه الاخفاء.
وفي حفله الستينيات تالق في افلام : "حبي الوحيد، حكايه العمر كله، وابدع في فيلم سكر هانم كثيرا، ولاننسي افلام الجريمه الضاحكه وجسد ببراعه شخصيه ياسين في لبن القصرين، قصر الشوق، دور متميز للغايه في فيلم الزوجه الثانيه.
وتالق ايضا في مسرحيه سكه السلامه، ومع مطلع السبعينيات اتجه الفنان الراحل الادوار الانسانيه في العديد من الافلام والمسلسلات نذكر منها افلام : "الوفاء العظيم، حافيه على جسر الذهب، جفت الدموع، المرايا في مطلع السبعينيات ودور رائع للغايه في مسلسل زينب والعرش.
وفي حفله الثمانينيات وصل لقمه الاداء في فيلم الفرن، ودوره الخالد في مسلسل اولاد ادم ودغدغ قلوب الملايين في تجسيد شخصيه عم جعفر في الجزء الثاني من مسلسل الشهد والدموع.
الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم ،كان ولا يزال حاله ابداع نادره في تاريخ السينما والمسرح والدراما التليفزيونيه، فنان موهوب بالفطره ربما لم يحصل علي مايستحق من التكريم اثناء حياته لكننا الآن وبعد ٣٧ عاما من رحيله مازلنا نذكر اعماله ونستمتع بمشاهدتها كثيرا، رحل يوم ١٧ نوفمبر ١٩٨٧ عن عمر ناهز ٦١ عاما.
وفي مثل هذا اليوم من ٣٥ عاما كان يوم تاريخي للكره المصريه فوز مصر علي الجزائر، اصفر بهدف حسام حسن في الدقيقة الرابعه من الشوط الاول وتجاهلها لكاس العالم في ايطاليا ،١٩٩٠ بعد غياب ٥٦ عام كانت فرحه الملايين طاغيه بعد هذا الإنجاز العظيم بقياده الجنرال الراحل الكابتن محمود الجوهري ودخل نجوم هذا المنتخب التاريخ من اوسع ابوابه بقيادة كابتن المنتخب في ذلك الوقت جمال عبد الحميد ومعه النجوم الكبار شوبير وحسام حسن وهشام يكن وربيع بس واحمد رمزي وإسماعيل يوسف واحمد الكاس ومجدي عبد الغني وهاني رمزي وإبراهيم حسن كانوا بحق نجوم من ذهب.