لبنان ٢٤:
2024-07-04@00:15:04 GMT

جنبلاط يتموضع.. بإنتظار التسوية الكبرى

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

جنبلاط يتموضع.. بإنتظار التسوية الكبرى

يكرر عارفون بالحياة السياسية اللبنانية مقولة أن النائب السابق وليد جنبلاط لديه قدرة كبيرة على قراءة التحولات في المنطقة والعالم والتعايش معها، ويقال أنه قرأ تبدل المزاج الدولي ضدّ سوريا منذ ما قبل العام 2005 وقام بتحول سياسي حينها بناءً على قراءة شاملة للمشهد الذي كان أبرز معالمه الإجتياح الاميركي للعراق وأفغانستان وقانون محاسبة سوريا وغيرها، وعليه إنتقل جنبلاط من ضفة حلفاء سوريا إلى أحد أبرز خصومها وإستمر في هذا الخلاف حتى الأمس القريب مع تحولات آنية يجريها هنا وهناك.



منذ سنوات عدّل جنبلاط من حدّة خطابه ضدّ خصومه لكنه بقي إلى حد بعيد إلى جانب حلفائه السابقين في "قوى الرابع عشر من آذار"، يتحالف معهم في الاستحقاقات الاساسية ويمارس خطاباً سياسياً قريباً لخطابهم، وهذا الامر لم يمنعه من فض الإشتباك مع "حزب الله" وبدء عملية تنسيق كبيرة معه، الا ان التحول الكبير الذي أظهره الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" بدأ مع إندلاع معركة "طوفان الأقصى" إذ عمل على دعم الحزب إعلامياً وسياسياً وتجاوب الحزب معه في مسألة الحذر من اشعال الجبهة بشكل شامل.

تقول مصادر مطلعة ان جنبلاط قام عمليا بإعادة تموضع حقيقية للمرة الأولى منذ سنوات، لأن التبدل في خطابه طال مسألة اساسية كانت تشكل العمود الفقري للخطاب الاعلامي ل"قوى الرابع عشر من اذار" ومن بينهم جنبلاط، ألا وهي سلاح "حزب الله"، اذ بات جنبلاط مؤيداً وإن بحذر لسلاح الحزب وحراكه العسكري الحاصل حالياً ضمن حدود جبهات الدعم. وللمفارقة فإن موقف جنبلاط الإيجابي من الحزب لم يعلنه بعض حلفاء الحزب مثل "التيار الوطني الحرّ" ورئيسه جبران باسيل الذي يستمر في مهاجمة "جبهة الجنوب" وقرار فتحها حتى اليوم..

وتشير المصادر أن جنبلاط اليوم يواكب سياسياً التطورات في المنطقة ويرى أن الإمارات العربية تفتح ابواب التنسيق، وليس فقط التواصل مع "حزب الله"، كما يرى أن النظام في سوريا يفتح ابوابه للإنفتاح الخليجي وحتى الغربي عليه، لذا فإن التبدلات في الموقف الجنبلاطي ليست مرتبطة حصراً بالواقع اللبناني بل بحجم التحول الحاصل في المنطقة في ظل الإشتباك العسكري الهائل الذي قد ينتج عنه تغيير في الخريطة السياسية والتحالفات الإقليمية، كما أنه لا يغفل عن جنبلاط، بناء على تجاربه السابقة، حجم الإيجابية الإيرانية الأميركية المسيطرة على المشهد.

وترى المصادر أن تصدر النائب السابق وليد جنبلاط للمشهد الإشتراكي مجدداً بعد أن كان قد سلّم القيادة لنجله تيمور يهدف إلى القيام بإعادة التموضع بسلاسة نسبية، خصوصاً أن الأداء السياسي لتيمور في المرحلة التي تصدّى فيها للتحديات الداخلية أظهره كمن يميل إلى "قوى الرابع عشر من اذار"، وهذا ما لا يريده جنبلاط لأسباب كثيرة. وعليه فقد يكون ضبط حركة تيمور مسار سيطول لأن التسوية الشاملة التي يرى جنبلاط مؤشراتها ستطول ولن تتم صياغتها خلال اشهر قليلة.

لم يكن هجوم جنبلاط على "نواب التغيير" بسبب اللقاء الذي عقدوه مع مستشار الرئيس الاميركي آموش هوكشتاين الا تظهيرا بسيطا للموقع الجنبلاطي الجديد، ليبقى السؤال، هل سيتماهى جنبلاط مع "قوى الثامن من اذار" في القضايا الداخلية كما الاستراتيجية؟ وما مدى سرعة التحول الذي قد يقوم به في الداخل؟ وهل سيدعم مرشح "حزب الله" الرئاسي، خصوصاً أن دعمه سيشكل نقلة نوعية في قدرة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على الوصول إلى الرئاسة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

المعاهدة الكبرى بين روسيا وإيران قد تدوم 20 عاما وتعطل الجغرافيا السياسية بالمنطقة

تعمل روسيا وإيران على تعجيل توقيع "معاهدة كبرى" بينهما من الممكن أن تقلب موازين القوى الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتؤثر على حرب أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين.

وقالت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية في تقريره ترجمته "عربي21": إن الكرملين مثل الغرب، يتابع عن كثب الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة في إيران وعواقبها على الساحة الدولية. لكن وجهة النظر مختلفة؛ فإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها منتبهين للتغيرات المحتملة في السياسة الخارجية الإيرانية وخطر حدوث المزيد من التطرف، فإن موسكو تراهن على تقارب أكبر مع طهران والتوقيع المبكر على معاهدة ثنائية رئيسية يمكن أن تغير لوحة اللعبة في الشرق الشرق والتأثير على الحرب في أوكرانيا".

وعشية الانتخابات؛ أعلنت روسيا هذا الأسبوع عن فك الجمود في المفاوضات مع إيران لتوقيع "اتفاقية تعاون شاملة" جديدة، قد تستمر لمدة تصل إلى عشرين سنة، ويمكن توقيعها "في المستقبل القريب"، كما أشير إلى ذلك، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودنكو، وأكدته المتحدثة باسم تلك الوزارة، ماريا زاخاروفا.


وأيًّا كان الرئيس الإيراني الجديد، فإن الكرملين يريد الضغط على طهران للتوقيع على هذه "المعاهدة الكبرى" (كما أطلق عليها الروس) بين البلدين في أقرب وقت ممكن، والتي ستفكر في تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والعسكري في الحرب ضد العقوبات التي فرضها الغرب على البلدين.

حرب تعزز أوكرانيا التحالف الإيراني الروسي
وذكرت الصحيفة أن الصداقة بين موسكو وطهران تعززت منذ أكثر من عقدين من الزمن مع وصول فلاديمير بوتين إلى رئاسة روسيا. وكان اندلاع الحرب في أوكرانيا، مع الغزو الروسي لهذا البلد، بمثابة اختبار للتحقق من نطاق العلاقات.

وأضافت أن قيام إيران بتزويد روسيا بالطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة، وربما أجزاء الصواريخ، والتبادلات التجارية لتجنب العقوبات التي فرضها ذلك الغزو على موسكو، أدى إلى تعزيز محور موسكو-طهران في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وقد تجلى هذا التعاون بالفعل في أفغانستان في السنوات الأخيرة من الوجود الأمريكي في هذا البلد؛ حيث أدى انسحاب آخر القوات المسلحة الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من كابول في سنة 2021 إلى تعزيز هذا التحالف الروسي الإيراني ضد النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وإذا كان التحالف الإستراتيجي بين الصين وروسيا، في حالة الشرق الأقصى، يمثل تحديًا كبيرًا أمام محاولات واشنطن فرض نفوذها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإن التصديق على اتفاقية جديدة للتعاون في مجالي الأمن والطاقة بين موسكو وطهران سيوجه ضربة جديدة للنظام الأحادي القطب الذي يدافع عنه البيت الأبيض. وهذه المرة في واحدة من أكثر المناطق حساسية من الناحية الجيوسياسية، وهي الشرق الأوسط.

الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة ستحدد المسار
وفي بداية حزيران/يونيو؛ تم تجميد المفاوضات بشأن هذه المعاهدة الجديدة، من بين قضايا أخرى، بسبب الخلافات الواضحة حول سياسة موسكو الخارجية في الخليج العربي وتضامنها المفترض مع الإمارات العربية المتحدة بشأن بعض الجزر المتنازع عليها مع إيران.

ويعزى انقطاع المحادثات أيضًا إلى وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في أيار/مايو. ويوم الجمعة، أجريت الانتخابات الرئاسية في إيران والتي ستحدد من سيخلف رئيسي، وفي موسكو بلغ الاهتمام أقصى حد، حيث لا يقدر جميع المرشحين بالتساوي التقارب مع روسيا الذي دافع عنه رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، الذي توفي في ذلك الحادث المميت الذي وقع يوم 19 أيار/مايو.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الاقتصادي السيئ في إيران يلعب أيضا لصالح روسيا، لأنه في هذا الوقت ومع العقوبات المفروضة على إيران، فإن التعاون القصير والمتوسط الأجل مع موسكو هو وحده الذي يمكن أن يتجنب وقوع كارثة كبرى.

معاهدة ذات جذور عميقة
ولفتت الصحيفة إلى أنه تم بالفعل وضع الاتفاق الكبير الجديد بين روسيا وإيران في أيلول/ سبتمبر 2022 من قبل بوتين ورئيسي، المؤيد للخط المتشدد في طهران والذي يؤكد على ضرورة اللجوء إلى موسكو لتقديم ثقل موازن للغرب في آسيا والشرق الأوسط.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن هذا الاتفاق الثنائي الجديد، الذي كان بالفعل في مراحله النهائية من التصديق، سيكون له أهمية تاريخية وسيعكس "الصعود غير المسبوق" في العلاقات بين البلدين. وفي 18 كانون الثاني/يناير، وافق خامنئي على مسودة المعاهدة وبدأ إغلاق جوانبها الرئيسية ونطاقها.

وتجدر الإشارة إلى أن طهران وموسكو وقعتا بالفعل على اتفاقية طويلة الأمد في آذار/مارس 2001. وكانت المدة الأولية لما يسمى بمعاهدة تأسيس العلاقات المتبادلة وقانون مبادئ التعاون بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي في حدود عشر سنوات، ولكن تم تمديده مرتين لمدة خمس سنوات. وفي سنة 2021، تم تمديد الاتفاقية لمدة خمس سنوات أخرى، حتى سنة 2026.

ومن بين المجالات التي تناولتها تلك المعاهدة التعاون في مجالي الأمن والطاقة. وبالنسبة  للولايات المتحدة، التي تزيد من ضغوطها على إيران لهذا السبب، فإن ذلك الاتفاق تضمن مشاريع مشتركة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وبناء محطات طاقة نووية في إيران، بتكنولوجيا ومشورة روسية. ولطالما اتهمت واشنطن طهران بمحاولة تحويل البرنامج النووي المدني إلى القطاع العسكري.


وتأتي المعاهدة الجديدة في خضم تزايد العلاقات المالية والطاقة والعسكرية بين روسيا وإيران نتيجة للحرب في أوكرانيا. وفي واشنطن وبروكسل؛ هناك خوف من المعنى الرمزي للمعاهدة الخارجية الجديدة التي وقعتها روسيا والتي ينبغي الحكم عليها بالنبذ الدولي، ولكنها في الواقع تتمتع بثقل خارجي متزايد في ما يسمى بالجنوب العالمي.

الأصداء العسكرية في أوكرانيا وغزة
وأبرزت الصحيفة أنه يُنظر بقلق إلى احتمال أن تزيد المعاهدة الجديدة من نقل الطائرات المسيرة والصواريخ والأسلحة الإيرانية الأخرى إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، مع العائق الإضافي المتمثل في أن الاتفاق ينص على تقديم مساعدة عسكرية روسية لإيران في حال قرر الغرب ممارسة ضغط عسكري على طهران للدفاع عن "إسرائيل" أو للسيطرة على برنامجها النووي.

وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات الإيرانية المعززة لروسيا في أوكرانيا، إلى جانب الاتفاقية الاستراتيجية الأخيرة التي وقعتها موسكو وكوريا الشمالية، من شأنها أن تمنح الكرملين أسلحة كافية (بالإضافة إلى ما يتم تصنيعه على مدار الساعة في الأراضي الروسية) لإطالة أمد الحرب لفترة كافية لخنق كييف.

وسيكون الاتفاق الجديد ذو أهمية كبرى أيضّا في الشرق الأوسط، حيث ستكون "إسرائيل" على وشك استكمال تدمير غزة وستضع أعينها على غزو جنوب لبنان في نهاية المطاف للقضاء على ميليشيا حزب الله الموالية لإيران.

ومن جانبها، تقول الولايات المتحدة إنها ترفض الهجوم الإسرائيلي على هذا القطاع الفلسطيني الذي خلف بالفعل ما يقرب من 38 ألف قتيل وسط اتهامات بالإبادة الجماعية. ومع ذلك، تواصل واشنطن تزويد "إسرائيل" بالأسلحة لتثبيط أي رد إيراني مسلح والذي قد يكون دعمًا لأصدقائها في حزب الله، كما حدث في نيسان/أبريل الماضي في تبادل الهجمات المتوتر و"المسرحي" بين الإيرانيين والإسرائيليين.

وإذا اضطرت "إسرائيل"، بسبب روسيا، إلى وقف رد مسلح محتمل على إيران، فإن أحد تلك "الردود غير المتكافئة" التي وعدت بها موسكو ضد الولايات المتحدة وحلفائها لدعمهم الأسلحة لأوكرانيا سوف تتحقق.

مفاتيح معاهدة الطاقة
وبينت الصحيفة أنه كمقدمة للمعاهدة الجديدة، تم الإعلان يوم الأربعاء عن توقيع مذكرة بين شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم والشركة الوطنية الإيرانية للغاز لتزويد إيران بالغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية، الأمر الذي سيحقق النجاح في التهرب من العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو.

وحضر توقيع المذكرة الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر، وهو دليل واضح على أهمية الاتفاق بالنسبة لطهران؛ حيث تمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم، ولا يسبقها سوى روسيا. ويحاول كلا البلدين تحسين توقعاتهما في تصدير هذا الهيدروكربون، وهو مجال تتفوق فيع الولايات المتحدة، وتحميه العقوبات الدولية لموسكو وطهران.

وأضافت الصحيفة أن العقوبات التي تؤثر لأسباب مختلفة على روسيا وإيران أوقفت مشاركتهما الكاملة في السباق العالمي لتسويق الغاز الطبيعي والغاز المسال الذي تستفيد منه الولايات المتحدة، تماما كما تستفيد من كونها أكبر منتج للأسلحة أوكرانيا.


ومن شأن التعاون المكثف بين إيران وروسيا أن يسمح باستغلال حقول الغاز في الأراضي الإيرانية وكذلك في المناطق الشيعية في العراق التي تسيطر عليها القوات الموالية لإيران أو التي تعتمد بشكل مباشر على طهران، وقد يؤدي ذلك إلى تصدير هذه الهيدروكربونات إلى البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا، وهي حليف على قدم المساواة مع موسكو ونظام آية الله.

وستكون الضربة التي سيتلقاها الوجود الأمريكي في المنطقة هائلة. وكذلك بالنسبة لـ "إسرائيل"، لأنها ستعزز طرق إمداد حزب الله بالأسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه من الطبيعي إذًا أن يكون الإعلان الروسي عن التصديق الوشيك على "المعاهدة الكبرى" بين روسيا وإيران قد أطلق كل الإنذارات. وقد تكون عواقبه أساسية على المدى المتوسط بالنسبة للصراعات في أوكرانيا والأراضي الفلسطينية. ولن تفوت موسكو هذه الفرصة لتحريك بيادق اللعبة لصالحها.

مقالات مشابهة

  • حزب الله أعلن الرّد على اغتيال أبو نعمة.. هذا ما فعله!
  • المواجهة الكبرى الافق والاسباب والنتائج
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • باسيل مع حزب الله وضده!
  • يورو 2024: أرقام وإحصائيات مباراة فرنسا وبلجيكا وتأهل صعب للديوك
  • هآرتس: هل الأسد جزء من وحدة الساحات مع إيران؟
  • المعاهدة الكبرى بين روسيا وإيران قد تدوم 20 عاما وتعطل الجغرافيا السياسية بالمنطقة
  • هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟
  • تركيا تسعى للتوازن مع إيران في سوريا ولبنان؟