جنبلاط يتموضع.. بإنتظار التسوية الكبرى
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
يكرر عارفون بالحياة السياسية اللبنانية مقولة أن النائب السابق وليد جنبلاط لديه قدرة كبيرة على قراءة التحولات في المنطقة والعالم والتعايش معها، ويقال أنه قرأ تبدل المزاج الدولي ضدّ سوريا منذ ما قبل العام 2005 وقام بتحول سياسي حينها بناءً على قراءة شاملة للمشهد الذي كان أبرز معالمه الإجتياح الاميركي للعراق وأفغانستان وقانون محاسبة سوريا وغيرها، وعليه إنتقل جنبلاط من ضفة حلفاء سوريا إلى أحد أبرز خصومها وإستمر في هذا الخلاف حتى الأمس القريب مع تحولات آنية يجريها هنا وهناك.
منذ سنوات عدّل جنبلاط من حدّة خطابه ضدّ خصومه لكنه بقي إلى حد بعيد إلى جانب حلفائه السابقين في "قوى الرابع عشر من آذار"، يتحالف معهم في الاستحقاقات الاساسية ويمارس خطاباً سياسياً قريباً لخطابهم، وهذا الامر لم يمنعه من فض الإشتباك مع "حزب الله" وبدء عملية تنسيق كبيرة معه، الا ان التحول الكبير الذي أظهره الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" بدأ مع إندلاع معركة "طوفان الأقصى" إذ عمل على دعم الحزب إعلامياً وسياسياً وتجاوب الحزب معه في مسألة الحذر من اشعال الجبهة بشكل شامل.
تقول مصادر مطلعة ان جنبلاط قام عمليا بإعادة تموضع حقيقية للمرة الأولى منذ سنوات، لأن التبدل في خطابه طال مسألة اساسية كانت تشكل العمود الفقري للخطاب الاعلامي ل"قوى الرابع عشر من اذار" ومن بينهم جنبلاط، ألا وهي سلاح "حزب الله"، اذ بات جنبلاط مؤيداً وإن بحذر لسلاح الحزب وحراكه العسكري الحاصل حالياً ضمن حدود جبهات الدعم. وللمفارقة فإن موقف جنبلاط الإيجابي من الحزب لم يعلنه بعض حلفاء الحزب مثل "التيار الوطني الحرّ" ورئيسه جبران باسيل الذي يستمر في مهاجمة "جبهة الجنوب" وقرار فتحها حتى اليوم..
وتشير المصادر أن جنبلاط اليوم يواكب سياسياً التطورات في المنطقة ويرى أن الإمارات العربية تفتح ابواب التنسيق، وليس فقط التواصل مع "حزب الله"، كما يرى أن النظام في سوريا يفتح ابوابه للإنفتاح الخليجي وحتى الغربي عليه، لذا فإن التبدلات في الموقف الجنبلاطي ليست مرتبطة حصراً بالواقع اللبناني بل بحجم التحول الحاصل في المنطقة في ظل الإشتباك العسكري الهائل الذي قد ينتج عنه تغيير في الخريطة السياسية والتحالفات الإقليمية، كما أنه لا يغفل عن جنبلاط، بناء على تجاربه السابقة، حجم الإيجابية الإيرانية الأميركية المسيطرة على المشهد.
وترى المصادر أن تصدر النائب السابق وليد جنبلاط للمشهد الإشتراكي مجدداً بعد أن كان قد سلّم القيادة لنجله تيمور يهدف إلى القيام بإعادة التموضع بسلاسة نسبية، خصوصاً أن الأداء السياسي لتيمور في المرحلة التي تصدّى فيها للتحديات الداخلية أظهره كمن يميل إلى "قوى الرابع عشر من اذار"، وهذا ما لا يريده جنبلاط لأسباب كثيرة. وعليه فقد يكون ضبط حركة تيمور مسار سيطول لأن التسوية الشاملة التي يرى جنبلاط مؤشراتها ستطول ولن تتم صياغتها خلال اشهر قليلة.
لم يكن هجوم جنبلاط على "نواب التغيير" بسبب اللقاء الذي عقدوه مع مستشار الرئيس الاميركي آموش هوكشتاين الا تظهيرا بسيطا للموقع الجنبلاطي الجديد، ليبقى السؤال، هل سيتماهى جنبلاط مع "قوى الثامن من اذار" في القضايا الداخلية كما الاستراتيجية؟ وما مدى سرعة التحول الذي قد يقوم به في الداخل؟ وهل سيدعم مرشح "حزب الله" الرئاسي، خصوصاً أن دعمه سيشكل نقلة نوعية في قدرة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على الوصول إلى الرئاسة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بنود مقترح التسوية بين حزب الله وإسرائيل والعقدة الشائكة فيها
تترقب مختلف الأطراف رد حزب الله اللبناني على مقترح التسوية مع إسرائيل والذي قدمته واشنطن بعد أسابيع من المباحثات والتسريبات وعلى وقع تصاعد المواجهة بين الطرفين.
وقالت مصادر للجزيرة إنه تم تسليم حزب الله نسخة عن مسودة مقترح وقف إطلاق النار التي نقلتها السفيرة الأميركية ليزا جونسون لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وأضافت المصادر أن حزب الله سيدرس النقاط الواردة في المسودة ويبلغ رئيس البرلمان اللبناني بملاحظاته عليها.
بينما قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تنتظر ردا لبنانيا على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في غضون أيام قليلة. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، أن حزب الله، سيعطي إجابة على الخطوط العريضة الأميركية خلال أيام قليلة.
بنود مشروع الاتفاقوكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن بنود مشروع الاتفاق المقترح بين لبنان وإسرائيل وتتضمن:
إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. يعطي مشروع الاتفاق للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر. الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل. الحكومة اللبنانية ستشرف على أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله. يتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام. يحل الجيش اللبناني محل القوات الإسرائيلية المنسحبة من الجنوب وستشرف على ذلك الانسحاب الولايات المتحدة ودولة أخرى. يتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان في غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق. المواجهة بين حزب الله وإسرائيل مستمرة منذ 13 شهرا بالتزامن مع الحرب على غزة (الفرنسية) العقدة الشائكةووفق ما تسرّب عبر وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المقترح الأميركي يقضي بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومنعه الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب.
لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بحق مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.
فيما يشدد الحزب على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن رئيس البرلمان نبيه بري يقود المحادثات نيابة عن حزب الله.
الموقف اللبناني الرسمي
وكباقي الأطراف تنتظر الحكومة اللبنانية رد حزب الله ومصير التسوية المطروحة على الطاولة، كونها تترتب عليها تحركات سياسية وأخرى عسكرية للجيش اللبناني.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي 1701 ودعم الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اللبنانيين.
وأضاف ميقاتي اليوم الجمعة خلال لقائه علي لاريجاني مستشار الرئيس الإيراني أن الأولوية للتوصل الى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره من دون تعديلات أو تفسيرات مغايرة لمضمونه.
وصدر القرار رقم 1701 عن مجلس الأمن الدولي في أغسطس/ آب 2006 عقب حرب استمرت 33 يوما بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ويدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل الأممية.
ميقاتي خلال استقباله علي لاريجاني في بيروت اليوم (الصحافة الإيرانية) الموقف الإيرانيومن المواقف المهمة المرتبطة بالتسوية أيضا موقف إيران الداعمة لحزب الله اللبناني.
وقال مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إن طهران ستدعم أي قرار تتخذه المقاومة والحكومة في لبنان.
وأكد لاريجاني اليوم الجمعة "أن إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية ولا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون".
وأعرب لاريجاني، عقب مباحثاته في بيروت مع عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين في مقدمتهم رئيسي الحكومة والبرلمان، عن أمله في أن يتمكن النازحون اللبنانيون من العودة إلى مناطقهم.
كما أكد بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن إيران "ستقف إلى جانب لبنان حكومة وشعبا في كافة الظروف وهذا الوقوف واجب لدعم الشعب والحكومة اللبنانية".
ترامب (يسار) أبلغ نتنياهو أن يدعم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان (الفرنسية-أرشيف) الموقف الأميركيبطبيعة الحال تقود الإدارة الأميركية الحالية الوساطة بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن تلك الوساطة لا يمكن أن تغفل منعطف تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحكم خلال أسابيع.
ويتسلم ترامب مهامه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وحتى ذلك الحين تبقى المسؤولية مع الإدارة الحالية برئاسة الرئيس جو بايدن.
وأبلغ ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر، التقى الأحد الماضي، ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، وناقش معهم مجموعة واسعة من القضايا.
وأضافت: "من جانبه أعطى ترامب الضوء الأخضر رسميا لمواصلة محاولة التوصل إلى تسوية حول لبنان".
ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثة (لم تسمه)، إن ترامب قال لدريمر: "أريدك أن تتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان.. ليس لدي أي اعتراضات على المخطط الحالي".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن أكثر من 3 آلاف قتيلا و14 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.