قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة القاهرة، إن الحضارة المصرية القديمة من أقدم وأرقى الحضارات في طريقة تعاملها مع ذوي الهمم بطريقة، مشددًا على أنه عند مقارنتها مع باقي الحضارات سنجد أنها راعت فكرة حقوق الإنسان والمواطنة قبل ظهور أي منظمات أو ديانات سماوية، ووضعت المثل العليا والمبادئ الأولى للتعامل معهم باعتبارهم مواطنين لهم حقوق وواجبات.

الحضارة المصرية عاملت الجميع سواسية 

وأشار «بدران»، خلال لقائه مع الإعلامية داليا أشرف ببرنامج «8 الصبح»، المُذاع عبر شاشة «دي أم سي»، إلى أنه بالرغم من عظمة الحضارة اليونانية والرومانية وكل ما ورد عنهم، لكن فيما يخص ذوي الهمم فإن الحضارة الإغريقية كانت تلقي بذوي الاحتياجات الخاصة على قمم الجبال حتى تختطفهم الطيور الشرسة آكلة اللحوم والحيوانات المفترسة، وكانت هذه قسوة كبيرة في الوقت الذي كانت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالحكم والأمثلة التي تحث على معاملة الجميع سواسية لأن الجميع من خلق الآله.

 حكمة «لا تسخر من أعمى ولا من قزم»

وكشف عن وجود حكمة عاش بها الناس في الحضارة المصرية القديمة وهي: «لا تسخر من أعمى ولا من قزم»، موضحًا أنها حكمة لحكيم سمي «آمون إم أوبت» للتعليم والتنشئة للنشئ الصغير لكي يتبع هذا السلوك الطيب، وهذه الكلمات تأتي في موضعها الصحيح بالنسبة لسلوكيات الإنسانية والتعامل مع هذه الفئة في المجتمع، موضحًا أن الآثار وما جاء على جدران المعابر أو البرديات أو التماثيل تظهر عددًا من فئات ذوي الهمم وقدراتهم الكبيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحضارة المصرية الحضارة المصرية القديمة الآثار الحضارة المصریة ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

انهيار التحالفات القديمة وصعود نظام عالمي جديد

يمكن أن يقرأ العالم الاشتباك العلني بين الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي بمستوى أبعد بكثير من كونه مجرد لحظة توتر بين زعيمين إلى كونه إعلانا واضحا لنهاية النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. كان ترامب يقول بشكل واضح لا جدال فيه إن بلاده لن تلتزم بعد اليوم بدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا وهذا يعني أيضا إنهاء التزام أمريكا تجاه حلفائها الديمقراطيين في أوروبا وفي العالم أجمع.

كانت تلك اللحظة التي شاهدها العالم أمام شاشات التلفزيون تجسد شكل السياسة الخارجية في نهج ترامب، وهو نهج يقوم على فكرة الصفقة ويضرب بعرض الحائط أي طرح للعلاقات التاريخية أو التحالفات على مبدأ «الديمقراطية» الذي كانت الولايات المتحدة تتحدث عنه منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.. وبعد ما حدث للرئيس الأوكراني فلم يعُد هناك مكان للشراكات الاستراتيجية المبنية على القيم والمصالح المشتركة، بل أصبح كل شيء مجرد ورقة مساومة في لعبة القوى الكبرى. ومن كان مشككا في هذا النوع من السياسة الخارجية فعليه أن يتعلم الدرس مما حدث لزيلينسكي.

لقد كشف ترامب دون أي مواربة أنه يتعامل مع السياسة الخارجية كما لو كانت سلسلة من الصفقات التجارية حيث لا توجد التزامات دائمة، بل فقط مصالح متغيرة. ويبدو أنه مُصِرّ على التخلص من فكرة أن على الولايات المتحدة حماية حلفائها، حتى لو كان ذلك على حسابها. وهو ذاهب بشكل واضح نحو تفكيك التحالفات الأمريكية التقليدية بعد انسحابه التدريجي من التزامات بلاده تجاه الناتو، ومن حلفائه العرب وحتى من رؤيته أن روسيا شريكا محتملا في تشكيل نظام عالمي جديد.

ورغم أن فكرة بناء علاقات شراكة مع روسيا فكرة إيجابية جدا فإن القواعد التي يبني عليها ترامب هذه العلاقة تبدو أقرب لفكر الصفقات التجارية منها إلى بناء علاقات سياسية.

إن ترامب الذي يشغل العالم منذ دخوله البيت الأبيض للمرة الثانية تبدو عقيدته واضحة جدا؛ فلم تعُد الولايات المتحدة المدافع عن النظام العالمي الليبرالي، بل أصبحت قوة تبحث عن الهيمنة المطلقة، حيث يكون كل شيء متاحا للمساومة.

لكن هل كان الدرس الذي وجَّهَه ترامب لأوكرانيا يخصها وحدها؟ تبدو الرسالة أكثر عمقا مما قد يعتقد البعض أنها موجهة لكل حلفاء أمريكا وبشكل خاص الأوروبيين والآسيويين والعرب. فمن كان مستعدا للتخلي عن حليف بحجم أوكرانيا الملاصقة لروسيا فإنه قد يتخلى بكل بساطة عن تايوان وعن كوريا الجنوبية وعن اليابان وعن الدول العربية.

لكن كل هذا ليس قائما على المبادئ بل على حساب «الصفقة».. فعلى عكس زيلينسكي، الذي طُلب منه قبول الهزيمة، لم يُطلب من نتنياهو أي شيء لإنهاء الحرب في غزة، رغم سقوط عشرات الآلاف من المدنيين. هذه الازدواجية تعكس أن سياسة ترامب الخارجية لا تُحددها المبادئ، بل تحكمها الحسابات الشخصية والسياسية.

هذا الأمر يجعل مصداقية الولايات المتحدة تتآكل بسرعة.. فإذا كان بإمكان واشنطن التخلي عن أوكرانيا بهذه السهولة، فما الذي يمنعها من التخلي عن حلفائها الآخرين؟ الاتحاد الأوروبي، الذي يشعر بخيبة أمل متزايدة من القيادة الأمريكية، قد يسرّع خطواته نحو بناء قدرات دفاعية مستقلة. أما في آسيا، فقد تبدأ الدول في البحث عن ترتيبات أمنية بديلة، وربما حتى إقامة علاقات أقوى مع الصين.

يعتقد ترامب أنه يستطيع إعادة ترتيب ميزان القوى العالمي من خلال نهج قائم على القوة الاقتصادية والعسكرية، متجاوزًا التحالفات، وعقد صفقات مباشرة مع القوى الكبرى، لكن التاريخ يظهر أن انهيار التحالفات غالبًا ما يؤدي إلى اضطرابات عالمية. النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، رغم عيوبه الكبيرة جدا، نجح في تحقيق هدفه الأساسي؛ فقد منع نشوب الحروب الكبرى، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول.

خرج الرئيس الأوكراني وقد عرف مصير بلده تقريبا، لكن السؤال الأهم الآن مَن سيكون الضحية القادمة في سياسة «الصفقة التجارية»؟

مقالات مشابهة

  • المرعاش: حكومة الدبيبة تعاملت مع حرائق الأصابعة بلا مبالاة وصدقت أن وراءها جن
  • المرعاش: حكومة الدبيبة تعاملت مع حرائق الأصابعة بلامبالاة وعشوائية
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد القلعة بالمدينة المنورة ويعزز الحضارة الإسلامية للمملكة
  • الدلافين تداوي أصحاب الهمم
  • إيناس الدغيدي: آثار الحكيم قالت إني ويوسف شاهين خربنا السينما المصرية
  • 100 فعالية في مهرجان «دبي لأصحاب الهمم»
  • الشيخ مصطفى ثابت: الرحمة جوهر الحضارة الإسلامية (فيديو)
  • انهيار التحالفات القديمة وصعود نظام عالمي جديد
  • فعاليات رمضان تزين الموصل القديمة (صور)
  • «عصر المأمون» العصر الذهبي!