عدوان إسرائيل على لبنان يشل مهنة صيد الأسماك
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
صور – ألقت الحرب الدائرة في جنوب لبنان بظلالها على قطاع الصيد في المدينة، وهو ما أدى إلى شلّه وتكبيد الصيادين خسائر فادحة تزداد يوميا مع استمرار العدوان، ليجدوا أنفسهم في شباك الاعتداءات الإسرائيلية من جهة والأزمة المعيشية اللبنانية من جهة أخرى.
ويواجه ما بين 350 إلى 400 صياد في مدينة صور، موزعين على نحو 180 زورق صيد، مخاطر يومية متزايدة من قبل زوارق إسرائيل الحربية، حيث لم تعد المسافة البحرية الممتدة بين الزهراني والناقورة، والتي تبلغ حوالي 31 ميلا (57.
ويقول نقيب صيادي صور، سامي رزق لـ"الجزيرة نت": "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، تراجع عمل الصيادين كثيرا لأننا نعمل في جنوب مدينة صور باتجاه الناقورة حيث السمك الوفير، وعندما يكون الوضع متأزما ومتوترا، لا يستطيع الصيادون الذهاب باتجاه الحدود الجنوبية البحرية للعمل".
ويضيف رزق: "نعاني أيضا من تأثير العدوان على الأسماك، حيث انخفض الطلب عليها من المطاعم والمنشآت السياحية الأخرى بسبب قلة الزوار. الموسم السياحي ليس بخير حاليا، ونحن في حالة حرب، وكل القطاعات تتأثر ببعضها البعض".
ولم يخف رزق أن "المشكلة الثالثة تتعلق بالتكنولوجيا، إذ يعتمد معظم عمل الصيادين على أنظمة تحديد المواقع "جي بي إس" (GPS). نضع شباكنا، لكن عندما لا يعمل النظام بشكل صحيح بسبب التشويش الإسرائيلي، يتكبد الصيادون خسائر ولا يصلون إلى أهدافهم".
وداخل ميناء صور، ينشغل الصيادون بإصلاح الشباك وصيانة المراكب التي ترسو في حالة انتظار لرحلة صيد جديدة. لم يعد قطاع الصيد كما كان في السابق، إذ يتراجع عاما بعد عام، لكن الحرب الإسرائيلية الحالية أثقلت كاهل الصيادين وحدّت من قدرتهم على كسب قوت يومهم.
يشكو الصياد عامر الزوز، الذي قضى 30 عاما في مهنة الصيد، من تراجع كبير لقطاع الصيد بشكل عام، وزادت الحرب من تدهور هذا القطاع. ويقول لـ"الجزيرة نت": "أبدأ العمل من الساعة 8 صباحا حتى 2 ظهرا في إصلاح الشباك فقط، لم أعد أقوم بالصيد بمركبي يوميا، وكل ما نجنيه يتراوح بين 600 إلى 700 ألف ليرة لبناني (من 7 إلى 8 دولارات) في اليوم، وهي لا تكفي شيئا".
ويضيف الزوز: "كنا سابقا نستخدم نظام تحديد المواقع "جي بي إس" لتحديد مكان وضع الشباك بدقة، فنضع 10 شباك ونركز عليها لصيد السمك. لكن اليوم، مع تعطله، وإذا قمنا بالصيد، نضطر لوضع 70 قطعة بدلا من 15، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لنا".
وحال الصياد علي طه ليس أفضل من زملائه، ويقول باستياء لـ"الجزيرة نت": "نحن بحارة من صور، ورثنا المهنة عن أجدادنا. أنزل إلى الميناء يوميا لأسعى وراء لقمة عيشي، وأكسب بين 500 ألف ومليون ليرة لبنانية، ما يعادل نحو كيلوغرام من اللحم".
ويشير: "أنا حاليا، أخاطر وأذهب جنوبا إلى منطقتي البياضة والناقورة، حيث يكون القصف الإسرائيلي فوق رؤوسنا أحيانا، في حين تسمع أصوات الغارات بوضوح.. إذا استمرت الحالة على هذا النحو، فإنه من المحزن أن نخرج في رحلات الصيد، لأنها تشكل خسارة وخطرا في نفس الوقت".
وينشغل الصياد محمد أبو العينين في إصلاح محرك مركبه الذي لم يعد يعمل بكفاءة كما كان في السابق، ويصف رحلته في الصيد لـ"الجزيرة نت" ويقول: "نبدأ رحلتنا نحو الثالثة فجرا، نتجه حاليا شمالا، نحو القاسمية وعدلون وصولا إلى الصرفند والزهراني لم نعد نتجه جنوبا بسبب المخاطر".
ويضيف: "نعمل بقدر استطاعتنا، لكن ليس بنفس راحة البال كما كان الحال في السابق بالنسبة لصيد الأسماك. ونسعى جاهدين لتأمين قوت يومنا وتغطية نفقات أسرنا الضرورية مثل تكاليف التعليم والمعيشة في ظل الأزمة اللبنانية الخانقة".
على الجهة الأخرى من ميناء صور، ينشغل أصحاب قوارب السياحة بصيانة وتجديد قواربهم المخصصة للرحلات البحرية قبالة مدينة صور أو باتجاه الجنوب نحو الناقورة، على أمل انتهاء الحرب قريبا واستئناف رحلاتهم التي ينتظرونها خلال الموسم السياحي.
ويقول صاحب مركب سياحي، اسمه جورج داود لـ"الجزيرة نت": "تأثرت الملاحة بنسبة 80% تقريبا. في مثل هذه الأيام، كنا نقوم بجولات سياحية بالقوارب لطلاب المدارس والسياح، لكن كل هذا توقف اليوم. لقد تأثرنا بشكل كبير بسبب الحرب على الحدود".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قطاع الصید الجزیرة نت مدینة صور
إقرأ أيضاً:
مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، مطلع على المفاوضات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، “أن وسطاء مصريون وقطريون اقترحوا صيغة جديدة لوقف الحرب في غزة”.
ووفقا للمسؤول، “يتضمن المقترح هدنة تستمر بين 5 و7 سنوات، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإنهاء الحرب رسميا والانسحاب الإسرائيلي كامل من غزة”.
وصرح المسؤول الفلسطيني المطلع على المحادثات لـ”بي بي سي”، “أن حماس” أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة لـ”أي كيان فلسطيني يتم الاتفاق عليه على الصعيدين الوطني والإقليمي”.
وأضاف أن “هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، أو هيئة إدارية حديثة التأسيس”.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة مستقبلا، الذي تحكمه حماس منذ عام 2007، وفي حين أنه من السابق لأوانه تقييم احتمالات نجاح هذا المقترح، وصف المصدر جهود الوساطة الحالية “بأنها جادة، وقال إن حماس أبدت “مرونة غير مسبوقة”.
هذا “وانهار آخر وقف لإطلاق النار قبل أكثر من شهر، عندما استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة يوم 18 مارس الماضي”.
ومن المقرر “وصول وفد رفيع المستوى من حماس إلى القاهرة لإجراء مشاورات، يتصدره رئيس مجلسها السياسي محمد درويش، وكبير مفاوضيها خليل الحية”، كما أفادت تقارير صحفية “أن وفدا إسرائيليا وصل إلى العاصمة المصرية مساء الأحد، لإجراء محادثات مع وسطاء والسعي إلى تحقيق تقدم في المفاوضات”.
يأتي ذلك بعد أيام من رفض الحركة آخر مقترحات إسرائيل، الذي “تضمن مطلبا بنزع سلاح حماس مقابل هدنة لمدة 6 أسابيع، بما يتيح لها استئناف الحرب بعد انتهاء الهدنة”.
ورغم الضغوط التي يتعرض لها من أهالي الرهائن، أعلن نتنياهو أكثر من مرة “أنه لن ينهي الحرب قبل القضاء على حماس وعودة جميع المحتجزين في قطاع غزة، بينما طالبت حماس إسرائيل بالالتزام بإنهاء الحرب قبل إطلاق سراحهم”.
الشرطة تتدخل بعنف ضد متظاهرين مناهضين لنتنياهو وتعتقل عددا منهم
شهدت تل أبيب مساء أمس “تظاهرة ضخمة شارك فيها آلاف الإسرائيليين احتجاجا على محاولات نتنياهو استغلال الأجهزة الأمنية لأغراض سياسية، وقد شهدت التظاهرة تدخلا عنيفا من الشرطة واعتقالات”.
يأتي ذلك في أعقاب، إفادة رئيس جهاز الشاباك رونين بار للمحكمة العليا، والتي كشف فيها عن “طلب نتنياهو منه ملاحقة المحتجين واستخدام الشاباك لأغراض سياسية، بالإضافة إلى محاولة تأجيل محاكمته في قضايا فساد بدواع أمنية”.
وتوافد “آلاف المتظاهرين إلى ساحة “هبيما” في تل أبيب، ورفعوا لافتات كتب عليها “نتنياهو تجاوز خطا أحمر”، “الديمقراطية الإسرائيلية على المحك”، و”أقيلوا نتنياهو الآن”.
وطالب المتظاهرون كذلك “بصفقة فورية لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب في غزة، ورفعوا صورا لأسرى إسرائيليين محتجزين لدى حماس في غزة”.
وشهدت التظاهرة كلمة لرئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان، الذي اعتبر أن نتنياهو يشكل “خطرا واضحا وفوريا على أمن وسلامة مواطني إسرائيل” ودعا إلى اعتقاله وفتح تحقيق معه بناء على ما كشفه رئيس الشاباك.
وحاولت الشرطة الإسرائيلية “تفريق المتظاهرين بالقوة، خاصة عند اقترابهم من طريق أيالون السريع، فاشتبكت معهم واعتقلت شخصين على الأقل خلال عملية التفريق”.
ووصفت وسائل إعلام عبرية القمع بأنه “جاء بعد تصاعد الغضب الشعبي والمخاوف من استخدام نتنياهو الأجهزة الأمنية لملاحقة معارضيه”.
وتأتي هذه التظاهرات “وسط تصاعد التوتر بين القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية، بعد إفادة رئيس الشاباك التي اتهم فيها نتنياهو بطلب الولاء الشخصي واستخدام الجهاز لأغراض سياسية”.
وحذرت المعارضة الإسرائيلية من أن “سلوك نتنياهو، حسب إفادة رئيس الشاباك، “يعرض مستقبل ووجود إسرائيل للخطر ويمس بأمن الدولة”.
“القسام” تعلن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين شرق غزة
أعلنت كتائب “القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، “مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بعد استدراجهم لنفق مفخخ في حي التفاح شرق مدينة غزة”.
ومساء 19 أبريل الجاري، أقر الجيش الإسرائيلي “بمقتل ضابط في صفوفه وإصابة 3 عسكريين آخرين، بينهم ضابطة، بجروح خطيرة، خلال إحدى المعارك في شمال قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد العسكريين الذين أقر الجيش الإسرائيلي بمقتلهم منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 إلى 847 قتيلا، بينهم 408 منذ بدء العملية البرية في الـ27 من الشهر ذاته”.
وتشير معطيات الجيش، المتهم بإخفاء الحصيلة الحقيقة لخسائره، إلى “إصابة 5 آلاف و780 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب على غزة، بينهم 2603 بالمعارك البرية، وتشمل المعطيات الضباط والجنود الذين قتلوا أو جرحوا في غزة والضفة الغربية ولبنان وإسرائيل”.
هذا “وبدعم أمريكي تشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، حرب في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود”.