حماس غير مستعجلة.. وحزب الله يركن طرحاً على الرّف!
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تسير المفاوضات غير المباشرة المرتبطة بقطاع غزّة بين المقاومة الفلسطينية من جهة و"تل أبيب" من جهة أخرى بوتيرة بطيئة، إذ من الواضح أن حركة "حماس" استعادت زمام المبادرة وأعادت تنظيم صفوفها بشكل واضح وتحديداً الصفوف العسكرية وبدأت تعيد فتح جبهاتها في عمق شمال القطاع وباتت غير مستعجلة لإتمام أي تسوية لا تضمن لها انتصاراً واضحاً وعلنياً.
في الوقت نفسه تكشّفت الاعتبارات الاسرائيلية لعدم القبول بوقف إطلاق النار واصبحت معروفة، حيث أن جزءاً كبير منها مرتبط بشخص رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، والجزء الاخر مرتبط بما يمكن تسميته بالمعركة الوجودية التي تخوضها إسرائيل. وأمام هذا الواقع الذي يحمل تشعّبات كثيرة أهمّها الجبهة اللبنانية في الجنوب، أصبح السؤال عن التأثيرات السياسية الكبرى التي قد تطال المنطقة بعد انتهاء الحرب.
ولعلّ المؤكد أن هناك انعكاسات جدية ستطال عدّة ساحات في المنطقة، وهي غير مرتبطة بميزان القوى او بالتبدلات الميدانية التي ستحصل، علماً أن هذه التحوّلات ستؤثر على عدّة ساحات منها الساحة اللبنانية واليمنية وغيرها، الا أن حاجة القوى الداعمة لاسرائيل وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية لتسوية سريعة سيدفعها للقبول ببعض العروض المُقدّمة على هامش المعارك.
هذا الامر يعني أنّ الساحة اللبنانية ستكون احدى الساحات المتأثرة بشكل مباشر بالتطورات الفلسطينية، بحيث أنّ التأثيرات السياسية على الساحة اللبنانية ستشمل الملفات الدستورية كاستحقاق رئاسة الجمهورية، لكنها أيضاً ستمتدّ أيضاً الى الواقع العام للنظام اللبناني الذي تسعى قوى أساسية لتعديله ومن بينها "حزب الله" وإن لم يُعلن عن ذلك بشكل صريح.
وترى مصادر سياسية مطّلعة أن التسوية المُرتقبة بعد انتهاء الحرب بين قوى المقاومة وعلى رأسها "حزب الله" وبين الاميركيين ستؤدّي الى عدّة تفاهمات هنا وهناك، لكنّ الاهمّ أن التفاهم في الساحة اللبنانية سيكون على المستوى الدستوري وتحت سقف النظام الحالي. حتى "حزب الله"، الذي يبدي رغبة مع بعض حلفائه بتغيير "الطائف" أو تعديله، لن يكون مستعجلاً باتجاه هذه الخطوة، سيّما وأنّ علاقته تتحسّن مع دول الخليج وبالمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، وبالتالي فإنه سيركن هذا الطّرح "على الرفّ" ولن يكون هناك أي امكانية لتعديله مهما استجدّ من تطورات داخلية أو تحالفات. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الساحة اللبنانیة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. أبونا فلتاؤس السرياني "نسر البرية" الذي عاش في صمت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل الراهب المتوحد أبونا فلتاؤس السرياني، أحد أشهر رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي عاش حياة زهد في دير السيدة العذراء السريان بوادي النطرون، تاركًا وراءه إرثًا روحيًا لا يزال حاضرًا في قلوب محبيه.
ولد أبونا فلتاؤس السرياني باسم كامل جرجس في 1 أبريل 1922 بمحافظة الشرقية، ونشأ في أسرة تقية زرعت فيه محبة الصلاة والتسبيح منذ الصغر.
وفي عام 1948، انضم إلى دير السريان حيث ترهبن باسم الراهب فلتاؤس السرياني. وبعد سنوات من الجهاد الرهباني، قرر الابتعاد عن العالم والتفرغ للصلاة والتأمل، فاتخذ قلاية منعزلة داخل الدير عام 1962، حيث قضى عقودًا من الزمن متوحدًا مع الله.
لم يكن أبونا فلتاؤس مجرد راهب متوحد، بل كان أبًا روحيًا يلجأ إليه الكثيرون لطلب الإرشاد والنصح، كما عرف بعلاقته القوية بالله والقديسين، حيث كان دائم التأمل في سيرهم والتشبه بجهادهم الروحي.
وفي فجر 17 مارس 2010، أسلم الروح بعد حياة امتدت 88 عامًا، قضاها في الصلاة والجهاد الروحي، ليترك وراءه إرثًا روحيًا خالدًا.
أقيمت صلوات التجنيز في كنيسة السيدة العذراء المغارة داخل الدير، بحضور عدد كبير من الأساقفة والرهبان ومحبيه.
وتزال سيرته العطرة مصدر إلهام للكثيرين، حيث يُلقب بـ”شفيع المستحيلات”، وتروي عنه معجزات عديدة، تؤكد أن حياته كانت شهادة حية للإيمان والتسليم لمشيئة الله.