الفضة يخطف الأنظار بارتفاعه القياسي.. هل يكون ملجأ جديداً للبنانيين؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
لأوّل مرة منذ 10 سنوات، يحقق الفضة قفزة هائلة متجاوزاً الـ30 دولاراً للأونصة الواحدة. الابن العمّ الفقير للذهب حذا حذو المعدن الأصفر، محوّلاً الأنظار صوبه في الـ2024.. فهل يتفوّق على "الأصفر" عند اختيار ملاذ آمن خاصة في بلد يتلبّد بالأزمات مثل لبنان؟
ارتفاع قياسي منذ عقد من الزمن
أسعار الفضة ارتفعت الى 31 دولاراً للأونصة الواحدة، وهو أعلى مستوى خلال السنوات العشرة الأخيرة، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن للأوراق الماليةLSEG، إذ لامس سعر المعدن النفيس الـ30 دولارًا آخر مرة في شباط 2013.
وفي تقرير حديث له، توقّع معهد الفضة أن "يصل الطلب العالمي على الفضة إلى 1.2 مليار أونصة في عام 2024، وهو ما سيمثل ثاني أعلى مستوى للطلب على الإطلاق". هذا الأمر لا يشكّل مفاجأة، فالفضة عنصر مهم وأساسي في العديد من الصناعات ولا شكّ أن التحسينات والتطور المستمرّ في الاقتصاد العالمي سيؤثّر إيجاباً على "حركة" الفضة السوقية.
صحيح أن أسعار الفضة لم تواكب الارتفاع الذي سجله الذهب في المرحلة الأولى، إلّا أنه اليوم يسجل ارتفاعات كبيرة. ويوضح الخبير الاقتصادي انطوان فرح لـ"لبنان 24" أن "الفضة ككل المعادن التي يتم التداول بها في الأسواق المالية والبورصات، تعتبر ملاذ آمناً في حالتين، الأولى عندما يكون هناك حركة تضخّم غير اعتيادية في الاقتصاديات الدولية والثانية عند وجود توتر أمني واحتمالات حروب، لذلك نشهد اليوم ارتفاعاً بسعر الفضة، إضافة الى كونه نن المعادن المطلوبة صناعياً".
الفرق بين الذهب والفضة
للمقارنة بين الذهب والفضة، لا بدّ من التوقف عند خصائص هذين المعدنين النفيسين. ويقول فرح إن "الفرق بين الفضة والذهب يكون في مواضيع تقنية، بمعنى ان الطلب على الفضة يأتي ضمن العقود أكثر من الشراء الحقيقي، إذ ان تخزين الذهب أسهل من الفضة لأن حجمه صغر، في حين تخزين الفضة يحتاج لمساحات أكثر".
ويضيف: "شحن الفضة مكلف أكثر من شحن المعدن الاصفر، لأن حجمه أكبر من حجم الذهب"، وبالتالي هذا ما يحصر التداول بالفضة ضمن العقود.
أما من حيث الأداء المالي، فيوضح فرح أن "ما يميز الفضة عن الذهب هو مرونته، أي أنه متحرك اكثر صعوداً ونزولاً وبالتالي هناك مخاطره أكبر لكن بالمقابل هناك أرباح أكثر".
بالرغم من مخاطر الاستثمار في الفضة، تمكّن من تسجيل ضعف مكاسب الذهب تقريباً هذا العام، ليصبح أحد أفضل السلع في أدائه، وفقاً لأحدث تقرير لمؤسسة "جولد بيليون".
وعن سبب هذا الارتفاع الكبير الحاصل بسعره، يظهر التقرير أن المعدن الابيض استفاد من الطلب الصناعي الفعلي عليه. فيما توقّع معهد الفضة أن يصل الطلب العالمي على الفضة إلى 1.2 مليار أونصة، وهو ما سيمثل ثاني أعلى مستوى للطلب على الإطلاق.
الملجأ في الأزمات.. الذهب أم الفضة؟
يشير فرح في حديثه لـ"لبنان 24" الى أن "الفضة وكأي معدن آخر، هو ملاذ آمن في حال التضخم والتوتر الأمني. لكن ان أردنا مقارنته مع الذهب، فليس بالملاذ الأمن لأن حركة الهبوط والارتفاع فيه كبيرة وبالتالي المخاطر كبيرة".
ويوضح الخبير الاقتصادي أن "اللجوء للمعادن يحدث في مراحل استثنائية كالتي نمرّ بها حالياً، لأن لا فوائد عليها". ويفسّر: "من يستثمر بها في وقت لا تشهد به ارتفاعا في الاسعار، يكون خاسراً خاصة وان الفوائد في العالم تصل الى ارقام قياسية في الارتفاع"، مضيفاً: "الاتجاه نحو المعادن ملاذ امن ضد المخاطر الكبيرة".
وعن لجوء اللبنانيين للاستثمار في الفضة، يقول: "الملاذ الآمن المستقر أكثر للاستثمار هو الذهب، لكن من يبحث عن احتمالات تحقيق أرباح إضافية أضافة الى الملاذ الآمن فليستثمر في الفضة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ارتفاع هائل في سعر الذهب عالميا.. تفاصيل
حافظت أسعار الذهب على مكاسبها لليوم الرابع بدعم من الطلب على الملاذ الآمن، مع تصاعد توترات الحرب الروسية الأوكرانية، بينما قام المتداولون بتقييم احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بمزيد من التيسير النقدي.
تم تداول المعدن النفيس بالقرب من مستوى 2670 دولاراً للأونصة، ليكون في طريقه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ أبريل، وذلك بعد أن أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت نوعاً "جديداً" من الصواريخ الباليستية على مدينة دنيبرو، مما أثار قلق داعمي كييف في الغرب. وتُعد التوترات الجيوسياسية عاملاً رئيسيا يدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.
سعر الذهب اليوم 22-11-2024 سعر الذهب عيار 24 اليوم 22-11-2024حقق الذهب مكاسب تقارب 30% هذا العام، مدعوماً بزيادة شراء البنوك المركزية، والطلب على الملاذات الآمنة، ودورة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هناك توقعات واسعة النطاق بتحقيق مستويات قياسية جديدة في عام 2025، حيث أصدرت مجموعتا "جولدمان ساكس"، و"يو بي إس" مؤخراً توقعات متفائلة.
ساعد الطلب على الملاذ الآمن في تعويض تأثير ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي تعزز بعد بيانات متباينة عن سوق العمل الأميركية. ويجعل الدولار القوي السلع المقومة به أكثر تكلفة بالنسبة لمعظم المشترين.