المناطق_متابعات

أثبتت الجائحة كفاءة اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الريبي المرسال «إم آر إن إيه»، في التصدي لفيروس كوفيد 19.

لكن لم يكن ذلك في نية رواد هذه التكنولوجيا فحسب، إذ كانت أنظارهم تتجه لأهداف أخرى، خصوصاً تكثيف جهود معالجة السرطان. وتخضع هذه الرؤية حالياً إلى الاختبار، ومن الواضح أنها تفضي نتائج أولية واعدة.

أخبار قد تهمك دون ألم الكيماوي.. علاج بأياد سورية لأكثر السرطانات فتكاً 21 أبريل 2024 - 9:26 صباحًا بعد إعلان إصابتها بالسرطان.. الملك تشارلز يوجه رسالة لكيت 23 مارس 2024 - 11:43 صباحًا

لقد بدأ أول علاج مناعي شخصي لعلاج مرض سرطان الجلد باستخدام الحمض النووي الريبي المرسال مرحلته الثالثة من التجارب السريرية.

ويستهدف العلاج، الذي طورته شركة مودرنا التي تتخذ من بوسطن مقراً لها بالاشتراك مع شركة «ميرك»، الحيلولة دون عودة الإصابة بالسرطان بعد الخضوع للعملية الجراحية. ويعمل العلاج على زيادة قدرة الجهاز المناعي للمريض لكي يهاجم الخلايا الخبيثة، لكونه مصمماً خصيصاً للتوقيع الجيني للورم الخبيث.

وقد يحقق هذا العلاج نجاحاً باهراً إذا ارتقى إلى التوقعات العالية التي أظهرتها التجارب المبكرة.

ويعتقد مايكل يي، محلل الأسهم لدى «جيفريز»، أن علاج مرضى سرطان الجلد وحده قد يقفز بالمبيعات السنوية لـ «مودرنا» إلى مليار دولار.

وقد يصل هذا إلى قيمة تبلغ 5 مليارات دولار، بافتراض نسبة نجاح تبلغ 75 % ومضاعف قيمة إلى مبيعات المؤسسة ليبلغ 7 مليارات دولار ويستند المضاعف الأخير هذا إلى تقييمات لشركات تكنولوجيا حيوية تحظى بهوامش ربحية مرتفعة، لكنه خضع إلى الخصم، لأن طفرة المبيعات لن تتحقق إلا في نهاية العقد الجاري على أقرب تقدير.

وستكون القيمة المحتملة أضعاف تلك القيمة، إذا ما ثبت كون هذه التكنولوجيا ناجعة في علاج أورام أخرى.

ويعد العلاج الذي تنتجه «مودرنا» جزءاً من مجموعة من اللقاحات والعلاجات التي تنتجها الشركة التي تحقق خسائر لسد فجوة ناجمة عن انخفاض إيرادات لقاحات فيروس كورونا. وبالمثل، تعمل شركة بيونتك الألمانية على مجموعة من العلاجات الجديدة، مع مواجهتها انخفاضاً في الإيرادات ذات الصلة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ونشرت الشركة في أبريل أدلة تجريبية مبكرة على تحفيز اللقاح العلاجي للسرطان المعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال، استجابة مناعية لدى بعض مرضى سرطان البنكرياس. ومع ذلك، وشأنها شأن «مودرنا»، ينطوي الأمر على قضايا متعلقة ببراءات الاختراع، ما يزيد من عدم اليقين الذي يكتنف الاستثمارات.

وتطبق التكنولوجيا المستخدمة في لقاح فيروس كورونا الذي أنتجته شركة أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد في تطوير علاجات للسرطان، حتى وإن كانت في مراحلها الأولية.

وتستهدف جامعة أوكسفورد ومعهد فرانسيس كريك وكلية لندن الجامعية تطوير لقاح من شأنه التحصين ضد سرطان الرئة.

ويعد هذا واحداً من بين مشروعات إنتاج لقاحات وقائية على مستوى العالم، دون النظر إلى لقاحات أخرى ذات شأن تستهدف الفيروسات ذات الصلة بالسرطان. وتتوقع «فيزيبل ألفا» تحقيق لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي أنتجته «ميرك» ويحمي من سرطان عنق الرحم، مبيعات تقارب 10 مليارات دولار في 2024.

لقد استغرقت البحوث عقوداً لكي نصل إلى هذه المرحلة. لكن كانت هناك خيبات أمل كبيرة مع ذلك، مثل فشل لقاح سرطان البروستاتا الذي أنتجته شركة ديندريون الرائدة، التي تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس في 2014.

ومن أسباب تثبيط العلاج الذي أنتجته «ديندريون» ارتفاع تكاليف الإنتاج، والشكوك حيال العائد من وراء التكاليف.

وسيتعين على من يخلف هذه الشركة في هذا الصدد التغلب على مثل هذه العراقيل. لكن يبقى من المهم التأكيد على تحقيق تقدمات مهمة فيما يتعلق بالاستهداف، وإيصال العلاجات أو المزج بينهما. ومن شأن ذلك أن يكون بمثابة فرصة للقاحات الابتكارية لكي تلحق بترسانة من اللقاحات المضادة للسرطان الآخذة في النمو والتوسع.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: السرطان

إقرأ أيضاً:

وأخيرا.. الطوفان وقوة الفعل التاريخي

من أكثر من مائة سنة، وتحديدا من بدء الحرب العالمية الأولى 1914م، وهناك صراع ميداني كبير قائم على أرض الواقع بيننا وبين الغرب، يمثل الغرب فيه الطرف الأقوى عسكريا وعلميا، وهو صراع اكتسب موضوعه أولا وثانيا وثالثا من التاريخ؛ تاريخ خروج هذا الغرب من مصر والشام (634م)، وتاريخ الحروب الصليبية (1095م)، وتاريخ الدولة العثمانية (1453م) بكل ما مثلته من قوة وعنفوان وجبروت تجاه شرق أوروبا، وتاريخ دولة الأندلس (1492م) في غرب أوروبا.

الصراع كان فيه بُعد هام ومؤثر يتصل بالمجال الفكري (الإنسان والكون)، وهو المجال الدائم التي تُبتعث منه حركة التاريخ في كل وقت.

وسوف يمتلك الشرق رؤية شاملة وصلبة وموضوعية وواضحة عن ذلك، مصدرها "الوحي الإلهي"، ولسوف تزداد صلابة وقوة كل يوم، بإزاء الإنسان، في تكوينه العقلي والروحي والجماعي، في حين أن الغرب، وعلى لسان الكثير من فلاسفته ومفكريه، قد أعلن انتهاء الفكر الديني، وحضوره في المجال العام!

* * *
رأينا "الحركات الإصلاحية" تخوض معاركها الكبرى على طول وعرض عالم الإسلام، إصلاحا للإنسان في الواقع الصعب، ثم تطور الى جهاد للمحتل الأجنبي، وستكون هذه الحركات عبر كل مراحل التاريخ هي الأب الشرعي لكل حركات النهوض، ولكل حركات المقاومة بلا منازع
وذلك ليس فقط بسبب هذا الصراع الطويل القاسي البليد الذي احتدم طويلا مع الكنيسة عندهم من القرن السادس عشر، وليس فقط للثورة الصناعية التي اكتسحت أوروبا من قلب إنجلترا، وليس فقط للاكتشافات البحرية وبداية عهد الاستعمار واحتلال أوطان الغير ونهبها بدعوى "عبء الرجل الأبيض"، ولكن لكل ذلك أجمعه.

ويضاف إليه ظهور اتجاه سياسي اجتماعي ليبرالي واسع رافضا للدين بشدة، متشككا في مصداقيته كما سبق، موهوما بالاكتشافات العلمية الحديثة: كما قال لنا د. برهان غليون (79 عاما) أستاذ علم الاجتماع السياسي في السوربون، في كتابه "اغتيال العقل"، أن هذه الاكتشافات أثرت على نظرة الإنسان لبدايات وجوده على الأرض! واحتل مفهوم الصراع من أجل البقاء، والحياة للأصلح، محل مفاهيم الرحمة والحب، التي كان يقوم عليها المجتمع الإنساني.

كل هذه الأفكار أثرت على فكرة "الأخلاق والإنسان"، فالذي يخاف الله، تختلف تصرفاته بالطبع عن الذي يرى أن البقاء للأصلح.

* * *

حين احتدم الصراع وبلغ أوج شراسته، وبدأ الغزو الغربي لديار الشرق، كان طبيعيا أن تكون "الحركات الإسلامية الإصلاحية" في مقدمة المواجهة، وهي التي كانت موجودة أصلا في التنظيمات الصوفية والمجالس العلمية والأوقاف، وحتى تنظيمات الحرفيين، كما يخبرنا الراحل الكبير الأستاذ طارق البشري (ت: 2021م). وهي التي كانت قد انتبهت إلى أن هناك ابتعادا كبيرا عن منهج الوحي الذي قامت عليه الأمة وتاريخها وحضارتها.

وسوف تبدأ طريقها الإصلاحي الطويل بفكرة "الإنسان الصالح" في "البلد الصالح"، وكان طبيعيا أن يكون "الوحي الإلهي" هو "نبع الينابيع" في فكر الإصلاح، ليس فقط تسليما وإيمانا، ولكن إدراكا ووعيا بحقائق الأشياء وجوهرها الكامل.

ورأينا "الحركات الإصلاحية" تخوض معاركها الكبرى على طول وعرض عالم الإسلام، إصلاحا للإنسان في الواقع الصعب، ثم تطور الى جهاد للمحتل الأجنبي، وستكون هذه الحركات عبر كل مراحل التاريخ هي الأب الشرعي لكل حركات النهوض، ولكل حركات المقاومة بلا منازع.

* * *

ولسوف تدور دورة الزمان؛ بسنن التاريخ ستدور، بعوامل التدافع الطبيعي ستدور، بموت القديم وميلاد الجديد ستدور، وسنجدنا في منتصف القرن العشرين.

سنكون جزء من خريطة جديدة للمشرق العربي، مقسمة إلى بلدان تحمل في داخلها بذور أزماتها وألآمها، يحكمها ثوار جدد "أغلبهم عسكريون" لم يكونوا بعيدين في الحقيقة عن المحتل القديم (بريطانيا وفرنسا)، وسوف يقتربون أكثر من المحتل الجديد (أمريكا: الدولة القارية الأولى في العالم، بجيوش هائلة وثروات هائلة وسرداب سياسي عميق وهائل).

* * *

سيكون هذا هو الجزء الأقل أهمية في الموضوع! ماذا عن الجزء الأكثر أهمية؟

إنها "دولة صهيونية" تم الإعداد الهادئ الطويل لها لتكون في قلب هذه الخريطة، لتحقق للغرب أغراضا جمة (تاريخية ودينية واستراتيجية) وأهم جزء في هذا الجزء، هو أنه تم التفاهم مع الخريطة الجديدة في الشرق على وجود هذه الدولة! عروشا كانت أم جيوشا. كما قال لنا الأستاذ هيكل رحمه الله، والذي قال لنا يوما إن "تلك الدولة الصهيونية لا تحتمل هزيمة واحدة في وجودها كله، وإلا فبداية الانهيار"، وها هي الدولة الصهيونية، وها هي الهزيمة، وها هو وجودها، وها هي بداية النهاية.

* * *

الأستاذ هيكل (ت: 2016م) وبالرغم من علمانيته الشاملة! كان يطلق على الحركات الإصلاحية وصف "ملوك المقاومة"، وسواء كان هذا إقرارا بحقائق التاريخ وبديهياته، أو تأثرا بأقرب أصدقائه، والذين هم للمفارقة من كبار "الإسلاميين الإصلاحيين"، فكرا وتاريخا: الأستاذ طارق البشري والدكتور عبد الوهاب المسيري رحمهما الله، والمفكر الكبير الأستاذ فهمي هويدي حفظه الله.

أيا ما كان، فقد كان للرجل رحمه الله (ت: 2016م)، خاصة بعد ابتعاده التام عن "الدولة"، اجتهادات استراتيجية بالغة الرقي والفهم والاستشراف، نختلف ونتفق معه فيها، لكنها موصولة في الحقيقة بالتاريخ والدنيا والناس.

* * *

الحاصل أن "ملوك المقاومة" قرروا أن يتدخلوا، ويدخلوا، ويبادروا، في وقت بالغ الحرج، كان لا بد فيه من أن يقوم "أحد ما" بالتدخل، سواء كان ذلك باعتبارات استراتيجية تتصل بالواقع الدولي، أو اعتبارات إقليمية في الواقع العربي، أو باعتبارات تتعلق بالدولة الصهيونية ذاتها (نظاما ومجتمعا).

وأروع شيء في التاريخ، كما رأينا مرارا، هو هذا التوافق البديع بين كل "عناصر اللحظة". سواء في الواقع القائم (القديم) والواقع القادم (الجديد)، بل وتتوافر فيها ولها وبها، كل مكونات "الفعل التاريخي".

وبالفعل قاموا وقرروا أن يقوموا بتعديل وتصحيح جوهري في "الفعل التاريخي"، ذلك الفعل الذي يتصل في حقيقته بطبيعة هذا الصراع التاريخي الطويل القديم بين أمتنا والغرب، والذي تم فيه، وبخبث شديد، استبعاد أهم أدواته وقواه الفاعلة: الإسلام بمكوناته "الكبرى العميقة" الممتدة في الوجود، بين الحياة الصحيحة، والموت الكريم والبعث الحق.

* * *
كانت "الفكرة الدينية" هي سيدة الأفكار، في هذا الصراع الذي طال 15 شهرا، لحكمة لا يعلمها إلا الخالق العلى الأعلى، وها هي قد حضرت حضورا قويا شاملا، الآن في قلب هذا الصراع التاريخي الكبير بين الشرق والغرب، وقد كان هذا ضروريا للغاية في تشكيل مستقبل المنطقة كلها، فكرا وبشرا وحجرا وشجرا
وعلى الفور تم استحضار كل ذلك، وبـ"إخلاص" أطهر وأشف من الماء الزلال، ليس هذا فقط، بل ووصل كل المقطوع التاريخي منه وفيه بهذه "القوة الفاعلة". فوجدت الأمة نفسها أمام مشهد كانت تتوق إليه، وتنشده، ولا تعرف الطريق إليه! وإن عرفت، فلا تعرف الوسيلة! وإن عرفت الوسيلة، فلا تعرف كيف تستمر وتدوم، وتتواصل فيما بينها وتتصل، لتصل إلى أهدافها وغاياتها، والتي هي لعظمتها وجلالها، ترتبط فيها الحياة بالموت على أعظم وأجل واصدق ما يكون الارتباط. وما أعظمه وما أجله وسموه من رباط.

* * *

لقد كانت "الفكرة الدينية" هي سيدة الأفكار، في هذا الصراع الذي طال 15 شهرا، لحكمة لا يعلمها إلا الخالق العلى الأعلى، وها هي قد حضرت حضورا قويا شاملا، الآن في قلب هذا الصراع التاريخي الكبير بين الشرق والغرب، وقد كان هذا ضروريا للغاية في تشكيل مستقبل المنطقة كلها، فكرا وبشرا وحجرا وشجرا، إنها "قوة الروح" التي جاءت بها "طوفان الأقصى".

لم تكن حرب غزة حلقة مستقلة من حلقات التاريخ، ولم يكن "الطوفان" إلا "أيقونة" احتوت على "كل شيء" يتعلق ويتصل بهذا الصراع، كل شيء حرفيا.

وما "المكابرة" هنا وهناك، على إخفاء وإغماء ذلك، إلا مكابرة "الإنكار" المشهورة، عند من يكرهون شيئا ولا يطيقون وجوده، ولا حتى التفكير فيه، وهي حالة علمية معروفة.

انتهت الحرب في غزة، لكن الطوفان لم ينته.. لقد جاء ليكتسح كل قديم، في الفكر والحركة والواقع والدنيا والناس.. جاء ليعدل مسار التاريخ.

x.com/helhamamy

مقالات مشابهة

  • لقاح ثوري جديد لوقاية وعلاج سرطان المبيض
  • ابتكار دواء جديد يعزز فرص النجاة لمرضى سرطان الرئة
  • فاس تستقبل خبراء العالم في سرطان الجهاز البولي التناسلي
  • لقاح ثوري لوقاية وعلاج سرطان المبيض.. تفاصيل المؤتمر الدولي الـ17 لأورام الثدي والعلاج المناعي
  • نجاح علمي في استخدام فيروس معدلّ لوقف نمو السرطان
  • في بودكاست جو روغان.. ما العلاجات التي زعم ميل غيبسون أنها شفت أصدقاءه من السرطان؟
  • علماء يفسرون سبب تزايد السرطان بين الشابات أكثر من الشباب
  • دراسة تكشف سر زيادة إصابة النساء في سن الشباب بالسرطان
  • وأخيرا.. الطوفان وقوة الفعل التاريخي
  • 4 أطعمة تحميكِ من الإصابة بسرطان الثدي.. احرصي على تناولها