طرابلس عاصمة للثقافة العربية... إسألوا التاريخ عن مجدها
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
ليس كثيرًا على طرابلس أن تُعلن عاصمة للثقافة العربية، وهي التي كانت ولا تزال عاصمة للعيش الواحد، وعنوانًا للانفتاح الإنساني، مع ما في هاتين الميزتين من معالم ترقى إلى مستوى تاريخ عاصمة الشمال بشقّيه القديم والحديث، على رغم ما تعرّضت له هذه المدينة الغافية على زند المتوسط، والعابقة برائحة زهر الليمون، فاستحقت عن جدارة أن تكون فيحاء تنثر عطرها المجاني على القريب والبعيد.
لقد تعرّضت طرابلس وأهلها الطيبون لحملات تشويه مغرضة، فوصفت بأنها "قندهار" الشرق، وبأنها ملفى للمطلوبين وقطّاع الطرق والخارجين على القانون، وأنها مرتع للإرهاب بكل مقاييسه ومعاييره ليتبيّن لاحقًا وبالعين المجرّدة أن الذين يقفون وراء هذه الحملات هم من أصحاب السوابق، الذين لا يضمرون إلاّ الشرّ لمدينة السلام والألفة والمحبة، مدينة الثقافة العربية، لأن تاريخها يشهد لها وليست في حاجة إلى شهادة أحد ممن لا يقدّرون قيمة معنى أن تكون هذه المدينة الشمالية، التي تربط بين أقصى الشمال في عكار المتكئة على طيبة أهلها وعنفوانهم، وبين جبل يصل خضرة الأرز بزرقة السماء والبحر، وبين العاصمة بيروت وما بينهما من مدن شواطئها تحكي حكايات البطولة والمجد.
ما نكتبه بهذه السطور المتواضعة ليس شعرًا بمقدار ما هو حقيقة ملموسة يفقه معناها الحقيقي من عاش فيها ردحًا من الزمن في طفولته وشبابه، فكانت مرتعًا لأحلامه الكبيرة. ومن بين هؤلاء أصدقاء كثر، أذكر من بينهم الوزير الراحل جان عبيد، الذي تربطني بشقيقه ميلان صداقة فكر وقلب.
فعائلة عبيد واحدة من بين عائلات مسيحية كثيرة سكنت في طرابلس، وهي التي تُعرف بمدينة الكنائس السبع. ومن عرف المطران أنطون العبد، مطران طرابلس وتوابعها للموارنة، يعرف تمام المعرفة ماذا كان يعني هذا المعنى العميق لفكرة العيش الواحد بين أهل هذه المدينة، التي ظُلمت كثيرًا، ويعرف أيضًا كيف كانت العلاقة بين أهلها، بحيث أن لا أحد كان قادرًا على التفريق بين مسيحي ومسلم، وذلك لكثرة ما كان بينهما من قواسم مشتركة في طريقة عيش واحدة، وفي تداخل ترابطي بين عاداتهم، ومدى تعلّقهم بإرثهم الثقافي النابع من التعمّق الأدبي والروحي.
ليس كثيرًا على طرابلس أن تُعلن عاصمة للثقافة العربية ليس لسنة واحدة أو سنتين، بل عاصمة أبدية، بما ترمز إليه هذه الصفة من عناوين عريضة لتاريخ عابق بكل ما يوحي بأبدية علاقة أبنائها بالكتاب، وبما تزخر به من أعلام فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وسياسية وانمائية.
فاسم ارتبط بأسماء كبار من بلادنا كان لهم الأثر المشرق في التأسيس للبنان الكبير بحضارته وإشراقاته وتمايزه ما بين دول المنطقة، وهو يكاد يكون الوحيد، الذي يجمع بين حضارتي الشرق بغناها الفكري والروحي والقداسي، وبين حضارة الغرب، فكانت طرابلس تلك الوصلة الوثيقة بينهما كامتداد لجسر طبيعي بين ضفتين متقابلتين وربما متناقضتين.
فطرابلس اليوم تنهض من كبوتها، وهي التي تجاهد لكي تكون في مصاف مدن البحر الأبيض المتوسط المتقدمة عمرانًا وازدهارًا وإنمائيا بفضل تعاون أبنائها على الخير، وقد يكون وراء هذه النهضة أيادٍ بيضاء لا تعرف شمالها ما فعلت يمينها، انطلاقًا من العمل الهادئ والصامت البعيد عن الضجيج والصخب و"البروباغندا"، واستنادًا إلى الإيمان بأن غد طرابلس وغد لبنان كله، على رغم ما يتعرّضان له من ضائقة اقتصادية، سيكون أفضل، وأن الأيام الآتية ستكون أكثر إشراقًا وأكثر صفاء من ذي قبل، وأن حقد الحاقدين سيرتد عليهم عاجلًا أو آجلًا.
مبروك لطرابلس لقبها الجديد، الذي يُضاف إلى ألقابها السابقة، وهي المستحقة الدائمة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صلاح على موعد مع التاريخ في قمة ليفربول وتوتنهام
يشهد ملعب توتنهام هوتسبير اليوم مواجهة نارية تجمع بين عملاقي الكرة الإنجليزية، ليفربول وتوتنهام، ضمن منافسات الجولة السابعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويشهد هذا اللقاء محاولة من النجم المصري محمد صلاح لتحطيم العديد من الأرقام القياسية.
صلاح على أعتاب التاريخ:
الهدف رقم 228: في حال تمكن صلاح من هز شباك توتنهام، سيعادل رقم أسطورة ليفربول بيلي ليدل كرابع أفضل هداف في تاريخ النادي برصيد 228 هدفًا.الهداف التاريخي لمواجهات توتنهام: تسجيل محمد صلاح لهدف في مباراة اليوم، سيصبح الهداف التاريخي لمواجهات ليفربول وتوتنهام متفوقًا على هاري كين برصيد 10 أهداف.إنجاز تاريخي جديد: إذا صنع صلاح هدفًا، سيصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل 10 أهداف ويصنع مثلهم قبل فترة أعياد الميلاد.أرقام قياسية في المتناول:
تُعتبر هذه الأرقام دليلاً واضحًا على تألق صلاح واستمراريته في تقديم مستويات عالية مع ليفربول. ويسعى النجم المصري إلى مواصلة تألقه وقيادة فريقه لتحقيق الفوز في هذه المباراة الهامة.
أهمية المباراة:
تكتسب مباراة ليفربول وتوتنهام أهمية كبيرة لكلا الفريقين، حيث يسعى ليفربول إلى مواصلة الضغط على المتصدرين، بينما يتطلع توتنهام لتحسين موقعه في جدول الترتيب.