قال الخبير والمستشار القانوني المحامي الدكتور فيصل سعيد الحفيتي، إن سوق العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وصل لحالة قوية من النضج الذي يخدم الاقتصاد المحلي بشكل فعّال، ويعزز مكانة الدولة عالميًا كأحد أبرز وجهات العمل والعيش، وذلك بفضل التشريعات والقوانين المُتبعة في هذا المجال.
وأضاف فيصل الحفيتي، أن القوانين المنظمة لسوق العمل تكفل حماية للجميع سواء صاحب العمل أو الموظفين، لافتًا إلى أن علاقات العمل بين الموظف وصاحب العمل في القطاع الخاص تخضع إلى المرسوم بقانون اتحادي رقم (20) لسنة 2023 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم (33) لسنة 2021 بشأن تنظيم علاقات العمل المعروف ب “قانون العمل الإماراتي”.


تسري أحكام القانون على كافة المنشآت وأصحاب العمل والعمال في القطاع الخاص في الدولة. بدأ تطبيق هذا القانون الجديد في 2 فبراير 2022 والذي حل محل القانون الاتحادي رقم 8 لسنة 1980، وتعديلاته، ويهدف إلى ضمان كفاءة سوق العمل في دولة الإمارات، وجذب أفضل الكفاءات والمهارات المستقبلية من العمالة، وتوفير بيئة أعمال جاذبة لأصحاب العمل، وتحديد حقوق والتزامات الأطراف في هذه العلاقة القانونية على نحو متوازن.
وأكد الدكتور فيصل الحفيتي، أن القانون يشمل موادًا تغطي قضايا العمل كحقوق الموظفين، وعقود العمل، وتسوية المنازعات العمالية، وساعات العمل، والعمل الإضافي، والإجازات والعطلات الرسمية، وتوظيف الأحداث، وسجلات الموظفين، ومعايير السلامة وإصابات العمل، والحد الأدنى للأجور، وإنهاء الخدمة ومكافأة نهاية الخدمة، وغيرها.
يوفر القانون عدة نماذج عمل جديدة، مثل: الدوام الكامل، والدوام الجزئي، والمؤقت، والمرن. وهو ما يعطى لأصحاب العمل الاستفادة من أصحاب الكفاءات والمهارات والمتميزين في كافة المجالات والذين لا تسمح لهم ظروفهم بالإقامة الدائمة بدولة الامارات العربية المتحدة ، حيث يمكن الاستفادة من كل هؤلاء وفقا لأنواع عقود العمل والتي يمكن من خلالها مباشرة العمل من خلال التواصل على الانترنت ( اون لاين ) كما ألغي القانون عقود العمل السابقة المحددة المدة. ويمنح القانون أنواعًا جديدة من الإجازات ويعالج القضايا المتعلقة بالتحرش، والعنف اللفظي والجسدي والإيذاء النفسي للموظفين.
وأشار إلى أن القانون منع العمل القسري، والتمييز بين الموظفين على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو الدين أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الإعاقة.
وأوضح الدكتور فيصل الحفيتي، أن الدولة حريصة على الانضمام للمنظمات المعنية بحقوق العمال، مثل منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية وغيرها من المنظمات متعددة الأطراف التي تركز على العمالة، وتعمل الدولة بشفافية وموضوعية تجاه التزاماتها نحو العمالة، وخاصة العمالة المهاجرة بصورة مؤقتة.
أفاد فيصل الحفيتي، بأن القانون حرص على منح المرأة الحق في الحصول على الأجر عينه الذي يحصل عليه الرجل لأداء العمل عينه أو الأعمال المماثلة. كما قّنن عمل الأحداث من حيث موافقة الوالدين، وساعات العمل ونوع العمل، إلى جانب منع أصحاب الأعمال من استعمال أي وسيلة من شأنها حمل أو إجبار العامل عنوة أو تهديده بأي عقوبة للعمل لديه أو إجباره على القيام بعمل أو تقديم خدمة رغمًا عن إرادته.
وأفاد بأن الدولة كانت حريصة على تقديم حماية كاملة لأجور أكثر من 5 ملايين عامل في الدولة، لذا أطلقت “نظام حماية الأجور” وهو الأول من نوعه على مستوى العالم عند إطلاقه، لتضمن احتساب ساعات العمل الإضافي وأيام الإجازات خلال العام ، بحيث يمكن من خلاله التأكد من سداد أجور ومرتبات العاملين واكتشاف حالات عدم السداد وتوقيع العقوبات والغرامات على أصحاب العمل المخلين بهذا الالتزام الأساسي .
وكشف أنه لضمان متابعة فاعلية تطبيق القوانين المتعلقة بنظام حماية الأجور، خصصت وزارة الموارد البشرية والتوطين قناة لتلقي شكاوى المتعاملين ومتابعة المسائل المتعلقة بشكاوى الراتب عبر تطبيقها الذكي أو عبر التواصل مع مركز خدمة العملاء، حيث تتفاعل الوزارة مع هذه الشكاوى وتعمل على حلها، كما تتيح لمرسلي الشكاوى إمكانية متابعة شكاويهم عبر التطبيق والتأكد من فاعلية التعامل معها وإغلاقها.، مع إضافة إمكانية سرعة فصل الوزارة في الشكاوى العمالى التي لا تتجاوز قيمة المطالبة فيها خمسون الف درهم.
وأشار فيصل الحفيتي، إلى أن هذه التشريعات ساهمت في تصدر دولة الإمارات عددًا من المؤشرات العالمية المتعلقة بسوق العمل، والصادرة عن جهات ومؤسسات عالمية، وذلك في إنجاز يضاف إلى الإنجازات التي حققتها الدولة لترسيخ ريادتها كنموذج تنموي رائد عالميًا، حيث حصدت الدولة المرتبة الأولى عالميًا في 4 مؤشرات، وهي: “القدرة على استقطاب المواهب”، وأيضًا في “قلة النزاعات العمالية”، و”قلة تكاليف تعويض إنهاء خدمات العامل”، و”قلة تكلفة الفصل من الخدمة”.
فيما نالت المركز الثاني عالميًا بأربعة مؤشرات ضمن “تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2023″، وهي “نسبة التوظيف”، و”ساعات العمل”، و”نسبة القوى العاملة الوافدة”، و”نسبة القوى العاملة من السكان”.
واختتم فيصل الحفيتي حديثه قائلًا: “الجهات التنظيمية في الإمارات منفتحة على كل ما هو جديد لتحسين بيئة العمل، ورفع مستوى الجودة والموثوقية في الشركات العاملة داخل الدولة، بما يساهم في رفع مستوى الاستثمارات الأجنبية في الدولة والحفاظ على المكانة العالمية التي وصل إليها سوق العمل، لذا هناك مرونة كبرى لإدخال أي تعديلات مطلوبة تصب في صالح الحفاظ على الطفرة المتحققة في سوق العمل لسنوات عديدة”.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الدکتور فیصل فیصل الحفیتی سوق العمل عالمی ا

إقرأ أيضاً:

تسوية المنازعات.. أدوار المفوضية الجماعية بمشروع القانون الجديد

حدد الفصل الثاني من مشروع قانون العمل الجديد تفاصيل المفوضية الجماعية، والتي سيتم مناقشتها بجلسة الثلاثاء.

المفاوضة الجماعية

وتنص المادة (193) من مشروع قانون العمل الجديد على أنه تجري المفاوضة الجماعية بحرية وطواعية في إطار من التوازن بين مصالح طرفيها من أجل:
1- تحسين شروط وظروف العمل، وأحكام التشغيل.
2- التعاون بين طرفي علاقة العمل لتحقيق التنمية الاجتماعية لعمال المنشأة.
3- تسوية المنازعات الجماعية بين العمال وأصحاب الأعمال.

أحكام المفاوضة الجماعية بمشروع قانون العمل

كما تنص المادة (194) على أن تكون المفاوضة الجماعية على مستوى المنشأة أو فروعها، أو المهنة، أو الصناعة، أو على المستوى الإقليمي، أو على المستوى القومي

كما تنص المادة (195) على أنه إذا أثير نزاع عمل جماعي وجب على طرفيه الدخول في مفاوضة جماعية لتسويته وديا.ويلتزم طرفا المفاوضة الجماعية بتقديم ما يطلب منهما من بيانات ومعلومات ومستندات تتعلق بموضوع النزاع، والسير في إجراءات المفاوضة.

فإذا رفض أحد الطرفين البدء في إجراءات المفاوضة الجماعية جاز للطرف الآخر أن يطلب من الجهة الإدارية المختصة تحريك إجراءات التفاوض بدعوة منظمة أصحاب الأعمال أو المنظمة النقابية العمالية المعنية، بحسب الأحوال، للتدخل وإقناع الطرف الرافض بالعدول عن موقفه.

محمود فوزي: قانون العمل الجديد يعزز حقوق العمال ويراعي التوازن بين الأطرافبعد إقرارها .. موعد تطبيق الإجازات بمشروع قانون العمل وحقيقة وجود عطلات جديدة

ونصت المادة (196) على أنه إذا أسفرت المفاوضة الجماعية عن اتفاق الطرفين يدون اتفاقهما في اتفاقية عمل جماعية طبقاً للشروط والقواعد المحددة في هذا القانون.

فيما حظرت المادة (197) على طرفي علاقة العمل أثناء المفاوضة اتخاذ إجراءات، أو إصدار قرارات تتعلق بالموضوعات محل التفاوض، إلا في حالة الضرورة والاستعجال ويشترط أن يكون الإجراء أو القرار في هذه الحالة مؤقتا.

ويضمن مشروع القانون تنظيم جديد متكامل لقانون العمل بهدف وضع رؤية جديدة لحقوق العمال وأصحاب الأعمال، دون الإخلال بمبدأ التوازن بين الطرفين، تماشياً مع المتغيرات الجديدة والتطورات الهائلة التي شهدتها مصر في بنيتها التحتية في جميع القطاعات ومنها الصناعة والتجارة والزراعة، وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتعزيز دور القطاع الخاص، حيث قام مشروع القانون الجديد على فلسفة جديدة مفادها بناء علاقات عمل متوازنة بين طرفي العملية الإنتاجية، والحفاظ على حقوق العمال لضمان استمرارية العمل وزيادة الإنتاج، وتحفيز الشباب على العمل بالقطاع الخاص بعد عزوفهم عنه في الفترات الأخيرة، ومعالجة فجوة المهارات، والعمل على التوائم بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل إصدار شهادة المهارة وترخيص مزاولة المهن بالقانون الجديد
  • خطوة تاريخية.. تفاصيل إنشاء مجلس جديد لتنظيم أوضاع العمالة
  • تسوية المنازعات.. أدوار المفوضية الجماعية بمشروع القانون الجديد
  • محمود فوزي: قانون العمل الجديد يعزز حقوق العمال ويراعي التوازن بين الأطراف
  • تحليل مخدرات مفاجئ.. ضوابط جديدة بمشروع قانون العمل تهدد بفصل الموظفين
  • مجلس النواب يوافق على 35 مادة من مشروع قانون العمل الجديد
  • نواب التنسيقية ينتصرون لحقوق العمال في مناقشات مشروع قانون العمل الجديد
  • الحكومة ترد على استثناء الموظفين بالجمعيات الأهلية من بعض امتيازات قانون العمل
  • ضبط سوق الوظائف بشهادات مهارة| تفاصيل جديدة أمام البرلمان لمشروع قانون العمل
  • وزير العمل: دراسة ملامح قانون جديد لتنظيم العمالة المنزلية.. فيديو