أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام»:فرق «مسام» انتزعت أكثر من 450 ألف لغم وعبوة ناسفة وهذا رقم مخيف يتطلب سنوات طويلة من العمل الجاد
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
المناطق_متابعات
قال الأستاذ أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، إن مشكلة الألغام في اليمن كبيرة؛ الحوثي مازال يصنع ويزرع ألغام علما بأن اليمن وقعت اتفاقية حظر استخدام الألغام الفردية، ولكن هذا لم يمنع الحوثي من الاستمرار.
وأضاف القصيبي خلال مداخلة هاتفية على قناة «الحدث» أن 80% من جميع الألغام التي تم إزالتها من قبل فرق مشروع «مسام» في اليمن إن كانت ألغام مضادة للآليات أو ألغام أفراد أو عبوات ناسفة هي من تصنيع الحوثي، وهذا رقم مهول جدا، عندما نتكلم عن أكثر من 8000 عبوة ناسفة وعشرات الآلاف من الألغام المضادة للآليات -غالبيتها تم تحويلها إلى ألغام أفراد باستخدام دواسات كهربائية- واستخدامها في مناطق الزراعة والبنية التحتية والقرى وفي المدارس وأمام المساجد، فهذه مشكلة عويصة.
وأشار مدير عام مشروع «مسام» إلى أن المشكلة الثانية هي غياب الخرائط والمعلومات من قبل الحوثي لأي جهة كانت فيما يخص الألغام التي قام بزراعتها في الأراضي اليمنية، حيث تعتمد فرق «مسام» اعتمادا كبيرا على الأهالي أو -للأسف- أماكن الإصابات التي تحدث بشكل يومي في اليمن وعندها تنزل فرق «مسام» لتستكشف هذه المناطق.
وأوضح القصيبي أنه خلال عمل «مسام» 6 سنوات في اليمن وصلت الفرق إلى عدد تخطى 450 ألف لغم وذخيرة منفجرة وعبوة ناسفة، وهذا رقم مهول جدا ومخيف، وهذا يتطلب سنوات طويلة من العمل الجاد في إزالتها، وهنا يجب الإشارة إلى أن فرق «مسام» والمنظمات العاملة في اليمن جميعها تعمل في المناطق المحررة والبعيدة عن الجبهات، والمعلومات التي لدينا بأن أعداد الألغام والعبوات الموجودة في مناطق النزاع والجبهات أكثر بكثير مما تم نزعه من قبل «مسام» أو البرنامج الوطني في اليمن أو المنظمات الأخرى.
ولفت القصيبي إلى أن أكبر مشروع عمليات نزع ألغام في اليمن هو مشروع «مسام» بلا منازع، هناك منظمات أخرى تعمل في اليمن بتمويل من الأمم المتحدة أو دول أوروبية أو أمريكية، ولكن حضورها لا يقارن بحضور مشروع «مسام»، لدينا 550 موظف في الداخل اليمني و32 فريقا. مشروع «مسام» لا يعتمد على الأمم المتحدة أو مساعدات خارجية في تمويله، إنما هو مشروع سعودي بامتياز تمويله من الحكومة السعودية إشرافه وتنفيذه سعودي.
وأكد القصيبي أن هناك اختلافا ما بين تركيبة «مسام» وتركيبة المنظمات الأخرى التي تعتمد على المساعدات من عدة دول أو عدة جهات لكي تتمكن من العمل في اليمن، ولكن أعدادها بسيطة وكل يعمل حسب حجم الفرق التي لديه. هناك مشكلة بالنسبة للكثير من المنظمات مثل البرنامج الوطني ومكتب التنسيق في اليمن من قبل الأمم المتحدة والدول الغربية في موضوع التمويل الشحيح جدا فيما يخص موضوع الألغام في اليمن.
وعبَّر مدير عام مشروع «مسام» عن سعادته بالتقرير الذي نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» بعد غياب سنوات للمنظمات الدولية والحقوقية عن التطرق لمشكلة الألغام في اليمن وتجاهلها تماما في السنوات الماضية، وهذه بداية طيبة نتمنى أن تستمر
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أسامة القصيبي مدیر عام مشروع ألغام فی الیمن من قبل
إقرأ أيضاً:
الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو
فقط الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو ؛ و هو يمثل سودان ٥٦ ليس بأجندته العلمانية أو شعار الهامش الذي يرفعه ؛ بل الحركة العنصرية التي كانت تبحث عن النقاء العرقي و دولة “العطاوة” كانت لتهتم بالتكوين القبلي للحلو أكثر من “المنفستو” الذي يحمله.
فالحلو المولود لأب من المساليت و أم من النوبة يمثل كل شيء حاربته حركة النقاء العروبي في السودان. فبينما أذاقت مليشيا الدعم السريع كل قبائل السودان و مكوّناته الألم و الإذلال ؛ احتفظت لقبيلتيْ النوبة و المساليت بجحيم خاص في حربها. في بداية تمردها ضد الدولة و بينما كانت تحاصر القيادة العامة و تتوقع إسقاطها ؛ لم تصبر على قبيلة المساليت و ارتكبت فيهم أسوأ المجازر و لم يفهم الناس حينها لماذا تتمرد على الجيش لكنها تقتل المساليت بهذه الوحشية من دون الناس.
عرب العطاوة الذين أحضرتهم المليشيا شرسون جدا ضد النوبة. و هما يطلقون كلمة “أنباي” لكل ذي بشرة داكنة في السودان. و عند دخولها لمدينة الفولة مثلا، و رغم أنها لم تكن في مزاج الإنتهاكات لإعتقادها أن إقتحام المدينة كان بهدف تأديب بسيط لأبناء العمومة الضالين و الذين لا يوافقونها على مشروعها ، إلا أنها
أخرجت من بين صفوف المواطنين عشراتٍ من المنتمين للنوبة و قتلتهم رمياً بالرصاص فقط لأنهم من النوبة. و لذا إنضم المئات من جنود و ضباط جيش الحلو نفسه من إلى أبناء عمومتهم داخل مناطق الجيش السوداني لإدراكهم بطبيعة هذه الحرب التي يريد الحلو إنكار عدواتها للنوبة بعد عامين من العداء المطلق و العلني و المفضوح و هو يستوطن بلاد النوبة و يثري من رفع ظلاماتهم.
آل دقلو المهزومين عسكرياً استدعوا الحلو ليعلمهم فضيلة “التمرد لأجل التمرد” دون مشروع أو مطالب محددة. الحلو هو ملك الخندقة. و هو أولى من يعلمهم كيف لهم أن يتراجعوا إلى ركنٍ قصيٍّ من البلاد للعق جراحهم و الإكنفاء على أنفسهم دون محاولة السيطرة على الثور الهائج في الخرطوم . الحلو هو أنسب من يعزي آل دقلو عن مصابهم و يكشف عنه الندوب و الحروق في جسد الذين حاربوا سلطة الخرطوم و يقص على مسامعهم حكاوي شهداء التمرد من المغامرين الذين إغتالتهم ٥٦ أو شردتهم طوال عمرهم لمحاولة السيطرة عليها بالقوة ؛ قرنق و يوسف كوة و بولاد و القائمة تطول.
لم يكن متوقعاً من دقلو صاحب مشروع النقاء العروبي أن يسعى للقاء الحلو لولا فشل مشروعه . دقلو الجريح يقلّب الآن في دفاتر مليشيات السودان القديمة عن شركاء في الهزيمة و النواح ؛ و عن مشروع يتيم كي يتبناه. دقلو يحاول إقامة مشروع مزدحم يقيه غضب ٥٦ و صيادها المترصد و الغاضب . يحاول خلط الأوراق مخافة الإستفراد به بينما ٥٦ في أفضل أحوالها عسكرياً بعد أن أخذ هو “عرضته” الراقصة ثم وهن و انكسر و تراجع.
ظهور عبد الرحيم دقلو بالبدلة خارج السودان بينما ما زال العطا و كباشي مثلاً لا يظهران بغير الكاكي ، و بينما يصفي الجيش ما تبقى من مغامرات دقلو العسكرية بالخرطوم و كردفان يكشف هو أولوياته الجديدة. إنتهت عنتريات القائد الميداني إلى فضاء المعارض السياسي صاحب المشروع. لا خطة للإنسحاب تشغل باله و لا توجيه بإنقاذ جنوده المحاصرين و إستبقاء حياتهم. بل غسل اليد من دمائهم و الإبتعاد مسافة حتى لا يسمع آلة الجيش الهائلة تطحن أجسادهم إلى العظم. إنهم بعض الماهرية “الشهداء” و كثير من الحبش و الجنوبيين الذين لا بواكي لهم و يستحقون أي مجازفة لإنقاذهم.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب