تشكيك أمريكي بمزاعم ذراع إيران مهاجمة السفن بالبحر المتوسط
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
جدد زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مزاعم شن عمليات هجوم ضد السفن التجارية بالبحر الأبيض المتوسط، وسط تقارير أمريكية تنفي هذه المزاعم.
وهددت مليشيا الحوثي، مطلع مايو الجاري، باستهداف السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط، تدشيناً لما أسمتها المرحلة الرابعة من التصعيد، وسط شكوك من مقدرة المليشيا على شن هجمات لمسافة تبعد عن مناطق سيطرتها أكثر من 2300كم.
إلا أن زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي أعلن في خطاب له في الـ16 من مايو بأن مليشياته دشنت عملياتها باتجاه البحر الأبيض المتوسط بعمليتين دون ذكر أي تفاصيل حولهما، وأعاد تكرار هذه المزاعم بخطابه أمس الخميس.
حيث قال الحوثي إن مليشياته نفذت هذا الأسبوع 8 عمليات بـ15 صاروخا ومسيرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وأن إحدى هذه العمليات "نفذت باتجاه البحر الأبيض المتوسط"، حد زعمه.
وكحال المرة الأولى، كان لافتاً عدم صدور أي بيان او إعلان من قبل ناطق المليشيا المدعو يحيى سريع يتبنى فيه مهاجمة سفينة بالبحر الأبيض المتوسط، كما لم يصدر ايضاً أي بيان للرجل بشن هجمات على السفن خلال هذا الأسبوع الذي يزعم فيه زعيم المليشيا مهاجمة 8 سفن.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن مسؤول أمريكي -رفض ذكر اسمه- قوله إنه لم يتم حتى الآن تسجيل أو وقوع أي ضربات في البحر الأبيض المتوسط.
وفي حين أشار المسئول إلى امتلاك الحوثيين لأسلحة متقدمة، تشمل صواريخ باليستية مضادة للسفن تهدد الملاحة، إلا أنه أكد عدم تسجيل وقوع أي ضربات في البحر الأبيض المتوسط.
اللافت في خطاب زعيم المليشيا كان حديثه عن محاولات أمريكية "إعاقة المرحلة الرابعة من التصعيد"، والتي تعني مهاجمة السفن بالبحر الأبيض المتوسط، مضيفاً بأن "الامريكي يشتغل بالكثير من الأحزمة والأنشطة" وانه "ينشر الكثير من الطائرات بهدف اعتراض وإعاقة عمليات القصف".
زعيم المليشيا الذي أكد فشل هذه الإجراءات الأمريكية، واصل حديثه قائلاً بالتأكيد على تطوير قدرات مليشياته، والحديث عن وجود تنسيق مع "الإخوة في العراق (اذرع إيران) سيكون له إسهام إضافي"، حد زعمه.
ويشير حديث زعيم المليشيا إلى تلميح بفشل محاولات مليشياته باستهداف السفن التجارية بالبحر الأبيض المتوسط، وهو ما دفعها إلى عدم الإفصاح عن تفاصيل هذه الهجمات والسفن المستهدفة.
في حين يرى مراقبون بأن حديث زعيم المليشيا يشير إلى فشل المليشيا في تنفيذ تهديد إيران باستهداف السفن التجارية بالبحر الأبيض المتوسط من مناطق سيطرتها باليمن، واللجوء إلى تنفيذها عبر مليشياتها في العراق، على أن تتبنى مليشيا الحوثي هذه الهجمات.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: بالبحر الأبیض المتوسط البحر الأبیض المتوسط السفن التجاریة زعیم الملیشیا فی البحر
إقرأ أيضاً:
باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
أمــين زرعان
وجاء من أقصى اليمن بأسٌ يسعى، يجرف من أفسد وتعدّى، ببأس رجالٍ من حديد، وهمةِ سيدٍ أغلق المحيط. بتهديده جعل ثلاثي الشر يدور حول نفسه، وجعل من بحره وبأس سلاحه الجوي جسرًا يعبر من خلاله الدواء والغذاء إلى أهل غزة، وجعل من بحره كابوسًا يؤرّق “إسرائيل”.
فمرحلة حرب المحيط لا تقتصر على البحرَين الأحمر والعربي فحسب، بل ستصل إلى المحيط الهندي، وُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط؛ فليس جديدًا أن نرى المفاجآت من يمن الإيمان والحكمة.
وفي خضم هذه المعركة المتصاعدة، تتجلى معادلة جديدة تفرضها إرادَة لا تنكسر، حَيثُ تتحول المياه الإقليمية إلى خطوط مواجهة، والسماء إلى ساحات استعراض للقوة والإصرار. فبينما كان العدوّ يظن أنه يسيطر على البحر ويفرض هيمنته على أهل فلسطين، جاء الردُّ بما لم يكن في حسبانه؛ فالعمليات النوعية تتوالى، والرسائل النارية التي يرسلها السيد القائد تكتب معادلات جديدة في توازن الردع.
إنها ليست مُجَـرّد معركة عابرة، بل حربٌ استراتيجية تُعيد رسم خرائط النفوذ، وتثبت أن اليد التي تمتد لنصرة المستضعفين قادرةٌ على قلب الطاولة وتغيير قواعد الاشتباك. فما بين مدٍّ وجزر، يبقى البحر شاهدًا على عهدٍ قُطع، وعلى رجالٍ أقسموا ألا يهنأ المحتلّ، ولا ينعم من تآمر وخان.
إذن.. مرحلة حرب المحيط تتجاوز كونها مُجَـرّد عملياتٍ عسكرية، إلى كونها رسالةً للعالم بأن الهيمنة المطلقة باتت وهمًا، وأن زمن الإملاءات بلا رادع قد ولّى؛ فمن البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ومن باب المندب إلى المحيط، ستبقى راية الإرادَة الحرة ترفرف، وستظل المفاجآت سيدة الموقف، ليبقى اليمن عبر التاريخ قلبَ العاصفة، ومهدَ التغيير.
غضب يمني عارم إزاء استهداف الأعيان المدنية