منير أديب يكتب: الإخفاق الأمريكي في مواجهة داعش
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة داعش مرتين، أولهما في العام 2014 عندما شكلت ما سُمي بالتحالف الدولي في هذا التوقت، والمكون من أكثر من 80 دولة، والذي لم ينجح هو الآخر في القضاء على دولة التنظيم إلا بعد خمس سنوات من إقامتها وتحديدًا في 22 مارس من العام 2019.
داعش أقام دولته في 29 يونيو من العام 2014، وقد مر أكثر من 10 سنوات على النشأة ومازال التنظيم ملء السمع والبصر بعملياته النوعية في الشرق والغرب، وربما تلا الإخفاق الأول في إسقاط دولة التنظيم، إخفاق آخر يتعلق إما بانشغال واشنطن بما هو أقل من مواجهة الإرهاب وتحديدًا داعش أو توفير بيئة خصبة لهذا الإرهاب!
صحيح سقطت دولة التنظيم في العام 2019 أي قبل خمس سنوات من الآن ولكن هذا السقوط الجغرافي لم يقضي على التنظيم، فسياسات واشنطن ساعدت على تحويل خلايا التنظيم الخاملة إلى نشطة، فأمريكا التي واجهت التنظيم في سوريا والعراق هي نفسها التي بعثت فيه الحياة من جديد عبر سياستها غير السوية على الأقل خلال السنوات القليلة الماضية.
ولذلك تُسأل الولايات المتحدة عن حربها في شرق أوروبا وتحديدّا في أوكرانيا قبل عامين، فهذه الحرب أضعفت مواجهتها لتنظيم داعش ولكل التنظيمات المتطرفة، كما أنها شاركت بدعم إسرائيل في حربها ضد الفلسطينين قبل ثمانية أشهر، دعمًا انعكس سلبًا على مواجهة جماعات العنف والتطرف، بل ووفرت بيئة له.
وما قامت به واشنطن في حرب الشرق الأوسط من خلال دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا سوف يُساعد في نمو جماعات متطرفة ولعله ساعد بالفعل، وهنا الحديث عن جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة وليس عن حركات مقاومة، فالشعب الفلسطيني والعربي من حقه مواجهة المحتل الغاصب.
دور واشنطن هذا أشبه بحال احتلالها للعراق في العام 2003 حيث تكونت الدولة الإسلامية في العراق ثم في العراق والشام والتي تُعرف بداعش، وهذا بُني على إصرار واشنطن على غزو العراق رغم مخالفة ذلك لقرارات الأمم المتحدة، وهذا يدخل في باب السياسة العرجاء المشوهه لواشنطن.
هذه الحالة تعيشها المنطقة العربية حاليًا، ونفس السياسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل هي سبب ترتيبات خروج قوات التحالف الدولي من العراق، وهذا قد يكون أبسط مثال على الإخفاق الأمريكي في مواجهة داعش، كما أنه أبسط مثال عن عودة داعش من جديد، ولا نُبالغ إذا قلنا ولادة جديدة للتنظيم.
السياسات الأمريكية والأوروبية مسؤول مباشر عن خروج قواتها أو تقليص عددها في أفريقيا التي تُعاني من وجود عدد كبير من تنظيمات العنف والتطرف، وهنا تُسال فرنسا وواشنطن على وجه الخصوص عن الانقلابات العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وما ترتب على هذه الانقلابات.
ولذلك لابد أنّ تقدم واشنطن المصلحة العامة على مصالحها السياسية الخاصة، وعلى العالم أنّ يُدرك أنّ مواجهة خطر الإرهاب مقدمًا على الصراعات العسكرية التي ضربت العالم في أكثر من 10 سنوات، سواء بدءً من امتداد هذه الحرب في منطقة الشرق الأوسط أو حتى شرق أوروبا.
على واشنطن أنّ تتخلى عن سياستها الراعيّة للإرهاب أو على الأقل تُعيد النظر فيها، فعواقب هذه السياسة على المنطقة والعالم وخيمة وسوف تُكلف ذلك العالم من أمنه واستقراره، وهنا لابد أنّ يكون التحرك جماعي وسريع.
لابد أنّ يقف المجتمع الدولي أمام طموح واشنطن التي لا ترغب في مواجهة الإرهاب أو لا تؤليه اهتمامًا كبيرًا حتى بات خطرًا على الأمن والاستقرار، ومن هنا نُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية وتسوية الأوضاع في أواكرانيا، وعلى واشنطن أنّ تسعى جاهدة في تسوية الحروب التي ضربت المنطقة في سوريا واليمن والسودان والصراعات التي مازالت في عدد من الدول الأخرى مثال العراق.
وهذا يحتاج إلى عقد مؤتمر دولي يُبشر بضرورة التحرك السريع وحشد المؤيدين لهذه الفكرة، كما أنه من الضروري التبشير بها على المدى القريب، حتى لا نستيقظ على ولادة جديدة للتنظيم سوف تكون أصعب بكثير من داعش في نسخته القديمة.
لابد أنّ تدفع أمريكا فاتورة اخفاقها في مواجهة الإرهاب، من المهم محاسبتها على التخاذل وعدم الإكتراث بأهمية المواجهة، كما أنها تتحمل المسؤولية الكاملة على ذلك، كما لابد للمجتمع الدولي أنّ يُمارس ضغوطه في هذه المساحة المهمة، وعلى الجميع أنّ يتحرك سريعًا للمواجهة سواء تحركت واشنطن لذلك أو لم تتحرك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أمريكا داعش الارهاب عودة داعش التحالف الدولي إرهاب داعش فی مواجهة لابد أن
إقرأ أيضاً:
السيناريو الثالث لفوضى الشرق الأوسط.. حراك عراقي يتحدث عن انفجار الهول وخطر ترامب - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف حراك عراقي، اليوم الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، عن ما اسماه انفجار الهول لخلق فوضى الشرق الأوسط، فيما أشار إلى ان الكيان الصهيوني سيستهدف العراق.
وقال رئيس حراك ديالى السلمي عمار التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" خطر الحرب الشاملة في الشرق الأوسط لا يزال قائمًا في ظل وجود حكومة صهيونية مؤمنة بأحلام توسعية وضعت أساسها قبل اكثر من 120 سنة وان ما يحدث الان من جرائم إبادة في فلسطين ولبنان هي بداية لتحركات توسعية أخرى".
وأضاف، أن" مخيم الهول السوري بما يتضمنه من خزين بشري يشكل وريثًا لأفكار الزرقاوي والبغدادي وصمم لإثارة الفوضى في الشرق الأوسط والعراق ابزر الدول المهددة وستلجأ واشنطن الى دفعه الى المشهد في أي وقت من اجل خلق مساحة تسمح للكيان الصهيوني بالمضي في تحقيق مشاريعه التوسعية والانتقال الى سيناريو الفوضى الثالث في الشرق الأوسط بعد غزة وجنوب لبنان".
وأشار التميمي الى، أن "كل من يقول بأن العراق لن يُستهدف من قبل الكيان الصهيوني فهو واهم لأننا امام مخطط كبير وسيدفع وصول ترامب الى البيت الأبيض بهذا المخطط الى الامام بسبب أفكاره الداعمة للصهيونية وولائه لها بشكل مطلق، مؤكدا بان اللوبي الصهيوني هو من يقود أمريكا منذ سنوات طويلة".
ويضم مخيم الهول المكتظ الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وعمادها القوات الكردية المدعومة من واشنطن، بحسب أرقام إدارة المخيم في يناير كانون الثاني 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل، وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر داعش".
وتُشكّل النساء والأطفال الجزء الأكبر من نزلاء المخيم الممنوعين من الخروج منه. لكنه يؤوي أيضا حوالى ثلاثة آلاف رجل في الجزء الأكبر والمخصص للعراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون، ومنهم من تلاحقه شبهات بالعمل لصالح التنظيم المتطرف.
وما تزال عودة أقارب المتطرفين من سوريا تثير جدلا بين السكان في العراق الذي خاض حربا لثلاثة أعوام انتهت أواخر 2017 بطرد داعش بعد سيطرته على حوالى ثلث مساحة البلاد لحوالى ثلاث سنوات.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء أن هذه الدفعة هي "الرابعة خلال العام الجاري، ضمن إطار عمليات ترحيل عوائل داعش الذين يحملون الجنسية العراقية" من مخيم الهول إلى العراق.
وسعيا للحدّ من العدائية التي قد تواجهها هذه العائلات عقب عودتها، يجري إيواء أفرادها أولا في مخيم الجدعة حيث يخضعون لإجراءات وتدقيق أمني و"مرحلة من التأهيل النفسي" قبل السماح لهم بالعودة إلى المناطق التي يتحدّرون منها، وفق مسؤولين عراقيين.
ويعدّ العراق من الدول القليلة التي تستعيد مواطنيها بانتظام من مخيم الهول، الأمر الذي رحّبت به الأمم المتحدة والولايات المتحدة.