تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة داعش مرتين، أولهما في العام 2014 عندما شكلت ما سُمي بالتحالف الدولي في هذا التوقت، والمكون من أكثر من 80 دولة، والذي لم ينجح هو الآخر في القضاء على دولة التنظيم إلا بعد خمس سنوات من إقامتها وتحديدًا في 22 مارس من العام 2019.

داعش أقام دولته في 29 يونيو من العام 2014، وقد مر أكثر من 10 سنوات على النشأة ومازال التنظيم ملء السمع والبصر بعملياته النوعية في الشرق والغرب، وربما تلا الإخفاق الأول في إسقاط دولة التنظيم، إخفاق آخر يتعلق إما بانشغال  واشنطن بما هو أقل من مواجهة الإرهاب وتحديدًا داعش أو توفير بيئة خصبة لهذا الإرهاب!

صحيح سقطت دولة التنظيم في العام 2019 أي قبل خمس سنوات من الآن ولكن هذا السقوط الجغرافي لم يقضي على التنظيم، فسياسات واشنطن ساعدت على تحويل خلايا التنظيم الخاملة إلى نشطة، فأمريكا التي واجهت التنظيم في سوريا والعراق هي نفسها التي بعثت فيه الحياة من جديد عبر سياستها غير السوية على الأقل خلال السنوات القليلة الماضية.

ولذلك تُسأل الولايات المتحدة عن حربها في شرق أوروبا وتحديدّا في أوكرانيا قبل عامين، فهذه الحرب أضعفت مواجهتها لتنظيم داعش ولكل التنظيمات المتطرفة، كما أنها شاركت بدعم إسرائيل في حربها ضد الفلسطينين قبل ثمانية أشهر، دعمًا انعكس سلبًا على مواجهة جماعات العنف والتطرف، بل ووفرت بيئة له.

وما قامت به واشنطن في حرب الشرق الأوسط من خلال دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا سوف يُساعد في نمو جماعات متطرفة ولعله ساعد بالفعل، وهنا الحديث عن جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة وليس عن حركات مقاومة، فالشعب الفلسطيني والعربي من حقه مواجهة المحتل الغاصب.

دور واشنطن هذا أشبه بحال احتلالها للعراق في العام 2003 حيث تكونت الدولة الإسلامية في العراق ثم في العراق والشام والتي تُعرف بداعش، وهذا بُني على إصرار واشنطن على غزو العراق رغم مخالفة ذلك لقرارات الأمم المتحدة، وهذا يدخل في باب السياسة العرجاء المشوهه لواشنطن.

هذه الحالة تعيشها المنطقة العربية حاليًا، ونفس السياسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل هي سبب ترتيبات خروج قوات التحالف الدولي من العراق، وهذا قد يكون أبسط مثال على الإخفاق الأمريكي في مواجهة داعش، كما أنه أبسط مثال عن عودة داعش من جديد، ولا نُبالغ إذا قلنا ولادة جديدة للتنظيم.

السياسات الأمريكية والأوروبية مسؤول مباشر عن خروج قواتها أو تقليص عددها في أفريقيا التي تُعاني من وجود عدد كبير من تنظيمات العنف والتطرف، وهنا تُسال فرنسا وواشنطن على وجه الخصوص عن الانقلابات العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وما ترتب على هذه الانقلابات.

ولذلك لابد أنّ تقدم واشنطن المصلحة العامة على مصالحها السياسية الخاصة، وعلى العالم أنّ يُدرك أنّ مواجهة خطر الإرهاب مقدمًا على الصراعات العسكرية التي ضربت العالم في أكثر من 10 سنوات، سواء بدءً من امتداد هذه الحرب في منطقة الشرق الأوسط أو حتى شرق أوروبا.

على واشنطن أنّ تتخلى عن سياستها الراعيّة للإرهاب أو على الأقل تُعيد النظر فيها، فعواقب هذه السياسة على المنطقة والعالم وخيمة وسوف تُكلف ذلك العالم من أمنه واستقراره، وهنا لابد أنّ يكون التحرك جماعي وسريع.

لابد أنّ يقف المجتمع الدولي أمام طموح واشنطن التي لا ترغب في مواجهة الإرهاب أو لا تؤليه اهتمامًا كبيرًا حتى بات خطرًا على الأمن والاستقرار، ومن هنا نُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية وتسوية الأوضاع في أواكرانيا، وعلى واشنطن أنّ تسعى جاهدة في تسوية الحروب التي ضربت المنطقة في سوريا واليمن والسودان والصراعات التي مازالت في عدد من الدول الأخرى مثال العراق.

وهذا يحتاج إلى عقد مؤتمر دولي يُبشر بضرورة التحرك السريع وحشد المؤيدين لهذه الفكرة، كما أنه من الضروري التبشير بها على المدى القريب، حتى لا نستيقظ على ولادة جديدة للتنظيم سوف تكون أصعب بكثير من داعش في نسخته القديمة.

لابد أنّ تدفع أمريكا فاتورة اخفاقها في مواجهة الإرهاب، من المهم محاسبتها على التخاذل وعدم الإكتراث بأهمية المواجهة، كما أنها تتحمل المسؤولية الكاملة على ذلك، كما لابد للمجتمع الدولي أنّ يُمارس ضغوطه في هذه المساحة المهمة، وعلى الجميع أنّ يتحرك سريعًا للمواجهة سواء تحركت واشنطن لذلك أو لم تتحرك.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أمريكا داعش الارهاب عودة داعش التحالف الدولي إرهاب داعش فی مواجهة لابد أن

إقرأ أيضاً:

وقفات شعبية في ريمة دعما لفلسطين وتأكيدا على الثبات في مواجهة العدوان الأمريكي

الثورة نت/..

أقيمت اليوم بمحافظة ريمة وقفات شعبية،تأكيداً على ثبات الموقف اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وأكد المشاركون في الوقفات أن تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن سيفشل ولن يثني الشعب اليمني عن استمرار إسناد فلسطين على كافة الاصعدة.

وأكد بيان صادر عن الوقفات ثبات موقف اليمن المناصر لفلسطين، والوقوف إلى جانب حزب الله والشعب اللبناني الشقيق .

وأدان البيان استمرار العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان ، و ما يرتكبه من جرائم ومجازر بشعة بحق أطفال ونساء غزة أمام مرأى ومسمع العالم .. مؤكدا أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مواقفه المشرفة، ولن ترهبه تهديدات المعتدين ولا أدواتهم من المرتزقة والعملاء.

وحذر كل من يجند نفسه أو يبيعها للشيطان الأمريكي والصهيوني، داعيا الجهات القضائية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يثبت تورطه في خدمة الأجندات الأمريكية والإسرائيلية، باعتبار ذلك خيانة عظمى لا يمكن السكوت عنها.

وشدد على ضرورة التصدي لكافة مخططات العدو، وملاحقة العملاء ومحاصرتهم وفضحهم في كل الساحات، مؤكداً أن الصمت عنهم يعد مشاركة في الجرائم التي يرتكبها هذا العدو في غزة واليمن.

وحيا البيان المواقف الشجاعة والدور الذي يقوم به قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في نصرة الأشقاء الفلسطينيين في زمن تعاظم فيه المتخاذلون والمطبعون مع العدو..مجدداً العهد في مواصلة دعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية في مواجهة قوى العدوان

ودعا البيان أولياء الأمور إلى الدفع بأبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية للمساهمة في بناء جيل واعٍ مرتبط بهويته الإيمانية والوطنية وقادر على مواجهة الحرب الناعمة التي تستهدف العقول الناشئة.

مقالات مشابهة

  • قناصات ضد داعش.. المحاربات الكرديات يرفضن التخلي عن السلاح في مواجهة تهديدات مزدوجة
  • الإرهاب باسم الشريعة: قراءة في الاستراتيجيات الخطابية لتنظيم داعش
  • الحويج: لابد من تسهيل عمل البعثات والقنصليات العاملة في بنغازي
  • ضجة عالمية في مواجهة الحرب التجارية للرئيس الأمريكي
  • العراق: تدمير سيارة مفخخة في غارة جوية غربي الأنبار
  • تركيا تقول إنها لا تريد مواجهة مع إسرائيل في سوريا
  • دور الكتَّاب والإعلاميين المساند لليمن في مواجهة العدوان الأمريكي
  • احتجاجات غاضبة في الأردن رفضًا للدعم الأمريكي لإسرائيل
  • وقفات شعبية في ريمة دعما لفلسطين وتأكيدا على الثبات في مواجهة العدوان الأمريكي
  • وقفات بالحديدة نصرة لفلسطين وتجديد الثبات في مواجهة العدوان الأمريكي